النفايات الملوثة أصبحت لا تؤرق الأرض فقط وانما امتدت لتشمل بيئة الفضاء التي أصبحت تزدحم بالنفايات القديمة والحديثة نتيجة النشاط المتزايد للبشر لغزو الفضاء حتي ان الأمر تحول إلي حرب باردة بين الدول لاستكشاف واستعمار الفضاء واستغلال ثرواته.
فنجد ان هناك سباقا لارسال الصواريخ والأقمار الصناعية والمركبات الفضائية إلي الفضاء والتي تتحول إلي نفايات تهيم في الفضاء سواء بسبب حدوث فشل خلال اطلاقها أو تعرضها لعطل أو انتهاء عملها أو عمرها الافتراضي مثل بعض المركبات الفضائية المهجورة غير العاملة أو الأقمار الصناعية التي انتهت مدة تشغيلها ومن أحدثها الصاروخان الصيني والأمريكي ويصعب السيطرة علي هذه النفايات في معظم الأحيان فتنطلق عائدة إلي الأرض في شكل عشوائي مسببة الذعر من احتمالية ضربها لأماكن مأهولة بالسكان.
كما يشتمل الفضاء علي نفايات طبيعية تتمثل في الشهب والنيازك التي تمثل أجزاء من الكويكبات أو بقايا المذنبات وتخترق الغلاف الجوي وتسقط علي الأرض من حين لآخر مسببة كوارث ومن أشهرها النيزك الذي ضرب الأرض في عصر الديناصورات وقضي علي هذه الكائنات العملاقة.
فما مدي خطورة هذه النفايات؟ وما مصيرها؟ وهل هناك تقنيات لتنظيف الفضاء وحماية الأرض منها؟ وهل هناك قوانين حاكمة ومنظمة لنشاط الدول علي الفضاء؟ وهل كوكبنا معرض للمزيد من كوارث الفضاء خلال الفترة القادمة؟
"الجمهورية أون لاين" فتحت هذا الملف الشائك وتحاورت مع العلماء المتخصصين بالاضافة إلي تناولها حقيقة وجود كائنات فضائية لاستجلاء الأمر.
رئيس قسم أبحاث الشمس والفضاء بمعهد البحوث الفلكية :
الفضاء مليء بالنفايات القديمة والعالم يتابع
الأجسام العائدة إلي الأرض
مصر ترصد الحطام الفضائي بالتعاون مع الصين
كشف الدكتور مكرم إبراهيم- أستاذ علوم الفضاء ورئيس قسم أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية- ان النفايات الفضائية الصناعية القديمة تمثل خطرا أكبر علي كوكب الأرض لأنها مصنعة من مواد يصعب احتراقها وتبددها في الغلاف الجوي وبالتالي تزداد احتمالية سقوط أجزاء كبيرة منها علي الأرض علي عكس الصواريخ والأقمار الصناعية الحديثة التي يتم تصنيعها من مواد قابلة للاحتراق وعند دخولها الغلاف الجوي للأرض تحترق وتتفتت لأجزاء صغيرة فيكاد خطرها يتلاشي ومع ذلك فإن الفضاء مازال يشتمل علي عدد كبير من النفايات القديمة والتي تعود إلي الخسمينيات والستينيات والسبعينيات إلي جانب النفايات الحديثة ومع ذلك فإن النفايات الحديثة تمثل خطورة أيضا في ظل عدم التزام بعض الدول بالمعايير من جانب وسرية طرق ومواد للتصنيع من جانب آخر ويزداد الخطر في حالة وصول وزن الجسم الساقط إلي 10 أطنان أو أكثر.
سرعات هائلة
يوضح عالم الفضاء المصري ان تلك الأجزاء أو الأجسام العائدة ترتطم بالغلاف الجوي بسرعات هائلة تصل إلي 1200 ميل في الساعة تحترق أجزاء منها لكن الأجزاء الكبيرة تظل كما هي دون أن تتفتت وتخترق الأرض.. وعندما ترتطم بالأرض قد تمثل خطورة شديدة جدا علي البشر لكن لحسن الحظ ان مساحة المياه تغطي ثلثي الكرة الأرضية والثلث الخاص بالأرض جزء منه غير مأهول بالسكان وبالتالي نسبة احتمالات الارتطام بمنطقة مأهولة ضعيفة.
يشير رئيس قسم أبحاث الشمس والفضاء إلي أن العالم كله يتابع ويتتبع هذه الأجسام العائدة إلي الأرض وذلك من أجل ضمان سلامة العودة بدون أي آثار جانبية علي الانسان أو الكرة الأرضية.. لكن الاشكالية الحقيقية هي صعوبة السيطرة عليها في بعض الأحيان وعدم امكانية التنبؤ بمكان وزمان سقوطها.
أكد د.مكرم ان النفايات الفضائية التي يزدحم بها الفضاء سيأتي وقت وتسقط علي الأرض مشددا علي ضرورة تنظيف الفضاء الخارجي منها لحماية الأرض ولضمان رحلات فضائية آمنة بكفاءة عالية مؤكدا ان كل دول العالم التي لها نشاط فضائي يجب عليها وضع كيفية إنهاء الرحلات الفضائية بأمان.
رصد الحطام
صرح د.مكرم ان مصر وقعت اتفاقية مع الصين عام 2011 وبدأت في تنفيذها عام 2017 للتعاون في رصد الحطام الفضائي والأقمار الصناعية وانه جار الآن اتمام انشاء مبني رصد الحطام الفضائي والأقمار الصناعية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بحلوان ومن المنتظر ان يتم توريد الأجهزة والتلوسكوبات من الصين إلي مصر ليبدأ المبني عمله نهاية العام الجاري.
وسيكون من ضمن أهدافه رصد الأقمار والحطام الفضائية ومتابعتها ومعرفة مواقعها وتحركاتها لحماية مصر منها وكذلك في حالة اطلاق قمر صناعي مصري جديد سيتم تحديد مكان الاطلاق المناسب وعمل المناورات المناسبة للأقمار المصرية لحمايتها من أي أقمار صناعية أو حطام قد يصطدم بها في الفضاء.
.. ورئيس قسم الفلك بمعهد البحوث الفلكية:
الأرض ستتعرض لضربات من الكويكبات عامي 2030 و2050
والنفايات الطبيعية أكثر تهديداً لكوكبنا
الدول التي ستحتل الفضاء ستملك كل شئ
وسيكون لمصر شأن في هذا السباق
كشف الدكتور أشرف شاكر - رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية - أن النفايات الفضائية الطبيعية قد تكون أخطر من الصناعية وقد يتسبب بعضها في حدوث كوارث خاصة إذا كانت أحجامها كبيرة. وربما يصل الأمر إلي الاضرار البالغ بالكوكب أو القضاء علي عدد هائل من البشر أوالكائنات. مثلما حدث في عصر الديناصورات حيث تسبب سقوط أحد النيازك في القضاء علي هذه الكائنات العملاقة وفنائها. وقد تعرضت بعض الدول إلي سقوط بعض النيازك مختلفة الأحجام مثل روسيا وتركيا وجنوب آسيا. ومن المتوقع أن تتعرض الأرض في المستقبل لسقوط نفايا أخري ضخمة مدمرة ومن المتوقع أن تتعرض الأرض لضربات من بعض الكويكبات بين عامي 2030 و2050.
أضاف أن الدول الكبري علي مستوي العالم تحرص علي رصد ومراقبة النفايات الفضائية والنيازك والمذنبات للتنبؤ بمواعيد وأماكن سقوطها علي الأرض وحماية أنفسها منها قبل سقوطها من الفضاء وذلك من خلال ارسال صواريخ مضادة لها لتدميرها أو توجيهها لتدخل في جاذبية كوكب آخر بعيدا عن الارض أو إخلاء المناطق التي من المتوقع ان تسقط عليها في حالة سقوطها علي كوكبنا. لكن المشكلة تكمن في اقتراب بعض الأجسام من الارض بشكل مفاجئ وصعوبة التنبؤ بها قبل سقوطها بوقت كاف في بعض الأحيان.
أشار إلي أن هذه النفايات والعينات الطبيعية تمثل كنوزا علمية باهظة الثمن وتحتوي علي معادن نقية ونادرة ونفيسة جدا يمكن استخدامها في صناعات الفضاء والصناعات العسكرية. نظرا لتمتعها بدرجة عالية جدا من الصلابة التي جعلتها تتحمل وتقاوم درجات الحرارة الرهيبة أثناء اختراقها الغلاف الجوي. وقد قال الله تعالي في كتابه العزيز "وأنزلنا الحديد" مما يعني أن أصل الحديد والمعادن تأتي من خارج الأرض.
حرب باردة
أكد د. شاكر أن هذه النفايات تقود الجيولوجيين وعلماء ومستكشفي الفلك والفضاء لمعرفة المزيد من المجموعة الشمسية وطبيعتها ونشأتها فعلي سبيل المثال عند اكتشاف نيزك نخلة في قرية النخلة بالقرب من محافظة الاسكندرية والذي يزن 10 أطنان وقد وقع علي كلب متسببا في وفاته عام 1911 وأكدت الدراسات والابحاث التي أجريت عليه انه سقط من كوكب المريخ وان المياه تخللت الجسم قبل سقوطه علي الأرض مما يعني أن كوكب المريخ قد شهد وجود مياه جارية علي سطحه.
أضاف أن قانون وكالة الفضاء المصرية ينص علي أن أي نيزك أو حطام فضائي يتم العثور عليه علي الأرض يكون ملكا لمن اكتشفه!
أشار "شاكر" إلي أن هناك حربا باردة بين الدول لاستعمار الفضاء واستغلال ثرواته واحتلال أماكن ومدارات وان هذه الحرب ستتضح وتشتد في المستقبل لأن الدول التي ستسيطر علي الفضاء وتحتلته ستملك كل شيء وانه من المتوقع ان يكون لمصر شأن في هذا الصدد.
نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء :
نفايات الفضاء تهدد الكواكب الأخري والمجموعة
الشمسية ككل
ولا يوجد اتفاق عالمي للتخلص منها
العلماء يقترحون إرسال بالونات
لدفعها نحو الغلاف الجوي
قال البروفيسور علاء النهري "نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء- الأمم المتحدة وممثل مصر بلجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي سابقا": ان تقارير وكالة الفضاء الأوروبية التي صدرت في 15 أبريل 2021 تشير إلي أن عدد الأقمار الصناعية التي تم اطلاقها في مدار الأرض حتي الآن هو 11370 منها 6900 لاتزال في الفضاء وأن عدد أجسام الحطام التي تتعقبها شبكات مراقبة الفضاء بوكالة ناسا هو 28160 جسما وان العد التقديري لحالات التفكك والانفجارات والاصطدامات التي حدثت يزيد علي 560 حالة وان الكتلة الاجمالية للنفايات الفضائية الموجودة في مدار الأرض تزيد علي 9300 طن وان عدد النفايات الفضائية المقدرة في المدار الأرضي 34000 جسيم أكبر من 10 سم و900000 أصغر من 10 سم بالاضافة إلي 128 مليونا أصغر من 1 سم فضلا عن عدد هائل من النيازك الدقيقة والخطأ المداري ومن المعلوم ان حطاما بحجم كرة التنس يسير في مدار الأرض يحمل قدرة تفجيرية توازي 25 اصبعا من الديناميت.
أضاف ان نفايات الفضاء لا تهدد كوكب الأرض فقط وانما تهدد الكواكب الأخري والقمر والمجموعة الشمسية ككل وبالرغم من خطورة النفايات الفضائية إلا انه لا يوجد اتفاق عالمي للتخلص منها ففي عام 2014 قامت وكالة الفضاء الأوروبية بتحديد طريقتين للتخلص من نفايات الفضاء تتمثل إحداهما في ارسال شبكة طويلة جدا وبعرض ثلاثة كيلومترات إلي الفضاء لاخراج البقايا الفضائية من المدار حول الأرض.
أما الأخري فتتم من خلال ذراع آلي لسحب الحطام الفضائي في مداره ودفعه داخل الغلاف الجوي أو استخدام شراع شمسي لالتقاط المخلفات الفضائية وتحريكها إلي داخل الغلاف الجوي مما يؤدي إلي احتراقها ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ هذا المشروع عام 2023 كما اقترح بعض العلماء ارسال بالونات إلي الفضاء من أجل ضرب النفايات بعاصفة من الرياح عند انفجار البالونات ودفع النفايات باتجاه الغلاف الجوي.
أستاذ قانون دولي:
القوانين الدولية تلزم الدول المسئولة عن الخسائر بدفع تعويضات
وهناك ازدواجية في تطبيقها علي الدول
أوضح د. محمد عطا الله "أستاذ القانون الدولي" أن هناك قوانين دولية منظمة للنشاط الفضائي للدول. وأنها تلزم الدول بدفع تعويضات عن أي عواقب أو أضرار تنتج من جراء قيامها بأي نشاط فضائي كسقوط صواريخ فضائية أو حطام فضائي أو أقمار صناعية علي منطقة مأهولة بالسكان بدولة أخري وحدوث خسائر. ففي هذه الحالة من حق الدولة المتضررة أن تطالب الدولة المسئولة والمطلقة للقمر أو الصاروخ بتعويضات.
أضاف أنه بالرغم من وجود قوانين دولية تنظم غزو الدول للفضاء. إلا أن هذه القوانين تعاني ازدواجية المعايير عند التطبيق. فلا تطبق بشكل عادل علي جميع الدول. فنجد أن الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن والتي لديها حق الفيتو يصعب تطبيق القوانين عليها وكذلك الدول الكبري والقوية والتي لديها حلفاء في مجلس الأمن الدولي. لذا ففي الواقع نجد أن القوانين الدولة تأتي لصالح الدول القوية ولا تطبق عقوباتها إلا علي الدول الضعيفة. وبالتالي فبالرغم من أن القانون الدولي قواعده كافية الا انه من الضروري ان يتم تشديده وتفعيله وتطبيقه بحزم وحسم علي الجميع دون استثناء وبغض النظر عن قوة الدولة أو عضويتها في مجلس الأمن
.. ود.فاروق الباز:
لا يوجد اتصال مع عوالم أخري
والكائنات الفضائية كلام فارغ
كشف د.فاروق الباز "83 عاماً" عالم الفضاء المصري بوكالة "ناسا" في وقت سابق رأيه في حقيقة وجود كائنات فضائية قرب الغلاف الجوي للأرض وذلك خلال مداخلة عبر تطبيق "زووم" في برنامج "التاسعة" المذاع عبر القناة الأولي بالتليفزيون المصري قائلا: لازم يكون فيه لأن الاجسام الكونية لا نستطيع حصرها. وأن فيه احتمال أنه يكون في أحد الأماكن البعيدة عنا أن الظروف هيأت وجود حياة عضوية لأن الله خلق لنا أشياء مهولة والكون فسيح جداً" مؤكداً أن الحديث عن مشاهدة الكائنات الفضائية وان الحكومة الأمريكية تتكتم علي هذه الأخبار "كلام فارغ".
شدد "الباز" علي احتمالات وجود حياة في الكون وأن المجموعة الشمسية بالكامل جزء صغير جدا في الكون وأنه من الوارد ان يكون هناك كائنات مثلنا وافضل منا لأن الكون فسيح علي حد تعبيره
بعد رعب الصاروخ الصيني
صاروخ أمريكي ضائع منذ أيام
الفضاء مليء بالحوادث و100 طن من الصواريخ المستهلكة تقع علي الأرض كل عام
ترجمة وإعداد: أميرة السلاموني
منذ أيام قليلة ضاع صاروخ "إليكترون" التابع لشركة الفضاء الجوي "روكيت لاب" بولاية كاليفورنيا الأمريكية والذي يزن 500 كيلو جرام حيث توقف المحرك عن العمل. بعد اطلاق الصاروخ للفضاء بدقائق وضاع قمران صناعيان لمراقبة الأرض.
الصاروخ الصيني
سيطر الرعب علي شعوب العالم خلال فترة فقدان السيطرة علي الصاروخ الصيني الضخم "لونج مارش" الذي اطلقته الصين إلي الفضاء والذي كان يبلغ وزنه 31 طناً حيث كان هناك تخوف من سقوطه علي الأرض بمنطقة مأهولة بالسكان لكن لحسن الحظ تحطم الجزء الأكبر من الصاروخ أثناء دخوله الغلاف الجوي للأرض وسقط الحطام في المحيط الهندي بالقرب من جزر المالديف.
وتأتي حادثة سقوط الصاروخ الصيني بعد عام تقريباً من سقوط صاوخ صيني آخر مماثل علي الأرض حيث سقط في المحيط الاطلسي ولكن بعد ان ترك آثاراً من الحطام في دولة كوت ديفوار الافريقية.
كما شهد عام 2020 عدة اخفاقات لاطلاق صواريخ باتجاه الفضاء سواء إلي القمر أو المريخ أو محطة الفضاء الدولية وكان أبرزها فشل اطلاق صاروخ فيجا وكذلك انفجار صاروخ فضائي تابع لشركة سيبس اكس بعد دقائق من بداية اختباراته وانفجار النموذج الاولي لصاروخ "ستارشيب".
الصاروخ فيجا
اخفقت وكالة الفضاء الأوروبية "أريان سيبس" في اطلاق صاروخ "فيجا" إلي الفضاء بعد 8 دقائق من اقلاعه من ميناء كورو الفضائي بجويانا الفرنسية وقد تم فقدان السيطرة عليه فتسبب في تحطم قمر مراقبة عسكري كان سيوضع في المدار لحساب دولة الامارات.
كما أخفق صاروخ اطلقته شركة روكيت لاب الصغيرة لاطلاق الأقمار الصناعية في الوصول لمدار حول الأرض بعد دقائق من اطلاقه من نيوزيلندا وفقد حمولته المؤلفة من 7 أقمار صناعية صغيرة.
وفي عام 2011 اطلقت وكالة الفضاء الصينية مختبراً فضائياً بلغ وزنه 8.5 طن وتحطم معظم اجزاء المختبر أثناء دخوله الغلاف الجوي للأرض عام 2018 وسقط في منطقة نائية من جنوب وسط المحيط الهادي.
وتشير الاحصائيات إلي أن نحو 100 طن من الصواريخ المستهلكة والأقمار الصناعية المنتهية صلاحياتها وغيرها من الحطام الفضائي تسقط علي الأرض كل عام.
ووفقا مكتب الأمم المتحدة لشئون الفضاء الخارجي فإنه منذ بداية عصر الفضاء وحتي الآن. تم اطلاق ما مجموعه 8378 قطعة في الفضاء لكن حوالي نصفها انتهي اجله وتحطم.
وبحسب مؤشر الاجسام المطلقة في الفضاء الخارجي التابع للمكتب ثمة 4635 قمراً صناعياً يدور يوميا حول الأرض حالياً.
كارثة المكوك كولومبيا
وفي عام 2003 تحطم مكوك الفضاء الأمريكي كولومبيا فوق ولاية تكساس خلال دخوله الغلاف الجوي للأرض بسرعة تبلغ ستة اضعاف سرعة الصوت.
محطة "مير" السوفياتية
في عام 2001 اخترقت المحطة السوفيتية "مير" والتي بلغ وزنها حوالي 120 طنا الغلاف الجوي للأرض بطريقة تم التحكم بها جزئياً قبل ان تخترق وتتفكك إلي 1500 قطعة كبيرة وصغيرة حيث سقطت بعض قطعها جنوبي المحيط الهادي علي بعد 1667 كيلو متراً شرقي استراليا.
ومنذ أواخر سبعينيات القرن الماضي سقطت قطع من الحطام الفضائي علي الأرض بانتظام وبالرغم من أن أكثر من 70% من الأرض مغطاة بالمحيطات وجزء ضئيل فقط من الـ 30% المتبقية مأهولة بالسكان إلا أن أي قطعة فضائية تسقط في منطقة مأهولة فإن العواقب تكون كارثية حقاً.
وقد حطمت استراليا الرقم القياسي بسقوط اكبر قطعة من النفايات الفضائية علي أراضيها ففي عام 1979 تفككت محطة الفضاء الأمريكية سكاي لاب التي يبلغ وزنها 77 طنا فوق غرب استراليا مما ادي إلي دمار في المنطقة المحيطة ببلدة اسبيرانس الساحلية الجنوبية.
وقبل عام واحد فقط من سقوط سكاي لاب سقط قمر صناعي سوفيتي للاستشعار عن بعد "تجسس" في منطقة قاحلة من الاقاليم الشمالية الغربية بكندا وانتشر الحطام المشع بالمنطقة.
وفي 1979 تحول مختبر الفضاء الأمريكي "سكاي لاب" الذي بلغ وزنه 76 طناً إلي حطام فضائي قبل ان يسقط علي الأرض في المحيط الهندي وتناثرت اجزاء منه في مساحة شاسعة بالقرب من سواحل استراليا الغربية وامتدت إلي مناطق مأهولة بالسكان حيث سقطت بعض القطع الصغيرة في بلدة "اسبرانس" الصغيرة غربي استراليا.
بعض العلماء يؤكدون:
الكائنات الفضائية موجودة بيننا ولا نستطيع رؤيتها
انتشرت خلال الأيام الأخيرة تقارير في وسائل إعلام مختلفة تحدثت عن زيارة كائنات فضائية للأرض إلا أن العالم "سيلفانو كولومبانو" في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" خرج عن صمته ليوضح مدي صحة تلك المعلومات المنقولة علي لسانه.
وكانت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية اول وسيلة اعلامية كبيرة تتداول الخبر تحت عنوان "عالم في ناسا يقول ان كائنات فضائية قد تكون زارت كوكب الأرض".
وارتكز الموضوع علي وثيقة نشرت علي موقع "ناسا" للعالم سيلفانو كولمبانو يدعو فيها العلماء إلي الانفتاح أكثر علي فكرة وجود كائنات أخري في الفضاء الخارجي وضرورة أن يتم اجراء المزيد من الابحاث بهذا الشأن وفق ما ذكر موقع "لايف ساينس".
أوضح "كولومبانو" ان تقرير فوكس نيوز وما تلاه من تقارير نقلت عنه لم تكن صحيحة قائلا: لم يتم نقل تقريري بصورة دقيقة وجهة نظري كانت ببساطة ان التقارير التي تحدثت عن مشاهدات لظواهر جوية مجهولة الهوية يجب ان تكون موضوع دراسة جادة في اشارة إلي الأشخاص الذين أكدوا رؤيتهم "لأطباق طائرة" في السماء.
اضاف: يجب ان تتم دراستها حتي وان كانت فرصة التعرف علي تكنولوجيا الكائنات الفضائية ضئيلة جدا.
كما نشر موقع "سكاي نيوز عربية" التقرير الذي اوردته صحيفة "صن" البريطانية ومواقع عديدة مثل نيويورك بوست وروسيا اليوم وذا ديلي واير ونقل عن كولومبانو قرله ان "من المحتمل جداً ان تكون كائنات من الفضاء الخارجي قد زارت الأرض في وقت ما" وان البشر ربما "لم ينتبهوا لزيارة الكائنات الفضائية للأرض أبداً".
ويشير موقع "سكاي نيوز عربية" إلي أن موقع "لايف ساينس" كشف عن الخطز الذي حدث في نقل التقرير فبالرغم من ان كولومبانو قال بالفعل انه من الممكن ان تكون كائنات فضائية قد زارت الأرض في وقت ما وانه من الضروري اجراء المزيد من الابحاث بهذا الشأن كما نقلت فوكس نيوز فإن هذا يختلف تماما عن القول انه من الممكن العثور علي ادلة واضحة بهذا الشأن أو ان الكائنات الفضائية قد تعيش بينا دون ان نشعر كما قالت فوكس.
كما قالت البروفيسورة هيلين شارمان أول بريطانية ذهبت في رحلة إلي الفضاء ان "المخلوقات الفضائية موجودة وتحيا في مكان ما في هذا الكون".
أضافت: "الكائنات الفضائية موجودة ولا شك في ذلك" وكررت "هناك أشكال مختلفة تماما من الحياة" بين مليارات النجوم.
أضافت "شارمان" وهي كيميائية تعمل حاليا في كلية امبريال كوليدج في لندن انه علي الرغم من ان اجسام الكائنات الفضائية لا تتكون من النيتروجين والكربون كأجسام البشر "إلا أنه قد تكون موجودة علي سطح الأرض الآن لكننا لا نستطيع رؤيتها".
مشاهدات حول العالم.. ليس لها تفسير
علماء وخبراء الفضاء والفلك:
لا يوجد دليل علمي علي وجود كائنات فضائية
الإشارات الآتية من السماء للشهب والنيازك
أكد علماء الفلك والفضاء ان برامج الفضاء التي تعمل عليها جميع وكالات الفضاء في العالم تؤكد عدم وجود كائنات فضائية حتي هذه اللحظة وهناك من يستغل ذلك لاثارة الشائعات لغرض في نفس يعقوب ولكن الكون فسيح وتوجد حيوات في مجرات أخري ولا يوجد دليل علمي علي ظهور لكائنات فضائية علي كوكب الأرض حتي الآن ولكن احتمالات لوجود حضارات في مجرات أخري.
يقول د.أشرف لطيف تادرس استاذ الفيزياء الفلكية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ورئيس قسم الفلك سابقاً: إن المخلوقات الفضائية والأطباق الطائرة ما يراه البعض من أجسام غير معروفة لها أشكال مختلفة أو سلوك مختلف في السماء هو ما نطلق عليه "الأجسام الطائرة غير المعلومة" وتسمي "يوفو UFO" أي Unidentified Flying Objects وهناك مئات المشاهدات حول العالم لم نجد لها تفسيراً. منها ما يري مضيئاً في السماء ليلاً ومنها ما يري في الصباح أيضاً.. منها ما يري من علي الأرض ومنها ما يراه الطيارون في السماء أثناء رحلاتهم الجوية.. ويندرج تحت هذه المشاهدات كل ما يتعلق بالأطباق الطائرة والمخلوقات الفضائية وخلافه.
أضاف أن البعض يفسر هذه المشاهدات علي أنها دليل علي وجود مخلوقات عاقلة أخري غيرنا في الكون. والبعض يفسرها علي أنها تطورات لتكنولوجيا جديدة لدول كبري لا تريد أن تعلن عنها وتتعمد احاطتها بالسرية والغموض. والبعض الآخر يدرج هذه المشاهدات تحت مسميات روحانية من العالم الآخر أو ما نطلق عليه مصطلح "ما وراء الطبيعة" أو Metaphysics.
مستندات سرية
أشار د.لطيف إلي أن هناك دولاً كبري مثل فرنسا وإنجلترا وغيرها قد كشفت عن مستندات سرية للغاية تتعلق بمئات المشاهدات لأطباق طائرة تعود إلي فترة الخمسينيات. كما أعلن مؤخراً علماء من "ناسا" بأنهم علي وشك اكتشاف أدلة دامغة علي وجود حياة أخري خارج الكرة الأرضية وأنهم سوف يعلنون عن هذا بحلول عام 2030.
