هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

علماء الدين: حافظوا علي مصر بالعمل والتكاتف

ما يقوم به رجال الجيش والشرطة.. من أهم مقاصد الشريعة
دعوة سيدنا إبراهيم نموذج لما يجب أن يكون عليه كل مواطن

أكد علماء الدين أن حب الوطن من الفطرة لما له من قيمة كبيرة في نفوس أبنائه وأن الانتماء له والدفاع عنه ليس مجرد شعارات ترفع بل يكون بالعمل والإخلاص والتضحية بدليل ما يقوم به جنودنا البواسل من أبناء الجيش والشرطة للذود عن حياض وطننا الغالي فهم يروون ترابه الطاهر بدمائهم الزكية ويقدمون أرواحهم بطيب خاطر دفاعا عن مصرنا الغالية وهذا واجب شرعي مقدس وجزء من العقيدة ليس علي جنودنا فقط بل علي كل مقيم علي تراب الوطن الحبيب.


ويتناول أئمة المساجد اليوم خطبة الجمعة تحت عنوان "التضحية لأجل الوطن سبيل الشرفاء والعظماء الأوفياء" لتوعية المواطنين بأهمية الحفاظ علي مقدرات الوطن وكيفية النهوض به وذلك تزامنا مع الاحتفالات بثورة يناير وأعياد الشرطة.

يقول د.أسامة العبد أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية ورئيس جامعة الأزهر الأسبق إن الشريعة الإسلامية تجعل حماية الأرض والدين والعرض والمال والنفس من المقاصد الشرعية وما يقوم به جيشنا الباسل في معركته ضد الإرهاب لحماية حدود الدولة وما تقوم به الشرطة في الحفاظ علي أمن واستقرار هذا الشعب عمل كبير وهدف أكبر وهو استقرار هذا الوطن والدفاع عن أراضيه وبذل الجهد في أن يكون الإنسان مطمئنا في بيته وعمله وفي كل مكان وهذا يلقي علي عاتق الأمة أفرادا وجماعات ليس مجرد إعلان أنهم قلبا وقالبا مع هؤلاء المرابطين علي سهول مصر في الداخل والخارج وإنما علي كل منهم أن يبذل أقصي جهده كل في مجال تخصصه لنصرة جنودنا البواسل لأن هذا سوف يعلي من شأن هذا الوطن والأمة العربية والإسلامية وفي نفس الوقت سوف يؤدي ذلك إلي دعم اقتصادنا والاستفادة من ثروتنا البشرية فالإنسان هو الكنز المستمر الدائم في ذكره وعمله الذي يعطي لنا جميعا القدرة علي البقاء والعطاء لأن المجتمع يصوره صلي الله عليه وسلم في حديثه "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمي".

أضاف أن كل أبناء الوطن بغير تفرقة مطالبون بالقيام بهذا الجهد الذي يمثل قوة في الجبهة الداخلية لأنهم خط الدفاع الثاني والثالث في معركة شريفة يخوضها الوطن من أجل مستقبل أبنائه والأمة العربية ومن أجل سلام عادل في العالم.

دعاوي مغرضة

يؤكد د. محمد أبو ليلة الأستاذ بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر أن الوطن ليس مناخا ولا طعاما أو شرابا فحسب بل هو كل شئ في حياة الإنسان لأنه تربي ونشأ علي أرضه وكثير من الشعراء تغنوا به في أشعارهم وأدباء سطروا في رواياتهم ومؤلفاتهم أعمالا خالدة عن الوطن والانتماء إليه وكيف يحافظ الإنسان عليه ويدافع عن ترابه ومقدساته ومنشآته وغير ذلك.

أشار د.أبو ليلة إلي أن حب الوطن يسري في عروق المصريين مسري الدم لذلك فإن الدعاوي المغرضة التي تسعي للتشكيك في وطنيتهم وانتمائهم لبلادهم لن تنال من عزيمتهم أو حبهم لبلدهم وسيظل المصريون يقفون وراء قواتهم المسلحة لأنها الحصن المنيع الذي يتصدي لأعداء الأمة.

أضاف أن حماية الوطن واجب كل مواطن ولا يكون ذلك بحمل السلاح فقط بل بالعمل المخلص والتحلي بمكارم الأخلاق وإعلاء شأن الوطن والدفع بعجلة الإنتاج حتي يتم تغيير الأفكار المغلوطة التي يروج لها أعداء الدين والوطن والتي تتنافي مع مبادئ الدين السمحة التي تحث علي التعايش السلمي واحترام الآخر وتقبل رأيه وثقافته وفكره .. موضحا أن الجهاد لا يكون بقتل النفس وترويع الآمنين ومحاربة الدولة لأن كل إنسان في موقعه يؤدي عمله بإخلاص للارتقاء بمجتمعه والحفاظ علي استقراره يعد مجاهدا في سبيل الله.. كما أكد أنه يجب علي الوطن أيضا أن يحتضن أبناءه ويوفر لهم سبل العيش الكريم ووظائف يعملون من خلالها للإنفاق علي أنفسهم وأبنائهم لأن كل من يتبوأ منصبا مسئول أمام الله وسيحاسب علي ما قدمه.

حب الأوطان

يقول الدكتور حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر إن الإسلام حث المسلم علي حب الأوطان والدفاع عنها بالمال والأنفس "الذين يجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم" وهو الدفاع عن الوطن وحفظ حدوده وثرواته .. فإذا كان الإنسان محبا لهذا الوطن منتميا له يبذل ماله ونفسه من أجل الدفاع عنه ويحز عليه أن يغادره ولقد ضرب لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم مثلا عندما هاجر من مكة مسقط رأسه إلي المدينة فلما وصل إلي حدود مكة اشتاقت نفسه إليها وروي عن سيدنا أبي بكر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أراد العودة إليها مرة ثانية فنزل عليه سيدنا جبريل بقول الله تعالي "إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلي ميعاد" وقال النبي صلي الله عليه وسلم "والله إنك لخير أرض الله . وأحب أرض الله إلي الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت".

وكذلك عندما ذهب النبي صلي الله عليه وسلم إلي المدينة واتخذها موطنا له ومن معه من المهاجرين ومن أجل أن يحببها إلي أنفسهم فكان مناخها يختلف عن مناخ مكة مما جعل المهاجرين يشتاقون إلي مكة فدعا النبي صلي الله عليه وسلم بهذا الدعاء وقال "اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة".. والمشهور بين الناس أن حب الأوطان من حب الله سبحانه وتعالي ومن هنا نجد أن الأديان السماوية جميعها دعت إلي حب الوطن والدفاع عنه والحفاظ علي بيئته فيقول النبي صلي الله عليه وسلم "إماطة الأذي عن الطريق شعبة من الإيمان" أي أن الإنسان عندما يقوم بإصلاح البيئة التي يعيش فيها وينظفها ويحافظ عليها فهذا من مفاضل الإيمان ولنا في سيدنا إبراهيم الأسوة الحسنة عندما رحل بولده وزوجه من بلاد الشام إلي مكة ولم تكن بلدا كانت أول دعوة له "رب اجعل هذا البلد آمنا" أي لا خوف عليه من أحد ثم دعا بدعوته المشهورة "ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادي غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون" وهذا هو الانتماء الحقيقي الذي يدعو إليه الدين الإبراهيمي "الإسلام" يدعو لموطنه الجديد بالأمن والسلامة وكثرة الخيرات وهذا ما يجب علي كل مؤمن تجاه وطنه أن يكون مخلصا محبا له محافظا علي بيئته متمنيا له الخير مدافعا عنه بماله ونفسه هذا إذا اكتمل إيمانه.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق