شهدت الأمسية التي أدارها الأديب الدكتور عبد الفتاح البستاني، سياحة ثقافية ممتعة وشيقة قدمتها سارة السهيل حول اثر اختراع الكتابة في نشأة الحضارة الانسانية، وأثر الشعر والقصة والادب عموما في حياة المجتمعات والارتقاء بها.
كما عرجت الأمسية، حسبما وجهت سارة السهيل دفتها، علي بعض الكتابات العربية التراثية الشيقة والتي لا يزال صداها حيا وتستمتع به كل الاجيال العربية مثل أدب الرحلات، وأدب البخلاء كما في كتاب الجاحظ ، وأدب الفكاهة والنوادر كما في تجارب جحا وحماره.
وفي تقديمه للامسية قال ان الثقافة عند سارة السهل مركب معرفى يشمل الفنون والشعر والموسيقى والأدب والموسيقى في تكامل بديع يشكل المعرفة والحكمة والإبداع.
وأكد " بستاني " ان االهوية الثقافية العربية جذرت لدور المرأة ومكانتها، فاختارتها ملكة في سبأ باليمن، واحتفت بزنوبيا ملكة تدمر بالشام وهي تتصدي لإمبراطورية الرومان الى الأنماط فى جنوب الأردن الذين نحتوا من الصخر مدينة البتراء لتصبح احد اهم عجائب الدنيا الى الولادة بنت المستكفى بنت الخليفة الأموى التى اسست صالون ادبى قبل ألف عام فى قرطبة بالأندلس.
وتعبيرا عن وحدة العرب الثقافية، اختار " البستاني " أن حضر العراق بقوة من خلال موال بغدادي من شعر نزار قبانى، بعد أن تزوج من بلقيس العراقية، وليعبر به عن عشق العراق ومنه الي عشق أدب سارة السهيل، ثم قدم بطاقة تعارف عن دراستها واعمالها الأدبية الشعرية والقصصية وكتب تعليمية باللغة العربية والإنجليزية حيث صدرلها ثلاثة دواوين مطبوعة، ولها تحت الطبع كتاب ( معا ضد العنف) بجانب نشاطها الثقافي الواسع بالندوات والمؤتمرات.
ثمنت"سارة السهيل " تقدير مسئولي جمعية الفيحاء لها واستضافتها في هذا اللقاء واعتبرته وسام شرف، وتطرقت الي رحلتها العلمية التي انطلقت من مدرسة الراهبات الوردية بالادرن وتواصلت بدراسة ادارة الاعمال فى لندن، ودراسة الاعلام بالقاهرة، بجانب عدة دراسات فى حقول علم النفس وحقوق الإنسان ورياض الأطفال وغيرها.
وانتقلت " السهيل للحديث " عن تجاربها الابداعية التي انطلقت من مدخل الشعر، باعتباره الباب لعالم الكتابة فكتبت اول قصيدة في طفولتها عن فلسطين، وكيف شجعها والدها علي عشق الاداب والفنون من خلال صالونه الثقافي. وقدمت " السهيل " نبذة مختصره عن ارتيادها حقل الكتابة للاطفال بعد ان فقدت والدها شهيدا، وشعرت بعدها انها مسئولة عن كل طفل بالعالم، فكتبت اول قصة (سلمى والفئران الأربعة) وتحولت لمسرحية بكتاب القاهرة الدولي لاول مرة وصنفت به انها طفلة تكتب للأطفال.
ودار حوار بين سارة السهيل والحضور بدأته سارة بالترحيب بسفير الكويت فى الأردن معبرة عن سعادتها لحضوره على مستوى البلد والمستوى الشخصى شاكرة الحضورعن الأسئلة التي دارت حول الغزو الثقافي، واهمية الحفاظ علي اللغة والهوية العربية، واهمية احياء دور الرقابة المجتمعية للحافظ علي الذائقة العربية من التلوث والمؤامرات الخارجية.
اترك تعليق