مازال مريدو الصوفية يحتفلون بذكرى المولد النبوى الشريف، مؤكدين ان أفضل احتفال وإحياء لهذه الذكرى العطرة هو فى التمسّك بآداب وأخلاق صاحب الذكرى- صلى الله عليه وآله وسلم- حيث تجدد لقاؤهم مع ليالي الوصال الرقمية من خلال تنظيم النسخة السابعة والعشرين، والتي تم بثها على موقعي التواصل الاجتماعي "فايسبوك" و"يوتيوب" لمؤسسة الملتقى، وساهم في تأثيث فقرات هذا السمر الروحي، ثُلَّة من العلماء والمثقّفين والمنشدين المتميّزين، مع عرض شهادات حيّة لمريدي الطريقة من داخل المغرب وخارجه.
انطلقت الأمسية الروحية بتلاوة آيات بيّنات من الذكر الحكيم، للمقرئ المغربي وليد إدناصر- من جهة كلميم واد نون جنوب المغرب- لتتلوها المداخلة العلمية الأولى للدكتور عبدالرزاق تورابي- أستاذ التعليم العالي بالرباط- ضمن فقرة "مختارات من كلام شيخ الطريقة القادرية البودشيشية فضيلة مولاي د. جمال الدين القادري"، تطرَّق من خلالها لموضوع الثبات في طريق الذكر، استنادا إلى قوله تعالى: "إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تُفلحون"، وانطلاقا من كلام شيخ الطريقة "الربح في الطريقة مضمون فاطلبوا من الله الثبات فيها".
بعد ذلك تناول د. منير القادري بودشيش- مدير مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم- بالشرح والتحليل كلمة توجيهية علمية، تحت عنوان "مقام الشكر وتجلياته على الفرد والمجتمع" ألقاها باللغتين العربية والفرنسية.
المولد الشريف
وكانت المداخلة الثالثة حول موضوع "مولد رسول الله ﷺ"، وتولى تقديمها د. سعيد بيهي- أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ورئيس المجلس المحلي بالحي الحسني- وقدم د. حكيم فضيل الإدريسي- أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء- المداخلة العلمية الرابعة، والخاصة بفقرة "قواعد التصوف لأحمد زرّوق".
وتخللت هذه الليلة الروحية وصلات من السماع والمديح الصوفي لمسمّعين من داخل المغرب وخارجه، ويتعلق الأمر بكل من حكيم خزران من المغرب، محيي الدين موضح من فرنسا، المجموعة الرسمية للطريقة القادرية البودشيشية للمديح والسماع، مجموعة السماع الصفا ببلجيكا، مجموعة السماع بجهة كلميم واد نون، بالإضافة لمشاركة برعمات الطريقة بمداغ.
كما عرفت هذه الأمسية عرض الجزء الأول من شريط خاص عن الطريقة القادرية البودشيشية بعنوان "معراج المحبين"، من إعداد وتقديم أحمد لخليع وإنتاج مؤسسة الملتقى، تخللته شهادات حية لعلماء ومشايخ من المشرق في حق الطريقة وشيخها.
كما قدَّم ابراهيم بلمقدم، فقرة "من كلام القوم"، خصّصها لعرض مختارات من كلام الشيخ أحمد الرفاعي، من أبرزها قوله: "جمال القلب بالخوف، وجمال العقل بالفكر، وجمال الروح بالشكر، وجمال اللسان بالصمت، وجمال الوجه بالعبادة"، مختتما كلمته برفع الدعاء الصالح للبلاد ولملكها ولسائر المسلمين.
اترك تعليق