الجدير بالذكر أن هناك الكثير من المشاهدات الغريبة التي يراها البعض داخل الغلاف الجوي أي قريبة جداً من الأرض ويعتبرونها خارقة للطبيعة. ولكنها في الحقيقة قد تكون لأجسام معروفة لدينا كالطائرات النفاثة ومحركاتها الملتهبة اللامعة وعوادمها الكثيفة. أو قد تكون تجارب اختبار لاحدي الصواريخ الحربية. أو احتراق لأحد الأقمار الصناعية ودخولها الغلاف الجوي. وفي بعض الأحيان تكون شكلاً من أشكال السحب الدوامية التي تشكلها الرياح. أو قد تكون احتراقاً غير كامل لبعض الشهب الكبيرة نوعاً ما والتي يصل أجزاء منها إلي الأرض في صورة نيازك صغيرة.
أوضح د.لطيف قائلاً في كل الأحوال لابد أن نعلم أن المجرة التي نعيش بها تتكون من 200 مليار نجم. وهناك بالطبع آلاف من النجوم شبيهات النظام الشمسي ولها كواكب وصل عدد المكتشف منها حتي الآن أكثر من 4000 كوكب.. وبالرغم من ذلك إلا أننا لا نستطيع الجزم بوجود حياة مماثلة تماماً كالتي نحياها علي الأرض. بل ان البحث عن حياة شبيهة بكوكب الأرض في الفضاء السحيق تستوجب عدم التسليم بوجود حياة بالمعني الحرفي كالتي نعيشها علي سطح الأرض.. فإذا كان هناك كائنات ذكية أخري في هذا الكون. وهو من الأمور المتوقعة أيضاً. فليس بالضرورة أن تكون هذه الكائنات من لحم ودم أو حتي تتنفس الهواء وتشرب الماء مثلنا! فقد تكون لهذه الكائنات شكل ومضمون مختلف تماماً عن شكل ومضمون البشر!
طبيعة الكون
قال د.أشرف شاكر رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إن اهتمام علماء الفلك في العالم كله ينصب حول الاهتمام بالطبيعة الفيزيائية للكون مما يجعلنا نكتشف الكثير من العلوم والتكنولوجيا التي لم نكن نحلم بها والدليل بعد عصر الفضاء تقدمت كل وسائل الاتصال والأقمار الصناعية وحتي التكنولوجيا العسكرية وهناك الكثير من الأشياء التي تم اكتشافها بعد رصدها في الكون علي سبيل المثال اكتشاف الموجات الرادارية وكيفية انتاج الطاقة النووية داخل باطن الشمس وهو الذي أدي إلي تقدم الدول الغربية وخاصة أمريكا وكسبها الحرب العالمية الثانية بعد اكتشاف الرادار ووضع القنبلة الذرية مما جعل الدول المتقدمة تتجه إلي غزو الفضاء.
عن الادعاء بوجود كائنات فضائية قال د.شاكر: ليس هناك أي دليل علمي ومن يردد ذلك عليه اظهار الدليل علي ذلك ولكن كلها اشاعات لغرض في نفس يعقوب من أجل الوصول لأشياء معينة.
أوضح د.شاكر قائلاً: منذ عصر الفراعنة من يسيطر علي العلوم الطبيعية وخاصة الفلكية يتقدم في كافة أوجه الحياة وأن الدول المتقدمة قامت بصرف مليارات الدولارات لاكتشاف وسائل الاتصال الحديثة من أجل تقويتها عسكرياً بالإضافة إلي اكتشاف المواد الطبيعية أما موضوع الكائنات الفضائية الغرض منه تضليل الدول لغرض في نفس يعقوب وأن مرصدنا من أقوي المراصد في العالم وتستطيع أيضاً رصد ما يرصده الآخرون وأن حجم الكون 15 مليار سنة ضوئية .
اترك تعليق