وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن مصر تحترم الشعب الليبى والدولة الليبية، مضيفًا: "احنا بنعزكم.. وأتحدث معكم كأخ يتابع الأحداث التى تمر فى منطقتكم".
وأشار السيسى إلى أن ليبيا تعرضت لتحولات شديدة خلال 10 سنوات، مؤكدًا أن البلاد إذا دخلت فى حالة فوضى، لن تخرج منها إلا بجهود أبنائها ومشايخ قبائلها.
وتابع فى رسالة لمشايخ القبائل: "مفيش حد هيقدر يقرر مصيركم.. لا يحق لأى جهة التحدث باسم ليبيا غيركم.. عليكم التكاتف سويا وتحديد المصير"، لافتًا إلى أن مصر تعتبر ليبيا كتلة واحدة لا شرق وغرب وجنوب.
وأكد الرئيس تطلع مصر الدائم لإرساء إرادة الشعب الليبى ودعمه فى اختيار مساره وقيادته، مشددا على ضرورة وحدة الأراضى الليبية لا تقسيمها، متابعا: "احنا مش عايزين منكم حاجة.. وملناش مصالح فى ليبيا.. مصر وليبيا أشقاء وأمنهم وسلامهم واستقرارهم ونموهم واحد".
وذكر السيسى أن مصر توفر الساحة لمشايخ ليبيا من أجل التعبير عن رأيهم ومحاولة جمع القبائل على كلمة واحدة وهى وحدة الأراضى الليبية ومن ثم دعم مصر ومساندتها للدولة الليبية.
وشدد على أن خط "السرت -الجفرة" المرفوض تجاوزه؛ هو بمثابة دعوة للسلام والاستقرار، لافتًا إلى أن مبادرة القاهرة لإنقاذ الوضع الليبى، كانت تكليلا للجهود الدبلوماسية التى كانت فى برلين.
واستطرد: "حددنا خط سرت-الجفرة لوقف الاقتتال والسعى لبدء مساء سلام جديد لصالح ليبيا، ولكن أى تهديد لهذا الخط هو بمثابة تهديد لأمننا القومى، محذرًا من تفشى الميليشيات المسلحة التى قد تصبح الدولة أسيرة لها، منوهًا بأن الجيش هو الجهة الوحيدة المسموح لها بالتسلح تحت إشراف القيادة.
وأوضح السيسى أن مصر عانت وتعانى من الإرهاب طيلة 5 سنوات حتى الآن، مؤكدًا أن الدولة لن تسمح باقتراب الميليشيات منها مجددًا، مضيفًا: "خلال عامين ماضيين لم نتدخل فى ليبيا، واحترمنا مشاعر الشعب الليبى، لكن المرحلة الحالية حرجة.. وأؤكد أن تحركنا هو دعوة للسلام لا الحرب".
وأشار إلى أن الجيش المصرى إذا دخل ليبيا سيكون بطلب من الليبيين، ويخرج بأمر منهم، موضحًا: "لا نريد سوى الاستقرار والسلام لمصر وليبيا.. مصيرنا مشترك".
وقال الشيخ صالح الاطيوش، شيخ قبيلة المغاربة، وأحد حكماء أجدابيا من المنطقة الشرقية خلال مشاركته ضمن وفد المشايخ والقبائل الليبية فى لقاء بالقاهرة مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، تحت عنوان "مصر وليبيا شعب واحد - مصير واحد": "إن مصر هى أم للأمة العربية، وأن الرئيس السيسى عندما ذكر أن أى اعتداء على ليبيا يعتبر اعتداء على مصر وأن الأمن القومى الليبى هو الأمن القومى المصرى، وأن القوات المسلحة المصرية على أتم الاستعداد للوقوف إلى جانب ليبيا وللدفاع عنها، عرفنا إننا لسنا وحدنا فى مواجهة الأتراك المستعمرين، فنحن مع أشقائنا، وأصبحنا لا نخشى ولا نخاف من أى اعتداء أجنبى"
وقال: "باسمى وباسم مشايخ وأعيان القبائل الليبية الذين حضروا هنا إلى مصر، نحيى الرئيس السيسى والشعب المصرى والحكومة والبرلمان والجيش، فجميعهم يستحقون التحية والتقدير والاحترام من أشقائهم أبناء الشعب الليبى بصفة عامة، وأعلن تفويض الرئيس السيسى والجيش المصرى للتدخل "عندما تدعو الضرورة".
وأضاف: "نحن سعداء بمواقف مصر وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى، وسعداء بهذا الدعم القوى الذى تقوم به مصر منذ سنوات فعندما دخلنا فى هذه المحنة، كانت مصر، رئيسا وحكومة إلى جانب قواتنا المسلحة ومجلس النواب، فمصر هى الداعمة والمتحدثة باسمنا حتى أمام الجهات الأجنبية وفى المحافل الدولية".
من جانبه قال الشيخ الطيب الشريف خيرالله من قبيلة العبيدات "إن تدخل مصر لحماية ليبيا وأهلها نعتبره تدخلا مشروعا لصد الاستعمار والمستعمرين، لأن الروابط التى تربط مصر بليبيا تتجاوز الحدود والمعوقات، ولأن أمن ليبيا من أمن مصر والعكس صحيح فهو أمن مشترك بين أسرة واحدة جمعها جوار وتاريخ وصلة رحم وقربى، تزيد قوة ومتانة عند الشدائد والأزمات".
وأكد أن الوفد الليبى الذى يضم كل مناطق ليبيا يناشد الرئيس السيسى وجيش وشعب مصر أن يهبوا لدعم ليبيا وتنظيفها من الغزاة، والحيلولة دون تحقيق أهدافهم لنهب ثروات ليبيا وتفريق شملها وتهديد وحدتها وتسليمها للمتطرفين والمرتزقة لتكون بؤرة لتهديد أمن مصر واستقرارها وتعطيل دورها المميز الحاضن لأمتنا العربية والمدافع عنها.
كما أكد أن القبائل الليبية وعشائرها لا ترى فى تدخل مصر وجيشها لحماية ليبيا، تطفلا او رغبة فى أرض ليبيا أو ثرواتها، لكن ترى بثقة دفاع شقيق عن شقيقه وجار عن جاره.
من جانبه، قال الشيخ على محمد بركة التباوى، نائب رئيس المجلس لقبائل "تبو"، إن مصر هى القلب النابض والدرع الواقى للأمة العربية والاسلامية، مؤكدا دعمهم لمبادرة "إعلان القاهرة" ومبادرة رئيس البرلمان الليبى المستشار عقيلة صالح، لتشكيل مجلس رئاسى جديد، وإيقاف الحرب وإعطاء فرصة للحوار بين الأشقاء الليبيين للوصول إلى كلمة سواء.
من جانبه، قال العمدة عبدالسلام البرغثى أحد شيوخ وحكماء قبيلة البراغثة إن مصر أم العرب ومهد الحضارات وتاريخها عريق وهى السند لنا فى كل العصور والعهود، فهى قوية برئيسها وجيشها ورجالها وشعبها.
ومن جهته، أعرب الشيخ مفتاح معتوق الورفله، كبير وأحد حكماء قبيلة "الورفلة"، عن تأييده للكلمة الرئيس السيسى اليوم، وعبر عن خالص شكره للشعب المصرى وللحكومة المصرية وعلى رأسها الرئيس السيسى على مواقفه ودعمه للشقاء الليبيين.
وقال الشيخ حافظ خطاب، أحد حكماء قبيلة "المنفه": "جئنا اليوم لنقل تحيات القبائل الليبية، والتى هى مكونات الشعب الليبي، إن هذه القبائل تقول فى رسالتها إن مصر وشعبها هم نجدتنا دون أن نطلب منهم التدخل وهم الأقرب لنا عرفيا واجتماعيا وجغرافيا وتاريخيا"، مشددا على أن مصر وليبيا شعب واحد لا يقبل التفريق بينهما.
وأضاف أنه من ناحية التفويض فإن الرئيس السيسى ومصر "أصحاب بيت"، وصاحب البيت لا يستأذن فى دخوله، وسلطتنا الشرعية والمعترف بها دوليا هى مجلس النواب، طلبت من الجيش المصرى التدخل لحماية ليبيا وأمنها القومى، فنحن فى مصير واحد وقضية واحدة.
بدروه أكد رئيس المجلس الأعلى لقبائل وأعيان ليبيا، أحد حكماء "ترهونة" صالح الفاندى أن كلمة الرئيس السيسى كلمة رجل صادق، مشددا على أن قبائل المنطقة الغربية قررت مد يدها للسلم عن طريق الحكومة المصرية والخارجية المصرية لكل الشعب الليبى، وقال إن أى اعتداء على ليبيا هو اعتداء على مصر والعكس صحيح، مؤكدا استعدادهم لصد أى اعتداء، فالقبائل ستكون فى الصفوف الأولى أمام الجيش المصرى.
من جانبه، أكد سالم بوحرورة من قبيلة "أزوية" الليبية وحدة ليبيا بأقاليمها الثلاث وسلامة أراضيها وتأييد البرلمان الليبى والقوات المسحلة الليبية فى حربها ضد الارهاب وتأييد المبادرة السياسية "إعلان القاهرة" لحل الأزمة الليبية، داعيا إلى تطهير ليبيا من الجماعات الإرهابية وقيام دولة المؤسسات والقانون.
اترك تعليق