هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

سيدي عبداللطيف النفاتي: نشر المنهج الصوفى كفيل بإنقاذ مجتمعاتنا من تيارات التشدد والتكفير
أكد سيدي عبداللطيف النفاتي- شيخ الطريقة الرفاعية القادرية العليّة بتونس- أن نشر المنهج الصوفى كفيل بإنقاذ الأمة وخاصة شبابها من الوقوع فى براثن وغيابات تيارات التشدد والتكفير والإرهاب، مشيرا إلى أن "الزردة" تجمع آلاف الصوفية والمريدين على الحب والتسامح والترابط الذى أمرنا به ديننا الحنيف.

إحياء مؤسسة "الميعاد" يُعيد هُويتنا وترابطنا

"الزردة" تجمعنا على قيم المحبة والتسامح


وطالب بإحياء فكر ومنهج مؤسسة "الميعاد" والذى يعيد استنهاض هُويّتنا وعاداتنا وتقاليدنا، ويرسِّخ قيم التكافل الاجتماعى.

وفيما يلى نص الحوار الذى أُجرى معه.

 

*ما هى أنشطة الزاوية التى تقوم بها لخدمة المجتمع المحيط بها؟

** من أبرز الأنشطة التي تحييها الزاوية الرفاعية القادرية المعمورة وفروعها: الاجتماع الأسبوعي لأبناء ومريدي وأحباب الطريقة، حيث يتم إحياء السهرة بتلاوات عطرة من الكتاب الحكيم ومدائح نبوية وقصائد صوفية في صلب السلوك الصوفي ومواجيد أهل الله وفتوحاتهم الربانية ووصاياهم لطالبي طريق الحق سبحانه وتعالى، قصائد تأتي على رأسها تلك التي من فيوضات شيخ الطريقة، إضافة الى تلك العائدة لمشائخ الطريقة السابقين أو حتى مشائخ طرق صوفية أخرى ضمن نظرة تتبناها طريقتنا تؤمن بوحدة الطرق الصوفية ووحدة مقصدهم.

كما تحتفي زاويتنا بعدد من المواسم الدينية السنوية على غرار إحياء ليلة القدر المباركة التي تكون خاتمة سلسلة السهرات الرمضانية من سهرة الاحتفال بدخول الشهر الكريم وليالي القيام والتهجد مؤثثة بمجالس الذكر والمديح والمذاكرات العلمية.

محطة أخرى تحتفي بها زاويتنا وفروعها على غرار باقي الزوايا في العالم الإسلامي ألا وهي المولد النبوي الشريف وما أدراك ما المولد النبوي الشريف حيث تضاء المصابيح وتعم مظاهر البهجة والسرور بمولده- صلى الله عليه وسلم- وتتزين الزوايا بمظاهر الزينة المختلفة ماديا ومعنويا وتفوح روائح العود والعنبر والبخور وعطور المسك الفاخرة، كما تستمر احتفالاتنا المولدية طيلة شهر ربيع الأنور مع عشر أيام إضافية تكون مليئة بالسهرات العطرة ومجالس الذكر والمديح النبوي وتلاوة الموالد النبوية وسرد الشمائل المحمدية مع كرم الضيافة  على غرار كافة السهرات التي تعرفها زاويتنا من موائد الطعام والمشروبات والفواكه والحلويات المختلفة كما هو الشأن في كافة سهراتنا الاسبوعية أو الدورية أو السنوية منها، مع مزيد من التبسط في هذه المناسبة خصوصا وضمن هذه الأيام المباركات، عملا بقوله تعالى: "ذلك ومن يعظِّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" (الحج 32) وقوله سبحان من قائل: "وذكّرهم بأيام الله". (الحج 5).

