مع دخول فصل الشتاء وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية، عادت المخاوف لتخيّم على الشارع المصري، مدفوعةً بموجة أعراض حادة أربكت كثيرين وأعادت إلى الأذهان ذكريات جائحة كورونا، خاصة مع تداول شائعات مكثفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن ظهور متحورات جديدة وخطيرة للفيروس. وبين حالة القلق المجتمعي وتضارب المعلومات، وجد المواطن نفسه أمام تساؤلات ملحّة: هل عاد شبح كورونا من جديد؟ وهل يواجه العالم متحورًا أكثر عنفًا مما سبق؟
وسط هذا الجدل، يخرج أطباء المناعة وأمراض الحساسية والصدر ليضعوا النقاط فوق الحروف، مؤكدين أن ما يشهده موسم الشتاء الحالي لا يرتبط بعودة جائحة كورونا أو ظهور فيروسات مجهولة، وإنما يعود إلى نشاط قوي للإنفلونزا الموسمية، وعلى رأسها فيروس H1N1، الذي عاد للانتشار بقوة بعد سنوات من التراجع خلال فترة الجائحة. ويشير المتخصصون إلى أن حدة الأعراض هذا العام، وطول مدة الإصابة، وتزايد أعداد المرضى، كلها عوامل ساهمت في تضخيم المخاوف، رغم أن المشهد الصحي لا يخرج عن الإطار الطبيعي لمواسم الشتاء.
ويؤكد الخبراء أن الفيروس المتداول حاليًا معروف طبيًا، وأن الشائعات حول متحورات غامضة أو أكثر شراسة لا تستند إلى أي أدلة علمية، مشددين في الوقت نفسه على ضرورة توخي الحذر، والالتزام بالإجراءات الوقائية، وعدم الاستهانة بالأعراض، خاصة مع وجود فجوة مناعية لدى قطاعات واسعة من المجتمع نتيجة سنوات العزل والكمامات. وفي السطور التالية، نسلط الضوء على حقيقة الفيروس المنتشر، وأسباب زيادة حدته، والفروق بينه وبين نزلات البرد العادية، وكيفية الوقاية والعلاج وفقًا لرؤية أبرز المتخصصين في أمراض المناعة والفيروسات
يقول د مجدي بدران استاذ المناعة وأمراض الصدر أن ما يثار عن وجود فيروسات مثل H2N3 , وان الفيروس المتحور الذي يتعرض له المصريين هو h1n1 ولا يوجد أي فيروسات مجهولة أو متحورات جديدة شرسة، مؤكداً أن الوضع الصحى فى مصر مستقر ولا يوجد ما يدعو للقلق الخارج عن المألوف فى مثل هذا التوقيت من العام.
وأوضح أن موسم الشتاء يشهد سنوياً نشاطاً للفيروسات التنفسية عالمياً ومحلياً فى الفترة من نوفمبر وحتى فبراير، مشدداً على عدم رصد أى فيروسات جديدة أو تحورات غير معتادة سواء فى مصر أو العالم حتى اللحظة.
وكشف أن الفيروس الأكثر انتشاراً فى مصر حالياً هو الإنفلونزا الموسمية من نوع H1N1، وهو النمط السائد فى شمال ووسط إفريقيا هذا الموسم، بينما ينتشر النمط (H3) فى بقية دول العالم.
وأشار إلى أن أعراض الإنفلونزا هذا العام قد تبدو أشد وطأة، حيث تمتد فترة المرض من 3 إلى 5 أيام بدلاً من اليومين المعتادين سابقاً، لافتاً إلى أن نسبة الإصابة بالإنفلونزا تمثل 60% من إجمالى حالات العدوى التنفسية الحالية.
وفى سياق تفسيره لزيادة أعداد المصابين، أوضح مجدي أن معدلات الانتشار الحالية تتطابق مع المعدلات المسجلة فى عامى 2014 و2019 (ما قبل جائحة كورونا)، مرجعاً سبب الشعور بزيادة الحالات إلى فجوة مناعية؛ حيث تراجعت مناعة المجتمع تجاه الإنفلونزا العادية خلال سنوات الجائحة 2020-2022 بسبب سيطرة فيروس كورونا حينها، مما جعل عودة الإنفلونزا تبدو أكثر وضوحاً الآن.
