مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

مُغرداً خارج السرب

ينظر البشر للنار، وكأنها أعظم اختراع اكتشفته البشرية، ولكن من وجهة نظري كنت أتمنى أن يحيى البشر من أجل هدف واحد فقط، وهو "السعي للبقاء على قيد الحياة"، تخيلوا لو أخترع البشر أدوات لحمايتهم من الحيوانات المفترسة بدلًا من النار، واستمروا في تناول الأعشاب والثمار عوضًا عن قتل الحيوانات وحرقها.. مهلًا، أنا لا أدعو للعيش في مدينة فاضلة، ولكن هدفي من حديثي اليوم هو الإجابة على سؤال ماذا لو؟!! ماذا لو أنشغل البشر بالحفاظ على حياتهم ولم ينشغلوا بأذية غيرهم من البشر؟!!
 


بالأمس حدثتني صديقتي عن رجل أعمال كندي من أصول عربية، وكانت مستاءة جدًا من تردده وتخوفه من التعامل مع المصريين؛ لأن بعض المجتمعات العربية لديها فكرة خاطئة عن المصريين، وأن تعاونه معها في العمل لن يؤتي ثماره لأن المصريين غير جادين في العمل ولا يقومون به بالكفاءة المطلوبة، وحينها عدت بالزمن للوراء لعشر سنوات أو أكثر وتذكرت أول مرة أسمع فيها مصطلح "الصور النمطية Stereotypes"، حينذاك كنا نتحدث عن الأجندات والإعلام الموجه، لا أخفي عنكم سرًا كلام هذا الرجل أعاد إلي نفس المشاعر السلبية التي شعرتُ بها في المحاضرة، وتذكرت يومها حين وقفت أمام أستاذتي في مدرج "أ"، وأخبرتها أن العالم بأكمله يطلقون على المستعمرات الإسرائيلية مصطلح المستوطنات، وأخبرتها أن العدو يستخدم إعلامه لمحو كلمة استعمار واستبدالها بكلمة استيطان، كذلك يستبدلون مصطلح العمليات الاستشهادية بالعمليات الانتحارية، مع العلم أن العالم أجمع يعرف يقينًا أن الانتحار مُحرم تمامًا في الديانة الإسلامية وأن الموت في سبيل الدفاع عن الأرض والوطن هو شهادة وليس قتل نفس غير مبرر.
الأغرب من كل هذا أن البشر بيصنعوا الكذبة وبيصدقوها، ومع الأسف مع تكرار تلك المصطلحات المستحدثة أصبح العالم مبرمج بشكل سخيف على تبني موقف معين تجاه بعض البشر لمجرد أن أحدهم ضغط على زناد الكذبة أو الإشاعة، ولكن هل تعلمون ما هي المأساة الحقيقية؟؟ هي أن كل البشر الآن يسيرون مع التيار، مع الأغلبية التي تسير بأجندة تخدم مصالحها هي فقط، حقًا أسفي على إنسان لا يستطيع الوقوف شامخًا، قادرًا على صنع طريقه بنفسه، ومُغردًا خارج السرب.

بقلم - هبه مرجان:





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق