٧١٪ منهم يؤيدون بايدن مقابل ١٨٪ منهم يؤيدون ترامب

يمثل العرب الأمريكيون كتلة صوتية لا يستهان بها في الولايات المتحدة  وتشير آخر إحصائية إلى أن عددهم يقترب من أربعة ملايين شخص، يتركزون في بعض المدن والولايات مثل ميتشجان وكاليفورنيا ونيويورك وغيرها. وينظر كلا المرشحين للانتخابات الرئاسية ترامب، ومنافسه المرشح الديمقراطي جو بايدن، للعرب الأمريكيين باعتبارهم من أوراق الفوز التي ربما تحسم المنافسة.

-ركزت حملة جو بايدن  لشحذ المسلمين الامريكيين على استخدامه بعض آيات القرآن وأحاديث شريفة و فيديوهات ولقاءات مع عدد من المسلمين خصصت لحثهم  على التصويت ووعود بالمساواة العرقية وتحسين أحوال اللاجئين على عكس خطاب ترامب الذى يرى كثير منهم انه خطاب كراهية.

ميتشجان وبنسلفانيا اوراق ترامب الرابحة

ونجحت حملة  بايدن فى الحصول دعم كبار المسئولين المسلمين حيث نظمت المجموعات والنشطاء المسلمون الأمريكيون بإحساس متزايد قاعات بلدية افتراضية وتجمعات تهدف إلى تعظيم إقبال الناخبين  ، ومبادرات مثل (يلا فوت) فى ولاية ميتشيجن للحث على المشاركة تلك الولاية التى فاز بها ترامب عام 2016  محققا 47.5%على نظيرته هيلارى كلينتون47.2%.

تعد ميتشيجان وبنسلفانيا أهم الولايات للمرشح الجمهورى ترامب وبعد لقائه الاخير فى ميتشيجن ضعفت حظوظه وما إذا خسر بنسلفانيا ستكون نهاية لمحطته الرئاسية .

فهل ستكون اصوات الناخبين المسلمين  فى ميتشيجن حقا و الولايات ذات كثافة  سكانية للمسلمين وراء فوز بايدن ؟

سياسات ترامب تجاه المسلمين دفعهم لتأييد بايدين

 يقول الخبير السياسى دكتور عاطف عبد الجواد  -جامعة جورج بواشنطن -

أن تأييد الناخب المسلم لجو بايدن يعود بالدرجة الاولى الى استياء الامريكيين المسلمين من سلوك وسياسات ترامب. يبلغ عدد المسلمين في الولايات المتحدة ١٪ فقط من اجمالي عدد السكان ويتركزون في ولايات ميشيجان وفرجينيا وفلوريدا وويسكونسين وبنسلفانيا. ورغم صفر اعدادهم مقارنة بعدد السكان فقد قفز عدد الناخبين المسلمين بنسبة ٢٥٪ بين ٢٠١٤ و ٢٠١٨.

بايدن تعهد برفع الحظر عن المسلمين

وقد ادى سلوك ترامب وسياساته الى استعداء المسلمين في الولايات المتحدة ومن بين هذه السياسات فرض حظر على سفر المسلمين من دول معينة ومضاعفة التجسس والاستطلاع على الموجودين منهم اصلا داخل الولايات المتحدة. في المقابل تحدث جو بايدن خصيصا امام المسلمين واستخدم عبارات اسلامية مثل  "ان شاء الله" في مناظرته الاولى وتعهد برفع الحظر  عن المسلمين.

 ورغم ان الناخب المسلم يعتقد ان هذه الوعود الانتخابية لا تكفي فقد ادت سياسات واسلوب ترامب في التعامل مع المسلمين الى النتيجة التالية في استطلاعات الرأي: ٧١٪ منهم يؤيدون بايدن مقابل ١٨٪ منهم يؤيدون ترامب الذي وصف المسلمين بالارهابيين بصورة عامة مما دفع المسلمين الى رد فعل من شقين.

 الشق الاول زادت اعداد منظمات المسلمين لحماية حقوقهم المدنية مثل "مشروع الناخب المسلم" في ولاية جورجيا. والشق الثاني اهتمام اكبر  بالحقوق المدنية كأولوية كبرى في الانتخابات الراهنة تليها مسألة الرعاية الصحية ثم السياسة الخارجية. وكان المسلمون من قبل يهتمون بالسياسة الخارجية كأولوية اولى من قبل. بل ان سلوك وسياسات ترامب ادت الى رد فعل عام من جانب المسلمين. ففي العام ٢٠١٨ وصلت مسلمتان الى عضوية الكونجرس الامريكي وهما النائبتان الهان عمر و رشيدة طليب. كما وصلت المسلمة غزالة هاشمي الى عضوية محلي الشيوخ المحلي في ولاية فيرجينيا..

الخلاصة هي ان تأييد المسلمين لبايدن هو رد فعل ضد ترمب اكثر منه تحمسا للمرشح الديموقراطي.

توضح جنين سنو تعمل فى مركزالصحة العامة  بمقاطعة لانسينج -ميتشيجن ومؤسس منظمة لشئون اللاجئين - اخترت وعدد من المسلمين  التصويت لصالح جو بايدن نظرا لبرنامجه الانتخابى خاصة الملف الصحى ومشكلاته الداخلية وزيادة الحد الادنى للاجور الخاصة بالمعاشات  وحل مشكلات حظر دخول المسلمين من اللاجئين وغير اللاجئين التى حد منها ترامب وكذلك ملف التعليم لوعوده بأن يكون التعليم مجانى لمرحلة ما قبل الابتدائى حيث ان المدارس العامة فى أمريكا تبدأ من سن الخامسة للطفل  والجامعات لمتوسطى ومحدودى الدخل لان تكلفة الدراسة فى الجامعات كبيرة جدا مما يجعل الكثيرين يعزف عن الالتحاق بالجامعة بدلا من العيش مقيدين بالقروض لسنوات طويلة .وأكدت ان الاسر متوسطة الدخل هنا تدفع ضرائب عالية ولا تحصل على دعم حكومى لدخول الاطفال الحضانات والجامعات.

وقال تحسين سيردار عضو إدارة مركز إسلامى فى ميتشيجن ومشرف على لجنة انتخابية لتسهيل تصويت المسلمين ان حملة بايدن نجحت فى جذب المسلمين وأوضح أن مجلس العلاقات الأمريكية الاسلامية (كير) أصدرت نتائج إستطلاع اجرته على مستوى البلاد للناخبين المسلمين أشار إلى ان 89% من الناخبين المسلمين المسجلين يعتزمون التصويت اليوم فى الثالث من نوفمبر انه نحو 71%من الناخبين المسلمين سيصوتون لصالح بايدون و18%فقط لإعادة انتخاب ترامب.

وعن إجمالى عدد المسلمين بالولايات الامريكية وتأثرهم بحملة بايدن

دكتور خليل :هناك من لن يتأثر بحملته بسهولة

يقول دكتور:  محمد خليل استاذ الدراسات الاسلامية بجامعة ميتشيجن التوصل إلى إجابة دقيقة ليست بالأمر السهل وذلك لان مكتب الإحصاء الأمريكى لا يطرح أسئلة حول الدين مما يعنى عدم وجود إحصاء حكومى رسمى انما وفقا لأخر استبيان لمركز بيو للابحاث أن هناك حوالى 3.45 مليون مسلم من جميع الاعمار

 يعيشون في الولايات المتحدة في عام 2017 ، وأن المسلمين يشكلون حوالي 1.1٪ من إجمالي الولايات المتحدة. تعداد السكان.

 وتشير التوقعات بنمو عددهم  بحلول عام 2040 ، سيحل المسلمون محل اليهود كثاني أكبر مجموعة دينية في البلاد بعد المسيحيين. وبحلول عام 2050 ، من المتوقع أن يصل عدد السكان المسلمين في الولايات المتحدة إلى 8.1 مليون ، أو 2.1٪ من إجمالي سكان البلاد - ما يقرب من ضعف نصيبهم اليوم.  

وأضاف دكتور خليل أن خطاب بايدن تجاه العرب والمسلمين بشكل إيجابى واختياره لمسلم فى فريق عمله وحملته  لاشك كان له تأثير على الناخبين وبالطبع هناك من لن يتأثروا بسهولة

 حدة خطاب ترامب تجاه المسلمين سبب وراء تراجع كثيرين لاختياره وكذلك اللوائح الجديدة  خلال الجائحة التى فرضها ترامب للدارسين ومنعهم من السفر او استقدام ذويهم أحبطتهم و دفعتهم للشعور تجاه بايدن بالايجابية أكثر .