مكة المكرمة: صفوت عمران
تتجه أنظار العالم اليوم نحو قبلة المسلمين بالمملكة العربية السعودية، ولأول مرة تعقد فى الـ 30 مايو قمتين خليجية وعربية طارئة فى وقت ومكان واحد، وتجمع حولها قادة وزعماء دول عربية وإسلامية فى مكة المكرمة، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتحت شعار (قمة مكة.. يداً بيد نحو المستقبل) تنطلق غدا القمة الإسلامية الاعتيادية فى دورتها الـ14 لمنظمة التعاون الإسلامي التي تستضيفها مكة المكرمة خلال الفترة من 25 – 26 رمضان، انعقاد هذه القمم فى وقت متقارب بشهر رمضان المبارك حدث غير عادي يعطي مؤشراً قوياً أن الأمتين العربية والإسلامية تمران بأوضاع استثنائية.
وتهدف القمة لبحث التداعيات الخطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي، وعلى المنطقة، إثر الهجوم الذي استهدف سفنًا تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتَي ضخ نفطيتَين بالسعودية، ما ترتب على ذلك من تداعيات على إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية.
وفى الساعات الأخيرة وقبيل انطلاق القمة اليوم الخميس، بدأ الزعماء والوفود العربية بالتوافد على المملكة العربية السعودية، وقد ازدانت شوارع وميادين مكة المكرمة بأعلام الدول المشاركة في أعمال القمم الخليجية والعربية والإسلامية، وتُجرى تحضيرات إعلامية حثيثة تحت إشراف ومتابعة وزير الإعلام السعودى تركي الشبانة، من خلال 13 فريق عمل لمواكبة الحدث الكبير، وتسهيل مهمة عمل التجمع الإعلامي العالمي، باستضافة 390 إعلاميًا وصحفيًا دوليًا، و59 قناة عالمية.
وحول الملفات المطروحة على جدول أعمال القمم الثلاث، قال الدكتور يوسف العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، أن الملفات كثيرة وتصب فى صالح الأمة الإسلامية التى تواجه مع كل أسف تدخلات فى شؤونها، وتواجه مخاطر الإرهاب والتطرف العنيف الذى أصبح مهددا للمجتمعات جميعًا، وأيضًا سيكون ملف الإسلاموفوبيا حاضرًا، والذى بات مقلقا وأسهم فى زيادة أعمال العنف تجاه المسلمين فى كثير من الدول، وهناك بكل تأكيد حضور لقضية فلسطين التى تم تأسيس منظمة التعاون الإسلامى من أجلها وستبقى هى القضية الأولى حتى إنهاء الاحتلال الغاشم، مؤكدا أن مكان وزمان انعقاد القمة له دلالته المهمة، فمكة المكرمة، هى أقدس المدن الإسلامية، والمملكة باستضافة القمة فى مكة المكرمة فى العشر الأواخر من رمضان ترسل مع شقيقاتها الدول الأعضاء إلى العالم رسالة سلام ومحبة وتضامن وتعاون من مهبط الوحى، ومن جوار بيت الله الحرام.
وقال العثيمين، أن القمة الإسلامية المقرر إقامتها فى مكة المكرمة الجمعة القادم، تعقد فى وقت مهم تمر به الأمة الإسلامية، ويحظى اجتماعها بشرف المكان والزمان، لافتًا إلى أن عقد القمة فى دورتها الرابعة عشرة فى مكة المكرمة قلب العالم الإسلامى، يدل على المكانة الكبيرة للمملكة العربية السعودية فى قلب كل مسلم وعربى.
وقال: "نحن متفائلون بالخروج بنتائج تسهم فى حل مشاكل العالم الإسلامى، وتؤكد فى الوقت نفسه على قوة هذا التجمع فى لمّ الشمل الإسلامى ووحدة الصف والمصير المشترك"، مضيفا أن الموضوعات التى ستكون على طاولة القمة كثيرة وتصب فى صالح الأمة، التى تواجه مع كل أسف تدخلات فى شؤونها، وتواجه مخاطر الإرهاب والتطرف، الذى أصبح مهددا للمجتمعات جميعًا، وأيضًا سيكون ملف الإسلاموفوبيا حاضرًا، إذ بات مقلقا وأسهم فى زيادة أعمال العنف تجاه المسلمين فى كثير من الدول.
وأشاد العثيمين بدعم حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان على الدعم الكبير الذى تلقاه المنظمة من المملكة كدولة مقر.
وحول الإسلاموفوبيا قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى هذه الظاهرة أثرت كثيرًا على وضع المسلمين فى الدول غير الإسلامية وعلى نمط حياتهم، بل أصبح الكثير منهم يتعرض للإساءة مع أنه يعيش فى بلده الذى يحمل جنسيته، ويسهم فى أمنه وتنميته، وليس لتقصير فيه أو مخالفة لقوانين بلده وإنما لأنه مسلم، وهذه مأساة كبيرة فى نظرنا تسبب فيها الخطاب العنصرى البغيض الذى استمر لسنوات عدة، وتسبب فى ما بعد بالهجمات الإرهابية الأخيرة فى نيوزيلندا التى طالت مسجدين فى مدينة كرايس تشيرش، وراح ضحيتها 51 مسلمًا آمنًا.
وأكد العثيمين، على أن المنظمة رفضت التدخلات فى شؤون الدول الأعضاء بمختلف التوجهات، معتبرا أن قضايا الإرهاب هى أخطر القضايا التى تواجهها المجتمعات المسلمة.. وأوضح كانت للمنظمة تجربة متميزة فى البحث عن حلول لتنقية أفكار الشبان المسلمين من الأفكار التى اعتنقها بعضهم لأسباب كثيرة.
اترك تعليق