وهناك مناسبات نختمها سنويا باحتفال الزيارة السنوية أو ما يطلق عليه الأهالي المحليون إسم (الزردة) حين يحضر كافة أبناء الطريقة من داخل وخارج تونس وخصوصا من بلدان المغرب العربي واليمن وفرنسا وغانا واليمن وغيرها, مع حضور غفير لجموع العوام المتبرّكين من أحباب وزوّار وضيوف من مختلف شرائح المجتمع وطبقاته الإجتماعية والثقافية, أين يتم نحر الإبل والبقر والضأن ويتم استقبال الضيوف وتقديم موائد الافطار والغداء والعشاء طوال اسبوع وخصوصا يوم الاحتفالية الرسمي ويوم قبله وآخر بعده للمئات بل الآلاف أحيانا من الضيوف.

هذا وتنشط زاويتنا الأم والبعض من فروعها في هذه المناسبة بمجالس الذكر والمديح والقصائد والذكر البدوي أو ما يسمى محليا بالحضرة, حيث يدلي كل بدلوه في مديح النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين والأولياء وعلى رأسهم شيخانا سيدي عبدالقادر وسيدي أحمد الرفاعي، وباقي الأقطاب المشاهير لدى عامة الاهالي.

مجالس ذكر وإن كانت موجهة بالخصوص الى المستمع العامي باعتماد اللهجة التونسية والجزائرية أحيانا فإننا نحرص على الالتزام بالعادة فيها باتباع ترتيب منظم لها من خلال افتتاحها بتلاوة القرآن الكريم ثم مدح الجلالة ومن ثم الى المديح النبوي ومن بعده الى مديح شيخنا الجيلاني باعتباره إمام الصالحين وقطب العارفين والاولياء الصالحين ومن ثم الى مديح باقي الاولياء وتعداد خصائلهم ومزاياهم على الأمة. علّ المستمع لذلك تحدوه الهمة على اتباع نهجهم واقتفاء آثارهم.

دروس العطلة المدرسية

هذا وتنظم زاويتنا المعمورة والبعض من فروعها وخلال العطل المدرسية وخاصة منها الصيفية دروسا في العلوم الشرعية من علوم قرآن وفقه وعقيدة وعلوم حديث وتحفيظ لكتاب الله برواية ورش عن نافع, الرواية الأقدم اعتمادا في الزوايا والكتاتيب في بلدان المغرب العربي بالتوازي مع رواية قالون التي طغت على الإعتماد المحلي خلال العقود الأخيرة لسهولة تعليمها ضمن البرامج الدراسية العصرية.

هذه الدروس يلقيها بالأساس شيخ الطريقة، إضافة الى البعض من الإخوة المختصين ويحضرها الكبار والصغار من فقراء وفقيرات الطريقة أو من روّاد الزاوية من المحبين.

والزاوية تنفق بشكل شهري على العديد من العائلات المعوزة والمحتاجة تحت إشراف الشيخ وبشكل سري بفضل بعض المساهمات من جمع الأخوة وعملا بما تؤمن به زاويتنا وأبناؤها من الأسس التي تقوم عليها طريقتنا.

طموحات وآمال

*فما هي الطموحات القريبة وبعيدة المدى التي تعمل عليها الزاوية ويسعى شيخها الى تحقيقها من خلال هذه الأنشطة؟

** كونها طريقة سنيّة أساسها العلم الشرعي وتعاليم الكتاب والسنة المطهرة تسعى زاويتنا الرفاعية القادرية بتونس والمغرب العربي، ممثلة في شيخها وباقي الإخوة، على نشر هذه الطريقة المباركة وتعريف الناس بفضلها وفضل الإنتساب اليها الى إصلاح المنهج الصوفي المعاصر والسير به على خطى ساداتنا الصوفية الأوائل كمنهج رباني شرعي مُقيّد بالكتاب والسنة، واضح المعالم لا يلتبس على سالكه الأمر فيه، بل يسير به الى حضرة الله سبحانه دون انحرافات أو اعتماد على الخرافات أو ابتغاء لأعراض دنيوية ومادية من شهرة ومال وشعوذات وجري وراء المناصب، منهج يحرص شيخها على السير به على نسق من الاعتدال دون إفراط (فلا خروج عن المألوف والحياة العادية من سياحة تلجؤه الى الجبال والغابات أو انقطاع عن الدراسة والعمل) عملا بقوله صلى الله عليه وسلم "أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي"، رواه البخاري ومسلم.

كما أن ذلك ليس طعنا في أحوال أهل الله مهما اختلفت مظاهرها على حد عبارة شيخنا سيدي لطفي: "لا تعترضوا على أحوال أهل الله, فأحوالهم على قدر أعداد النجوم .." ولا تفريط في ذلك أيضا (بالتهاون بمقاصد الشريعة وقواعد الطريقة والسلوك أو اختزاله في مجرد ألفاظ وشعارات واستعراضات فلكلورية فضفاضة لا يجد فيها الضَّمِأُ لنور الله أذواق ومواجيد السادة الصوفية من ارباب الوصول والسادات الفحول).

وفي سياق العمل على ذلك لابد من إبراز الدور الهام لنشر العلم الشرعي وتوعية العامة والخاصة في هذا الاطار فلا تزمّت ولا انحلال، بل اتباع نهج وسطي أيضا على خطى السلف الصالح من العلماء والأولياء, لأنه لا أمل في إصلاح المجتمع دون إصلاح الثقافة الدينية والأخلاقية لأفراده.

إصلاح يؤمن بأن أهم الفئات المعنية به هي فئة الشباب, ولعل هذا الأمر ما جعل الغالبية الكبرى من فقراء طريقتنا من الشباب يجتذبهم عامل آخر هام ألا وهو السن اليافعة لشيخها ما جعل هذه الشريحة ترتاح للالتفاف حوله لقدرته على تفهّم مشاغلهم وأفكارهم وتطلعاتهم المعاصرة وتأطيرها واستيعابها بالشكل الأمثل. وهو عنصر هام ومميز يُحسب إيجابا الى عوامل النجاح والصعود الذي تعرفه طريقتنا عاما بعد عام ولله الحمد والمنّة.

 

*وماذا عن حلقات الذكر؟

** هذه من أهم الأنشطة التي نسعى الى الحث عليها وتشجيعها من أجل تحقيق الاهداف السالفة الذكر، من خلال تكثيف نشاط الزوايا والطرق الصوفية باختلاف مشاربها من قادرية ورفاعية وعيساوية وتجانية وشاذلية ومدنية ورحمانية وأسمرية وغيرها الكثير من الطرق المنتشرة في المنطقة، إذ أن هذا النشاط بمختلف مقوماته يعد الكفيل بإحياء النهج الديني المعتدل الذي تربّى عليه آباؤنا وأجدادنا وهو الكفيل ايضا بإنقاذ أبنائنا من الغرق في تيار التشدد وخطابات التكفير والتفجير الذي تعرفه الساحة العربية والإسلامية المعاصرة.

وهناك نشاط لعل من أبرز محركاته التي نعمل على تكريسه للغرض، تكثيف الزيارات والاحتفالات الصوفية وإحياء ما اندثر منها في أرجاء البلاد بكل ما تنطوي عليه من عناية بمقامات الصالحين وحمايتها وترميمها وترسيم احتفالاتها السنوية وتكثيف مشاركات الأهالي المحليين فيها من جديد باعتبارها مناسبات لجمع الشمل وتوطيد العلاقات بين ابناء القبائل والعروش في كافة الجهات، كما كان عليه الحال ضمن تقاليد الآباء والأجداد حين يجتمعون على سفرة واحدة وشيخ واحد وأجواء روحانية من الذكر والمديح وكرم الضيافة والتعاون والتآزر والاطلاع على مشاغل بعضهم البعض، إذا علمنا بأن هذه الزيارات تمثل في نفس الوقت مؤتمرا وملتقى اجتماعيا وسوقا اقتصادية أيضا ومدرسة من المعارف والمهارات الاستعراضية (الإلقاء والشعر,  الفروسية..) ومناسبة ذكر وتذكير وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وتكريس للأخوة والشعور بالمصير المشترك والمصلحة المتبادلة بين أبناء البلاد وهو ما يلقي بظلاله على الشعور الاسلامي العام لأبناء الأمة ككل.

وهنا يتجلى الدور المركزي الهام للزوايا الربانية في استيعاب المشاكل والقضايا المجتمعية والمادية والمعنوية ونشر العلم الشرعي وتوطيد الإرتباط الطبيعي للأهالي بجذورهم المجتمعية والتقاليدية من أجل المحافظة على الهوية المحلية للأهالي ومواجهة الزحف العقيم للعولمة السلبية والتيارات التغريبية التي لم يجن المجتمع من ورائها سوى الفقر المعرفي والبطالة الفكرية.

هدف محوري تعمل زاويتنا على إعادة إحيائه من جديد داخل النسيج المجتمعي للبلاد نحو حداثة لا تخل بهوية وتقاليد ومعتقدات المجتمع بل تكون في خدمته من أجل تحقيق مزيد من التطور والرقيّ الفكري والعلمي والاقتصادي خدمة لصالح البلاد والعباد واستفادة من الحضارة العصرية والعولمة فيما يخدم ذلك لا هدما لحضارة الآباء والأجداد.

في ذات السياق لابد من لفت الانتباه الى مؤسسة شعبية هامة تخدم هذه الرؤية ألا وهي مؤسسة "الميعاد" الذي كنّا نعرفه في كل منطقة وقبيلة بل في كل بلدة  وحي وقرية، حين يجتمع أهل الحل والعقد ووجهاء الرأي متسامرين ومتحادثين كل يدلي بدلوه في إفادة الحاضرين بين فصول التاريخ والأدب والفقه والعلم والمناقب والملاحم والحكم والأمثال الشعبية والقصص والحكايات, إفادة متبادلة وتأثيث هادف للوقت تعلمت منه الأجيال على مر العصور واكتسبت من خلاله تجذّرها في هويتها ومواطنتها وقيمها وتديّنها وتشوّفها لمستقبل أفضل، خصوصا إذا علمنا أن هذا "الميعاد" الذي اصبح نادر الوجود في أنحاء من البلاد ومنعدما في أنحاء أخرى يعد مساحة لتدارس مشاكل الاهالي وفض نزاعاتهم وإصلاح ذات البين والتكاتف من أجل النهوض بالجهة أو مساعدة محتاجيها وما شابه ذلك.

هذه المؤسسة المجتمعية التي فقدتها مجتمعاتنا المعاصرة أمام زحف التكنلوجيا ووسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي التي لم تترك مساحة للإلتقاء والتحاور وتبادل الآراء حتى داخل العائلة المصغرة , وسيلة هادفة على الصعيد الديني والإجتماعي والثقافي وحتى الإقتصادي تسعى زاويتنا اليوم لإحيائها بجمع أبناء القبائل والعروش المختلفة ضمن اللقاءات الاسبوعية والسنوية.

رسالة يمكن أن نصفها بالعظيمة ومسؤوليات تحملها زاويتنا الرفاعية القادرية على عاتقها اليوم بشكل شبه انفرادي أمام تقلص هذه العادات في جهات البلاد واضمحلالها في العديد منها بل وخمود الأدوار الفعالة للزوايا الصوفية في البلاد لعدة أسباب إندرج ذكرها بين طيات السطور السالفة.

صعوبات وعقبات

*وما هي الصعوبات الأبرز التي تواجهها الزاوية ضمن هذه المسيرة؟

** الصعوبات التى تواججها زاويتنا في مسيرتها العلمية والإصلاحية، ككل مشروع يافع، تواجه زاويتنا البعض من الصعوبات لعل ابرزها الإحتياجات المادية أحيانا, حيث تتسم أنشطتها الدائمة بالاستقلالية عن أي دعم حكومي رغم كونها شرعية الوجود والنشاط ولا غبار عليها، بل لا تشهد أي معارضة من قبل السلطات التي تشجع على هذا النهج الإعتدالي خصوصا وأنه الكفيل بحماية شرائح المجتمع من السقوط في فخاخ التيارات المتشددة يمينا ويسارا.