قال الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم المناعة والحساسية بالمصل واللقاح، إن الدور المنتشر حاليًا ليس نزلة برد عادية، مؤكدًا أن البرد لا يُرقد المريض في المنزل خمسة أيام، إذ تقتصر أعراضه على زكام ورشح خفيف يمكن معه ممارسة الحياة الطبيعية، بينما ما نشهده حاليًا هو إنفلونزا موسمية شديدة
وفيما يخص فيروس كورونا فيؤكد أن منظمة الصحة العالمية أعلنت انتهاء الجائحة منذ عام 2023، ليتحول كورونا إلى فيروس تنفسى عادى ضمن الفيروسات الموسمية.
وأعلن أن نسبة الإصابة بكورونا حالياً فى مصر نسبة ليس كبيرة ولكنها تحتاج لرعاية و وقاية للحفاظ على السلامة للوقاية من جملة الفيروسات التنفسية، موضحاً أن آخر متحور مؤثر كان أوميكرون، وأن التحورات الحالية طفيفة ولا تؤثر على سرعة الانتشار أو شدة الإصابة.
وينصح د.الحداد بالمشروبات الساخنة و الاعشاب الطبية و الأدوية التي ترفع المناعة سواء الاطفال والكبار ولابد.عند.الاصابة ملازمة الفراش وعدم.القيام باي مجهود لأن أعراض المرض قوية ومؤثرة علي الحركة وتثيب الجهاز المناعي لذا لابد.من تناول أدوية تقوي وترفع من القدرة المناعية والجهاز التنفسي
اما د.احمد.عبدالغني استاذ مكافحة الفيروسات وأمراض المناعة او إن الدور المنتشر حاليًا ليس نزلة برد عادية، مؤكدًا أن البرد لا يُرقد المريض في المنزل خمسة أيام، إذ تقتصر أعراضه على زكام ورشح خفيف يمكن معه ممارسة الحياة الطبيعية، بينما ما نشهده حاليًا هو إنفلونزا موسمية شديدة.
وأوضح عبدالغني أنه قبل عام 2020 كان فيروس H1N1 المعروف سابقًا بإنفلونزا الخنازير موجودًا، ثم ضعفت حدته وأصبح جزءًا من الإنفلونزا الموسمية، مشيرًا إلى أن سنوات جائحة كورونا شهدت تراجعًا واضحًا في حالات الإنفلونزا بسبب الكمامات والتباعد الاجتماعي، حيث كان التركيز الأكبر على كورونا.
وعن أعراض الإنفلونزا الحالية
وأشار إلى أن الإنفلونزا الحالية تتسم بارتفاع الحرارة، وآلام شديدة في العظام، وإجهاد عام يمنع المريض من النزول للعمل، إلى جانب مشكلات تنفسية وكحة مطولة قد تستمر بعد انتهاء الدور، مؤكدًا أنها إنفلونزا موسمية ولكن بصورة أقوى من السنوات الماضية،
وأشار على أهمية الحصول على لقاح الإنفلونزا قبل الإصابة، موضحًا أن اللقاح لا يمنع العدوى بنسبة 100%، لكنه يحمي بشكل كبير من المضاعفات الخطيرة، ويقلل من شدة المرض وان الاطفال المصابين يجب أن لا يذهبون للمدارس والراحة التامة والحصول علي أدوية تقوي المناعة وتحاصر الفيروس بشدة
وأضاف أن هذا العام شهد عودة قوية للإنفلونزا، نتيجة العزوف عن لقاحات الإنفلونزا خلال السنوات الماضية، ما أدى إلى انخفاض المناعة المجتمعية، بالتزامن مع استعادة الفيروس لقوته، مؤكدًا أن الفيروس السائد حاليًا هو الإنفلونزا الموسمية H1N1، وهو الأكثر شراسة وتسببًا في الأعراض الشديدة.
اترك تعليق