تترصد منظمة الصحة العالمية السلالات الجديدة من كورونا والتي تثير الذعر عالمياً وخاصة بعد الطفرة المتحورة لأول مرة والتي يشار إليها بـ B.1.1.7 وتم اكتشافها في بريطانيا أما المتغير الثاني فهو B.1.3SI وظهر لأول مرة في جنوب أفريقيا بينما السلالة الثالثة التي ظهرت في البرازيل وتم اكتشافها بين المسافرين القادمين إلي اليابان وهي P.I.
تسمح لتحورات الفيروس في الارتباط بالخلية البشرية بسهولة
خبراء الصحة والأمراض الصدرية: مصر خالية من هذا النوع حتي الآن.. لكن علينا الحذر الشديد
وتبين من خلال الدراسات والأبحاث التي اجريت علي تطورات الفيروس أن هناك زيادة في قابلية الانتقال في متغيرات الفيروس B.1.1.7 و B.1.3SI نظراً لأن الطفرة تسمح لمتغير الفيروس بالارتباط بالخلية البشرية بسهولة اكبر. ونظراً لهذا التغير السريع في نشاط فيروس كورونا والذي قد يمثل خطورة علي البشرية في المستقبل استطلعنا رأي الخبراء في السلالات الجديدة وهل هناك تهديد للبشرية من جراء هذه السلالات؟ وهل اللقاح الجديد يمكنه وقف زحف الفيروس؟! أم أن السلالات الجديدة تقاوم التطعيمات باللقاح الجديد ولم يعد هذا اللقاح صداً منيعاً للفيروس.
قال د.مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجد في نسختها البرازيلية والتي يطلق عليها "سوبر كورونا" سببت حالة من الذعر في العالم خوفاً من قله أو عدم استجابتها للقاحات الجديدة وكونها اكثر عدوي 3 مرات عن السلالة الاصلية للكورونا.
اضاف أن سوبر كورونا السلالة البرازيلية الجديدة ربما تسببت في اصابات وحالات وفاة منذ يوليو الماضي قبل اكتشافها وتبين من خلال الابحاث والدراسات السلالة الجديدة مسئولة بالفعل عن 90% من حالات الاصابة والوفيات في ولاية امازوناس وتم رصدها في اجزاء اخري من البرازيل وانتشرت إلي دول اخري في مختلف انحاء العالم.
اشار إلي أن السلالة الجديدة يطلق عليها "الامازون" حيث مكان اكتشافها وهي سلالة اكثر عدوانية من فيروس كورونا الذي ظهر بدايته في الصين ويعتقد أن هذه السلالة هي المسئولة عن الارتفاع الأخير في الوفيات في البرازيل وكذلك الاصابات في الفئات العمرية بين الشباب.
لفت بدران إلي أن هذه السلالة لم تصل إلي مصر حتي الآن وأن الترصد الوبائي في المنافذ والمطارات يتم علي اكمل وجه ومن هذا المنطلق وليس لدينا مخاوف من هذه السلالة ورغم كل ما يحدث من تغير في الفيروس وخطورته فأن استخدام الكمامة هام وهو بوابة النجاة من الاصابة بالفيروس كما أن نظافة اليد بالماء والصابون والمطهرات عامل رئيسي للوقاية.
السلوكيات الخاطئة
قال د.عصام عزام خبير الأمراض الصدرية أن السلالة الجديدة التي يطلق عليها "سوبر كورونا" لم تظهر إلا في البرازيل بسبب السلوكيات الخاطئة التي تتبع هناك في المأكولات والمشروبات ومحلات الخمور والبارات وصالات الرقص والاختلاط المباشر بين الأجناس المختلفة كل هذه العوامل تساعد علي ظهور سلالات جديدة من كورونا وغيرها.
اضاف إلي أن الدراسات التي اجريت في بريطانيا علي السلالة B.1.1.7 اثبتت أنها اكثر شراسة من كورونا "الأصل" ويتم اجراء دراسات حالياً لتقييم تأثير اللقاحات ضد هذه المتغيرات الفيروسية مشيراً إلي أن منظمة الصحة العالمية تتعقب الطفرات والمتغيرات المختلفة حول العالم من خلال التسلسل الجيني حتي تتمكن من تحديد نوعية هذه التغيرات.
أوضح أن هذا التطور في الفيروس طبيعي لأنه يحدث في جميع الأمراض الفيروسية الاخري والمنظمة تقوم بتصنيف تسلسل الفيروس منذ بداية الوباء لكن العمل يجري حالياً علي زيادة القدرة علي اجراء التسلسل في جميع انحاء العالم حتي يتمكن العلماء من رؤية التغيرات في جميع بلدان العالم.
قال أن هذه المتغيرات في الفيروس تثير القلق ايا كانت وتحتاج إلي التأكيد من أنه يتم دراستها بشكل مناسب حتي نتمكن من اجراء تغييرات واحتياطات اكثر في التدابير الصحية والاجتماعية أو في طريقة تطوير أساليب التشخيص والاعراض.
طالب د.عزام بضرورة الاهتمام بالاجراءات الاحترازية وتجنب الاماكن المزدحمة والنظافة المستمرة والتباعد الاجتماعي ووقف أي أنشطة تدعو إلي التجمعات وتطبيق العقوبات علي المخالفين للتدابير الوقائية في المواصلات العامة والخاصة حيث انهما مصدر الخطورة في نقل العدوي بين المواطنين حيث أن الفيروسات المختلفة تتحين الفرصة للانتشار بين البشرية وخاصة الفيروسات التي تنتشر بطريقة سريعة وتمثل جائحة علي مستوي العالم.
الموجة الثالثة
اكد د.عبدالحميد أباظة استشاري الجهاز الهضمي والكبد أن الأبحاث الجديدة لم تحدد حتي الآن هل السلالة الجديدة مقاومة للتطعيم بلقاح كورونا من عدمه لكن لم يثبت حتي الآن أن تحورات فيروس كورونا مقاومة للقاحات الجديدة مشيراً إلي العالم علي اعتاب الموجة الثالثة ويعتقد العديد من الباحثين أنها اكثر انتشاراً وشراسة وخاصة بعد ظهور السلالة الجديدة في البرازيل.
أوضح أن الابحاث حتي الآن تؤكد أن هذه السلالة اكثر قوة من كورونا الأصل ثلاث مرات ولذلك تعد اكثر خطراً من السلالتين المتحورتين اللتين تم اكتشافهما سابقاً في جنوب افريقيا وبريطانيا.. مؤكداً أن السلالة الجديدة تحدث تحورات في البروتينات الشوكية ويصعب علي الجهاز المناعي التخلص منها بسبب تركيبتها الجينية المسئولة عن بناء البروتينيات الشوكية وفي حالة تحور البروتين الشوكي لن يستطيع الجسم القدرة للتعرف علي الفيروس.
أوضح اباظة أن مصر خالية حتي الآن من السلالات الجديدة في البرازيل ويجب توخي الحذر في المطارات والمنافذ والكشف علي القادمين من الخارج بكل عناية وعزل الحالات المشتبه فيها حتي لا يحدث ما لا يحمد عقباه وضرورة ترصد الموقف الوبائي واتباع التدابير الصحية داخل المستشفيات والشفافية في اعلان التطورات التي تحدث للفيروس حتي يشعر المواطن باهمية الموقف وعدم التخاذل في ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي.
اترك تعليق