عاش الصالحون رمضان بين خضوع لله وتجرد عن كل ما سواه سعياً في محبته ورضاه وامتثالا لأمره وما قضاه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ .....) غمرهم شعور صدق التجرد من الشهوة واللذة لله فلسان حالهم لا حول ولا قوة إلا بالله
لاحول ولا قوة للشهوة علينا وإن ندبنا ربنا إلى أمر ودعتنا نفسنا إلى خلافه خالفنا أنفسنا وأرضينا ربنا، فهم بين شعور الخضوع لله وشعار (لا حول ولا قوة إلا بالله)،
وهذه في الحقيقة ليست كلمات بل تجليات تتخلص بها الأرواح من الأشباح، وترقى مراقي الفلاح ،فالحاصل صلاح والمآل بفضل الله وحوله وقوته نجاح ورباح، هذه تجارتهم مع الله فنعمت التجارة الناجعة الناجحة ،
قال يحي بن كثير :كان من دعائهم ( اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلاً)
رغم الاجتهاد في العبادة وكثرة الطاعة لكن أنى للاغترار أن يصيب هذا الجيل الذي عاين المصطفى يستغفر الله عقب كل صلاة ثلاثاً ويعلمهم دعاء (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )
الاستغفرا عقب العبادة يقي من الاغترار بالعمل ومن الاعتماد على العمل وحسن الظن فيه وتلك مصائب إن وقع فيها المرؤ أهلكته في ظلمات الغرور والكبر على الله –سبحانه-
دعاؤهم كان بالسلامة لرمضان حتى يستمدوا من بركاته وينالوا من فيض نفحة الله فيه على عباده ،
دعاؤهم بالسلامة لم يكن طلباً لكثرة المال أو لزيادة العيال وإنما كل لاستعدادهم ليوم المآل ،وإذا مابلغوا رمضان فبفضل الله وتمام فضل الله بأن يسلم لهم رمضان من الزلل والخلل والعلل، ولعلمهم بأن لا فائدة من العمل بغير قبل سألوه أن يكون العمل في رمضان متقبلا فاللهم انفعنا بهديهم وانظمنا في سلكم
اترك تعليق