تزايدت الضغوط على رئيس الوزراء الأثيوبى آبى أحمد، الذى يحاول منع زحف مقاتلى تحالف جبهتى تحرير "التيجراى والأورومو" نحو العاصمة أديس أبابا، إذ وقعت 9 جماعات إثيوبية في واشنطن على اتفاق لإنشاء تحالف جديد مناهض لحكومة أديس أبابا.
من ضمن الفصائل الـ9 هناك عدد من الجماعات التي لديها مقاتلون مسلحون، لكن ليس من الواضح إن كانت جميعها كذلك. وقال المنظمون لهذا التحالف، إنهم يسعون إلى فترة انتقال سياسي بعد عام من الحرب المدمرة.
ويشمل التوقيع على إنشاء التحالف الجديد، والذي جرى في واشنطن، قوات تيجراي، التي تقاتل حالياً القوات الإثيوبية والقوات المتحالفة معها، بالإضافة إلى جيش تحرير أورومو، الذي يقاتل الآن إلى جانب قوات تيجراي، وسبع مجموعات أخرى من جميع أنحاء البلاد.
ومن بين الجماعات الأخرى الموقعة على اتفاق التحالف، جبهة وحدة عفار الثورية الديمقراطية، وحركة آغاو الديمقراطية، وحركة تحرير شعب بني شنقول، وجيش تحرير شعب غامبيلا، وحركة العدالة والحق للشعب الكيماني العالمي- حزب كيمانت الديمقراطي، وجبهة سيداما للتحرير الوطنية، ومقاومة الدولة الصومالية.
ويسعى التحالف الجديد المسمى "الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية الإثيوبية" إلى "إقامة ترتيب انتقالي في إثيوبيا" حتى يتمكن رئيس الوزراء من الرحيل في أسرع وقت ممكن، حسبما قال يوهانيس أبرهة أحد المنظمين وهو من مجموعة تيجراي.
ويأتى ذلك فيما تصاعدت قدرة مقاتلى جبهة تحرير شعب تيجراي على تهديد العاصمة أديس أبابا بعد التحالف العسكري الذي عقدته وجبهة تحرير أورومو المحظورة .
وقال المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، جيتاتشو رضا، إن عناصر الجبهتين تمكنوا بشكل ملموس من ضم منطقة شمال أديس أبابا.
وأعلن الجيش الإثيوبي أمس استدعاء المتقاعدين للعودة إلى صفوفه للدفاع عن العاصمة أديس أبابا. والثلاثاء الماضى، أعلن آبي أحمد فرض حالة الطوارئ في إثيوبيا، عقب تصاعد المواجهة مع جبهة تحرير إقليم تيجراي، التى حققت مكاسب قتالية وسيطرت على مناطق جديدة فى إقليم أمهرة، واقتربت من العاصمة أديس أبابا. ودعا رئيس الوزراء الأثيوبى المواطنين إلى حمل السلاح، ومواجهة مقاتلى التيجراى، فى خطوة تشعل الحرب الأهلية الدائرة هناك.
وكانت "جبهة تحرير شعب تيجراي" قد سيطرت الأسبوع الماضى على بلدتى كومبولشا وديسي، فى خطوة كبيرة في عمليات المتمردين في الحرب المستمرة منذ قرابة العام، بعد استعادتهم السيطرة على معظم إقليم تيجراي من القوات الفيدرالية في يونيو.
ومع اتساع رقعة الحرب الأهلية فى أثيوبيا، تواصلت تحذيرات دول العالم لمواطنيها بإلغاء أو تأجيل الزيارات المخططة إلى البلد الأفريقى. وفى هذا السياق، كشفت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية عن أنها رفعت مستوى التنبيه الخاص بسفر مواطنيها إلى جميع أرجاء أثيوبيا إلى المستوى الثالث ابتداء من أمس الجمعة وذلك نتيجة لاشتداد الحرب الأهلية.
ووفقا لوكالة الأنباء الكورية، فقد أوصت الوزارة مواطنيها بإلغاء أو تأجيل الزيارات المخططة إلى أثيوبيا، والخروج من أثيوبيا إلى مكان آمن، باستثناء الحالات الضرورية. وأكدت الوزارة أنها ستراقب مجريات الوضع في أثيوبيا عن كثب وتراجع باستمرار الحاجة إلى تعديل تنبيه السفر بشكل إضافي في المستقبل.
وكانت الخارجية الأمريكية قد حذرت فى بيان أصدرته قبل 3 أيام، مواطنيها من السفر إلى إثيوبيا بسبب النزاع المسلح والاضطرابات المدنية وانقطاع الاتصالات والجريمة، واحتمالية وقوع هجمات إرهابية. وقال البيان الأمريكي إن السفر إلى إثيوبيا غير آمن فى هذا الوقت بسبب النزاع المسلح المستمر.
كما قالت السفارة الأمريكية لدى إثيوبيا في بيان إن البيئة الأمنية في إثيوبيا تدهورت بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية مع استمرار تصعيد النزاع المسلح والاضطرابات المدنية في أمهرة وعفر وتيجراي وتم تقييد جزء كبير من الطريق السريع A2 الذي يربط أديس أبابا بالمدن الواقعة إلى الشمال من قبل السلطات الفيدرالية، ما أدى إلى اضطراب المسافرين الذين تقطعت بهم السبل ونتج عن ذلك بيئة سفر غير مسموح بها بشكل عام.
وأضاف البيان "يُحظر حاليًا على موظفي السفارة الأمريكية السفر خارج حدود مدينة أديس أبابا، كما نقترح بشدة أن يعيد المواطنون الأمريكيون النظر في جدية السفر إلى إثيوبيا، وأن يفكر الموجودون حاليًا في إثيوبيا في اتخاذ الاستعدادات لمغادرة البلاد.
وقد أعرب الاتحاد الأوروبي أول أمس الخميس عن قلقه من ارتفع وتيرة الاعمال القتالية في إثيوبيا، مشيرا إلى أن الوضع يهدد بتفتت البلاد، داعيا الأطراف المتصارعة لتنفيذ وقف إطلاق النار.
وجاء في إعلان صادر عن الممثل السامي للشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي بشأن الوضع في إثيوبيا انه بعد عام واحد من القتال، تفاقم الصراع في شمال إثيوبيا واتسع نطاقه، مما تسبب في أزمة إنسانية مدمرة، وتقويض سلامة أراضي البلاد واستقرارها، والتأثير على المنطقة بأكملها.
وذكر الإعلان، الذي نشر على الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي، "يشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق بشكل خاص بشأن التصعيد الأخير للقتال في منطقة أمهرة والتقدم العسكري للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وجيش تحرير أورومو، فضلاً عن القصف الجوي من قبل القوات الجوية الإثيوبية لميكيلي، وكلها تهدد بجر البلاد أكثر إلى التفتيت ونزاع مسلح واسع النطاق وتفاقم أوضاع السكان.
وأكد الاتحاد الأوروبي مجددًا أنه لا يوجد حل عسكري، ودعا جميع أطراف النزاع إلى تنفيذ وقف إطلاق نار ذي مغزى بأثر فوري والمشاركة في مفاوضات سياسية دون شروط مسبقة، وإظهار المسؤولية والقيادة السياسية. ويكرر الاتحاد الأوروبي دعوته إلى الانسحاب الكامل والفوري للقوات الإريترية من الأراضي الإثيوبية.
وتابع الاعلان أنه في تيجراي، أجبر العنف ما يقرب من 3 ملايين شخص على الفرار من ديارهم، ويحتاج أكثر من 5 ملايين شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وفي منطقتي عفار وأمهرة المجاورتين، هناك تقديرات بأن 1.5 مليون شخص آخرين بحاجة إلى مساعدات طارئة.
اترك تعليق