كيف نحتفل بالمولد النبوى ولم يحتفل به النبى صل الله عليه وسلم ولم يحتفل به الصحابة اليس بذلك يصبح بدعة 

أجاب الدكتور مجدى عاشور المستشار الاكاديمى لمفتى الديار المصرية وأمين الفتوى بدار الإفتاء  

اصل امر الاحتفال بالنبى صل الله عليه وسلم مشروع فالاحتفال كان منذ ادم عليه السلام عندما وجد اسم  النبى صل الله عليه وسلم على ساق العرش وسأل بأسمه الله تعالى كما انه تصلى الملائكة عليه صل الله عليه وسلم فى كل وقت وزمان ففى سورة الاحزاب قال تعالى "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" (56

وكان النبى صل الله عليه وسلم يصوم  يوم الاثنين وهو يوم مولده احتفالاً وشكراً لله 

وقال امين الفتوى ان بعض المتطرفين لا يصدرون الا حديث سيدنا معاوية " أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ خرجَ على حَلْقةٍ   من أصحابِهِ فقالَ مَا أَجْلَسَكُمْ ها هنا؟ قالوا: جَلَسْنَا نَذكُرُ اللهَ ونَحْمَدُه على ما هَدانا للإسلامِ، ومَنَّ بِه عَلَيْنَا قالَ آللَّهُ ما أجلسَكم إلَّا ذلِكَ قالوا آللَّهُ ما أجلسنا إلَّا ذلِكَ قالَ أما إنِّي لَم أستحلِفْكم تُهمةً لَكم وإنَّما أتاني جبريلُ عليْهِ السَّلامُ فأخبرَني أنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يُباهي بِكمُ الملائِكةَ"

فقد استندوا المتشددون على كلمة "ومَنَّ بِه" حيث فسروا الضمير فى "به" انه عائد على الاسلام 

الى ان الحديث فى مسند  الامام احمد و النسائى وهو من اصح الكتب فى الاحاديث الصحيحة بعد البخارى ومسلم حيث ذُكر فيه  "ومنَّ علينا بِكَ " 

"- أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ خرجَ على حَلْقةٍ يعني من أصحابِهِ فقالَ ما أجلسَكم قالوا : جلَسنا ندعوا اللَّهَ ونحمَدُهُ ، على ما هدانا لدينِهِ ومنَّ علينا بِكَ قالَ آللَّهُ ما أجلسَكم إلَّا ذلِكَ قالوا آللَّهُ ما أجلسنا إلَّا ذلِكَ قالَ أما إنِّي لَم أستحلِفْكم تُهمةً لَكم وإنَّما أتاني جبريلُ عليْهِ السَّلامُ فأخبرَني أنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يُباهي بِكمُ الملائِكةَ"

كما ان الله سبحانه وتعالى ذكر منته برسول الله علينا حيث قال" لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (164)آل عمران

وعن مظاهر الاحتفال  بالمولد النبوى قال امين الفتوى انها تكون بأطعام الطعام والذكر وقراءة القرآن ومنها ايضاً شراء الحلوى الى ان البعض قال ان ذلك مما تشمله البدع الى ان العلماء المحققين قالوا ان الوسائل تأخذ حكم المقاصد فأن شراء الحلوى احتفالاً بالرسول صل الله عليه وسلم يؤجر صاحبها ان كان ذلك بهدف اسعاد الاهل واظهاراً للفرح بمولده صل الله عليه وسلم 

ولفت امين الفتوى الى ان العلماء المحققين يفرقون فى كون الامر المحقق فيه من كونه بدعة حسنة او انه من البدع السيئة فينظرون اولاً الى الوصف اللغوى  ثم بعد ذلك ينظرون اليه من حيث الحكم الشرعى فأذا وافق وطابق المر المحقق فيه الشرع فيدرج من البدع الحسنة ومن امثالها جمع الناس فى صلاة التراويح فى شهر رمضان حيث لم يصلى النبى صل الله عليه وسلم صلاة التراويح فى جماعة كل يوم الى ان سيدنا عمر بن الخطاب فعل ذلك وقال نعمة البدعة هى 

 فيذكر  أنَّ عمرَ رضى الله عنه  خرجَ ليلةً في رمضانَ فخرجَ معَهُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عبدٍ القاريُّ فطافَ بالمسجِدِ وأَهْلُ المسجدِ أوزاعٌ متفرِّقونَ ، يصلِّي الرَّجلُ لنفسِهِ ، ويصلِّي الرَّجلُ ، فيصلِّي بصلاتِهِ الرَّهطُ ، فقالَ عُمَرُ : واللَّهِ إنِّي أظنُّ لَو جمعنا هؤلاءِ علَى قارئٍ واحدٍ لَكانَ أمثلَ ، ثمَّ عزمَ عمرُ علَى ذلِكَ ، وأمرَ أُبيَّ بنَ كعبٍ أن يقومَ لَهُم في رَمضانَ . فخرجَ عمرُ علَيهم والنَّاسُ يصلُّونَ بصلاةِ قارئِهِم ، فقالَ عمر : نِعمَ البدعةُ هيَ والَّتي تَنامونَ عنها أفضلُ منَ الَّتي تَقومونَ - يريدُ آخرَ اللَّيلِ "

وعليه فأن الاحتفال بالنبوى من السنن الحسنة والتى لا تعد من البدع مادام ليس فيها من المنكرات والوسائل تأخذ من اصل المقاصد فالاحتفال بالمولد النبوى من اعظم القربات لله 

والله أعلم

جاء ذلك خلال البث المباشر الذى تبثه دار الافتاء المصرية على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك للاجابة على اسئلة المواطنين ويدير الحلقة الاعلامى حسن الشاذلى