أشاد الأطباء وخبراء صناعة الدواء باهتمام الرئيس بالمشروع القومي لتصنيع وتجميع مشتقات البلازما بشكل دقيق وحيوي وتأمين احتياجات الدولة من منتجاتها وتوفير الأدوية التي تنتج من هذه المشتقات. وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها وفق أعلي مستويات التكنولوجيا الطبية.. قالوا إن ذلك سينعكس إيجابيا علي الرعاية الطبية وصحة المواطنين. حيث تدخل البلازما في علاج العديد من الأمراض الخطيرة. فضلاً عن المردود الاقتصادي بتوفير العملة الصعبة والاستغناء عن الاستيراد وضخ مئات المليارات من الجنيهات في ميزانية الدولة سنويا.
يري د.صبري الطويلة "رئيس لجنة صناعة الدواء بالنقابة العامة للصيادلة" أن مصر في أمس الحاجة لمثل هذا المشروع لأننا نستورد أكثر من 95% من منتجات مشتقات الدم. وبالتالي فإن تصنيع هذه المشتقات محليا سيمثل نقلة نوعية. وامتلاك مصر لمصانع البلازما سيمنحها الريادة في هذا المجال في الشرق الأوسط.. مشيرا إلي أن توفير هذه المنتجات للمرضي هو أمر في غاية الأهمية. خاصة وأننا نعاني للحصول علي الأدوية التي تعتمد عليها وهي باهظة الثمن. في ظل تعقد التقنيات والأجهزة التي تستخدم لتصنيعها واحتكار بعض الدول لهذه الصناعة. واعتماد اقتصاداتها عليها بشكل أساسي.
أضاف أنه في ظل دقة وحيوية تقنيات تصنيع هذه المشتقات. فإن اهتمام الرئيس بتصنيعها محليا هو أمر إيجابي وانطلاقة جديدة في مجال النانوتكنولوجي والهاي تكنولوجي والبيو تكنولوجي. ومؤشر إيجابي لتحقيق طفرة في صناعة الدواء والاكتفاء الذاتي من العديد من أنواعه.. مشيرا إلي وجوب خضوع منظومة تصنيع مشتقات البلازما إلي قوانين تحافظ علي المتبرعين بالبلازما والمستقبلين.
أكد أن تصنيع البلازما سيوفر أموالا طائلة لمصر. فعلي سبيل المثال فإن الألبومين البشري يبلغ سعر الزجاجة الواحدة منه 600 جنيه. وتضاهي فاعليتها 4 أكياس بلازما. كما أن من مشتقات البلازما أيضا مواد المناعة ويبلغ سعر الحقنة الواحدة منها 1200 جنيه. ويحتاجها باستمرار مرضي الهيموفيليا أو الناعور والفشل الكبدي وبعض الأمراض الأخري. كما يحتاج مرضي زراعة الأعضاء إلي الامينوجلوبيلين الذي يتم استخلاصه من بعض العوامل التي تسبح في البلازما والذي يمنع الجسم من مقاومة العضو المزروع أو التعامل معه علي أنه جسم غريب. وكل هذه المشتقات تكون مكلفة جدا إذا تم استيرادها. وبالتالي فمن الرائع أن يتم تصنيعها في مصر. لأن ذلك سيكون له مردود غير عادي للاقتصاد المصري حيث يوفر مليارات الجنيهات سنويا. كما سيضخ مئات المليارات في ميزانية الدولة إذا تم توريدها.
أشاد د.يوسف المهدي "أستاذ الجراحة العامة ورئيس مجلس الإدارة الأسبق بمستشفي إمبابة العام" بالمشروع القومي لتصنيع مشتقات البلازما مؤكدا أن من أهم هذه المشتقات هو "الألبومين" والذي يحتاجه بشدة مرضي الفشل الكبدي حيث إنه يساعد علي منع المضاعفات وعدم تعرض هؤلاء المرضي للمضاعفات والاستسقاء والأورام. مضيفا أن استيراد هذه المشتقات هو أمر غير عملي حيث يكلف الدولة مبالغ طائلة. وبالتالي فإن تصنيعها محليا هو أمر حيوي وفي غاية الأهمية. مضيفا أن أهمية هذه المشروع تنبع أيضا من ارتباطه القوي بحياة وصحة الإنسان المصري. وأن توفير مشتقات البلازما محليا سيكون له مردود إيجابي في هذا الصدد. مشيرا أن مصر تمتلك الكفاءة والجدارة للنجاح في مثل هذه المشروع.
أكد د.محمد حسن خليل "استشاري أمراض القلب ومنسق لجنة الدفاع عن الحق في الصحة" أن مصر في أمس الحاجة لتصنيع مشتقات البلازما محليا. لأن ذلك سيغنيها عن الاستيراد بمشاكله سواء تمثلت في ارتفاع الأسعار أو تكبد الجمارك أو صعوبة الاستيراد في ظل فيروس كورونا. كما أنه سيساعد في تأسيس بنية تحتية قوية في مجال الطب والدواء. بما يساعد في تحقيق طفرة في هذا المجال.
أوضح د.مجدي بدران "عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة" أهمية تصنيع مشتقات البلازما محليا. خاصة وأنها تدخل في علاج العديد من الأمراض فضلا عن دخولها في تصنيع العديد من الأدوية. تم استخدامها قديما لمعالجة عشرات الأمراض. بما في ذلك الدفتريا. و الحصبة. شلل الأطفال. النكاف. و الجدري. و السارس. و الإيبولا. كما تُعطي البلازما عادة لمرضي الصدمات والحروق والصدمات. وكذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد الحادة أو نقص عوامل التخثر المتعددة.
أضاف: وحاليا يمكن أن يكون العلاج بالبلازما بمثابة إنقاذ واعد لمرضى الحالات الحرجة من المصابين يفيروس كوفيد-19. حيث تحتوي بلازم دم المتعافين من الفيروس على أجسام مضادة يمكن استخلاصها واستخدامها لمعالجة المرضى، وقد أظهر هذا العلاج بالفعل نتائج واعدة في الصين، وإيطاليا، ونيويورك. وأثبتت النتائج أن بلازما النقاهة بجرعة واحدة 200 مل، يمكن أن تعزز وتزيد الأجسام المضادة، مما يؤدي إلى اختفاء الفيروس من الدم فى غضون سبعة أيام.
اترك تعليق