هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الدعاء في القرآن الكريم .. الحلقة العاشرة

ربنا ظلمنا انفسنا .. دعاء عظيم المقاصد في كيفية التوبة من الذنوب

تذخر سور القرآن الكريم بها الكثير من صيغ الدعاء سواء التي وردت على لسان الأنبياء والرسل عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام أم التي وردت على لسان الصالحين .. ((الجمهورية اونلاين)) تستعرض طوال أيام شهر رمضان المبارك بعض الأدعية الواردة في القرآن الكريم مع تفسيرات مبسطة لها 


 

نواصل في هذه الحلقة من سلسلة الدعاء في القرآن الكريم استعراض آيات الدعاء التي وردت في سورة الأعراف

))رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ((. الأعراف أية 23

هذه الدعوة المباركة من دعاء أبوينا عليهما السلام، فهي الدعوات العظيمة المهمة لما حوته من عظيم المقاصد، والمدلولات الجليلة في كيفية التوبة والأوبة، من الذنوب والمعاصي، فذكرها ربنا؛ لتكون لنا نبراساً وهدياً مستقيماً، نستهلّ به دعاءنا في حياتنا الدنيا. وهذه سنّة اللَّه تعالى التي لا تتغير في الصادقين المسرعين في توبتهم إليه بالعفو، والتجاوز، والصفح، وإن كان الذنب عظيماً.

جمع هذا الدعاء المبارك أربعة أنواع من التوسّل الأول: التوسّل بالربوبية في قول (ربنا)، اما التوسل الثاني فهو التوسّل بحال العبد في قول (ظلمنا أنفسنا). والثالث هو تفويض الأمر إلى اللَّه جلّ وعلا: ((وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا))، بينما يظهر الرابع في التوسل بذكر حال العبد إذا لم تحصل له مغفرة اللَّه ورحمته في قول (لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

قال ابن كثير رحمه اللَّه: وهذا اعتراف، ورجوع، وإنابة، وتذلل، وخضوع، واستكانة، وافتقار إليه تعالى، وهذا السرّ ما سرى في أحد من ذرّيته إلا كانت عاقبته إلى خير في دنياه وأخراه

فمن تشبه بآدم واعترف بذنبه وسأل الله عز وجل المغفرة وعبر عن الندم، ووعد بالإقلاع، إذا صدرت منه الذنوب، اجتباه ربّه وهداه، ومن تشبه بإبليس إذا صدر منه الذنب، لا يزال يزداد من المعاصي؛ فإنه لا يزداد من اللَّه تعالى إلاّ بُعداً

وفي تقديم طلب المغفرة على الرحمة دلالة دقيقة على أن الرحمة لا تنال إلا بالمغفرة، وهذا التعبير ظاهر في أغلب سياقات الدعاء في القرآن.

يمكن استنباط العديد من الفوائد من الدعاء وهي:

إن تقديم الاعتراف بالخطأ، وظلم النفس قبل طلب المغفرة هو أرجى في قبول المغفرة والإجابة.

أهميّة التوسّل بربوبية اللَّه تعالى حال الدعاء.

منّة اللَّه تعالى على آدم بقبول التوبة، فيكون في ذلك منّتان: الأولى: التوفيق للتوبة، والثانية: قبول التوبة، وهذه منه عامّة لكل من يتوب إلى اللَّه تعالى، فينبغي للعبد أن يشكر ربه إن وفّقه للتوبة.

تضمّنت هذه الدعوة أخلص شروط التوبة النّصوح، وهي: ترك الذنب، والندم عليه، والعزيمة مستقبلاً على عدم العودة إليه.

هذه الدعوة من أفضل الصيغ في طلب المغفرة؛ لأن ربّنا علّمها أبا البشر، وجُعِلت قرآناً يُتلى إلى قيام الساعة.

من كمال الدعاء أن يجمع الداعي حال دعائه بين الرغبة والرهبة والتوبة

من حُسن الدعاء وأدبه أن يكون بصيغة التعريض المتضمّنة للطلب.

إنّ مطلب المغفرة، والرحمة من أهمّ المطالب.

يُستحبّ للدّاعي أن يذكر سبب الدعوة التي يدعو بها

فيها بيان أن الذنب ينبغي أن يُستعظم، وإن كان صغيراً؛ فإنه في حقّ العظيم عظيم.

إنّ الدعاء ملجأ جميع الأنبياء والمرسلين، وأنه لا غنى لأحد عنه من الخلق أجمعين.

المصادر:

روح المعاني في تفسير القرآن الكريم والسبع المثاني للعلامة الآلوسي

تفسير آل عمران للعلامة محمد بن عثيمين

تفسير القرطبي

النهاية لابن الأثير

مفردات القرآن للراغب الأصفهاني

جامع البيان .. تفسير الطبري

تفسير أبي السعود

البداية والنهاية

تفسير ابن سعدي





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق