هذه القصص أنار الله سبحانه وتعالى بها الطريق لجميع الأمم لتخرج من ظلمات الكفر والإلحاد إلى أنوار الإيمان والتوحيد، فقال رب العالمين واصفا حال الجن بعد سماع القرآن: "قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم".
وعلى مدار شهر رمضان نتحدث يوميا عن قصة من أحسن القصص التي جاءت في كتاب الله تبارك وتعالى.
قال الله تعالى في هذه القصّة: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}.
في أحد الأيام جاء طرفان متخاصمان لداوود عليه السّلام، وكان عنده ابنه سليمان عليه السّلام، فشكوا إليه أنّ غنم قوم دخلت ليلاً إلى مزرعتهم، فأكلت العنب وأفسدته، فحكم داوود، عليه السلام، لصاحب الزرع بأن يأخذ الغنم؛ عوضاً عن إفساد زرعه.
وفي ذلك الوقت استأذن سليمان عليه السّلام من أبيه؛ ليبدي رأيه في المسألة، فأذن له، فكان حكمه؛ بأن يأخذ أهل الزرع الغنم، فينتفعوا بألبانها، وشعرها، وأولادها، ويُدفع الزرع إلى أصحاب الغنم، حتى يصلحوا ما أفسده غنمهم من الزرع، وبعد ذلك يرجع الغنم إلى أهله والزرع إلى أهله، وكان حكم سليمان عليه السّلام أقرب للحقّ والصواب، فوافقه داوود عليه السّلام وحكم بحكمه.
اترك تعليق