وامتدادا للمبادرات التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والصحيه لأفريقيا كانت إحدى مبادرات فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رعاية القافلة الطبية والإغاثية إلى دولة تشاد، برئاسة الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، والمشرف العام على القوافل بالأزهر، والتي أجرت عملها في أحياء العاصمة أنجمينا
التنسيق المشترك بين مؤسسات الدولة المصرية وتشاد
عقدت 4 اجتماعات تنسيقية مع مؤسسة القلب الكبير التي ترعاها السيدة الأولى بتشاد، السيدة هند ديبي، زوجة رئيس الجمهورية، للوقوف علي التجهيزات وللتنسيق لتيسير العمل،كما تم الوقوف علي المستلزمات الطبية الناقصة في مستشفيات تشاد وتم شحنها مع القافلة لتيسير عمل أطباء القافلة.
كما حرص السفير عمرو رفاعي، سفير مصر بدولة تشاد، على زيارة قافلة الأزهر الطبية دعمًا لأعضاء القافلة ولتذييل أي صعوبات تواجه القافلة، موجها الشكر لفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد المحرصاوى رئيس الجامعة، و مبينًا أن أطباء الأزهر خير سفراء وجنود للإنسانية وخير من يرفع رسالة مصر عالية، وأنهم يقوموا بجهد مضاف فليست مهمتهم تقديم الرعاية الطبية فقط، بل يقوموا بنقل الخبرات إلى كوادر الأطباء بتشاد، مؤكدًا أن ما تقوم به القافلة رسالة نبيلة لتنمية العلاقات بين الشعوب والأشقاء، موضحًا مدى فرحة الشعب التشادي بالقافلة.
من جانبه صرح الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، والمشرف العام علي القوافل بالأزهر أن السفير عمرو رفاعي سفير مصر بدولة تشاد صادف نقص بعض الخيوط الطبية اللازمة لجراحة العيون لم تكن موجودة فسارع السفير بالتنسيق مع الخارجية في مصر لسرعة إحضار المستلزمات الطبية الناقصة.
القافلة الطبية الرابعة
وتتضمنت القافلة 26 طبيبًا من أساتذة طب الأزهر في 14 تخصصًا، بالإضافة إلى طاقم من الصيادلة والممرضين، وقامت القافلة بإجراء الكشف الطبي المجاني، بجانب إجراء العمليات الجراحية اللازمة، فضلًا عن توزيع الدواء المناسب لكل حالة بالمجان، حيث تم شحن خمسة أطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لعمل القافلة.
في ذات السياق أوضح الدكتور محمود صديق، المشرف العام على قوافل الأزهر الشريف، أن مصر والأزهر حريصان على تقديم العون للدول الأشقاء في كل مكان، مبينًا أن الأطباء تم اختيارهم بعناية فهم الأمهر والأفضل لتقديم خدمة طبية متميزة لأبناء دولة تشاد، مضيفًا أن القافلة تمتاز بوجود كافة التخصصات لتلبي احتياجات التشاديين.
وتعد هذه القافلة هي الرابعة التي يرسلها الأزهر إلى جمهورية تشاد، وتستهدف هذه القوافل المناطق الأكثر فقرًا واحتياجًا، حيث عملت القافلة الأولى في أحياء العاصمة أنجمينا، في حين توجهت القافلة الثانية لولاية "أبشي"، بينما توجهت القافلة الثالثة إلى ولاية "وادي فير" التي تضم ثلاثة أقاليم هي: بيلتين، ودار تاما، وكوبي.
وجرت القافلة الطبية الرابعة على مدار ست أيام على النحو التالي وفق بيانات المركز الإعلامي للأزهر:-
اليوم الأول
بدأت قافلة الأزهر الطبية الرابعة الموفدة إلى دولة تشاد أعمالها حيث وقعت الكشف الطبي على 1674 شخصًا، كما أجرت القافلة 24 عملية جراحية، شملت جراحات العظام والأطفال والجراحة العامة، فضلًا عن توزيع الدواء المناسب لكل حالة بالمجان، حيث تم شحن سبعة أطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لعمل القافلة.
اليوم الثاني
واصلت قافلة الأزهر الطبية الرابعة الموفدة إلى دولة تشاد أعمالها لليوم الثاني على فترتين صباحية ومسائية، نظرًا للإقبال الكبير على القافلة، حيث وقعت الكشف الطبي على 3311 شخصًا كما أجرت القافلة 68 عملية جراحية، شملت جراحات العظام والأطفال والجراحة العامة والرمد والمسالك البولية والنساء.
وقام الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، والمشرف العام على القافلة، بإجراء جراحة حرجة بالعظام لسيدة بها كسور متعددة بالجسد، بعد إصابتها بالعديد من المضاعفات إثر تجبيسها أكثر من مرة خلال أكثر من شهرين.
وطالب صديق أطباء القافلة بتقديم الخدمات والتخصصات والعمليات التي لا توجد بالمستشفى في المقام الأول لصعوبة علاجها، كما قرر أن يكون عمل القافلة على مدار فترتين لعلاج أكبر قدر من المرضى.
اليوم الثالث
وقعت الكشف الطبي على 3912 شخصًا كما أجرت القافلة 82 عملية جراحية، شملت جراحات العظام والأطفال والجراحة العامة والرمد والمسالك البولية والنساء.
وحرص السيد عمرو رفاعي، السفير المصري بتشاد، والسيد باسم أمين، القنصل المصري بتشاد، علي زيارة قافلة الأزهر الطبية، حيث أشاد السفير المصري بأداء أطباء القافلة، مبينًا أنهم يقومون بأداء رائع وأن أهالي تشاد تثني عليهم كثيرًا.
اليوم الرابع
واصلت قافلة الأزهر الطبية الرابعة الموفدة إلى دولة تشاد أعمالها لليوم الرابع على فترتين صباحية ومسائية، نظرًا للإقبال الكبير على القافلة، حيث وقعت الكشف الطبي على ٥٦١٥ شخصًا كما أجرت القافلة ٨١ عملية جراحية، شملت جراحات العظام والأطفال والجراحة العامة والرمد والمسالك البولية والنساء.
اليوم الخامس
واستكملت لليوم الخامس على فترتين صباحية ومسائية، نظرًا للإقبال الكبير على القافلة، حيث وقعت الكشف الطبي على ٧٠٩٢ شخصًا كما أجرت القافلة ٨٦ عملية جراحية، شملت جراحات العظام والأطفال والجراحة العامة والرمد والمسالك البولية والنساء.
وتطوعت مجموعة من فتيات الأزهر من معهد السلام الأزهري بتشاد لتقديم المساعدة للقافلة، مؤكدين أن الإسلام يحثنا على مساعدة المحتاجين، مضيفين: "تطوعنا لنشارك في هذا العمل النبيل لنساعد في نشر رسالة الأزهر الدعوية والإنسانية"
اليوم السادس
و وقعت الكشف الطبي على 4660 شخصًا كما أجرت القافلة 30 عملية جراحية متوسطة وكبرى، شملت جراحات العظام والأطفال والجراحة العامة والرمد والمسالك البولية والنساء.
أهالى تشاد
من جانبهم قدم أهالي تشاد الشكر لمصر و مؤسسة الأزهر ولفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ولأعضاء القافلة على المجهودات الكبيرة التي قدمتها القافلة للأهالي، باعثين برسالة من ثلاثة كلمات تحمل معاني الوفاء والاعتراف بالجميل قائلين: "شكرًا مصر النيل" وهي تعني شكرًا مصر العطاء والخير.
كما أكدوا على أن قافلة الأزهر تعتبر هدية الله لهم، فقد قدمت لهم الأمل قبل العلاج، مقدمين الشكر للأزهر وإمامه الطيب ولجميع أطباء القافلة.
ومن جانبهم قدم أهالي المرضى الذين تم إجراء العمليات لهم عن شكرهم وسعادتهم البالغة، موضحين أن ذويهم عانوا الكثير من الألم الجسدي والنفسي، موضحين أن سبب عدم إجراء العمليات الجراحية في الغدة الدرقية بتشاد يعود لعدم وجود الطبيب الماهر ولعدم وجود أموال نظرًا لأن جميع الخدمات الطبية ليست بالمجان، مبينين أن قافلة الأزهر مثلت لهم قبلة الحياة وقد منحتهم الأمل والسعادة.
أعضاء القافلة الطبية
وبسؤال الدكتور أمجد أسعد، الأستاذ بكلية طب الأسنان جامعة الأزهر،وفق بيان وجهود أعضاء المركز الإعلامي للأزهر بالقاهرة و المرافقين للقافله بدولة تشاد عن الحالات المرضية المعقدة والصعبة عن الحالات المرضية المعقدة والصعبة، قال استقبلت حالات كثيرة كنا ندرسها أكاديميًا فقط وتمثل تاريخًا في الطب، منها أورام نادرة جدًا وعدوى بضرس انتشر إلى الرقبة فتركت قطعًا فيها حتي انكشفت العضلات والأوعية الدموية وأغشية الرقبة ونزلت إلي الصدر، وتم التعامل فنيًا مع الحالات وإعطائهم جرعات مكثفة من المضادات الحيوية والأدوية المساعدة التي حملتها القافلة، وبذلك أنقذ الله تعالى العديد من المرضى من موت محقق.
ومن جانبها أوضحت الدكتورة أمينة عبدالفتاح، أستاذ مساعد النساء والتوليد، أنها استقبلت حالة مصابة بالعقم بسبب بعض الأورام الليفية بالرحم وهو ما يصعب معها الحمل لسيدة متزوجة من سبع سنين ومحرومة من الإنجاب، مضيفة أنها قامت باستئصال الأورام وإزالة سبب العقم، كما قامت بتعليق رحم لضعف في أربطة الرحم لسقوطه، فضلًا عن استئصالها أورام ليفية حميدة.
وأوضح الدكتور حسن عبدالعظيم، مدرس جراحة المسالك بطب الأزهر، أنه أجرى عملية جراحية لتفريغ خراج صديدي بالكلى وتجمع حصوات على الكلى، لطفل عمره تسع سنوات، مبينًا أن الطفل كان معرضًا لتسمم في الدم لولا تم إجراء العملية.
واستقبل قسم الرمد حالة لطفل يبلغ من العمر أربع سنوات يعاني من ورم نادر الحدوث في العين وفي مرحلة متأخرة، حيث يبلغ وزن الورم حوالي 2 كيلو جرام ويبرز خارج العين ويغطي الجانب الأيسر من الوجه، مضيفين أنهم قاموا بعمل عمليات لأكثر من طفل فقد بصره بسبب المياه البيضاء علي العينين، وكانوا سببًا في عودة بصرهم بفضل الله.
من الصيادلة والممرضين، وتستمر في عملها حتى 18 فبراير الجارى، وتعد هذه القافلة هي الرابعة التي يرسلها الأزهر إلى جمهورية تشاد، وتستهدف هذه القوافل المناطق الأكثر فقرًا واحتياجًا.
وكان دور طبيا للجراحة العامة بجامعة الأزهر الدكتور كمال أبوسنة، أستاذ مساعد جراحة عامة، والدكتور محمد شحاته، مدرس جراحة الأورام، شاقًا للغاية لوجود العديد من الحالات المتأخرة، فقاما بإجراء ١٤ حالة استئصال مابين جزئي و كلي لأورام الغدة الدرقية خلال يومين وينتظرهم العديد من الحالات.
وخلال لقاء مع الدكتور محمد شحاته، أوضح أن الغدة الدرقية تقوم بمهمة كبيرة في الجسم نظرًا لأنها مسؤولة عن نسبة الكالسيوم في الدم لوجودها في الرقبة حول الحنجرة والمريء مما يصعب إجراء أي عمليات فيها إلا من خلال أطباء مهرة، فهي تحتاج إلي مهارات خاصة في التعامل مع العصب والغدة الدرقية.
وبين الدكتور كمال أبو سنة أنه وجد العديد من الحالات تعاني من تضخم عنقودي بالغدة الدرقية منذ سنوات عديدة، مبينًا أن أكبر غدة درقية تم إجراؤها تزن حوالي 400 جرام وتمت إفاقتها علي أفضل حال بفضل الله ثم بفضل نوابغ التخدير برئاسة الأستاذ الدكتور سامح غنيم.
تدريب أطباء وممرضي تشاد
لم يكتف طبيبا الأطفال بقافلة الأزهر الطبية الموفدة إلى دولة تشاد الدكتور رأفت خطاب، رئيس قسم الأطفال بكلية الطب جامعة الأزهر، والدكتور علي عافية، الأستاذ بقسم الأطفال بكلية الطب جامعة الأزهر، بمجرد فحص الأطفال وتقديم العلاج لهم؛ بل اهتموا بكل ما يخص أمراض الأطفال، وتحليل سبب انتشار هذه الأمراض بدولة تشاد.
وأوضح الدكتور رأفت خطاب أن الأمراض الوراثية منتشرة بشكل كبير في تشاد بسبب زواج الأقارب، ومنها أنيميا الخلايا المنجلية وهي أصعب أنواع الأنيميا، فضلا عن حالات تشوهات في أماكن متعددة بالجسم، مبينًا أنه قام بتشخيص حالات مركبة، تم إحالة بعضها إلى الجراحة العامة وتم إجراء العمليات اللازمة لهم.
وبين الدكتور علي عافية أن حضانات الأطفال حديثي الولادة الذين لم يكتمل نموهم، تعد بارقة أمل وطوق نجاة، فهي تقوم بدور مهم في اكتمال نمو الطفل وبدونها قد يموت هذا الطفل، مؤكدًا حرصه علي متابعة الحالات بصفة مستمرة منذ أول يوم وضع فيه قدمه بالمستشفى في تشاد، حيث قام بتدريب أطباء وممرضي تشاد على عمل حضانات الأطفال حديثي الولادة، كما طالب المسؤولين بتوفير بعض الأجهزة الأساسية لتعمل الحضانات بكفاءة أكبر، تعتبر ، موضحًا أن قلوب قافلة الأزهر تعمل على إسعاد أطفال تشاد ورسم الابتسامة على وجوههم، التي تعد أفضل لنا من جائزة نوبل.
تكليفات شيخ الأزهر
وأكد الدكتور محمد صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر والمشرف العام على قافلة الأزهر الطبية الموفدة إلى دولة تشاد، إن فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أوصى بالفقراء في أفريقيا، وأنه لابد أن ينالوا قدرا من الرعاية الصحية، لافتا إلى أن قافلة الأزهر الطبية بتشاد تعبر الرابعة على التوالي حيث بدأ الأزهر الشريف إيفاد القوافل الطبية إلى دولة تشاد منذ عام 2016.
وقال المشرف العام على القافلة، إن شيخ الأزهر كلف بوجود أطباء بصفة مستمرة وسيتم التنسيق مع الخارجية المصرية قريبا بشأن ذلك، ومشيرا أن السيدة هند ديبي، قرينة رئيس جمهورية تشاد، والراعية لمؤسسة القلب الكبير، بعثت رسالة إلى فضيلة الإمام الأكبر واصفة أياه بصاحب" القلب الكبير"، مناشدة فضيلته أن يرسل أكثر من قافلة طبية في العام للتشاديين، لذا سيكون هناك قافلة أخرى في شهر أكتوبر القادم، وذلك بتكليف من فضيلة شيخ الأزهر.
وأوضح المشرف العام على القافلة الطبية، أن الطاقم الطبي يعطي المرضى أدوية لكفايتهم لمدة ستة أشهر وذلك مرعاة لظروفهم المعيشية.
وأكد صديق، أن وجود قافلة الأزهر باسم مصر في دولة تشاد هو امتداد مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي سبق ووجه يد العون للكشف عن فيرس سي وجهوده الآخرى في جمهورية تشاد.
يذكر أن معدل الفقر بين السكان لنحو 64% يعيشون تحت خط الفقر بأقل من دولارين في اليوم، وتمثل المساعدات الدولية الرسمية لتشاد نحو 11.6% من ناتجها المحلى الإجمالي حسب تقديرات عام 2002 بما يعادل نحو 233 مليون دولار سنويا. وحسب تقديرات مؤشر التنمية البشرية العالمي تحتل تشاد مرتبة متدنية بين 177 دولة شملها المؤشر؛ إذ أتت في المرتبة 167 بالإضافة إلى مشكلات تشاد الاقتصادية تأتى قضية اللاجئين السودانيين الذين يقدر عددهم بنحو 200 ألف لتزيد من أعباء الاقتصاد في تشاد؛ وهو ما جعلها تطلب المساعدات من المؤسسات الدولية لمواجهة تكاليف معيشة هؤلاء اللاجئين.
اترك تعليق