صعوبات تنشأ من قلة الموارد المالية القارة وانعدام قانون للأوقاف تتمكن المؤسسات الدينية أو الزوايا الصوفية من الإنتفاع به بعد إلغائه من طرف الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة عقب استقلال البلاد في 1956. حيث تقتصر موارد زاويتنا المالية على مداخيل الشيخ الشخصية ومساهمات أبناء الطريقة والروّاد الدائمين لزاويتنا المعمورة ممن يؤمنون برسالتها الشمولية لأجل المصلحة الجماعية.

ما جعل هذه النقطة بالذات، إضافة الى ضعف الوعي المجتمعي بأهمية هذه الأنشطة لصالح البلاد والعباد، تلقي بضلالها على سير العديد من المشاريع والبرامج الهادفة في سياق أنشطتنا. فضلا عن وعي مجتمعي ضعيف بأهمية الزوايا والتصوف في الحياة المعاصرة جعل طريقتنا تواجه صعوبة في الإنتشار أو لنقل أنه لازال انتشارا محتشما، مقارنة بعظمة الطريقة الرفاعية القادرية وأسرارها الربانية التي يعرفها العام والخاص، خصوصا وأن زاويتنا وشيخها لا يبدي أي "خوف أو طمع" من الناس أو السلطات أو أي طرف كان لتحمله برسالة ربانية قصده وقصدنا فيها وجه الله سبحانه وتعالى وهو الكفيل بمعونتنا عليها.

ولكن إيماننا بالله وحده واتّكالنا عليه وعزمنا على مواصلة المسيرة مهما كانت الظروف وسط إيماننا بما نقوم به ووالتفافنا حول زاويتنا المباركة مصداقا لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا" (الأنفال 29) وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (الحديد: 28)

ويقينا منّا بأن مسيرة النجاح لا يمكن أن تتحقق دون صعوبات وعراقيل، اختبارا من المولى عز وجل لصدق عباده ونواياهم المخلصة لوجهه الكريم, إذا ما علمنا أن شيخها قد واجه منذ بداياته في هذا الطريق العديد من الامتحانات والصعوبات وخصوصا من الحاقدين على شيوع طريقة ربانية إصلاحية في البلاد والمنطقة تنسف مظاهر الدجل والشعوذة ونهب أموال الناس بالباطل ما جعلهم يُشيعون ضده في العديد من المناسبات إشاعات وأخبارا مغرضة هدفها تشويه سمعته وسمعة زاويتنا وثني الناس عن قصده والإجتماع به ولكن- الحمد لله- ذهبت مساعيهم في كل مرة أدراج الرياح وباءت بالفشل لتحقق الناس والمحيطين به على وجه الخصوص بحقيقة شخصية الشيخ وطريقتنا ونشاطاتنا ولتجربتهم المباشرة لأسرار الشيخ الربانية وما ينطوي عليه من بركات وأنوار إلهية.

وكما قال الولي الصالح سيدي أحمد بن عروس- مؤسس الطريقة العروسية في تونس وليبيا والشيخ المباشر للشيخ سيدي عبدالسلام الأسمر الفيتوري رحمه الله- مخاطبا ابنته حينما اتهمه العديد من الأعداء بتهم عدائية باطلة: "ميرة يا ميرة, وقالت فينا ناس كثيرة, والي معاه ربي لا يغلاب, والي راكب على ظهر بعيره, ما يهمه من نبيح الكلاب"، وهو ما يجعلنا نلاحظ بأن ما جرى على الأولين يتكرر مع الآخرين وتلك سنة الله في الخلق. قال تعالى: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)" (العنكبوت 2 و 3) 

كل ذلك يجعلنا نتقدم خطوة خطوة على درب النجاح بإذن الله في سبيل الله ورسوله وإعلاء كلمته ونشر طريقة القوم الصالحين الربانيين وإفادة البلاد والعباد، إستئناسا بقوله تعالى: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"، (النور 55)، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة" أخرجه مسلم في «صحيحه».





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق