نظم معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية، بمقاطعة ليل الفرنسية، بالتعاون مع المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، المؤتمر السنوي الرابع عشر، افتراضياً، تحت عنوان "توظيف الإعلام الرقمي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها"، وافتتحه د. على النعيمي، والذى أكد في الجلسة الافتتاحية أن المؤتمر يمثل منصة علمية يلعب معهد ابن سينا دوراً مهماً في رعايته واستمراريته.
أضاف: تعليم اللغة العربية في العصر الرقمي يفرض علينا إعادة اكتشاف هذه اللغة وأدواتها، كما ينبغى على المهتمين بتعليم اللغة العربية أن يستخدموا أدوات هذا العصر. فالرقمنة باتت ضرورة في تعليم لغة القرآن، لأن ابناءنا وبناتنا هم رقميون أكثر منا، كما أن اتقان الأدوات الرقمية وتوظيفها في تعليم اللغة العربية يحولها إلى عملية ممتعة وسهلة.
اشار د. النعيمي إلى أنه من المهم تدريب المعلمين على الأدوات الرقمية، وكذلك تطوير محتوي اللغة بما يتناسب مع عملية الرقمنة، وتوظيف الأدوات التقنية يوفر بيئة خصبة لمتلقى اللغة العربية، حيث تسهم في تقديمها بصورة سلسلة وممتعة.
من جهته أشار د. أسامة العبد، أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، إلى أهمية توظيف الأدوات الرقمية في تعليم اللغة العربية، باعتبارها تمثل موضوع الساعة. مؤكداً أن اللغة العربية أداة التواصل بين المتحدثين وجسر للتفاعل مع غير الناطقين بها فضلا عن كونها لغة عالمية، حيث لم تعد لغة العرب فحسب، فهي لغة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
أضاف: أن اللغة العربية باتت مطلوبة والإقبال عليها يتزايد في المحافل الدولية والجامعات الدولية ووسائل الإعلام العالمية. والإعلام الرقمي أصبح أداة لنشر الثقافة المعلوماتية، واللغة العربية بدقتها وحيويتها تلعب دوراً مؤثراً في المنصات الالكترونية.
وطالب بأهمية احتواء الفجوة الرقمية بيننا وبين غيرنا من خلال التدريب وتطوير الاعتماد على الأدوات التكنولوجية الحديثة، وكذلك تعظيم المحتوي الرقمي الذي يلعب دوراً معتبراً في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
وأوضح د. محمد البشاري، أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، أن الاعلام الرقمي وتكنولوجيا الاتصال الحديثة تشكل أداة من أدوات العملية التربوية المعاصرة والمؤثرة. وأن منصات التواصل الاجتماعيّ ستصبح في المستقبل القريب بديلاً كاملاً عن برامج التعلم الإلكترونيّ التقليديّة. مؤكداً أن الإعلام الرقمي له دور مهم من أجل بناء جيل جديد ومتطور من المحترفين المؤهلين لقيادة الاقتصاد الرقمي، فضلا عن دوره في تنشئة الجيل تنشئة اجتماعيّة.
تابع: "تعد أدوات التّواصُل الاجتماعيّ التحدّي أمام العالم العربيّ الذى عليه استغلاله للارتقاء بمُستوى أفضل للتعليم عن بُعد".
وفي الجلسة الأولى التي جاءت تحت عنوان "الوسائل والإساليب الإعلامية التي تخدم تعليم اللغة العربية"، وصف د. محمد ظريف، عميد كلية الأداب جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية- الإمارات، ورئيس الجلسة، المؤتمر بأنه يمثل قبلة علمية رائدة يتنافس فيه الباحثون لتقديم خبراتهم وتجاربهم حول اللغة العربية. وأن الأساليب الإعلامية التي تعتمد على التقنية الحديثة تمثل مصدراً أساسيا لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
ومن جهتها قالت د. موزة الكعبي، أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية- الإمارات، أن المحادثة هي جوهر اللغة العربية، وتمثل المدخل الرئيس لتوصيل الأفكار، وأن الرقمنة تمثل أولوية لتعزيز اللغة الفصحي من خلال تكوين غرف الكترونية للمهتمين.
على صعيد آخر، أكد د. عرفان عبد الدايم، أستاذ بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا- متعاون مع أكاديمية اللغة العربية- ماليزيا، أن تعليم اللغات الأجنبية عن بعد يتطلب عمل روابط ذهنية وتفعيل الصور والأصوات والعصف الذهني، وأن تعليم اللغات الأجنبية عن بعد، يؤتي ثماره أكثر من تفعيلها داخل قاعة الدراسة المباشرة، خاصة أن المنصات الالكترونية تلعب دوراً معتبراً فى تعزيز التعلم عن بعد.
وأشار د. طاهر فايز عبد العال، أستاذ جامعة أبوجا- نيجيريا، إلى أن المواقع الالكترونية تحولت إلى منصة رئيسية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، لاسيما وأن المحتوى الإلكتروني لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها يقدم ميزات وتفاعلات سهلة في عملية التعلم.
تابع: يجب تشجيع معلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها على إدراج المواقع الالكترونية المميزة ضمن عملية تعليم اللغة.
