هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

خبراء التصوف: الخلاص من خطابات الكراهية وغرس المحبَّة.. بنشر المنهج الصوفى

أكد خبراء وعلماء التصوف أن العالَم فى أمَسِّ الحاجة لمعرفة وتطبيق المنهج الصوفى فى حياتنا اليومية للتخلّص ممن خطابات الكراهية والعنف التى قلبت موازين العالم وأحالت أمنه واستقراره وسلامه إلى حالة من الحروب والصراعات والدمار والخراب، وانتشار الأوبئة والأمراض القاتلة، وآخر هذه الأمثلة جائحة كورونا، مشيرين إلى أنه لا مَخرَج من كل هذه الأزمات والتحدّيّات إلا بنشر منهج وأسلوب المحبّة والوئام والسلام بين جميع بنى البشر على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم وأفكارهم وفلسفاتهم، والطريق الوحيد المؤهَّل والقادر على تحقيق ذلك ينطلق من الصوفية الحقّة.


جاء ذلك فى استهلال مؤسسة الملتقى ومشيخة الطريقة القادرية البودشيشية للعام الجديد بتنظيم ليلة الوصال الرابعة والثلاثين، تحت شعار "ذكر وفكر في زمن كورونا"، والتي تم بثها مباشرة عبر الصفحتين الرسميتين لمؤسسة الملتقى على موقعي التواصل الاجتماعي "فايسبوك" و"يوتيوب".

وقد ساهم في تأثيث فقرات هذا السمر الروحي، ثُلَّة من العلماء والمثقفين والمنشدين المتميزين، من داخل المغرب وخارجه، مع عرض أشرطة علمية وتوعوية متنوعة.

انطلقت الأمسية الروحية بتلاوة عطرة لآيات بيّنات من الذكر الحكيم، تلاها على مسامع المتابعين المقرئ المغربي محمد الشتيوي، لتتلوها المداخلة العلمية الأولى للدكتور عبدالرزاق تورابي- أستاذ التعليم العالي بالرباط- ضمن سلسلة "شذرات من كلام شيخ الطريقة القادرية البودشيشية فضيلة مولاي د. جمال الدين القادري"، الذي تناول فيها تعريف الشيخ سيدي حمزة بن العباس- رحمه الله- للتصوف بأنه "أخلاق وأذواق وأشواق"، وتعريف مولاي جمال الدين للتصوف على أنه "هو الصُحبة"، مُبْرِزا الغاية الكبرى لهذه الصحبة الربانية المتمثلة في استبدال الأخلاق الذميمة بالصفات المحمدية.

بعد ذلك تناول د. منير القادري بودشيش- مدير مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام- في مداخلته موضوع "التربية على قيم التفاؤل والأمل وصناعة نفوس واثقة بفرج الله"، وذلك باللغتين العربية والفرنسية.

وتناول د. إبراهيم حدكي- أستاذ باحث في الدراسات الإسلامية، وخطيب وواعظ- في المداخلة العلمية الثالثة، موضوع "محددات منهجية في تفكيك خطاب الكراهية"، تطرّق من خلالها للإشكالية المرتبطة بخطاب الكراهية المتنامي، مع كشف أصوله ومنابعه التي يتغذى منها، كما أبرز الحاجة الملحَّة للخطاب والمنهج الصوفي لمحاصرة هذه الخطابات الدخيلة التي لا تمت بصلة للإسلام.

لتعقبها فقرة "إشارات اللسان إلى مذاقات العرفان"، التي يفسّر ويحلّل من خلالها د. محمد المصطفى عزام- أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس- الاصطلاحات الصوفية عبر إبراز معالمها البيانية والعرفانية كما سُطرت في كلام القوم، حيث تناول في مداخلته موضوع "كمال الجمال".

وخلال هذه الأمسية، قدَّم د. حسن بنعامر- خبير في العلوم الصيدلانية بليون (فرنسا)- جملة من التوضيحات المعزَّزة بصور ووثائق مرتبطة بمرض كورونا وشرح دقيق لكيفية إعداد واشتغال مختلف اللقاحات. 

 وتخلّلت هذه الليلة الروحية وصلات من النغم والمديح الصوفي لمسمّعين متألّقين داخل المغرب وخارجه، ويتعلّق الأمر بكل من حكيم خزران ومحمد معز القادري من المغرب، المهدي بركات من تولوز، بالإضافة لمجموعتي السماع للطريقة البودشيشية بكل من ليبيا وتزنيت (المغرب).

 

كما تم تقديم شهادات حيّة لمريدي الطريقة من جنسيات مختلفة حول تجربتهم الدينية والروحية في أحضان الطريقة، من بينها شهادة كل من داود أنستازيا من ميلانو (إيطاليا) وعبدالحكيم فريدنبرغر من ليون (فرنسا). 

واختتمت أطوار هذا السمر الروحي بفقرة "من كلام القوم"، خصصها إبراهيم بلمقدم لعرض مختارات من كلام الشيخ أبي إسماعيل عبدالله الهروي- رحمه الله- حول درجات الشوق الثلاث، وهي شوق العابد إلى الجنَّة، وشوق العابد إلى الله والدرجة الثالثة والرفيعة أسماها "نار أخمدها صفو المحبّة"، حيث تناول هذه الدرجات بالشرح والتأصيل، مختتما كلمته برفع الدعاء الصالح للبلاد ولملكها ولسائر المسلمين والبشرية جمعاء.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق