للسنة الثانية، يجد نادي الكوكب المراكشي لكرة القدم نفسه في حاجة إلى الدعم والمساندة من قبل جميع المتدخلين والمهتمين، من مكونات النادي ومشجعين ومسؤولين وفاعلين اقتصاديين، لتجاوز المحنة التي يمر منها واستعادة مجده السابق.
وإذا كان الرئيس رضوان حنيش قد استطاع بفضل جهوده تسديد ديون النادي وانتداب لاعبين خلال “الميركاتو” الشتوي والصيفي للموسم الكروي الماضي، ما مكن الفريق من ضمان البقاء ضمن فرق القسم الوطني الثاني، فإنه حرم هذا الموسم من سوق الانتداب الصيفي لتعزيز فريقه بغية المنافسة على العودة إلى القسم الاول من البطولة الاحترافية.
وعللت اللجنة التأديبية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم قرار منع الكوكب من الانتدابات، بتأهيل النادي للاعبين خلال الموسم الكروي الماضي رغم المنع الصادر عن “الفيفا” بسبب عدم تسوية الديون المتراكمة عليه تجاه لاعبين أفارقة، ما عرقل أداء الفريق في الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي، ورغم ذلك عاد التفاؤل إلى مكونات الفريق بعد إسناد العارضة التقنية لمحمد بوطهير، وتسجيل نتائج مقبولة في وديات الاستعدادات التي تسبق بداية الموسم.
ويبدو أن فأل النحس سيصاحب فارس النخيل كامتداد لما تخبط فيه الفريق لسنوات، وهو ما يثير تذمر اللاعبين والمكتب المسير وفاعلين بقطاع كرة القدم ومسيرين لفرق أخرى بمدينة مراكش.
وأضحى هذا الوضع المؤلم حديث المقاهي وعلى منصات التواصل الاجتماعي، ما جعل فاطمة الزهراء المنصوري تتحدث عن دعم النادي لحظة انتخابها رئيسة للمجلس الجماعي.
فهل ستكون تركيبة هذا المجلس فأل خير على الفريق العريق الذي حصد ثلاثة كؤوس في موسم كروي واحد وترأسه في زمن سابق حارس أمن المرحوم الحسن الثاني لما له من مكانة تاريخية في بناء الدولة المغربية بعد الاستقلال، إلى جانب فريق المولودية الذي ارتبط بفترة مقاومة الاستعمار؟
وإلى أي حد يمكن لهذا النادي أن يتغلب على مشاكله المالية بتدخلات فردية؟ وبأي معنى يمكن القول إن فارس النخيل مسؤولية جماعية تهم كل القاطنين بمدينة مراكش؟ وهل يمكن ضمان بقاء الفريق الأول لبهجة الجنوب بالتبرعات والمنح التي لا تسمن ولا تغني من جوع الفريق التواق إلى قسم الاحتراف؟
أحمد تميم، متتبع لكرة القدم، قال إن “فريق الكوكب المراكشي لكرة القدم يحتفل بالذكرى 74 لتأسيسه من طرف مناضلين أشاوس وهو يعيش أحلك فتراته، بسبب أمواج الاندحار التي تتلاطم به منذ أكثر من عقدين من الزمن، لكن أحواله لم تتحسن بعد انتخاب الرئيس الحالي رضوان حنيش بسبب كثرة الإكراهات التي واجهت المكتب الجديد، من قبيل مشكل أحكام الاتحاد الدولي لكرة القدم التي تمنعه من إبرام صفقات الاستفادة من لاعبين جدد خلال فترة الانتقالات الصيفية”.
وأضاف تميم، في تصريح لهسبريس، أن “هذه الأمنيات تبخرت بمنع الفريق من إجراء انتدابات جديدة أو إبرام عقود مع لاعبين آخرين، وعدم السماح بتجديد العقود مع لاعبي الموسم الماضي الذين مارسوا في الفريق بموجب عقود هاوية، تطبيقا لمراسلة الفيفا، ما خلف ردود فعل متباينة ومختلفة في ظل حالة الغموض والالتباس التي أحاطت بالموضوع، واضطر معها الفريق إلى اعتماد لاعبي فريق الأمل، بعد حادثة مقابلة نهضة الزمامرة التي انتهت بهزيمة المراكشيين بثلاث إصابات لواحدة”.
وعاب المتحدث على المكتب الجديد “حالة الصمت المطبق التي ينهجها، ما يترك الباب مشرعا أمام التأويلات والشائعات، خاصة بعد النتيجة السلبية لنادي الكوكب المراكشي في مقابلتيه أمام نهضة الزمامرة وسطاد المغربي، رغم بطولة لاعبين شباب وجدوا أنفسهم مكرهين أمام مسؤولية جسيمة غير مهيئين لها لا بدنيا ولا تكتيكيا ولا نفسيا، لتخيم وتجثم حالة من الحزن والألم على قلوب أحباء فارس النخيل داخل وخارج أرض الوطن، وهذا الوضع يفرض على المكتب المسير جرأة وشجاعة لتوضيح الصورة وإضفاء ولو قسط يسير من الشفافية على أمر حير المحبين والمتتبعين”.
وفي السياق نفسه، أوضح محمد اينوس، رئيس أولمبيك مراكش، أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم طلبت رفع العقوبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، لكن نادي الكوكب المراكشي تلقى في ظرف 48 ساعة ردا بالرفض، وبدون أن تكلف “الفيفا” نفسها عناء تعليل هذا الجواب، وتساءل: “هل يعد هذا التصرف تملصا من المسؤولية؟”، موردا أن “الأخبار تقول إن هذه العقوبة صدرت في أواخر شهر مارس الماضي، وتم تبليغها للجامعة ولرئيس الفريق السابق نعيم راضي، في الوقت الذي لم يتوصل فيه مكتب فارس النخيل بالتبليغ إلا في نهاية شهر يونيو، ما ضيع على الفريق رفع دعوى استئناف العقوبة بعد نفاد مهلة ذلك”.
وواصل رئيس أولمبيك مراكش قائلا: “هذا الوضع اضطر المكتب المسير الجديد لنادي الكوكب المراكشي لفتح عدة مسارات، على رأسها الاتصال برئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع وقسم تأهيل اللاعبين، من أجل الوصول إلى تبسيط الحلول حول الأحكام الصادرة عن غرفة النزاعات الدولية، كل هذا جرى وسط تعتيم صارخ على الحقيقة وتمويه لا نعرف سببه، وما إن كان التعاقد مع المدرب الجديد واللاعبين الجدد وتسريح آخرين، وهما أم جهلا”.
وأوضح اينوس أن الغاية من مناقشة وضعية فريق الكوكب المراكشي لكرة القدم، الذي يشكل شأنا عاما، “لا تعني ترتيب المسؤولية على القائمين على تدبير هذا النادي، الذي كان عليه أن يحتج على الجامعة الملكية لكرة القدم لدفعها إلى تحمل مسؤوليتها ورد الاعتبار لفارس النخيل وجمهوره والاعتراف بمسؤوليتها في هذه الانتكاسة”، بحسب وصف هذا الفاعل الرياضي.
وترتب عن معضلة منع المكتب المسير لفريق الكوكب المراكشي لكرة القدم من الانتقالات في السوق الصيفي، أن لجأ المكتب إلى تكليف خالد الجنكاري بتدريب الفريق الأول، الذي أجرى، الجمعة، حصته التدريبية الأولى تحت إشراف المدرب الجديد الذي يتوفر على معرفته كبيرة باللاعبين المتواجدين حاليا مع الفريق.
وكلف الإطار الوطني محمد بوطهير بالإشراف العام، تجنبا للاستمرار على رأس العارضة التقنية في ظل الظروف الحالية، وذلك بعد تعديل عقد رفض من طرف الجامعة الملكية لكرة القدم بحكم تفعيل العقد الأول.
يذكر أن هذا المنع سيخلق لنادي الكوكب المراكشي متاعب مع بداية الموسم الحالي، خاصة بعد هزيمتين في مقابلتي نهضة الزمامرة وسطاد المغربي، وصعوبة المباريات المقبلة في الدور الأول من بطولة القسم الوطني الثاني.
صحيفة.هسبريس
اترك تعليق