ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب علي بعضها فضيلة الدكتور مجدي عاشور. أمين الفتوي بدار الإفتاء المصرية ومستشار فضيلة المفتي.

* ما حكم إخراج الصدقة الجارية علي المتوفَّي العاصي؟

** إخراجَ الصدقات باسم مَن مات عاصيًا أمرى جائزى شرعًا» إذ الأصل أنَّ عصيانَ الميت لا يمنع من وصول ثواب الصدقات إليه. وعليه: فيجوز أنْ نفعلَ له من الصدقاتِ الجاريةِ. كالحج والصوم والصدقات وغير ذلك من الأعمال الحسنة ما يوفقنا الله تعالي إليه» بل هو أحوجُ إلي هذا.
* عندي غَيْرَةى علي مَن أخطبها. فأقوم بتفتيش التليفون وأقرأ الرسائل والمحادثات وهكذا. وفي غالب الحالات تتم فسخ الخطبة بسبب ذلك. فهل يجوز فِعْلِي هذا؟
** تُبْنَي الخطوبةُ علي الثقة وحسن ظن كل طرف بصاحبه» وبالتالي لا يجوز للخاطب التفتيش في مراسلات ومحادثات مخطوبته. ولا أنْ يتتبَّع ذلك. بل ينبغي علي كل طرف منهما إحسان الظن في صاحبه. ومَن ثارت في نفسه شكوكى تجاه الآخر فما المانع من مصارحته بالحكمة من أجل التفهم والإصلاح والنصح ليكون ذلك أحري أن يؤدم بينهما إذا يَسَّرَ اللهُ لهما إتمامَ الزواج.
* هل يجوز أن أدعو في الصلاة بتحصيل منفعة دنيوية لنفسي أو لشخص معين؟
** اختلف الفقهاء في حكم الدعاء في الصلاة بمعينيّ غير المأثور عن النبي صلي الله عليه وسلم.. ويجوز شرعًا الدعاءُ بأمر دنيويّي في الصلاة. كزوجة معينة أو صديق أو سيارة أو نجاح مثَلًا. سواء كان الدعاء للنفس أو للغير. مع الحرص علي ألا نَنْجَرَّ في الدعاء إلي تفاصيل تُخْرِجُنا عن الخشوع في الصلاة.
* متي ترفع السبابة في جلسة التشهد في الصلاة؟
** يُسنُّ باتفاق الفقهاء رفع السبابة عند التشهد في الصلاة. واختلفوا في كيفية رفعها. والأمر في ذلك واسع» لأنها من الهيئات المستحبة في الصلاة. ولا ينبغي الاختلاف حولها. فالكل جائز ووارد عن الفقهاء.
* هل مَن يَرَي سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم في المنام علي هيئة مختلفة يكون هو رسول الله حقيقة؟ 
** رؤية النبي صلي الله عليه وآله وسلم في المنام مِن أعظم النعم وأشرفها» ولذلك فمن يراه لا تسعه الدنيا وما فيها. وقد قال صلي الله عليه وآله وسلم: "مَن رآني في المَنام فقد رآني حَقًّا » فإنَّ الشيطانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي".. إلا أن العلماء اختلفوا فيمَن يري النبي صلي الله عليه وآله وسلم علي صورة مختلفة عما ورد في سيرته العطرة فقال بعضهم لابد أن يأتي في صورته الحقيقية وقال المحققون الأكمل أن يأتي في صورته الحقيقية. وإذا جاء في غير هيئته فهو رسول الله أيضا لأن الحديث مطلق في أن الشيطان لا يتمثل في أي صورة تنسب له صلي الله عليه وآله وسلم.. وتُفَسَّر هذه الصورة غير المكتملة بأنها علي قَدْر قرب الرائي من حضرته.. وأنه ينبغي عليه الالتزام بحبه والعمل بسنته أكثر ليأتيه في الصورة الكاملة. ولكن مع الصورة غير المكتملة أيضًا هو سيدنا النبي صلي الله عليه وآله وسلم. فالمَرْئِيُّ واحدى. وعينُ الرائي هي التي تختلف.
* أخي يقاطعني وأنا امرأة متزوجة. فهل عَلَيَّ ذنب إذا قاطعته كما يقاطعني؟
** صلة الرحم ليس معناها فقط أن مَن وَصَلَكِ تَصِلِينَهُ» ولكن أيضًا مَن قطعكِ من ذوي رَحِمِكِ فعليكِ أن تَصِلِيهِ» إذ لا نتعامل مع المعصية بالمعصية. وإنما بالطاعة. وفي ذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ليس الواصِلُ بالمُكافِئ. ولكن الواصل الَّذي إذا قُطِعتْ رَحِمُه وصلَها".
* ما حكم الصلاة علي الكرسي للمريض وغيره من أول الصلاة. فرضًا ونافلةً؟
** الأصل في الصلاة أن تكون مِن قيام. والقيام في الفريضة ركن من أركان الصلاة لمن يستطيع القيام. ولذلك من جلس وهو قادر علي الوقوف بطلت ركعته. ووجب عليه أن يرجع ليقف حال القراءة» لتصح ركعته.
ولذلك من استطاع القيام وجب عليه الوقوف في الفريضة من أول صلاته. لقول الله تعالي: "حَافِظُوا عَلَي الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَي وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ".. ومن لم يستطع القيام في الفريضة لِمَرَضي مَثَلًا فليجلس. وصلاته صحيحة وله الأجر كله إن شاء الله.
أما في النافلة فلا ننظر إلي الاستطاعة. ولكن من صلي قائما وهو مستطيعى للقيام. أو كان غير قادر علي القيام فصلي جالسًا. فصلاته صحيحة وله الأجر كله إن شاء الله.. ومن صلي النافلة وهو جالس مع كونه قادرًا علي القيام. فصلاته صحيحة. ولكن له نصف الأجر. كما أخبر بذلك رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.
* هل تغيير حفاضات الأطفال ينقض الوضوء؟.. وهل الصلاة تجوز أثناء حمل طفل ملابسه مصابة بنجاسة ؟
** تغيير الحفاضات لا يبطل الوضوء ولكن هناك فارق بين نقض الوضوء وبين تنظيف النجاسة. فيجب ألا تكون هناك نجاسة علي البدن أو الملابس حتي تصح الصلاة. أما الوضوء فينقض من أشياء معروفة وهي الريح والتبول والتبرز والنوم العميق وهي الأسباب المتفق عليها التي تبطل الوضوء. لكن طريقة التعامل مع النجاسة التي قد تصيب من يقوم بتغيير حفاضة الطفل. إن جاءت نجاسة علي اليد أثناء تغيير الحفاضات لا تبطل الوضوء ولكن يجب أن يتم غسلها وإزالة النجاسة. ولا يلزم إعادة الوضوء.
أما الصلاة أثناء حمل طفل ملابسه مصابة بنجاسة فلا يجوز. فيجب أن يتم تنظيف ملابس الطفل أولا وإزالة النجاسة عنها حتي لا تبطل الصلاة. والأصل ألا يتم حمل الطفل أثناء الصلاة إلا لضرورة. كخروج وقت الصلاة وعدم وجود من يحمله.