وقال د. فاضل يونس حسين، تدريسي جامعة الموصل- العراق، أن المنابر التقليدية تمثل مرتكزات رئيسية لتعليم نحو اللغة العربية، وفي مقدمتها المسجد، بينما تمثل الأدوات الرقمية والإعلام الرقمي اضافة معتبرة لتيسير تعليم الكلام العربي ومنه النحو.
وأكد د. عبد الله العلمي، أستاذ البلاغة وتحليل الخطاب جامعة مينوسيتا- الولايات المتحدة، أن لغة الإعلام والاتصال العربية تعزز اللغة العربية ومكانتها، وتجعل المجتمع ينخرط في التواصل، ناهيك عن أن لغة الإعلام العربي لغة مبسطة، ولغة حية منطوقة ومتداولة.
وقال د. طهراوي رمضان، أستاذ جامعة الجامعة الإسلامية في ماليزيا، تغيب الجودة اللغوية عن عدد واسع في الرسائل العلمية المكتوبة باللغة العربية عن نظيرتها المكتوبة بلغات أجنبية.
وأوضح محمد حامد محمد عمارة، معلم خبير اللغة العربية بالأزهر، أن التعليم الرقمي هو الذي يحدث في بيئة رقمية تعتمد على استخدام التكنولوجيا الرقمية في إحداث التعلم المطلوب، مشيراً إلى ضرورة إنشاء مواقع إلكترونية على الشبكة العنكبوتية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، خاصة أن التعليم الإلكتروني للغة العربية للناطقين بغيرها خيار لا غني عنه، لأنه يتسم بالمرونة.
إسهامات الإعلام الرقمي
وفي الجلسة الثانية التي جاءت تحت عنوان الجلسة الثانية: إسهامات الإعلام الرقمي في تعليم اللغة العربية، قالت د. فاطمة حسيني، أستاذ التعليم العالي، مؤهلة مركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط- نائبة رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية- المغرب، رئيسة الجلسة، أن موضوع المؤتمر يمثل أولوية باعتباره يركز على مستقبل اللغة العربية في الإعلام الجديد ناهيك عن تزامن المؤتمر مع تحديات تواجه المهتمين باللغة العربية سواء الناطقين بها أو غير الناطقين بها.
أضافت أن المؤتمر بما يقدمه من أوراق ومداخلات يمثل منصة لنشر اللغة العربية أوساط غير الناطقين بها.
وقدم د. أحمد المليباري: أستاذ وعضو هيئة التدريس جامعة نوتنجهام- إنجلترا، نموذج كلوب هاوس، والذي يمكن استثماره كمنصة في تعليم اللغة العربية، باعتباره منصة تفاعلية تعليمية لكل زمان ومكان حول العالم.
في سياق متصل أكد د. بلقاسم الجطاري: أستاذ جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية- الإمارات، أن ثمة فرص كثيرة وواعدة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من خلال التعليم الإلكتروني. ومن المهم ابتكار تعليمات رقمية مستجدة، خاصة أن الإقبال على تعليم اللغة العربية يتطلب الاعتماد على التقنيات الرقمية التي توفر بيئة خصبة لتعليم غير الناطقين بالعربية.
وقالت د. فتيحة هبول، محررة وباحثة في الإعلام والاتصال جامعة الجزائر- الجزائر، تمثل التطبيقات الذكية والرقمية أحد الأدوات المهمة للأسر لتعليم النشء اللغة العربية في الجزائر. وأن ثمة اهتمام باللغة العربية في الجزائر كونها تمثل هوية البلاد.
وأكد د. العربي الحضراوي، أستاذ محاضر كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس الرباط- المغرب، يمثل الإعلام الرقمي باباً مهماً لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. وأن الموارد الرقمية تمثل دعامات تربوية مندمجة في نشر وتعلم اللغة العربية، خاصة أن الأساليب النمطية فى تعليم اللغة العربية لم تنجح في تحقيق الأهداف المرجوة.
وأكدت د. رانيا أحمد العمرابي، أستاذة مساعد جامعة السودان المفتوحة- السودان، أن الانترنت لعب دوراً محورياً في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها كما ساهمت أدوات التقنية الحديثة، ومنها الحاسوب في تطور العملية التعليمية من خلال اختصار المسافات والأزمنة. مشيرة إلى الدور الفعال لمنصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك فى تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
وفي ختام الجلسة قال الدكتور أنس ملموس، باحث جامعة مولاي إسماعيل مكناس- المغرب، أن التطور الرقمي أتاح فرصة لإدماج التقنيات الرقمية في تعليم اللغات بشكل عام، واللغة العربية بشكل خاص. وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تعد منصات رقمية تفاعيلية تفيد في تعليم اللغة العربية ناهيك عن أن منصات التواصل الاجتماعي عموما، وموقع فيسبوك خصوصاً يمكن اعتماده في تعليم اللغة العربية.
العربية فى الإعلام الرقمي
الجلسة الثالثة، من المؤتمر، والتي جاءت جاءت تحت عنوان "واقع تعليم العربية في وسائل الإعلام الرقمي"، تحدث فيها د. أحمد صبيحي، أستاذ بالكلية الأمريكية دبي- الإمارات، ورئيس الجلسة، مؤكدا أهمية توظيف الإعلام الرقمي في تعليم اللغة العربية لأنه يمثل طرحاً حضاريا من قبل المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، واللغة العربية بكل أدواتها وأنشطتها متحركة ونشطة، وهو ما يتطلب تأقلمها مع التطورات التقنية الراهنة.
وقالت د. فاتحة تمزارتي، أستاذ جامعة السلطان مولاي سليمان- المغرب، يمكن توظيف المواقع الرقمية على نحو يضمن تفعيلها في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
تابعت "المواقع والتطبيقات الإلكترونية لتعليم اللغة العربية تلقى قبولا ورواجاً بين المهتمين بتعلم اللغة، لذا من الضرورى خلق منصة رقمية تضم كل المراكز والمعاهد والمؤسسات المشتغلة في مجال تعليم اللغة العربية".
وأكد د. رشدى طاهر، عضو هيئة تدريس جامعة الأميرسونكلا- تايلاند، وبراسيرت بان بري، باحث جامعة الأميرسونكلاند- تايلاند، أن منصات التواصل الاجتماعي تلعب دوراً محوريا في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
وأشاراً إلى تجربة جامعة الأمير سونكلاند بتايلاند، والتي كشفت عن أهمية استثمار التعليم الرقمي في تعليم اللغة العربية. وخلصا في عرضهما إلى أن منصات مثل فيسبوك وواتس أب ولينكد ولاين، تمثل جميعها أدوات مهمة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
واختتما عرضهما بالتأكيد على ضروة تكاتف جهود القائمين في تعليم العربية لغير الناطقين بها لتوجيه القدرات نحو الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد د. محمد جودات، أستاذ جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية- الإمارات، ضرورة تبنى طرق تفاعلية رقمية في طرق تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. وأن اللغة العربية مرنة، ويمكن توظيف الأدوات التكنولوجية في تعزيز حضورها.
أما د. خير الدين محمد هوجيتش، أستاذ محاضر بكلية التربية الإسلامية في بيهاتش- البوسنة والهرسك، فأكد أن تاريخ تعليم اللغة العربية في البوسنة والهرسك يعود إلى فتحها عام 1463 م. وأشار إلى أن جامعات العالم وضعت خططا لتعزيز التعليم عن بعد من خلال توظيف الإعلام الرقمي واستثماره بشكل فعال. وألمح إلى تجربة كلية التربية الإسلامية في بيهاش، والتي كان لها السبق في استثمار التقنية الرقمية في برامج تعليم العربية لغير الناطقين بها.
وفي ختام المؤتمر عرض د. عبدالله الشيعاني، عضو اللجنة الإعلامية برابطة الجامعات الإسلامية- السعودية، لتوصيات المؤتمر والبيان الختامي، والذي أكد أهمية المؤتمر تأتي من حرص الجهات المنظمة له على تعليم اللغة العربية عامة، وتعليمها لغير الناطقين بها خاصة. وبحسب البيان كشف المؤتمر عن أهمية استثمار الإعلام الرقمي في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. كما تطرقت البحوث العلمية المشاركة إلى أهمية الإعلام الرقمي وأثره في تعزيز تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
وأكد البيان الختامي أن المؤتمر مثل فرصة لتسليط الضوء على أهم المشكلات التي تواجه المتخصصين والمهتمين بالتعامل مع الإعلام البديل، كما أشار إلى طرح المؤتمر مقترحات وحلول للتحديات التي تواجه تعليم العربية لغير الناطقين بها، ناهيك عن اهتمام المؤتمر بوضع تصور مستقبلي للغة العربية وتعليمها لغير الناطقين بها من خلال التأكيد على البعد الرقمي في عملية التعلم.
وركزت أوراق المؤتمر على قضايا عدة أهمها واقع تعليم اللغة العربية في وسائل الإعلام الرقمية، وإسهامات الإعلام الرقمي فى تعليم العربية، خاصة أن الوسائل الرقمية باتت تلعب دوراً مهما فى تعليم العربية، وكذلك دور الإعلام الجديد في تعزيز تعلم العربية.
وقدم المؤتمر العديد من التوصيات، أهمها التأكيد على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز تعليم اللغة العربية، فضلا عن التأكيد على أن اللغة العربية باتت متطلباً أساسياً في الجامعات العالمية والمراكز البحثية في الخارج. كما أكد المؤتمر أهمية تفعيل ودعم المؤسسات التعليمية المنوط بها تعليم العربية لغير الناطقين بها.
وتضمنت التوصيات التأكيد على ضرورة الاهتمام بالتعليم عن بعد وإعطائه الاهتمام الأكبر، وكذلك ضرورة أن يستفيد الكادر التعليمي من المنصات الرقمية في إنجاز الواجبات المنزلية، وكذلك الاستفادة منها تحصيل الأفكار الجديدة ، ناهيك عن أهمية إطلاق المسابقات في الدول غير الناطقة بالعربية حول علوم العربية، ورصد مكافآت مالية قيمة لها.
اترك تعليق