هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

احمد تحدى العمى وحفظ القرآن على كبر داخل أقدم مساجد الدولة العثمانية بالوادى الجديد.. صور وفيديو
على وجهه  تشكلت خطوط وعلامات، بها الكثير من الغموض والأسرار، تعلوها ابتسامة حاضرة، شهدت سلسلة من الأحداث والذكريات ، تستحضر عبق التاريخ


الوادى الجديد _ عماد الجبالى


احمد زنقور قصة تحدى فرضت نفسها منذ أن عادت الى الحياه بطعم ورائحة الزمن الجميل.
 
على وجهه  تشكلت خطوط وعلامات، بها الكثير من الغموض والأسرار، تعلوها ابتسامة حاضرة، شهدت سلسلة من الأحداث والذكريات ، تستحضر عبق التاريخ، وإرث الأجداد، داخل أحد أقدم واعرق المساجد المشيدة فى عصر الدولة العثمانية ، منذ أكثر من ٣٠٠ عام ولا تزال شاهدة على اعظم صروح التراث المعماري الإسلامي داخل مسجد قبالة بمركز بلاط التابع لمحافظة الوادى الجديد.


ولد الشيخ احمد محمد زنقور عام ١٩٤٠، بمركز بلاط داخل أسرة بسيطة قادمة من أرياف مصر ، إلى الوادى الجديد وذلك فى أوائل الثلاثينات،  بحثا عن مصدر رزق وحياه كريمة من خلال العمل بالزراعة التقليدية وجنى الثمار .

إلا أن ظروف المعيشة وتردى الأحوال الاجتماعية والصحية وقتها،  حالت دون تعليمه بمكاتب تحفيظ القراءة وحلقات العلم ، وشاءت الأقدار أن يفقد بصره وهو فى سن الخامسة عشر من عمره، بعد تعرضه للإصابة بمرض الرمد فى عينيه ، إثر هبوط حاد فى جفنيه نتيجة تعرضه لإفرازات مخاطية صفراء،  أسفرت عن نزيف دموي داخل شبكات مركز الرؤية ،  أحدثت التهابات حادة وتقرحات بنتوءات واضحة فى ملتحمة عينه وانتهت بفقدان بصره إلى الأبد. 
 ومنذ ذلك الحين أصبح أحمد ضريرا متقاعدا ،  لا يحرك ساكنا فى منزل أبيه،  دون عمل أو أمل،  غير مقبل على الحياه .


وبمرور الأعوام وتقادم الزمن،  يتزوج أحمد وينجب عشرة أبناء،  ستة إناث، وأربعة ذكور، فى الوقت الذى منحته العناية الإلهية طاقة إيجابية بددت ظلام عينيه ، واطلقت العنان لتحقيق حلمه الذى كان يراوده منذ صغره وهو حفظ كتاب الله على مدار عشرة أعوام متتالية على يد استاذه وملقنه داخل أحد مكاتب التحفيظ ليصبح إمام مسجد عين القبالة أحد أقدم دور العبادة فترة ولاية الدولة العثمانية وذلك بمركز بلاط.

 أكثر من ٤٠ عاما كان فيها المؤذن والإمام ومحفظ القرآن ، ومدخل السعادة والبهجة على قلوب أبناء قريته وجيرانه ، متحليا بالإيمان بعد رحلة معاناة مع العزلة أسيرا للظلام، ومتخطيا إياها بالصبر على الإبتلاء وقوة الإيمان.


لم يكن يمتلك دخلا ثابتا أو عملا ثابتاً يقتات منه لأسرته سوى المرور على منازل أهل قريته يوميا، فى الفترة مابين كل صلاة وأخرى،  متكأ على عصاته الخشبية،  يتحسس بها خطواته المتعثرة،  ويلتمس بها سبيل المرور وسط الحقول والشوارع الضيقة بحثا عن الديار .

 طارقا أبوابها الموصدة ، من اجل  الجلوس مع الصغار فى حلقة تحفيظ للقرآن بين آبائهم وامهاتهم  ومن فى الجوار.


يقول أحمد محمد احمد زنقور  ، ٨٠ عاما ، ضرير واحد أهالى المنطقة الإسلامية بمركز بلاط فى تصريح خاص لبوابة الجمهورية أون لاين ، لقد  اعتدت الرؤية فى الظلام بنور الإيمان ، منذ حفظى لكتاب الله وحرصي على أداء الصلوات الخمس فى أوقاتها جماعة بمسجد عين قبالة منذ ٦٥ عاما حتى الآن .

هذا المسجد الذى شهد توافد اجيال من كبار القراء والعلماء والمشايخ بالمحافظة ، حيث يعود تاريخ إنشائه إلى الدولة العثمانية إلى سنة ١٧١٣م ، أى ما يعادل أكثر ٣٠٠ عام تقريباً، مشيرا إلى أنه تم تجديده وتدعيمه بأعمدة وحوائط مساعدة ، وذلك  فى عهد الأمير خليل أغا باشا عام ١٨٢٦م .

 مضيفاً بأنه مع قدوم الألفية الجديدة ، قام السيد محمد عبدالعال بتبييضه ورفع مستوى خدماته ومرافقه،  بمساعدة بعض أعيان المنطقة عام ١٩٩٢م .

 وإلى الآن بقي المسجد دون تطوير أو ترميم بالرغم من مرور أكثر من ٢٨ عاما منذ آخر تجديد .

وأكد محمد بأن والده وبعض كبار وشيوخ المنطقة كانوا يتناقلون فيما بينهم روايات سمعوها وتوارثوها عن أجدادهم.

 وهى أن المسجد سمي بعين قبالة نسبة إلى تأسيسه على امتداد قنطرة مائية من الشرق إلى الغرب بمساحات شاسعة تصل أطراف القرية ببعضها البعض ، لتفادى عدم الخروج أثناء الليل خشية التعرض لهجمات بعض العرب بالخارج .

لافتا إلى أن المسجد بدأت أجزائه تتهدم وتنهار نتيجة تصدع أركانه لأسباب تتعلق بالمتغيرات المناخية،  وتقادم الزمن، ورشح المياه من أسفل إلى أعلى أسفرت عن هبوط فى التربة الرملية اسفل المسجد.


وفى نفس السياق أكد الدكتور محمود محمد صالح ،اثري،  فى تصريح خاص لبوابة الجمهورية أون لاين،  إن  هذه القرية الإسلامية تتميز بطابع أثري فريد  تبلورت من خلال مجموعة من الأعتاب الخشبية التي تعلو واجهات المنازل محفورة بالحفر البارز، وأقدم تاريخ مدون عليها 1163هـ ، وأحدث تاريخ 1253 هـ.

مضيفاً بأن تاريخ المدينة يرجع إلى العصر العثمانى وذلك لتواجد الطراز المعماري الفريد والذي شيدت عليه المدينة ، فضلا عن وجود آثار إسلامية بها كالمساجد والتى تم توزيعها في كل أرجاء البلدة، كما ارتبط توزيع المساجد بالمدينة بوجود عيون الماء والتى من أبرزها عين قبالة، وعين علم.
 

وأضاف محمد إن قرية البلاط تعتبر مدينة إسلامية متكاملة بشوارعها ودروبها وحواريها ومنازلها والمدينة مشيدة فوق ربوة عالية.

حيث يتضح من خلال أسلوب وفن عمارتها توافر عوامل تثبيت ظاهرة الإتزان البيئى.

 مشيرا  الي أن تلاصق المبانى وتدرج الشوارع، والفناء المكشوف بشوارعها والذى يعد بمثابة  عنصرا رئيسيا فى التخطيط المعماري.

 إضافة إلى سمك الجدران ومراعاة ضيق الطرق وارتفاع المباني على جانبيها مما يساعد على وجود الظل على الطرقات والمبانى بعضها البعض، سعيا لتخفيف درجة الحرارة.

وعلى  الجانب آخر أعلن المهندس عادل عباس رئيس مركز ومدينة بلاط قرب موعد البدء فى تنفيذ مشروع ترميم مدينة بلاط الإسلامية بالكامل وذلك عن طريق بعض الجهات المانحة .

وأكد أن المشروع يتضمن ترميم المدينة الأثرية بالتعاون والاشتراك مع وزارة الآثار، من خلال شركات تابعة لصندوق تطوير العشوائيات بالتعاون مع جهاز الخدمة الوطنية  بتكلفة بلغت ٣٧ مليون جنيه سيبدأ العمل بها فور إنتهاء إجازة عيد الفطر المبارك.






تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق