هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

قصة وراءها آية .. قوم "هود" من النعمة إلي النقمة
أرسل الله هود إلي قوم عاد. كانت مساكنهم باليمن بمنطقة تسمي الأحقاف. وكان هود من أشرف قومه نسباً. كانوا قوم شداد وقلوبهم قاسية. ومن أشد الأمم تكذيباً للحق وأفسدوا في الأرض وقهروا أهلها وكانوا أصحاب أوثان دعاهم هود لعبادة الله وحده وطاعته فاتهموه بالسفاهة والكذب.

 

 

قالوا له انك بشر مثلنا تأكل وتشرب ولست بنبي ولو أطعناك فنكون خاسرين فهل تعدنا إذا متنا وكنا تراباً سوف نبعث مرة أخري؟ إنما نموت مرة واحدة ونحيا بحياة ابنائنا ولن نبعث. وقالوا ان انكار البعث عادة السابقين ولن نعذب في الدنيا بالريح.


فقال لهم انه رسول من الله إليهم ينصحهم وينذرهم. وذكرهم بانعم عليهم بأنهم من ذرية نوح الذي أهلك الله أهل الأرض بدعوته لما خالفوه. كما أنعم الله عليهم بأن زادهم طولاً عن باقي البشر. وبنوا بيوتاً مرتفعة. يسخرون من المارة ويخزنون الماء تحت بيوتهم كأنهم سيخلدون فلامهم علي ذلك. فاتهموه بالجنون. فطلب منهم استغفار ربهم وذكرهم بكثرة المطر وزيادته في بلدهم لأنهم كانوا من أصحاب الزروع والبساتين. فكانوا أحوج الناس للماء. وكانت أعمارهم تتراوح بين 300: 1000 سنة. وأكثروا من حفر الأنهار وغرس الأشجار وعمروا في الأرض مع مافيهم من ظلم - حتي ان نبياً من أنبياء زمانهم سأل ربه عن سبب تعميرها فأوحي الله إليه أنهم عمروا بلادي فعاش فيها عبادي.


فدعا هود ربه ان ينصره عليهم قال لهم بعد وقت قليل ستندمون علي تكذيبكم وكفركم. وأنذرهم بغضب الله عليهم. فأمسك الله عنهم المطر 3 سنوات حتي أجهدهم ذلك. وعقمت أرحام نسائهم فوعدهم هود بعودة المطر والأولاد مقابل الايمان والاستغفار.. فبعثوا وفداً منهم من 70 رجلاً إلي الحرم ليستقوا لهم فمروا بسيد لهم يدعي معاوية بن بكر وأقاموا لديه شهراً يشربون الخمر ويستمعون للغناء واللهو. وأخيراً توجهوا إلي الحرم ودعا أحدهم فبعث الله بثلاث سحابات بيضاء وسوداء وحمراء. ثم ناداه مناد من السماء اختر لنفسك أو لقومك من هذا السحاب فقال اخترت السوداء فانها أكثرها ماء. فناداه مناد اخترت رماداً لا تبقي من عاد أحداً الا جعلته همداً الا بني اللوذ وهم قوم من عاد مقيمون بمكة فلم يصبهم وهم من بقي من أنسابهم وذرياتهم وهم عاد الآخرة.


وخرجت السحابة السواء من دار يقال لها المغيث. فلما رأوها استبشروا وقالوا جاء المطر فكان أول من أبصر انها ريح وليست مطراً امرأة من عاد يقال لها "مميد" صاحت ثم صعقت فلما أفاقت سألوها ماذا رأت قالت ريحاً فيه نار أمامها رجال يقودونها. استمرت 7 ليال و8 أيام بصفة مستمرة. لم تترك شيئاً تأتي عليه الا وجعلته كالرميم كانت ترفع الرجل منهم وتلقيه علي رأسه فتكسرها.


واعتزل هود عليه السلام ومن معه من المؤمنين في حظيرة كان الريح تمر عليهم تلذ الأنفس وتلين لها الجلود - رواه محمد بن اسحق بن يسار.

ونزلت الآيات: "وإلي عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون. قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين. قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين. أبلغكم رسالات ربي وأنا لكن ناصح أمين. أو عجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم علي رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون. قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد ءاباؤنا. فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين. قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب اتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وءاباؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين. فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين" "الأعراف 65 - 72".





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق