صدر في طبعة جديدة منقحة، بعد طباعته عام 2019، للكاتب د. خالد السيد غانم، رئيس قسم التربية وعلوم الدين بجامعة نور مبارك بكازاخستان سابقا، طبعة جديدة من كتاب "حوار الأديان في كازاخستان من أستانا إلى نور سلطان"، والذي يشرح فيه المراحل التاريخية لمؤتمر زعماء الأديان في كازاخستان، واهتمام كازاخستان بقضية الأديان والحوار والتعايش المشترك بين أصحاب الأديان، وذلك لأن كازاخستان يعيش فيها قوميات كثيرة بعقائد وديانات مختلفة، وعلى الرغم من ذلك يتعايش الجميع في سلام.
يركز الكاتب على قضية العقل فيقول: من النعم العظيمة التي أودعها الله ـ تعالى ـ في الإنسان أن جعل له عقلا يفكر، وقلبا يعي، وروحا تميل وتهتدي.
وجعل الله ـ سبحانه وتعالى ـ الدين بمثابة الفطرة المركوزة في النفوس المستقيمة، والعقول التي تطلب الهدى والمستنيرة.
ولذلك كانت دعوة القرآن للإنسانية تركز على إعمال العقل، والاهتداء بالوحي المنزل على الأنبياء والمرسلين.
ويسطر المؤلف الواقع المشهود دوليًا لدى كازاخستان من حيث التعايش السلمي لأصحاب الأديان المختلفة فيقول: العديد من الدول اليوم تعترف بتفرد النموذج الكازاخستاني الذي يكفل التجانس في مجتمع متعدد الأعراق ومع هذا يعيش في وفاق وتجانس، والعالم يرى أن كازاخستان التي تحوي أعراقًا متنوعة يمكنها أن تتجنب الخلافات التي تقوم على أسس قومية أو دينية، ومن المهم معرفة "أن تعدد القوميات ليس من عيوب المجتمع، بل هو من فضائلها"، كما قال الرئيس نور سلطان نزارباييف.
ولذلك كان لهذا الطريق عدة محاور أظهرها في كتابه.
ويقدم بعض المقترحات التي سبق أن طبعت في بحث قدمه لمؤتمر الأديان عام 2015 بكازاخستان، واستشهد بكلام السفير خيرت لاما شريف، سفير كازاخستان بمصر، في كتاب كازاخستان في الواقع المعاصر، قائلا: كانت مشاركة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر د. محمد سيد طنطاوي ود. محمود حمدي زقزوق في أول مؤتمر لزعماء الأديان السماوية والتقليدية في العالم في استانا عام 2003 تعبيرا عن تأييد مصر لمبادرة الرئيس نور سلطان نازاربايف وتأكيدا لرغبة مصر في تنمية العلاقات الشاملة مع كازاخستان.
اوضح قائلا: لعل سر تسمية كتاب حوار الأديان في كازاخستان من أستانا إلى نور سلطان إشارة إلى بداية مؤتمر زعماء الأديان الذي بدأ في عام 2003 في عهد الرئيس الأول لكازاخستان نور سلطان نازرباييف، والبداية الجديدة بعد تغيير اسم مدينة أستانا إلى اسم نور سلطان في عهد رئيس كازاخستان الحالي قاسم جومارت توقاييف.
إن الكتاب يعد إضافة جديدة في موضوع حوار الأديان ويبرز دور كازاخستان في الترسيخ لهذا الجانب، ومن محاسنه أن مؤلفه د. غانم له اهتمامات عديدة بثقافة كازاخستان وتراث علمائها، ولهذا يمثل الكتاب مصداقية حيث عايش واقع كازاخستان واطلع على تراثها وخالط مجتمعها، فضلا عن اهتماماته بدراسة وعلوم الأديان على وجه العموم.
اترك تعليق