هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أول موسوعة مصرية عن النباتات الطبية.. تري النور

تفتح الباب لمشروعات متكاملة في الصناعات الدوائية والغذائية ومستحضرات التجميل

تمتلك مصر ثروة هائلة من عدة أنواع من النباتات الطبية والعطرية التي يمكن الاستفادة منها في العديد من الصناعات الدوائية والغذائية ومستحضرات التجميل والمبيدات لذلك فهي تفتح مجالاً واعداً لمشروعات اقتصادية متكاملة خاصة في ظل التوجه العالمي للاعتماد علي المركبات الطبيعية بديلا عن الكيميائية وخاصة في علاج الأمراض الفيروسية.


للحفاظ علي هذه الثروة جاء مشروع أكاديمية البحث العلمي بالتعاون مع المركز القومي للبحوث لاصدار أول موسوعة متكاملة للنباتات الطبية البرية في مصر مدعمة بالبصمات وتعد هذه الموسوعة أول عمل متكامل لتوثيق كل ما يتعلق باستخدمات الأنواع المختلفة وتمثل أول قاعدة بيانات علمية دقيقة يمكن الاعتماد عليها في الصناعة.

د.السيد أبوالفتوح عمر استاذ النباتات الطبية والعطرية بالمركز القومي للبحوث أشار إلي ان مصر تمتلك ثروة هائلة من هذه النباتات التي تعد عنصراً هاماً من عناصر التنوع البيولوجي ويصل عددها إلي ما يقرب من 2250 نوعاً منها الطبية التي يمكن الاعتماد عليها في الصناعات الدوائية ويصل عددها إلي 500 نوع.

قال ان هذه الأنواع تحتاج إلي اجراءات للحفاظ عليها من أجل الاستخدام المستدام والمنصف للمنافع منها لذلك قامت الاكاديمية بتمويل مشروع اعداد موسوعة النباتات الطبية البرية وقام المركز القومي للبحوث بتنفيذه بالتعاون مع العديد من الجامعات القاهرة ـ أسيوط ـ طنطا ـ الإسكندرية ـ قناة السويس ـ عين شمس ـ جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وكذلك مراكز الابحاث العلمية "مركز البحوث الزراعية ـ مركز بحوث الصحراء وجهاز شئون البيئة وتعد أول موسوعة مصرية في هذا المجال.

435 نوعاً في 10 أجزاء.. ببصماتها الوراثية

اوضح ان هذه الموسوعة تضم 10 اجزاء لعدد 435 نباتاً طبياً برياً تمثل أهم النباتات في مصر وقد تم تصميم موقع لهذا المشروع علي الشبكة العنكبوتية الدولية مؤكداً ان لها تأثيراً مثمراً علي عدة أمور أولاً انشطة صون النباتات الطبية البرية سواء بواسطة المؤسسات والهيئات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والمعنيين بقضية النباتات الطبية.

كذلك حماية حقوق الملكية الفكرية لهذه الأنواع والمعارف التقليدية الخاصة بالنباتات وتوثيق وتحديد الأنواع التي تساعد في الكشف عن غش المواد النباتية الطبية.

وايضاً تزويد الباحثين بمصدر للمعلومات العلمية علي أماكن نموها وحالتها البيئية ومكوناتها الكيميائية ونشاطها البيولوجي.

توقيق الموارد البيولوجية الذي يعد ضرورة لحماية مصلحتنا وفقاً لأحكام حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالتجارة "T.R.I.P" واخيراً فإن هذه الموسوعة تعد الاساس القوي لاعداد السجل الوطني للنباتات الطبية الذي سيكون له دور كبير في حماية مواردنا البيولوجية علي المستوي الدولي.

الأصول الوراثية

د.محمد عطية رئيس  قسم الخرائط الوراثية بمعهد بحوث الهندسة الوراثية أوضح ان جميع الابحاث التي تمت تساعد في توثيق وحماية الابتكارات والممارسات التقليدية لهذه النباتات وكذلك حفظ الأصول الوراثية لها فقد تم استخدام أحدث التقنيات لترميز الاحماض النووية لبصمتها الوراثية وتعد من اوائل الموسوعات التي استخدمت هذه التقنيات.

أضاف ان القطاع الدوائي يمكنه الاعتماد عليها في اكتشاف مركبات فعالة جديدة لعلاج الكثير من الأمراض كالسرطان وغيرها من الأمراض المستعصية.

قال انه استطاع وبالتعاون مع فريق بحث من المركز القومي للبحوث وكلية العلوم بجامعة المنيا من الانتهاء من 5 أبحاث تعتمد علي مركبات من بعض النباتات الطبية وبعض الكائنات البحرية كالطحالب والاعشاب البحرية بالبحر الأحمر ثبتت ان لها فاعلية وتأثير في علاج مرض كورونا وقد تم نشر هذه الابحاث في دوريات علمية فقد اتاحت الموسوعة كل المعلومات والبيانات الخاصة بالاستخدامات المختلفة لها مما يساعد الباحثين علي انجاز مشروعاتهم البحثية بدقة شديدة.

كما انها ستكون قاعدة علمية للصناعات الدوائية بعد استخراج المركبات الفعالة وتنقيتها وتركيبها.

أشار إلي نقطة هامة وهي توثيق البصمة الوراثية للنباتات وايداعها في البنك الدولي للجينات بأمريكا فهذا يعني حماية الملكية الفكرية الخاصة بمصر وعدم الانتفاع أو استغلال هذه الأنواع دوائياً فلن يتم إلا بعد موافقة الحكومة المصرية وبما يعود بالنفع عليها.

مقومات كبري

 د.أميمة الدهشان استاذ بكلية الصيدلة ـ جامعة عين شمس ـ أكدت ان مصر لديها امكانيات كبيرة ومتقدمة والمقومات التي تساعدها للتوسع في الاعتماد علي انتاج الأدوية من النباتات الطبية والعطرية خاصة من الأنواع البرية مثل الخلة البلدي التي تستخدم في علاج البهاق ونبات العتر المستخدم في علاج الاكزيما وحب الشباب والجروح بجانب أنواع أخري متعددة وتتميز مصر بأنها من اوائل الدول المصدرة لهذه الأنواع المطلوبة في الخارج.

وكذلك الانواع المستخدمة في صناعة مستحضرات التجميل بجانب أمراض الكلي والجهاز الهضمي وشركات الدواء المصرية لديها اهتمام كبير بهذه الأنواع والاعتماد عليها في الصناعة.

قالت ان الجامعات والمراكز البحثية لديها أبحاث متعددة وتجارب ناجحة في الاعتماد علي هذه الأنواع والتي من  الممكن ان تفتح الأبواب لاقامة الكثير من المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر أمام الشباب نظراً لأن لدينا أنواع متعددة تدخل في العديد من الصناعات وهي تمثل أملاً لدعم الاقتصاد في ظل الاهتمام والاتجاه العالمي للعودة إلي الطبيعة بما تحمل من كنوز.

أشارت إلي ضرورة الاعتماد علي تصنيعها بدلاً من تصديرها كمادة خام لارتفاع القيمة المضافة لها بعد عمليات التصنيع خاصة وان أكثر من 60%  من صناعة الدواء تعتمد علي هذه النباتات العشبية الطبيعية حتي الأدوية التي تدخل ضمن علاج بروتوكول كورونا المستجد بعضها يصنع من النباتات الطبيعية.

أشارت إلي اهتمام كلية الصيدلة بتدريب الطلاب علي الربط بين الدراسة والصناعة لتحضير بعض المستحضرات تحت اشراف الاساتذة وبواسطة استخدام النباتات الطبية والزيوت العطرية.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق