بعثت تقول اكتب لكم الدروس التي تعلمتها من محنتي لعلها تفيد غيري ممن يعيش نفس التجربه فيكون شفيعا لي عند الله أن يخفف عني مازلت أعيشه من آلامها
راح على زوجي بعد خمس سنوات من زواجنا وكنت وقتها حامل في ابنتي الثانيه بينما لم يتجاوز ابني الاول الثانيه من عمره.
لم تكن حياتي الزوجيه معه سعيده بدرجه تجعلني انهار لفقدانه ولكن كان انهياري لان طفلي سيعيشان بدون اب ويذوقان مراره عشت فتره من الاكتئاب الذي كنت احاول مواجهته بكل الطرق لانني اصبحت اما واب لطفلين يتيمين كرست كل جهدي ووقتي وما اتقاضعه من مرتبي لتربيتهما وكنت احاول ان احميهما من اي مشكله تواجهما سواء في النادي او المدرسه او بين الاقارب كنت افهم معنى الامومه بانها الاحتواء الكامل والعطاء والتضحيه ولانني كنت اردد دائما انني ام واب فكنت ابذل ما يفوق طاقتي من المجهود لاوفر لهم كل ما استطيع وما لا استطيعه لم اكن ادللهما بالمعنى الشائع للتدليل فكنت احاسبهما على اخطائهما اعلمهما الدين القيم والمبادئ ولكني نسيت ان اعلمهماكيف يتعاملان كل بمفرده بمفردهم مع الحياه
خرج الولد من تحت سيطرتي بان يقضي معظم وقته مع اصحابه لا اعلم ما يفعلون وعندما قرر يرتبط ذهب بمفرده لخطبه فتاه لا تناسبه باي حال من الاحوال واجمع كل من حوله على انها لا تصلح كزوجه
رفض الاستماع لنصائحي بل والزمني بمساعدته على اتمام تلك الزيجه
اما البنت فضلت معتمده عليا في كل تفاصيل حياتها حتى بعد ان تخرجت رفضت الالتحاق باي عمل لانها لم تتعود على بذل المجهود حتى اعمال البيت لا تشارك في اي شيء فيها ولم تعد محاولاتي المستمره تنجح في حثهاعلى العمل
كل هذا وانا لا اعلم ما الخطا الذي ارتكبته لتكون نتيجه تربيتي لاولادي بهذا الشكل غير المرضي
لم اثق من غيبوبتي الا على صفعه قويه من ابني الذي قرر ان يتزوج معنا في نفس البيت لانني لم اشتر له شقه مثلما فعل أهالي اصاحبه
وافقت ظنا مني انني اقوم بدوري تجاهه مثلما يقوم باقي الاهالي وقبل الزفاف بشهور لاحظت تغيره في معاملتي وعلمت قدرا ان خطيبته هي من تفسد العلاقه بيننا حتى استسلم واترك لهم الشقه خاصه بعد ان تمت خطبه ابنتي واقترب موعد زفافها فتصبح الشقه خاليه لها هي وابني الذي شاركها خطتها دون أن ادري
اصبت بحاله انهيار عصبي وتم حجزي في المستشفى حوالي 10 ايام راجعت فيها نفسي منذ ان رحل زوجي بمساعده متخصصين في المستشفى التي تم حجزي بها وخرجت منها انسان جديد
اخبرت ابني انني لن اقبل زواجه معي بلوه طلبت منه استئجار سكن اخر يستقل بنفسه لانه لم يعد من مسؤولياتي
اما ابنتي فبدات ارفع عنها يدي تدريجيا اتركها تعتمد على نفسها والتحقت بعمل مناسب وبدات تشعر بالمسؤوليه لن اقول لكم انني عبرت من المحنه بسلام ولكنها حفرت في قلبي الاما شديدا ولوما على ما فرطت فيه من تربيه اولادي على الشعور بالمسؤوليه والقوه وعلمت علم اليقين ان الحمايه الزائده للابناء لا تقل خطرا في تربيتهم عن الاهمال الزائد بل قد تفوق لان الاهمال قد يربيهم على الاعتماد على انفسهم ومواجة الحياه بقوه اما الحمايه الزائده فتورث اللامبالاة والاهمال فيدفع ثمنها الجميع.
اترك تعليق