رحل عميد الدبلوماسية العربية والكويتية، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (91 عاما) ، اليوم الثلاثاء، متأثرًا بتداعيات وعكة صحية، ألمت به منذ يوليو الماضي ووافته المنية على إثرها بإحدى المستشفيات بالولايات المتحدة الأمريكية.
الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح هو أمير دولة الكويت الخامس عشر والخامس بعد استقلال بلاده عام 1961 والملقب بعميد الدبلوماسية العربية والكويتية.
تلقى تعليمه في المدرسة المباركية، واستكمل دراسته على أيدي أساتذة خصوصيين، ثم دخل العمل السياسي ومجال الشأن العام عام 1954 كعضو في اللجنة التنفيذية العليا، ثم عين رئيسا لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل، وعضوا في مجلس الإنشاء والتعمير في عام 1955.
كان الشيخ صباح الأحمد الصباح أول من تولى وزارة الإعلام في بلاده قبل أن يعين وزيرًا للخارجية لأربعة عقود من الزمن أكسبته حنكة دبلوماسية وألماما بطبيعة العلاقات في المنطقة العربية لقب خلالها بشيخ الدبلوماسيين العرب، حيث يعود له الفضل خلالها في إدارة أزمة التعامل مع الغزو العراقي للكويت عام 1990.
تولى الشيخ صباح الأحمد مسند إمارة دولة الكويت في عام 2006 خلفًا لسعد العبد الله السالم الصباح الذي تنازل عن الحكم بسبب أحواله الصحية، وبعد أن انتقلت السلطات الأميرية إليهِ بصفته رئيس مجلس الوزراء، قام مجلس الوزراء بتزكيته أميرًا للبلاد، ليصبح الأمير الثالث الذي يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة في تاريخ الكويت.
منذ توليه للمراكز القيادية في بلاده خاصة رئاسة مجلس الوزراء عمل الشيخ صباح على تعزيز دور المرأة الكويتية لاسيما في الحياة السياسية، حيث شاركت أوّل امرأة في حكومة برئاسته عام 2005، وتلا ذلك مشاركة المرأة في أول انتخابات نيابية.
تبع ذلك سياسات إصلاحية أخرى دخلت بموجبها المرأة لأوّل مرة عضوًا في مجلس الأمة في ثالث انتخابات نيابية تجري في عهد الشيخ صباح ، كما سمح للمرأة بدخول السلك العسكري.
على الصعيد السياسي، أتبعت الكويت في عهد الشيخ صباح الأحمد دور المحايدة في الأزمات السياسية بين دول المنطقة وكانت بمثابة الداعم لحل الأزمات والوساطة في منطقة الخليج العربي.
كرمته الأمم المتحدة في عام 2014 بلقب "قائد للعمل الإنساني" وسميت إمارة الكويتُ في عهده بمركز العمل الإنساني تقديرًاللجهود الذي بذلها الأمير ودولته في خدمة الإنسانية.
لُقِّب الشيخ الصباح بـ"شيخ الدبلوماسيين العرب" و"عميد الدبلوماسية العربية والكويتية"، حيث يرى مراقبون أنّه اتبع في عهده سياسة إصلاحية رسَّخت بدورها لحياة الديمقراطية.
وشهدت الكويت في عهد الشيخ الصباح نهضة تنموية بمختلف المجالات، وذلك تنفيذًا لتطلعاته بتحويل بلاده والتي تعد من أثرى جول منطقة الخليج، إلى مركز مالي وتجاري عالمي مستغلًا ثرواتها الباطنية لتحقيق ذلك.
اترك تعليق