أكد راهوال كوليشريشت سفير الهند بالقاهرة أنه بلغت قيمة التبادل التجاري بين مصر والهند خلال السنة المالية الهندية 2019/2020 4.53 مليار دولار، وذلك على الرغم من الاضطرابات التي حدثت خلال شهري فبراير ومارس 2020 بسبب فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19).
اوضح السفير في تصريحات صحفية له اليوم الخميس أن الهند متفائلة بشأن آفاق التجارة مع مصر على المدى المتوسط على الرغم من جائحة فيروس كورونا والتي كان لها بعض التأثير مشيرا الى ان السنة المالية في الهند تمتد من أبريل العام الماضي و حتى مارس من العام الجاري.
وأكد كولشريشت أن مصر تعتبر أحد أهم شركاء الهند التجاريين في القارة الأفريقية. و أن حجم التبادل التجاري بين الهند ومصر ارتفع من 3.68 مليار دولار خلال السنة المالية الهندية 2017/2018 إلى 4.55 مليار دولار خلال السنة المالية 2018/2019.
وقال السفير كولشريشت إن استثمارات الهند في مصر تمثل أهم مجالات التعاون بين البلدين إلى جانب الصادرات المصرية إلى الهند والواردات منها وعودة حركة السياحة بين الهند ومصر.
أضاف ان مصر تعد من الدول القليلة التي تحظى بتوقعات إيجابية للنمو الاقتصادي لعام 2020. وهذا يتضح من خلال إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تم تطبيقها خلال السنوات الخمس الماضية. و قامت الحكومة بجهود كبيرة وفاعلة من أجل خلق مناخ ملائم للاستثمار، وإفساح المجال والتشجيع على خلق فرص جديدة في عدد من المجالات، ومعالجة المشكلات، وتحديث البنية التحتية وما إلى ذلك.وفي ظل الموقع المتميز لمصر والمزايا الأخرى التي تتمتع بها، ستضمن هذه الخطوات أن تظل مصر وجهة استثمارية واعدة.
أضاف أن الهند تحتل المركز العاشر كأكبر دولة مستوردة من مصر ومصدرة إليها. بلغت قيمة صادرات مصر إلى الهند خلال الفترة من يناير حتى مارس 2020 حوالي 353 مليون دولار،بينما بلغت قيمة وارداتها من الهند 549 مليون دولار خلال نفس الفترة. مشيرا إلى أن صادرات مصر إلى الهند قد ارتفعت قيمتها من 1.67 مليار دولار خلال عام 2018-2019،إلى 2 مليار دولار خلال عام 2019-2020.
أشار إلى أن أهم الصادرات المصرية إلى الهند تشمل النفط الخام والأسمدة الخام والأسمدة المصنعة والمواد الكيماوية غير العضوية. وتشمل أهم الواردات المصرية من الهند المنتجات البترولية وغزول القطن والسيارات والمعادن المصنعة ولحوم الجاموس. ونظرًا لأن الهند ومصر تضمان أسواقًا كبيرة، فمن الممكن العمل على تنويع سلة التجارة بشكل أكبر، وبالتالي زيادة حجم التجارة.
أشار إلى أن مصر تعد وجهة استثمارية مهمة للهند في إفريقيا. و تبلغ قيمة الاستثمارات الهندية في مصر أكثر من 3.3 مليار دولار وتشمل مجموعة واسعة من القطاعات،منها الإلكترونيات والسيارات والأدوية والملابس والكيماويات ونقل الطاقة وغيرها.
ومن أهم الاستثمارات الهندية في مصر شركة تي. سي.آي. سنمار (بقيمة 1.5 مليار دولار)،والإسكندرية أسود الكربون،وكيرلوسكار،ودابر الهند،والشركة المصرية الهندية للبوليستر،وسكيب للدهانات،وجودريج،وماهيندرا،ومونجيني. وتقوم الشركات الهندية أيضًا بتنفيذ مشروعات في مختلف القطاعات إما بشكل مباشر أو كمقاولين من الباطن.
أضاف أن الشركات الهندية تسعى حثيثاً لاستكشاف فرص الاستثمار في مصر. وهناك أكثر من 50 شركة هندية تعمل في مختلف القطاعات مثل الزراعة، والملابس، ومكونات السيارات، والمواد الكيميائية، والأغذية، والضيافة، والدهانات، والورق، والأدوية، والبلاستيك، ونقل الطاقة، والطاقة المتجددة، والبيع بالتجزئة، وغيرها. وتشير التقديرات إلى أن الشركات الهندية توفر حوالي 35 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
ويرغب المستثمرون بالتأكيد في المزيد من تسهيل الإجراءات، ووضع آليات لاستخراج التراخيص بسرعة خلال فترة زمنية ملائمة، وإجراءات تسجيل سريعة وسهلة، وتوفير تأشيرات عمل طويلة الأجل، وتخفيف القيود في قطاع الأدوية. هذه بعض الأشياء التي أذكرها الآن.
وأشار السفير إلى وجود فجوة معلوماتية في الهند حول برنامج الإصلاح المصري والفرص الناشئة في مصر، وهو الأمر الذي يجب على الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية أن يتعامل معه. ويجب أن يقوم عدد أكبر من وفود الأعمال المصرية بزيارة الهند وإقامة المعارض الترويجية والمشاركة في المعارض التجارية والتفاعل مع نظرائهم الهنود.
أضاف ان استثمارات الشركات المصرية في الهند تبلغ حوالي 36.7 مليون دولار. تقوم مجموعة السويدى بتصنيع العدادات الكهربائية الذكية،وتعمل شركةكابسيللدهانات في مجال إنتاجدهانات السيارات، بينما تمتلك الشركة الحديثة للمواد العازلة (بيتومود) مصنعاً. وسنكون سعداء للغاية باستقبال المزيد من الشركات والاستثمارات المصرية
اوضح ان مصر تعد من أشهر الدول التي يقصدها السائحون الهنود. خلال عام 2019، استقبلت مصر 128 ألف سائح هندي.
وعن المشروعات الحالية مع مصر قال انه في إطار مشروعات المساعدة الانمائية التي تقوم بها الهند، تم إنشاء مركز للتميز في مجال تكنولوجيا المعلومات في جامعة الأزهر بالقاهرة، وبدأ المركز يعمل في عام 2019. يضم المركز معملين للحاسب الآلي يتسعان لعدد 50 طالبًا، وغرفة دراسة افتراضية، ومكتب، ومركز بيانات،والعديد من الأقسام الأخرى.و تم انتداب اثنين من المدربين الهنود للعمل في المركز. هذه مشروعات حديثة العهد. ولعلك تذكر مشروع شبكة عموم إفريقيا الإلكترونية بجامعة الإسكندرية، والذي تم إنشاؤه في يوليو 2009. أبرمت جامعة الإسكندرية مذكرات تفاهم مع ثلاث جامعات هندية بارزة، وهي جامعة أنديرا غاندي الوطنية المفتوحة في نيودلهي (دورات ماجستير إدارة الأعمال)،وجامعة مدراس (ماجستير تكنولوجيا المعلومات) وجامعة أميتي. وفي إطار هذا المشروع،بدأ مركز التداوي عن بعد في العمل في نوفمبر 2009 من خلال مركز تنمية وصحة المرأة في الإسكندرية حيث قدم استشارات طبية عبر الإنترنت في مختلف التخصصات الطبية. وتعمل في إطار هذا المشروع سبع جامعات واثنا عشر من المستشفيات التخصصية الرائدة في الهند.
اضح السفير ان السفارة تعمل على التكيف مع الأوضاع وتسعى للمضي قدماً في تفعيل جدول الأعمال الثنائي،وذلك على الرغم من القيود التي يفرضها الوباء. وبمجرد أن تسمح الظروف، ستقوم السفارة بتنفيذ البرامج والأنشطة المستهدفة بنفس النشاط والحماس كما كان الوضع قبل انتشار فيروس كورونا.
اترك تعليق