تطل علينا في هذا الشهر الكريم الذي له قدسيتة الكبيرة في نفوس أكثر من مليار ونصف مسلم علي وجه البرية ذكري الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والنبي الأمي الهادي الأمين منقذ البشرية من الظالم الدامس لنور الحق المبين .
تلك الذكرى السنوية التي يحتفل بها المسلمين اجمعين من المحيط للخليج بمظاهر متعددة بهدف واحد هو تعظيم نبينا وحبيبنا وسيدنا محمد صل الله عليه وسلم .
لتظهر لنا من بلد لها باع في الثقافة وكذلك في الاستعمار الغشيم (فرنسا)رسومات مسيئة جارحه لنبينا الكريم الذى لم ولن تري البشرية بأم عينها أعظم وأنبل واطهر منه بشرا .
في تعدي سافر على احترام حرية الأديان السماوية والشرعية الدولية من منطلق وتحت شعار "الحرية " ناسين متناسيين أن "حرية الإنسان تقف عند احترام حرية الآخرين"
مثلما علمنا ديننا الإسلامي الشريف ونبينا الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين ليوم الدين .
"ولد الهدي فالكائنات ضياء وفم الدنيا تبسم وثناء "
وهل خلق الله على وجه الأرض محمودا في الأرض وفي السماء مثل النور الهادي المبين ؟
وسوف نطوف معا في تلك الذكرى المحمدية العطرة على أهم المظاهر الخاصة بالاحتفالات فى الدول العربية والإسلامية.
يحتفل العرب كل عام بذكري المولد النبوي الشريف .ورغم اختلاف العادات وتعدد مظاهر الإحتفال بالمولد النبوي من دولة لأخرى .ولكن تبقي مظاهر الاحتفال حاضرة بقوة وعمق عبر اطناب التاريخ لتتوارثها الأجيال .
مصر (درة العقد) وعروس الاحتفالات النبوية الشريفة بلا منازع .
يعد الاحتفال بالمولد النبوى الشريف في مصر له طابع شديد الخصوصيه منذ الحكم الفاطمي لمصر ، وتنسب بداية الاحتفال إلى الخليفة "المعز لدين الله الفاطمي" .
وتحتفل كل أطياف المجتمع المصري بهذه المناسبة العظيمة لإحياء الذكرى السنوية العطرة .وعلى اختلاف الطرق الصوفية في مصر فإنها تولي أهمية كبيرة لها .وعلى نقيض من الصوفية يقف علماء السلفيون .حيث يعد هذا الاحتفال من الخلافات الفقهية الشائعة بين السلفيين والحوثيين .أما المرجعية الازهرية فقد أيدت تلك الاحتفالات وعززتها بفتاوي من الأزهر الشريف لأنه من مظاهر تعظيم الرسول وإظهار محبته .
وبعيدا عن رأي علماء الدين المعارضين امثال جلال الدين عبد الرحمن السيوطي وابن باز ، يبقي الاحتفال بولادة النبي الكريم جزءا راسخا في الثقافة الإسلامية العربية ..
ويعد الإحتفال بحلوي المولد النبوي الشريف في مصر هو الحاضر بقوة وتميز في هذه المناسبة .
وتشتهر مصر بما يعرف ب" الشوارد" حيث أنه تبدأ المحافظات والقري المصرية قبل الذكري النبوية بشهر في عرض حلوي المولد بكافة أشكالها وأنواعها ويزين كل شاكر ب"عروسة المولد"الشهيرة والحصان ومختلف أنواع الحلوى من (السمسمية والحمصية والملبن والهريسة وجوز الهند وغيرها من أنواع الحلوى) التي أنتجت خصيصاً لتلك المناسبة .
كما تنتشر في ربوع مصر مجالس الذكر والانشاد الديني وتقيم الطرق الصوفية احتفالات من الانشاد الديني للشعر والتغني بالادب النبوي الشريف .وتتعددمظاهر الاحتفالات الفردية والجماعية وتعتبر العائلات في القري المصرية هذه المناسبة فرصة كبيرة لتقوية الروابط الاجتماعية و وتبادل الزيارات .
ليبيا ..
تحتفل ليبيا بتلك الذكرى السنوية بإيقاد الشموع والقناديل وشراء الملابس والحناء والالعاب والحلويات والأحذية الجديده والروائح العطرية والبخور وإضاءة الشوارع والمحلات ورقص الفتيات .
المغرب ...
يطلق المغرب علي ذكري الاحتفال بالمولد النبوي الشريف " المليودية " وتبدأ الاحتفالات بالمولد الكريم منذ بداية شهر ربيع الأول فتنطلق الاحتفالات والطقوس التي اعتاد الشعب المغربي علي إحياءها تعظيما لمولد الرسول الكريم .وكذلك الانشاد الديني عن طريق الطرق الصوفية .
كما تحرص العائلة المغربية علي شراء الملابس الجديده لأطفالها في هذه المناسبة .ويتناول المغاربة اكلتهم المفضلة "الكسكسي" مع الفراخ علي الطريقة المغربية .
الجزائر
يمثل الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف هوية الشعب الجزائري ، وكان يواجه الجزائريون في السابق المد الثقافي الفرنسي وقت الاحتلال والاستعمار لإحياء ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم ،تأكيدا للهوية العربية الإسلامية التي حاول الاستعمار الفرنسي أن يطمسها .كما تقوم الطرق الصوفيه هناك بترديد الابتهالات والأناشيد الدينية .
وتقوم العائلات الجزائرية بطهي الاكلات الجزائرية خصيصا لهذه المناسبة مثل : " الرشته " و" الشخشوخه " و"التريده"
تونس ..
تعد مدينة القيروان في تونس مركز الاحتفالات بالذكرى النبوية ، ويرجع ذلك للقيمة التاريخية لهذه المدينة التي تعد مصدر الثقافة الإسلامية في تونس .بإحياء الذكري النبوية الشريفة بالذكر والانشاد الديني والابتهالات .
أما العائلة التونسية فتعد خصيصا " وجبة العصيدة التونسية " بجانب الفاكهة الطازجة والبخور .
فلسطين..
تحتفل كل البيوت الفلسطينية بإحياء الذكري النبوية منذ عهد الخلافة العثمانية وتنتشر الاعلام والزينة وتخرج فرق الإنشاد بزي خاص ومميز للشوارع تردد أناشيد وابتهالات مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم ،ويوزع التجار الحلوي على المارة في الشوارع .
الاردن
تستمر الاحتفالات بها عدة أيام وتزين المساجد بالانوار وتكثر حلقات الذكر والابتهالات وتوزيع وشراء الحلوي "المشبك" وهو الحلوي الأشهر في الأردن وتوزيع الصدقات علي الفقراء والمساكين .
السودان ..
تبدأ الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف،مع بداية شهر ربيع الاول وحتي موعد المناسبة نفسها في الثاني عشر من الشهر العربي .وتقام "الشوارد" و"الخيام العربية " وتباع الحلوي وأشهرها "السمسمية " فضلاً عن حلقات الذكر والانشاد ويقدم الطعام علي المحتفلين ومن أشهر الأكلات " الثريد" واشهر المدن "ام درمان ".
موريتانيا
تخلد الذكري بالمدائح النبوية وتنظيم الحفلات ودروس السيرة النبوية والتعريف بالرسول الكريم ولبس الجديد من الثياب وكذلك تقام الاحتفالات الدينية في المساجد والجوامع بجانب المسابقات الشعرية في المدح النبوي ودروس السيرة النبوية وسهرات المديح .ويأخذ المواطنين البلاد عطله رسمية كعيدى الفطر والاضحي .
ولا أجد رداً على المسيئين في الغرب لرسولنا الكريم في ذكرى مولده العطر .اقوي من آراء المستشرقين الغربيين عن رسولنا الكريم خاصة المستشرقين الفرنسيين ..
يقول الفيلسوف الفرنسي " إدوارد مونته " في كتابه العرب ومحمد في مكة 1953 ص 52 " إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدا وقائداً لهم إلي جانب عظمة إنجازاته المطلقة ، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه ، بل أنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم انا التقدير اللائق بها مثل ما فعل محمد "
المفكر الفرنسي لامارتين " إذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة فمن ذا الذى يجرؤ أن يقارن ايا من عظماء التاريخ بالنبي محمدا في عبقريته ؟
من كتاب تاريخ تركيا ،باريس 1854 الجزء الثاني،ص 276 .
المستشرق الفرنسي " جوستاف لويون" وإذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم لكان محمداً من أعظم من عرفهم التاريخ "
فداك أبي وأمي يا رسول الله ،يا خير خلق الله وخاتم الأنبياء والمرسلين .
كل عام والأمة الإسلامية في خير وسلام
بقلم - د.شيماء خطاب:
اترك تعليق