هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

نصاب الألقاب
اعتقد انه لا توجد دولة علي وجه الكرة الأرضية يحمل عدد غير قليل من مواطنيها ألقاب ودرجات ووظائف وهمية مثل مصر ، فقد أصاب المجتمع المصري منذ قرابة الخمس عشرة سنة مرض انتشر كانتشار النار في الهشيم وأصبح يضرب الفئات المهمشة في المجتمع وهو مرض انتشار الألقاب وانتحال بعض الوظائف المرموقة في الدولة.

 

أصبح الكثيرين يحملون لقب " دكتور  " أو " مستشار " أو " سفير " بدون الحصول علي هذه الدرجات أو الوظائف فعليا ، فالأول لم يحصل علي درجة الدكتوراه من أحدي الجامعات المعترف بها في مصر أو في الخارج بناء علي معادلة من المجلس الأعلي للجامعات ، وربما لم يحصل علي مؤهل عالي ، ويشيع بين الناس بأن أسمه يسبقه حرف ( د ) ومن خلال هذا اللقب الرفيع الذي يصل بصاحبه الي أعلي مراتب العلم يظهر في القنوات التافهة والغير معروفة تارة ويحاول اللحاق باي حزب ناشيء لا علاقة له بالحياة السياسية ويقوم بالتقاط الصور مع المسؤولين تارة أخري .
فها هو من يطلق علي نفسه لقب " دكتور في التنمية البشرية " لمجرد حصوله علي دورة مدتها أسبوعين باحدي مراكز بير السلم ، وهذه " دكتورة استشارات أسرية " لأنها منبع أسرار صديقاتها المطلقات والتي هي في الغالب سبب طلاقهن !!!!! والثاني يحمل لقب " مستشار " لاستغلال الجهلة وإنصاف المتعلمين ويطبع كروت شخصية بهذه الصفة مع ارتداء مجموعة من البدل التي لا تزيد ثمن الواحدة منها عن أربعمائة جنيها مع مجموعة من أربطة العنق من علي أحدي أرصفة وسط البلد ، أما صاحب لقب " سفير " فهو قد اختير من قبل جمعية خيرية مقرها احدي اكشاك او محال البقالة الصغيرة او الكافيهات أو من خلال مؤتمر من المؤتمرات التي تعقد فوق أحدي أسطح بيوت الاحياء الشعبية ليكون سفيرا للفن أو الجمال أو الدلال أو الأنوثة ونشر فكر ومباديء ما هو سفيرا له !
 كل هولاء يحصلون علي القابهم المزيفة من خلال مكاتب تحت بير السلم أو جمعيات عبارة عن اكشاك او مؤتمرات تعقد في قاعات درجة عاشرة وفي النهاية ينسجون خيوطهم علي الغافلين من أبناء المجتمع لكسب احترام زائف أو مكسب مادي تافه .
والاخطر من ذلك أن كثيرا منهم يملأون الفضائيات صياحا ليل نهار في أمور لا يفقهون فيها شيء إلا بضعة معلومات يقتاتونها من مواقع التواصل الاجتماعي .
أكثر ما تعجبت له أن شخصا يعمل في وظيفة حرفية باحدي الجهات الحساسة بشهادته المتوسطة حاصل علي لقب مستشار  تحكيم دولي من خلال دورة مدتها ثلاثة أيام زوجته وأولاده يرددون دائما " نحن أسرة معالي المستشار فلان " !.
وطبعا لأنه يعتمد علي عدد لا بأس به من البدل رخيصة الثمن ونظارة سوداء تقليد من سوق النظارات لا يزيد ثمنها عن ثلاثمائة جنيها وسيارة ألمانية موديل التسعينيات فإن الجميع من جيرانه ومن يحيطون به من محال تجارية  يتعاملون معه بهذه الصفة ، وإذا طلب أحدهم منه خدمة يقول لهم " ان حساسيه مركزه تمنعه من الوساطة لأحد لأنه معروف في الهيئة القضائية التي يدعي الانتماء لها بالشفافية والحزم !!!!!! والادهي من ذلك أن أولاده وزوجته تتعامل الناس معهم بهذه الصفة!!! فهو سيادة المستشار الذي يجب أن تكون طلباته أوامر من حارس العقار وجميع من يحيطون به!.
إن أولي خطوات القضاء علي هذه الظاهرة الخطيرة هو القضاء علي مهرجانات ومراكز بير السلم التي تحصل علي أموال من راغبي المنصب الزائف والمكانة الوهمية ، ثم وضع تشريع يجرم هذا الفعل تحديدا بعيدا عن التجريم العام لجريمة " إنتحال الصفة " في قانوننا العقابي ، فلا يحمل لقب " دكتور " إلا بعد الحصول علي درجته العلمية ، ولا يجوز منح لقب مستشار أو سفير إلا بعد الإنتماء إلي الهيية القضائية أو السلك الدبلوماسي .
بقلم - دإسلام قناوى:
الفقيه الدستورى




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق