نجاح كبير حققه مسلسل "الحرامي" الذي يعرض علي منصة "شاهد". حيث لاقي اشادات وإقبالاً كبيراً بين الجمهور في جزئيه الأول والثاني مع مطالبات بجزء ثالث. وهو من بطولة رانيا يوسف وبيومي فؤاد وكارولين عزمي وأحمد داش. سيناريو محمد بركات وحوار منة القيعي. ونورهان عماد معالجة أحمد فوزي صالح إخراج محمد سلامة.
تحاورت "الجمهورية أون لاين" مع المؤلف والمخرج السينمائي أحمد فوزي صالح الذي تولي الاشراف علي فريق كتابة المسلسل. والذي كشف تفاصيل عديدة حول "الحرامي" وكواليس التحضير. بالاضافة للجديد الذي يحضر له في السينما. وعن رده علي الانتقادات التي توجه لبعض أعماله.
بالتأكيد لا .. سأكون كاذباً إذا توقع أحد لاي عمل النجاح قبل عرضه. نحن نقدم عملاً ونفعل كل ما في وسعنا لكل ينال رضاء الجمهور. ويكون مختلفاً عن السائد. والحمد لله أن "الحرامي" نال هذا الاعجاب وهذا الأمر يسعدني جداً.
قصة المسلسل حقيقية. كنت قرأتها في إحدي صفحات الحوادث. وأنا من زمان كنت دائما اقول إنني اريد أن اكون "حرامي" تعبيراً عن علاقة الطبقات الفقيرة بالمجتمع. ومن هنا جاءت الفكرة. ظلت هذه الحادثة في ذهني منذ 2013. وهي فكرة وجود ومعيشة الحرامي في منزل لمدة 40 يوماً دون أن يتم كشفه. فكانت مغرية بالنسبة لي. وهذا ما وضحته في المسلسل.
أغلب المسلسلات الدرامية التي حققت نجاحاً هذا العام. كان بها فكرة اجتماعية. وهنا في "الحرامي" كنت اريد اظهار أن هناك بعض "الحرامية" الظروف هي من اجبرتهم علي هذا الأمر. ولو كان في ظروف أفضل سيتغير "الحرامي جواه جانب الخير وجانب الشر".
نعم.. عند تحضيري للمسلسل قابلت أكثر من حرامي. لأنني لا أشاهد العالم من وراء زجاج. فكان علي أن اقابلهم وأتحدث معهم وأتذكر أحدهم قال لي "نفسي أكون محترم زيك.. أنت ليه مفكر إني اخترت ابقي كدة.. وابقي معرض لعنف المجتمع وطول الوقت مشتبه به".. مع طرحه اسئلة كثيرة علي. وهذا ما استكملت به رؤيتي للمسلسل. لأن الاعمال الناجحة هي التي تتشابه مع ما نعيشه. والحرامي "بني آدم" مثلنا ومن الممكن أن يكون من شرائح طبقية مختلفة كما شاهدنا في الجزء الثاني.
منذ بداية تقديمي لفكرة المسلسل بجزئه الأول. تعمدت شريحة الأطفال وبعض الشرائح العمرية المحددة. وهذا ما تعلمته من عملي بالاعلانات أن اضع جمهوري المستهدف وبناء عليه يكون الموضوع. وبالتالي مع وجود طفلة وطفلة في الجزءين تحقق هدفي. حيث إن الاطفال يميلون للاعمال القصيرة غير المملة.
جميع الأعمال التي تقدم علي الشاشة يجب أن يكون فيها "لايت". لأننا لا يصح أن نضع المشاهد تحت ضغط طوال مدة الحلقة. وهذا المسلسل أساسه "تشويق" بالرغم من وجود بيومي فؤاد كبطل وهو معروف بادارة الكوميدية البارعة. إلا أن دوره في "الحرامي" به مشاعر وعواطف. لذلك المسلسل بالفعل يجمع بين أكثر من جانب.
أنا لا احضر كواليس التصوير بشكل دائم. وليس من حقي التدخل في رؤية مخرج العمل. لأنني لست المخرج الاساسي.
بالتأكيد يحدث مناقشات بيني وبين فريق العمل. وهناك تعاون مشترك وأنا لا أفرض رأيي. وأوافق علي التعديل بما لا يمس أساس القصة والحدوتة.
أغلب الدراما المصرية دائما يحضرون أبطال لديهم 40 عاماً يقدمون أدوار شباب جامعيين. لذلك كان علينا أن نتمتع بالجراءة ونختار أبطال شباب خارج الصندوق وبالفعل متميزون. وأحمد داش موهبة جبارة. كما أن نوعية المسلسل جديدة ومقدمة لشرائح جديدة من الجماهير. وفكرة التجديد الكلي والشامل للصناعة صعبة جداً. لذلك نجدد حالياً في القصص والنوعيات واختيار ممثلين جدد لاعطائهم فرصاً مختلفة.
هذا الأمر بناء علي طلب الجمهور عبر السوشيال ميديا. لانهم كانوا يشكون قصر مدة الحلقة بالجزء الأول. وأنها ليست مشبعة. لذلك تم إطالة المدة الزمنية بالجزء الثاني.
كنت أريد تقديم وجبة خفيفة للجمهور. الذي يجلس علي كافيه أو في المواصلات أو زحمة مرور. بحيث يسلي وقته الفارغ في مشاهدة حلقة قصيرة وبسيطة.
ليس لدي أي تفاصيل حوله حتي الآن. وأتمني أن يخرج للنور في القريب العاجل. لأنه من أحلام حياتي. فهو عمل ضخم ومكلف جداً. ملحمة "الحرافيش" يجب أن يتوافر لها إنتاج كبير بملابس وديكورات وممثلين. ونحن قمنا بمعالجة لاربعة أو خمسة أجزاء. وكل جزء فيه 4 نجوم كبار.
هذا الفيلم أضع فيه "هاملت" في شارع العربجية وسواقين الكارو. ولكن المفارقة هنا أن البطل يوافق علي التطوير والعمران. ولكن يعارضه عمه قاتل والده. وهذا هو الصراع بين التغيير ومن هو ضده. وسنعرف من سينتصر في النهاية. وهذا الفيلم يشتبك مع لحظة راهنة كبيرة تمس كل البشر.
نهائياً.. أكون سعيداً. لإنني لست مصلحاً اجتماعياً. أنا فنان بفكر كفنان. والفن لدي هو عبارة عن مستويات دلالية الفيلم هو صور متحركة. فهذه الصور هي التي تعيش وليست القصص. هذا رأيي ومن حقي طرحه في أعمالي. والجمهور من حقه أن يدخل السينما لمشاهدة الفيلم أو لا. هذه أكثر علاقة صحية في الفن. وأنا أقدم أعمالاً لجمهور محدد. يكفيني أن يعرض فيلمي في خمس دور عرض وليس 100 مثلاً.
أقدم فناً وليس رسائل. يمكن أن اكون مخطئاً. ويمكن أن تكون رسالتي وجدانية ليست بطريقة صريحة. والذكاء أن اتناقش مع قناعات الجمهور وأجعلهم يعيدوا التفكير. هذا حقي في طرح الاعمال.
بصراحة لا.. هناك مبدعون في هذا الجزء. والتنوع مطلوب بين أفلام المهرجانات والأفلام التجارية.
اترك تعليق