مع انتشار العديد من الممارسات الضارة والمخالفات الجسيمة في مجال العلاج الطبيعي نتيجة دخول أشخاص غير مؤهلين يمارسون عملهم في منشآت غير مرخصة مما أثار مجلس النقابة لتضع ملف الدخلاء من أهم أولوياتها حفاظاً علي سمعة المهنة وحماية لحقوق المرضي.
أوضح د.خاطر محمد جاد الأمين العام لنقابة العلاج الطبيعي أن ضعف العقوبات وراء تفشي ظاهرة المراكز المخالفة.. مشيراً إلي أن النقابة لا تستطيع عقاب غير المنتمين للمهنة.
قال إن غياب الوعي الصحي وراء وقوع المواطنين فريسة للمخالفين والدخلاء.
أشار إلي نجاحهم في اغلاق 15 أكاديمية وهمية بجانب عشرات من المراكز في عدة محافظات لارتكابها مخالفات صارخة أضرت بصحة المواطنين.
* هل تمتلك النقابة سلطة العقوبات؟
** لدينا عدة اجراءات يتم توقيعها علي المخالفين تبدأ بالتنبيه والانذار ثم الغلق لمدة يتم تحديدها وأخيراً الشطب من سجل الممارسين للمهنة وهذا بالنسبة لأعضاء النقابة فقط ثم التحويل لمجلس التأديب.. أما الدخلاء علي المهنة فتوجد أكثر من جهة تتعامل معهم. ولدينا عدة جهات رقابية أخري تتعاون مع النقابة لحماية المرضي وتحقيق الانضباط المطلوب وهي إدارة العلاج الحر بوزارة الصحة وتمتلك سلطة الغلق لعدم الترخيص وتحرير محضر وتحويل المنتحلين للنيابة هذا بجانب الدور الذي تقوم به الجهات الأخري مثل جهاز حماية المستهلك والتفتيش الصيدلي ومباحث الأحوال العامة ومباحث التموين.
* علي الرغم من وجود أكثر من رقابة لكن ظاهرة المخالفات والممارسات في ازدياد.. فلماذا؟
** المشكلة في ضعف الغرامات التي تصل إلي 150 جنيهاً للمنتحلين فهم يقومون بدفع الغرامة وإعادة العمل ومنذ سنوات والنقابة تطالب بتغيير بعض بنود قانون مزاولة مهنة العلاج الطبيعي لتحديد المهام وتغليظ العقوبة علي المخالفين والمنتحلين خاصة في سوق القطاع الخاص الذي شهد حالة من الانفلات من فئات المخالفين ومنتحلي صفة أطباء علاج طبيعي. مثل سمكري "البني آدمين" وهذه كارثة تهدد سمعة المهنة خاصة أن هؤلاء من الحاصلين علي الدبلومات الفنية أو خريجي التربية الرياضية الذين يحصلون علي كورسات أو دورات من أكاديميات "بير السلم" ثم يقومون بإنشاء جمعية وإشهارها أو الاشتراك في نقابة عمالية والممارسة من خلالها.
* هل توجد تجاوزات من جانب أعضاء النقابة؟
** أي مهنة بها أخطاء ولكن نسبة الأخطاء هي التي توضح حقيقة كفاءة الطبيب وجودة الرعاية وبكل مصداقية خريجو كليات العلاج الطبيعي علي أعلي مستوي من الثقافة الطبية والصحية وعلي دراية تامة بهذا التخصص الدقيق الذي أصبح قاسماً مشتركاً في كل فروع العلاج الطبي.. المشكلة تكمن في غير المنتمين إلي المهنة ومنتحلي الصفة والدخلاء الذين اساءوا إلينا.. لقد أصبح العلاج الطبيعي مطمعاً لتحقيق المكاسب المادية بالمخالفة لكل القوانين المنظمة للعمل بالمهن الطبية ضاربين عرض الحائط بصحة وحياة المواطنين وهؤلاء في غياب الصحي والثقافي لدي بعض الأفراد يتم خداعهم من خلال أماكن تبيع الوهم والخداع من مراكز رياضية أو من خلال عيادات تعمل تحت مسمي تغذية وعلاج طبيعي.
* ما الجهود التي تبذلها النقابة في ملف الدخلاء؟
** علي مدار أكثر من خمس سنوات والنقابة تضع ملف الدخلاء من أهم الأولويات في معركتها للقضاء علي كل الممارسات الخاطئة لأن الالتزام بمعايير الجودة في تقديم الخدمة الطبية ومراقبتها أمر ينبغي الحفاظ عليه وبالتالي لدينا اصرار علي القضاء علي كل المراكز من مراكز تأهيل وصالات ألعاب رياضية التي تعمل بواسطة غير المتخصصين بجانب الحرب علي الأكاديميات الوهمية التي تمنح شهادات غير معتمدة وبالتعاون مع وزارة الداخلية قامت إدارة مباحث الأموال العامة بجهود متواصلة وتم اغلاق أكثر من 15 أكاديمية بجانب اغلاق الكثير من المراكز الرياضية في عدة محافظات من أجل حماية المرضي أؤكد أن أي شكوي تصلنا من أي مواطن نتحرك علي الفور حماية لحقوق المرضي فلا يوجد أحد بعيداً عن المحاسبة والنقابة تقف بالمرصاد لكل هؤلاء.
مسئولية التراخيص
* من المسئول عن منح التراخيص لهذه المراكز؟
** التراخيص الخاصة بمزاولة المهنة الطبية تأتي من وزارة الصحة. وبالطبع لا تمنح الوزارة ترخيص مراكز العلاج الطبيعي إلا لمن هو حاصل علي بكالوريوس علاج طبيعي لذلك نتوجه بالنداء لكل مريض يحتتاج لخدمات العلاج الطبيعي أن يذهب للمتخصص ويتأكد من أن مقدم الخدمة هو أخصائي ومقيد بالنقابة العامة للعلاج الطبيعي وذلك للحفاظ علي صحته ومنع المضاعفات التي يمكن أن تنجم عن الممارسات الخاطئة لغير المتخصصين.
من جهة أخري تقوم النقابة بمتابعة التغيرات المطلوبة في بنود قانون ممارسة المهنة والتي وافقت عليها لجنة الصحة واللجنة التشريعية وننتظر العرض علي اللجنة العامة بمجلس النواب لحماية المريض ورفع العبء عن كاهل الإدارات الرقابية بتغليظ العقوبة وتحديد الممارسة لذلك فإننا نطالب بتكثيف الحملات علي المنشآت غير المرخصة لإنقاذ المواطنين.
التشوهات المهنية
* التشوهات المهنية قضية تستوجب الحزم.. فما رأيكم؟
** لا خلاف علي ذلك خاصة إذا تعلق الأمر بالصحة وتقديم الخدمات العلاجية والنقابة تقوم بهذا الدور لكن المشكلة وجود فئة قليلة من الأطباء تستعين بغير المتخصصين في العيادات الخاصة وأتمني من نقابة الأطباء أن تتحرك في هذا الاتجاه وفي الآونة الأخيرة رصدنا عدة أماكن تخالف قوانين مزاولة مهنة العلاج الطبيعي.. لا بد من الضرب بيد من حديد علي كل المحاولات التي تضر بالمنظومة الصحية خاصة أن الدولة سخرت أقصي امكاناتها للحفاظ علي صحة المواطنين والارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة باعتبارها أحد حقوق الإنسان.
الأداء المهني
* ما دور النقابة في الارتقاء بالأداء المهني؟
** نظراً لأهمية العلاج الطبيعي الكبيرة في علاج الكثير من الأمراض كذلك أهميته بعد إجراء الجراحات وداخل الرعاية المركزة حيث إنه يؤدي إلي سرعة تحسن حالة المريض والوصول إلي الحياة الطبيعية بدون أي آثار جانبية.
لذلك فإن النقابة لديها مسئولية وطنية ومجتمعية تجاه أعضائها للنهوض بالمهنة ورفع كفاءة الخريجين بما يحافظ علي أعضائها وعلي المرضي في نفس الوقت وبالتالي فالعمل علي تطوير الأداء المهني للوصول بمهارات وقدرات الأخصائيين إلي المستوي المطلوب أيضاً نعمل علي مواكبة التطور العالمي السريع في أساليب وطرق العلاج بواسطة ورش العمل للتدريب علي التقنيات الحديثة فمصر دولة رائدة في هذا المجال علي المستوي العربي والاقليمي خاصة أن العلاج الطبيعي يلعب دوراً أساسياً في برامج السياحة العلاجية.
* ماذا عن شروط ترخيص مراكز العلاج الطبيعي؟
** لدينا عدة اشتراطات وفق المعايير العالمية التي تراعي الجودة وهذه المعايير بهدف حصول المريض علي الحق في الرعاية والعلاج بناء علي التقرير الطبي الكتابي من الطبيب المعالج.
وتشمل هذه المعايير المواصفات الخاصة والتجهيزات اللازمة من أدوات طبية ووسائل أمان والموارد البشرية وتناسبها مع عدد المترددين علي العيادات.
هدفنا من وضع معايير هو تلبية احتياجات المنتفع بصورة سليمة لا يشوبها أي خطأ.
اترك تعليق