أكد خبراء وأساتذة المناخ أن اختيار مصر لانعقاد المؤتمر الـ 27 للمناخ في العام القادم والذي تشارك فيه 190 دولة هو تقدير لدور مصر الاقليمي والعالمي في مجال المناخ والتحول للاقتصاد الأخضر لانقاذ العالم من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة والذي يمثل خطورة كبيرة علي العديد من دول العالم.
بداية يقول محمود شاهين المتحدث الرسمي لهيئة الأرصاد الجوية ان مصر من الدول الرائدة والأولي سواء في الوطن العربي أو قارة أفريقيا فمصر من منطلق دورها الرائد في القارة والعالم أجمعه ينظر لها في كافة الموضوعات التي تشمل القارة باعتبارها الدولة التي دائماً تتحدث باسم القارة وأيضا هي التي دائماً تساعد القارة والدول الأفريقية في العديد من المجالات سواء في مجال الزراعة أو الري أو علم الارصاد الجوية بكافة مجالات الحياة وعندما يختار المؤتمر دولة من الدول النامية بالقارة الأفريقية فهذا يعد اعتراف بان التغيرات المناخية تحدث بسبب الدول المتقدمة نتيجة لاستخدامها للوقود الاحفوري ومشتقاته خاصة انه يؤثر علي الدول النامية بشكل كبير.
أضاف أن مجرد التفكير في أن يكون استضافة المؤتمر 2022 رقم 27 من الدول النامية هذا يعد اعترافاً بان هذه الدول من حقها الحياة والعيش في مناخ معتدل لا يؤثر علي صحة الانسان في هذه المناطق.
أشار الي أن قارة أفريقيا ستكون ممثلة في الدول النامية وعلي رأسها رائدة الدول الأفريقية "مصر". فيتضح هنا دور مصر بما قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الـ 26 من دور كبير لمصر منذ فترة طويلة وهي تهتم بالتطورات المناخية بجدية شديدة علي عكس الدول المتقدمة لم تأخذ هذا الموضوع بجدية. فحين وضح الرئيس ما قامت به مصر خلال السنوات الماضية في مجابهة وتقليل من التغيرات المناخية.وتأثير هذه التغيرات علي كافة دول العالم وهذا يعد تكريم لمصر وشرف كبير لها.
يقول الدكتور محمد ابراهيم شرف أستاذ الجغرافيا المناخية بجامعة الاسكندرية ان مؤتمر الاتفاقية الاطارية السنوي للمناخ التي تشرف عليه الأمم المتحدة .ينعقد لمناقشة التغيرات المناخية وكيف تقوم دول العالم بحل هذه المشكلة والتقليل من الآثار الناتجة عن هذه التغيرات المناخية. حيث ان هذه التغيرات تتأثر بشكل كبير بالانبعاثات الغازية التي تنتج من محركات القوة والمصانع والنشاط الصناعي في دول العالم. فهذه الانبعاثات تعمل علي تغيير المركب الغازي للغلاف الجوي الذي يؤدي الي تغير ميزانية الطاقة الواصلة الي سطح الأرض وطالما ان هذه الميزانية تغيرت فجميع الظواهر والعمليات المناخية تحدث لها حالة من التغيير.فبالتالي بتشتد قوة العواصف المجرية والمنخفضات الجوية وقوة الرياح حيث تتأثر عمليات التبخر والرطوبة الجوية والامطار السنوية فجميع العمليات المناخية تتأثر بهذه التغيرات. فتحدث هنا ظواهر مناخية فجائية مثل ظاهرة السيول الناتجة بفعل أمطار غزيرة ينتج عنها فيضانات هائلة وعارمة تؤدي الي دمار شامل كذلك الرياح والعواصف الجوية الشديدة وفترات الجفاف.
أشار د. ابراهيم الي ان جميع دول العالم تجتمع في هذا المؤتمر للتعاون لأنها تعد مشكلة عالمية تحتاج الي حل عالمي لمناقشة التغيرات المناخية. لكي يضعوا الحلول لمواجهة مثل هذه التغيرات المناخية قبل ان تتفاقم الأمور لأنه من المتوقع اذا ارتفعت درجة حرارة الأرض لأكثر من درجتين مئويتين هذا سيؤدي الي ارتفاع كبير في مستوي سطح الأرض وهذا سيؤدي الي ذوبان كميات كبيرة من الجليد في القطبين الشمالي أو الجنوبي وأيضاً سيحدث غرق في أجزاء من المدن الساحلية. وبالتالي لابد من اتفاق جميع دول العالم علي تقليل هذه الانبعاثات الغازية حتي لا نصل الي احترار الأرض ثم ذوبان الجليد ثم ارتفاع مستوي سطح البحر ثم هذا الارتفاع يطغي علي الدلتاوات والمناطق الساحلية المنخفضة. فلابد من مواجهة هذه الأمور. فمصر واحدة من دول العالم التي تلتزم بروتوكوليا بنتائج الاتفاقيات السنوية.
نوه د. شرف الي أن مصر من الدول التي قامت بالفعل بعمل خطوات كثيرة لتقليل الانبعاثات الغازية منها تركيب فلاتر علي مداخن المصانع والتوجه الي الصناعة والطاقة النظيفة أو التوجه الي الصناعة المتقدمة الكترونية بقدر ما تسمح به خطط التنمية في مصر. وأيضاً المؤتمر ينادي بالتكيف مع التغيرات المناخية وتخفيف آثار هذه التغيرات.
فمصر من الدول التي أتخذت خطوات كثيرة في هذا المجال وبالتالي مصر تعتبر واحدة من الدول التي تدعم نتائج مؤتمرات المناخ والتوصيات التي تخرج من هذه المؤتمرات. فلذلك من الأجدر ان تنظم مصر مثل هذا المؤتمر باعتبارها واحدة من دول العالم الرائدة في مجال الأرصاد الجوية. فمصر بها مساهمات مناخية سواء في الجامعات المصرية أو هيئة الأرصاد الجوية. فالمكانة المصرية السياسية أولا ثم موقعها الجغرافي المتميز علي مستوي العالم والثقل الجغرافي لمصر. بالاضافة ان مصر بها هيئة ارصاد جوية عريقة. فالبيئة في مصر مهيئة لتنظيم مثل هذا المؤتمر والخروج بمستوي جيد.
أكد الدكتور عمر محمد علي أستاذ الجغرافيا جامعة حلوان ان هذا المؤتمر له أهمية مؤثرة لأنه يدق ناقوس الخطر علي التغيرات المناخية التي تهدد العالم بأسره. فالتغيرات المناخية ينتج عنها اغراق العديد من الدول واختفاء بعض المدن واستضافة مصر للمؤتمر يؤكد الدور الاقليمي والجغرافي والسياسي والثقل الوظيفي لمصر في عهد الرئيس السيسي هذا فضلاً عن نقطة جوهرية ما يمثله المناخ وتغيراته من آثار بيئية مختلفة علي العديد من دول العالم المختلفة لأن هذه التغيرات لها تأثير علي كل من الصناعة والزراعة والسكان والمدن والتخطيط والعمران والانسان وأيضا علي انتشار الأمراض البيئية المنتشرة في العديد من دول العالم.
أضاف أن الهدف الأساسي في حدوث هذه التغيرات هي الدول الصناعية الكبري التي تعد هي المسبب الأساسي للتدهور البيئي والمناخي في العالم فبالتالي هنا الدول الفقيرة والنامية هي الدول التي تدفع الضريبة لأنها تأخذ باقي المخلفات الصلبة والصناعية صاحبة التأثيرات المختلفة. فلذلك هذه المخلفات تكون تأثيراتها أكثر علي الدول النامية لأنها ليس لديها موارد كافية أو وسائل تقنية حديثة للتأقلم مع التغيرات المناخية. فهناك دول معرضة انها تختفي تماما من الخريطة وأيضا هناك بعض المناطق سيتم تآكلها منها الدلتا المصرية كالاسكندرية ورشيد ودمياط. فلابد من تقليل الانبعاث الحراري من التلوثات البيئية الناتجة عن المصانع والحد من تلوث السيارات. فمصر الآن بدات الاتجاه الي المدن الخضراء هذه المدن مهمتها الأساسية المحافظة علي التوازن البيئي. فلابد من الحد التام من تأثير انبعاث الكربون الناتج عن السيارات في معظم دول العالم. فمن الضروري ان تتحول الي ما يسمي بالطاقة النظيفة أو الطاقة الخضراء أو الطاقة الصديقة للبيئة من حيث مولدات الحرارة والمحركات المختلفة التي يتم استخدامها فلابد من استبدالها لكي تكون صديقة للبيئة.
أشار د.عمر الي ان هذه القمم لا تعقد الا في الدول ذات الثقل الاقتصادي والوظيفي والسياسي وذات التأثير علي البعد الدولي.
يري الدكتور علي نور الدين خبير تخطيط المياه بالبرنامج الإنمائي للأمم أن سبب اختيار مصر واضح لأن مصر هي الدولة الوحيدة التي أثارت موضوع البيئة منذ أكثر من عشرين عاما. وعندما حدثت مشكلة ذوبان الجليد للقطب الشمالي نتج عن ذلك حالة قلق في ان يحدث تأثير علي البحار. وبالتالي دلتا نهر النيل ستتأثر بذلك. فمصر أخذت هذا في اعتبارها بأنها لابد ان تهتم بالبيئة كعنصر أساسي في التنمية. والكرة الأرضية بها مجموعة من الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون والأكسجين والنتروُين وهذه الغازات تحقق صور الحياة في هذا الكون.
أوضح د. علي نور الدين ان في حالة تأثر هذه الغازات أو زيادتها عن المعدل الطبيعي تكون النتيجة سلبية. فهناك مقياس لهذه الأشياء وهو معدل التغير المناخي فلابد ان يقاس بطريقة رياضية يأخذ في اعتباره مجموعة من العناصر المحددة وهي درجة الحرارة والغطاء النباتي والتلوث المائي والهوائي وذوبان الجليد وثقب الأوزون فعند دراسة هذه العناصر سوف نحدد ماذا يحدث في تغير هذا العنصر.فهذه العناصر أساسية ولكن هناك عناصر أخري مؤثرة مثل العناصر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كعناصر محددة للتغير المناخي.
أشار د.علي نور الدين الي أهمية وجود اتفاقيات موقعة بين الدول المؤثرة والمتأثرة علي تغير المناخ ولكن بالنسبة للعناصر الاقتصادية كالتضخم والفقر والبدء المحلي هو الذي يؤثر علي الموضوع ويعطيه أهمية أو لا أهمية.. فمصر ستصبح هي الأساس لعمل هذا المؤتمر. فهذا سيعطي مصر الثقل ليس علي مستوي العالم بصفة عامة بل علي المستوي الاقليمي أيضا لأن مصر تعتبر هي حجر الأساس سواء في افريقيا أو الشرق الأوسط.
اترك تعليق