هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

خلال حواره مع الطلاب المتقدمين لأكاديمية الشرطة

الخبراء: الرئيس دائما في خندق المواطن 

ناقش معهم تأثير المشكلات التي تواجه الدولة.. وكيفية مواجهتها
الدولة تحرص على تلبية الاحتياجات الأساسية
للطبقات الاكثر احتياجا من أبناء الشعب

قدمت مبادرات وبرامج حماية اجتماعية مهمة
مثل حياة كريمة وتكافل وكرامة

استخدام أنظمة رقمية متطورة..
لضمان وصول الدعم إلي مستحقيه بكفاءة وشفافية

أكد خبراء علم النفس والاقتصاد أن حوار الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الطلاب المتقدمين لاختبارات كلية الشرطة جاء عميقا وموسعا وتناول عديدا من القضايا الدقيقة التي تمس شريحة كبيرة من المصريين بشكل بسيط وأكثر شفافية مما جعل كلماته تصل إلي عقول وقلوب المصريين، فمن أهمها دعم الفقراء خاصة الفئات الأكثر احتياجا من خلال توفير فرص العمل وتمكين الشباب وتوسيع مظلة التأمين الصحي وأيضا المشروعات الصغيرة وغيرها.


تحقيق - دينا العناني:
قال الخبراء أن الدولة تولي شبكات الحماية الاجتماعية اهتماما كبيرا. وذلك من خلال برامج الدعم النقدي وتوفير فرص العمل وتمكين الشباب وتوسيع مظلة التأمين الصحي، بما يحقق حياة كريمة لكل مواطن، كما تعمل الدولة علي دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وتقديم تسهيلات تمويلية للأسر المنتجة بما يساعد علي تحويل متلقي الدعم إلي أفراد منتجين يشاركون بفاعلية في دفع عجلة التنمية، وكل ذلك يصب في جانب مواجهة  الفقر.

تحدث د. أحمد فخري أستاذ علم النفس الاكلينكي بجامعة عين شمس، عن الرسالة التي وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء زيارته لاكاديميه الشرطة مخاطباً الطبقة الأكثر احتياجا للدعم والمساندة، ومن منظور علم النفس نجد أن حرص الدولة ومؤسساتها على تلبية الاحتياجات الأساسية للطبقات الاكثر احتياجا من أبناء الشعب يدعم لديهم الاحساس بالأمن والطمأنينة والشعور بحماية الدولة لهم مما ينعكس على شعورهم بالانتماء لهذا الوطن، وشعورهم بأن رأس الدولة الممثل في رئيس الجمهورية مهتم بشؤونهم ورعايتهم وتوفير الاحتياجات الأساسية لديهم من مسكن يليق بكرامة المواطن المصري.

أشار إلي قيام الدولة بتوفير السلع الأساسية لتلبية احتياجات الأسرة المصرية والرعاية الصحية ونظام تأميني شامل وتعليم جيد ومعاش يسد احتياجات الفئات الأكثر احتياجا وإنشاء مؤسسات مثل تكافل وكرامة جميعها تعمل علي تلبية احتياجات الشعب المصري، مؤكدا أن كلمة الرئيس ليست وعودا بل أفعال تمت علي أرض الواقع ومازالت مستمرة حتي تضمن الحماية والرعاية والشعور بالأمن والاطمئنان لدي أبناء الطبقة الاكثر احتياجا وبالتالي ينعكس كل هذا علي الشعور العام لدي أبناء الوطن بالانتماء والولاء لأرض هذا الوطن. وتحقيقا لمقولة الرئيس أننا يد واحدة تسعي لبناء وطن يشمل جميع أبنائه دون تفرقة أو تمييز وطن يشعر جميع طبقاته وطوائفه أن الدولة تسعي لتلبية احتياجاته ورعايته من كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.

أضاف أن الرسالة التي وجهها الرئيس رساله طمأنة أن أجهزة الدولة مازالت على عهدها ومستمرة في بناء إنسان مصري يشعر بكرامته وعزته إنسان قادر على المشاركه والعطاء النابع من الانتماء لتراب هذا الوطن.

أوضح الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن حوار الرئيس السيسي تناول عديدا من القضايا الدقيقة والتي تمس جوهر حياة المصريين بشكل بسيط وأكثر شفافية مما يجعل كلماته تصل إلي عقول وقلوب جميع المصريين بجميع فئاتهم، منوها إلي حديث السيد الرئيس  عن الفقراء وإنحيازه لهم وإستخدامه دائما صيغة الجمع "نحن، نصبر، نشقي" لبيان أنه لا توجد فجوة بين القائد والشعب وأنه يقف معهم في نفس الخندق.

لفت إلي تأكيد الرئيس دائما على دعمه للفقير وسعيه لتحسين ظروفه في ظل الأوضاع الحالية التي تشهد فيها الدولة المصرية تحديات كبري في كافة المجالات مع ذلك لم تنس الدولة المصرية الفقير من خلال عدة مبادرات وبرامج حماية اجتماعية مثل حياة كريمة وتكافل وكرامة وغيرها.

يري الدكتور عمرو عرفة مدرس التمويل والاستثمار بأكاديمية وادي العلوم أن قوة الأوطان لا تقاس فقط بما تمتلكه من موارد. وإنما بما توليه من اهتمام بالإنسان خاصة الفئات الأكثر احتياجا، وفي هذا السياق جاءت كلمة الرئيس أمس في أكاديمية لتجسد رؤية الدولة المصرية في بناء مجتمع عادل، لا يتخلي عن أي من أبنائه ويضع الفقراء في صميم خطط التنمية، أيضا في ضوء ما أكده الرئيس في رسائله العميقة أن دعم الفئات الأولي بالرعاية ليس مجرد مساعدة عابرة بل هو استثمار في مستقبل الوطن.

أوضح أن العدالة الاجتماعية هي حجر الأساس الذي تنهض عليه الدول الحديثة. إلي جانب أهمية تعزيز شبكات الحماية الاجتماعية من خلال برامج الدعم النقدي وتوفير فرص العمل وتمكين الشباب وتوسيع مظلة التأمين الصحي، بما يحقق حياة كريمة لكل مواطن، وفي إطار هذه الرؤية تعمل الدولة علي دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وتقديم تسهيلات تمويلية للأسر المنتجة بما يساعد على تحويل متلقي الدعم إلي أفراد منتجين يشاركون بفاعلية في دفع عجلة التنمية.

..والدراما المصرية.. باعت الوهم للفقراء
انحازت للأغنياء.. وخلقت حالات من عدم الرضا بين البسطاء
المؤلف محمد السيد عيد:
التركيز علي طبقة بعينها لا تعرف إلا البذخ والرفاهية..
بمثابة فتنة كبري تؤدي إلي انهيار المجتمع

المخرجة انعام محمد علي:
ملاحظات الرئيس عظيمة.. ولابد من مواجهة الأعمال
التي تزيد الاحتقان والحقد بين الطبقات والأفراد

تحقيق - وائل عبد العال:
وجه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال حديثه للطلاب المتقدمين للاختبارات بأكاديمية الشرطة رسائل هامة وواضحة توكد أنه يتابع كل كبيرة وصغيرة في المجتمع المصري، حيث انتقد السيد الرئيس صورة الدراما المصرية التي تركز علي حياة الأغنياء وتبرز حياة الرفاهية مما يؤدي إلي فتنة مجتمعية.

 وكانت رسالة السيد الرئيس واضحة إلي كل صناع الدراما التي شهدت في الفترة الأخيرة تغيرا كبيرا وخاصة بعد ظهور المنصات الرقمية والتي شكلت نوعا جديدا من الجمهور، لإبراز الوجه الحقيقي للمجتمع المصري، بعيدا عن حياة البذخ والرفاهية البعيدة عن معظم الشعب المصري مما يخلق حالة من عدم الرضا تؤدي في بعض الأحيان إلي الطلاق.

كما ان الدراما ابتعدت عن الطبقة المتوسطة والطبقة الكادحة والتي صنعت مجد الدراما وكانت سببا في نجاحها ولا ينسي الجمهور أعمالا مثل ليالي الحلمية والمال والبنون والشهد والدموع و ارابيسك وغيرها من الأعمال الجادة التي اهتمت بكل الطبقات دون تمييز.

وما زال الجدل محتدما بين صناع المهنه مابين طبقتين فحياة الفقراء علي الدراما في الفترة الأخيرة نالت اتهامات خطيرة فالاستغراق في الواقع كشف عن صورة شديدة السواد وتم اتهام التيار الواقعي في الدراما بأنه يسئ ويشوه صورة المجتمع بينما نقل الفريق الثاني صورة مبهرة ورفاهية لا مثيل لها كأن  هذا هو الواقع المصري.

واتفق صناع المهنة علي أن في مصر مجال خصب لإنتاج اشكال كثيرة من الدراما لأنها بيئة ثرية ومتنوعة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ حاضرها ملئ بالقصص والروايات فكل يوم في حياه هذه الأمة روايه وحكاية ودفتر أحوال لا ينضب.

مما لا شك فيه أن دراما المنصات الرقمية هي السائدة في الوقت الحالي ومعظم حلقاتها لا تتعدي عشر حلقات لأنها موجهة إلي جمهور معين يدفع مقابل المشاهدة وهو يميل إلي تلك النوعية من الأعمال البراقة التي تميل إلي التصوير في أماكن محددة  سواء كان فيلا أو قصر فالتكلفة الأنتاجية تكون أقل بخلاف أعمال الدراما التي تكون في الاحياء الشعبية فتحتاج إلي ديكور مكلف وعدد من الكومبارس كبير وتصوير خارجي وداخلي في أماكن متعددة كل ذلك جعل صناع الدراما يقدمون ما رخصت تكاليفه وعاد عليهم بمكاسب سريعة ومريحة.

يقول الكاتب محمد السيد عيد أن توجيهات الرئيس حول الدراما تعيدها إلي ما يجب عليه أن تكون الدراما فهي بناء شامل للإنسان فهي ليست ترفيها تجاريا بل واقع معاش قادر علي بناء ثقافة وهوية الشعب لذلك لابد من البحث في هذه المسلسلات عن الجودة والرسالة والهوية.

واضاف أن الفترة القادمة لابد أن ننسج من  خلال الأعمال الفنية دراما تشدد علي قيم الأسرة والقدوة والتماسك المجتمعي وطرح القضايا التي تستحق منا الاهتمام وتقديم أعمالا تهتم بالوطن والمواطن ولا تكتفي بالتسلية فقط.

أما التركيز علي طبقة بعينها لا تعرف إلا الإنفاق ومظاهر البذخ والرفاهية ولا تهتم بقيمة العمل فهو بمثابة فتنة كبري تؤدي إلي انهيار المجتمع.

وأوضح عيد أنه في معظم أعماله عندما كان يذهب إلي الماضي لم يكن يريد تسليط الأضواء فقط علي فترات زمنية قديمة إنما كان ينظر جيدا الي المستقبل لتقديم القدوة التي غابت وبناء مجتمع صلب متماسك بوحده ابنائه.

فيما أكدت  المخرجة انعام محمد علي أن ملاحظات الرئيس عن الدراما خطوة عظيمة نحو التصحيح خاصه أن الأمر يتعلق ببنية المجتمع والذي نحن في أمس الحاجة إلي تماسكه ووحدته.  فالدراما سلاح قوي ويعد من أهم أسلحة القوي الناعمة في مصر ويؤثر في سلوكيات أفراد ولذلك لابد من مواجهة الأعمال التي تزيد الاحتقان والحقد بين طبقات المجتمع   وطالبت بضرورة الالتحام والتوحد مع قضايا الوطن وبناء الإنسان والتركيز علي المحتوي وتقديم الرسالة بحيادية وموضوعية والدراما بناء ومحتوي هادف. أما التركيز علي نوعية الدراما التي تركز علي مجتمع الأغنياء بدون رسالة فهو عمل بلا قيمة.

"الوعي" ضرورة وطنية .. لمواجهة التحديات 
خبراء الإعلام:
 الإعلام الفعال يكافح الشائعات..
ويضع قضايا الوطن أولاً 

خط الدفاع الأول للفرد عن وطنه..
وهو مسئولية جميع الأفراد

للأسرة دور محوري لتكوين الوعي..
ويبرز دور الإعلام والدراما كوسيلتين أساسيتين

مطلوب تأسيس جمعيات  أهلية تسمي "جمعيات نشر الوعي"

تحقيق - هويدا القاضي:
الوعي هو حجر الزاوية في بناء المجتمعات، والقوة الكامنة التي تُمكن الفرد من فهم ذاته ومحيطه، واتخاذ القرارات السليمة، والمشاركة الفعّالة في عملية التنمية، لذا أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمته أمام طلبة كلية الشرطة أول أمس، أن مصر تواجه تحديات كبيرة علي مختلف المستويات، مشددًا علي أهمية تكاتف الجميع لتحقيق أهداف التنمية والنمو الاقتصادي، مشددا علي مفهوم الوعي، أن الوعي يشمل جميع جوانب الحياة، من التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي إلي الغذاء والعلاقات الروحية مع الله عز وجل، وأنه عندما  يصل المواطنون إلي مستوي الوعي الكامل بكل جوانب حياتهم، سيكون هذا بمثابة مسار قوي لتحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي المنشود لمصر"، مؤكدًا أن التزام جميع المصريين بالعمل الواعي والمثمر سيكون مفتاح تحقيق الإنجازات المستقبلية للبلاد، في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.

 ولذا تبرز  قضية ترسيخ مفهوم الوعي لدي الشباب كأولوية وطنية قصوي، لأنهم الثروة الحقيقية لأي أمة، وعليهم يُعول في حمل راية المستقبل ومواجهة التحديات المعاصرة، في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، وظهور تحديات عابرة للقارات كالغزو الثقافي والتكنولوجي، وتفشي الشائعات والمعلومات المغلوطة، وهنا يصبح الشباب بحاجة ماسة إلي بوصلة داخلية تقودهم نحو الحقيقة والتميز.

أساتذة وخبراء علم الاجتماع والإعلام يوضحون  كيف يمكن للمؤسسات التعليمية والإعلامية والأسرية أن تتضافر جهودها لتشكيل هذا الوعي الناضج، وما هي الآليات الفعّالة التي تضمن تحويل المعرفة النظرية إلي سلوك عملي يخدم الفرد والمجتمع، وهل هناك ضرورة لوضع استراتيجية للعمل المنهجي والمستمر لضمان نشأة جيل يشارك بوعي وإيجابية في صناعة مستقبله ومستقبل وطنه.

أكد الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، علي الأهمية البالغة لقضية تنمية الوعي لدي الشباب، مشيرًا إلي أنها قضية تمثل أهمية كبيرة لجميع فئات الشباب في هذه المرحلة، أن ترسيخ هذا المفهوم يعد ضرورة لا غني عنها حتي يمكن للمجتمع التغلب على الصعاب والتحديات التي تواجهه في كل المراحل القادمة. 

وأوضح أن مفهوم الوعي بمفهومه العام والشامل هو مفهوم واسع، ولتحقيقه لا بد من تضافر الجهود وتوزيع الأدوار علي مختلف المؤسسات والمتخصصين في المجتمع. لضمان استيعاب الشباب لهذه المفاهيم وتطبيقها في حياتهم، مما يمكنهم من بناء مستقبلهم بشكل جيد والمساهمة في استقرار وطنهم، ولتنمية الوعي وزيادة أهميته لدي الشباب، شدد علي عدد من الوسائل التي يجب اتباعها  من أبرزها مقاومة الشائعات. حيث أن مواجهة الشائعات تُعد خطوة أساسية لحماية عقول الشباب من التضليل والمعلومات المغلوطة التي تستهدف أمن واستقرار الدولة والمجتمع.

وأشار إلي ضرورة تنمية الاهتمام بجميع الفئات وتوعيتها بمخاطر المؤامرات التي تحاك ضد الوطن، ويتطلب ذلك التركيز علي تزويد الشباب بـالمعلومات الصحيحة، وتوعيتهم بكيفية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك واختيار المواقع الموثوقة، إن توفير معلومات دقيقة وموثوقة يساعد الشباب علي بناء حكم سليم ومعرفة تامة بالواقع المحيط بهم، مما يجعلهم أقل عرضة للتأثر بالدعاية السلبية أو المعلومات المضللة.

وتابع" العالم": وتتطلب عملية ترسيخ الوعي تضافرًا للأدوار والجهود علي مختلف المستويات، بدءًا من المراحل التعليمية المبكرة، أي من مرحلة رياض الأطفال مرورًا بالمرحلة الابتدائية والإعدادية وما بعدها، مشددا علي  دور المؤسسات المجتمعية المختلفة في هذه العملية، تشمل هذه الأدوار الرئيسية: البيت، والمدرسة، والجامعة، والنوادي، وكل من يستطيع أن يساهم حتي يحدث تكامل في الأدوار يضمن أن يتلقي الشباب رسائل الوعي من مصادر متنوعة وموثوقة، مما يعزز من فرص استيعابهم لها ويحولها إلي سلوك عملي، لأن الهدف النهائي هو تخريج جيل من الشباب ملم بالمخاطر، يمتلك القدرة علي مساعدة نفسه، بناء مستقبل جيد له. ويحافظ علي مستقبل بلده، ويكون قادرًا علي مواجهة أي محاولة لزعزعة استقراره.

ويري الدكتور صفوت العالم أن المؤسسات الإعلامية تلعب دوراً محورياً وحاسماً لا يمكن الاستغناء عنه في عملية ترسيخ الوعي لدي الشباب، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها المجتمع والتطور السريع لوسائل الاتصال الحديثة، معتبرا أن الإعلام، بما يملكه من تأثير واسع النطاق، هو شريك أساسي، إلي جانب الأسرة والمدرسة والجامعة، في بناء الوعي الاجتماعي والوطني للشباب.

يشدد الدكتور العالم علي أن الآلية الأولي والأكثر أهمية للنهوض بالإعلام هي الاهتمام بـ المحتوي أو "الأجندة الإعلامية"، هذا المحتوي يجب أن يتصف بدرجة عالية من المصداقية والواقعية، وأن يكون قادراً علي مس حياة الناس وإحداث تأثير إيجابي في سلوكهم ووعيهم بقضايا الوطن والمجتمع، ويري أن المحتوي الإعلامي، سواء في البرامج والمسلسلات التلفزيونية أو حتي الحملات الإعلانية، يجب أن يكرس لبناء الوجدان والحس الوطني لدي الشباب والنشء، وبالمقابل، يؤكد أن كلما زادت مصداقية المحتوي، زاد تأثيره الإيجابي في رفع مستوي الوعي.

في رؤية الدكتور العالم، يجب أن تتصدر قضايا الوطن الأجندة الإعلامية بشكل دائم، وأن تكون هي البوصلة التي توجه الإنتاج الإعلامي، وينتقد العالم ابتعاد بعض وسائل الإعلام عن رسالتها التربوية والأخلاقية وانجرافها وراء الأهداف التجارية، مما أدي إلي غيابها عن دورها الأساسي في نشر القيم ومراعاة الثقافة والالتزام، وإثارة السلبيات بدلاً من توجيه الشباب نحو القضايا البناءة.

يتطرق "العالم" بشكل خاص إلي دور الإعلام في مقاومة الشائعات التي تستهدف أمن واستقرار الدولة. ويجب علي المؤسسات الإعلامية أن تكون المصدر الأول والموثوق به لتزويد الشباب بـ المعلومات الصحيحة والدقيقة، وأن تعمل علي توعية الجمهور، وخاصة الشباب، بكيفية التعامل النقدي مع وسائل التواصل الاجتماعي واختيار المواقع الموثوقة، مما يحصنهم ضد التضليل والأفكار المغلوطة التي تستغل الغموض لنشر البلبلة.

وختم  الدكتور صفوت العالم حديثه أن الإعلام الفعال هو الإعلام الذي يرفع الوعي، ويكافح الشائعات، ويضع قضايا الوطن أولاً، ويكون محتواه مدعوماً بالمصداقية ليساهم في بناء جيل قادر علي حماية نفسه ووطنه ومستقبله.

قالت الدكتورة ليلي عبد المجيد، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق ان الوعي  يخلق إنسانا  فاهما ومستوعبا لما يدور من حوله. وهو قضية مهمة جدا في حياة الإنسان الخاصة وأيضا في حياة الأمم حيث وقت انتشار الشائعات والخرافات والمعلومات المضللة يكون الوعي هو المتحكم في  القبول أو الرفض وفي حالة عدم الوعي يكون الاختيار الخاطئ. 

وتابعت: وقضية الوعي هي خط الدفاع الأول لدي الفرد عن وطنه  في المقام الأول لأن الوطن مسؤولية جميع الأفرد اللذين يجب أن يكونوا مدركيين للتحديات التي تواجهه والواقع المحيط به والمشكلات  الحادثة وإلي أي مدي يكون للفرد دور في مواجهة تلك التحديات، حتي ولو بقدرته علي الفهم والإدراك فلا يتقبل أي تأثير خارجي أو وعي زائف لبعض الأمور التي تؤدي إلي تصرفات وسلوكيات ناتجة عن هذا الوعي الزائف، يترتب عليه مخاطر كبيرة جدا . 

وأضافت ان قضية الوعي أيصا مسؤولية كل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية فلابد أن تلعب دورا قويا في ترسيخ الوعي وتنميته منذ الطفولة حيث تنمية مهارات التفكير عامل أساسي وحيوي في تنمية الوعي خاصة التفكير النقدي الذي لا يتقبل أي معلومة كما هي ولكن خلالها يعمل الفرد  العقل ويحاول أن يميز بين الغث والسمين والصح الخطأ والخير والشر، ولا يتقبل ما يقدم له كما هو سواء من وسائل إعلام معادية أو وسائل التواصل إذن العقلية الناقدة التي تفكر في الأمور بشكل علمي ومنطقي  تصل بنا إلي الوعي.

واستكملت: الأسرة لها دور كبير أيضا في هذا المجال ومؤسسات الشباب حتي تكون التوعية قضية مستمرة طوال الوقت جميعنا لابد وأن يساهم فهيا، لنشره وتنميته حتي نخلق جيل قادر علي التفكير  والاختيار بشكل صحيح سواء مستوي الحياة الخاصة أو العامة علي سبيل المثال في مسألة الانتخابات البرلمانية، يجب أن يكون لدي الفرد وعي كامل وخلفية عن المرشح المتقدم هل هو مناسب كنائب يمثله، وماهو برنامجه وهل لديه خبرة سابقة  وهل سيقوم بمسؤولياته تجاه من انتخبوه، فكل ذلك يؤدي إلي اختيار صحيح قائم علي فهم ووعي.


فيما شددت الدكتورة عزة فتحي أستاذ علم الاجتماع  بجامعة عين شمس علي الدور المحوري لـ الأسرة في المراحل الأولي لتكوين الوعي، حيث تغرس اللبنات الأولي في عقل الطفل، مؤكدة أن  هذا الدور فعال بشكل خاص في الأسرة المتعلمة والمثقفة التي لا تحمل أجندات سلبية تجاه الوطن، ويمكنها غرس وعي يخدم الوطن وبناء الدولة.

وقالت. إذا كانت الأسرة غير متعلمة أو غير مثقفة، أو منهمكة في متطلبات الحياة اليومية، يبرز دور الإعلام والدراما كوسيلتين أساسيتين، فالإعلام يجب أن يعمل علي توفير الوعي للأسر ذات المستوي الثقافي غير العالي، الدراما تؤثر بشكل كبير علي وعي الناس. خاصة الطبقات البسيطة والعامة.

ثم دور المدرسة والمؤسسات التعليمية من الأدوار الهامة للغاية، حيث يأتي دور التعليم والمدرسة كخط دفاع ثاني في حال تقصير الأسرة في واجبها  يمكن ترسيخ الوعي من خلال المقررات الدراسية: مثل موضوعات القراءة التي تتناول مشكلات الوطن وكيفية حلها، وأهمية الولاء والانتماء، التربية الدينية وعلم الاجتماع، الأنشطة المدرسية مثل حصص الرسم، وتحية العلم، والطابور، والكلمة الصباحية في الإذاعة المدرسية، حيث يمكن للطلاب أنفسهم بتوجيه من المدرس تقديم محتوي يهدف إلي تحبيبهم في بلدهم.

وأكدت الدكتورة عزة فتحي علي أهمية  تكامل جهود المجتمع والدولة وتضافر جهود جميع الفاعلين في المجتمع لتعميم الوعي، الأحزاب والجمعيات الأهلية، الإعلام الجديد (السوشيال ميديا) من خلال نشر المقالات والبرامج التلفزيونية لرجال الفكر والثقافة، الندوات التثقيفية وخطابات رئيس الدولة والتي تحظي بثقة وتأثير كبير علي المواطنين، المؤسسات العسكرية حيث يغرس الجيش الوعي في عقول المنتسبين إليه من جنود وضباط . دور أساتذة الجامعة ورجال الفكر،  علي الرغم من أن حديثهم قد لا يلقي الاستجابة الفورية، إلا أن لديهم إسهامات علمية قائمة علي الأبحاث.

وختمت : من الضروري وضع " استراتيجية بناء المواطن الصالح " وهي استراتيجية وطنية شاملة وواضحة المعالم، تُعني بـ بناء المواطن الصالح الهدف: بناء المواطن الذي سيقود الجمهورية الجديدة بناءً سليماً في جميع جوانب الشخصية فكرية وعقائدية، والخصائص المطلوبة أن يكون المواطن مؤمناً بالوسطية. بعيداً عن التطرف، ويقدس قيمة العمل والتنفيذ يجب أن تُعهد هذه الاستراتيجية إلي أهل الخبرة والمعارف وليس أهل الثقة. مع تحديد آليات واضحة للعمل.

وتري د. وفاء المستكاوي خبير علم الاجتماع أن ترسيخ الوعي يتطلب إستراتيجية وطنية شاملة لا تقتصر علي بث المعلومات، بل ترتكز علي صناعة عقل ناقد وضمير مسؤول قادر علي تحويل الإدراك المعرفي إلي سلوك مدني إيجابي يخدم الفرد والمجتمع.

وقالت د وفاء، كي يترسخ مفهوم الوعي لدي الشباب أولا يجب البدء من مراحل سابقة علي مرحلة الشباب حتي ينشأون علي أسس ومبادئ أصيلة يستقون منها سلوكياتهم في ممارسة كل ماهو قادم في حياتهم اليومية، فبهذا المتراكم  و المصاحب  لهم في كل المراحل عمليات تعلمه يستطيع الشباب تكوين الرأي والرؤية وعليه تبني الاختيارات وتتخد القرارات الصحيحة. 

وتابعت : ومن الضرورة إعادة ترتيب أسلوب التفكير لدي الكبار أي المربي داخل الأسرة ترتيب أولوياته في التربية وأن يكون لديه معرفة عميقة بأدوات البحث سواء علي مواقع التواصل أو خارجها فهو دور ضخم يجب مشاركة كل فرد في المجتمع للترسيخ لتلك المفاهيم لدي الصغار والكبار معا والشباب الذين هم الغالبية العظمي من تكوين الشعب المصري، بداية من الإذاعة للتلفزيون، لمؤسسات الدولة والمجتمع المدني والرياضيين والفنانين حيث يتكاتف الجميع لتفتيح عقول الشباب وتنمية وعيهم  بل وإكسابهم مهارات حياتية  تساعد علي الاستيعاب والفهم لكل ما يدور حولهم . 

واقترحت" المستكاوي " عدة أليات تساهم في ترسيخ مفهوم الوعي لدي الشباب والجيل الحالي والأجيال القادمة  قائلة : لابد من تأسيس جمعيات  أهلية تسمي "جمعيات نشر الوعي" مهمتها نشر الوعي علي غرار الكثير من الجمعيات القائمة في المجتمع، يكون أعضاؤها من الفئات القادرة علي العطاء وبذل الجهد في هذا المسار . كذلك تثيبت مايعرف بـ"النشرة الاجتماعية " في القنوات التلفزيونية . تكون مستمرة العرض والتقديم مثل النشرات الإخبارية والنشرات الرياضية والثقافية والجوية . وهذه النشرة الاجتماعية دورها توعوي للناس تخبرهم بالوضع الحالي ومايجب أن يصلون إليه وتعرفهم بأماكن تقديم الخدمات المعرفية والتوعوية نناقش فيها كل القضايا المجتمعية التي ستؤدي بنا إلي نشر الوعي ... نناقش فيها العقول ونري مدي معلوماتهم عن الاقتصاد السياسة الانتخابات دور البرلمان في مصر، المرشحين أنفسهم يجب أن يكون الوعي جزء أساسي من الدعاية لأنفسهم.

وأضافت : محاور الوعي العام كبيرة جدا وتحتاج متخصص يقوم بإحصائها وترتيبها ووضع خطة للعمل علي كل محور فيها من حيث التناول وإقناع الشباب وكيفية تربيتهم عليها، وستكون هذه النشرات الاجتماعية بها عوامل جذب حتي يأتي لها الشباب طائعين يستمعون لها ويتفاعلون معها وذلك بأن تغطي   احتياجاتهم وتتحدث عن اهتماماتهم وتقدم لهم خارطة طريق لمستقبلهم علي سبيل المثال  تعرفه بطرق النجاح وواسائله، الأماكن  التي يمكن أن يستفيد منها بكورسات ودورات علمية وتثقيفية، تشاركه اقتراحات لمجالات يمكن أن تفتح له أبواب العمل فيها.

وختمت : د . وفاء المستكاوي بأنها علي أتم استعداد للمشاركة في إعداد النشرة الاجتماعية . منهوة بأنها سبق وتقدمت بهذه المقترحات لتنفيذها في التلفزيون لكن طلب منها البحث عن "رعاة "  لتبني تنفيذها ماديا . 

رسالة طمأنة من الرئيس للشعب
التوكل علي الله“ زادُ القلب وطمأنينةُ الطريق
علماء الدين:
التوكل الحقيقي عبادة قلبية تُترجم إلي عمل وجِد وأخذ بالأسباب
يمدّ الإنسان بطاقة نفسية تجعله أكثر قدرة علي مواجهة الأزمات
من جعل ثقته في الله. انفتحت له الطرق..
ومن علّق قلبه بمشيئة ربه عاش أسعد مما يتصور

من توكل علي الله كفاه.. ومن فوض أمره إلي الله آتاه من فضله

تحقيق - محمد عمر:
في زمني تتسارع فيه الهموم وتزدحم فيه المسؤوليات، يبقي التوكل علي الله أحد أهم المفاتيح التي تعيد للإنسان توازنه الداخلي، وتمنحه القدرة علي المضي بثبات في دروبه المتعرّجة..وهذا ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته أثناء زيارته لأكاديمية الشرطة مشيرا في رسالة طمأنة للشعب إلي أن حسن الظن بالله هو الهدف الذي يجب أن يسير عليه الإنسان في كافة أمور حياتنا..هذا المعني الإيماني العميق لم يزل العلماء والدعاة يذكّرون به، مؤكدين أن التوكل ليس مجرد كلمة تُقال، بل عبادة قلبية تُترجم إلي عمل وجِد وأخذ بالأسباب.

يقول الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف في تصريحات له إن التوكل ليس هروبا من الواقع ولا استسلاما له، بل هو أعلي درجات اليقين بأن ما عند الله لا يُنال إلا برضاه، وأن ما قُدّر للإنسان سيأتيه لا محالة، شرط أن يبذل جهده ويؤدي واجبه كما أمره الله، مؤكدا أن التوكل الحقيقي يمدّ الإنسان بطاقة نفسية تجعله أكثر قدرة علي مواجهة الأزمات دون اضطراب.

التوكل لا يُختزل في الأزمات الكبري
الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، يشير إلي أن التوكل لا يُختزل في الأزمات الكبري فحسب، بل يتجلي في تفاصيل الحياة اليومية، في السعي للعمل، وتربية الأبناء، واتخاذ القرارات المصيرية، ويؤكد أن "أجمل ما في التوكل أنه يمنح العبد شعورا بالسكينة يجعله يري المصاعب بحجمها الحقيقي، لا بتهويل النفس ولا بخوف المستقبل.

أوضح مفتي الجمهورية الأسبق أن التوكل يظهر في كل خطوة من حياة الإنسان، من ذهابه إلي عمله إلي اتخاذه أصعب القرارات وحين يقف الإنسان أمام قرار مصيري ولا يعرف أي طريق يختار، هنا يظهر معدن التوكل، أن تبذل جهدك، وتستشير، وتستخير، ثم تمضي مطمئنًا بأن ما يختاره الله لك خير مما تختاره لنفسك.

يعالج خوف الإنسان من المجهول
ويري الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن انتشار القلق والاضطراب في العصر الحديث جعل الناس في حاجة أشد لمعني التوكل وأن التوكل يعالج خوف الإنسان من المجهول، لأنه يرسخ في قلبه يقينا بأن الله يدبر الأمور بحكمة وإن خفيت الأسباب.

أشار د.نجم إلي أن التوكل علي الله قيمة غائرة في جذور العقيدة الإسلامية، تمنح المؤمن اتزانا نفسيا وشجاعة قلبية، إنه عبادة لا تعطل العمل، بل تدفع إليه ولا تكبت الطموح بل تقويه ولا تُضعِف الإنسان بل تجعله أكثر وعيا وإقداما، وفي زمن امتلأ بالقلق والتوتر، يعيد العلماء التذكير بأن من جعل ثقته في الله. هيّأ له الله من رحمته.

أكد أنه لم يعد التوكل قيمة دينية فحسب، فالدراسات النفسية الحديثة تشير إلي أن الإيمان بأن هناك قوة أعلي تدبر الأمور يقلل من التوتر ويزيد القدرة علي حل المشكلات، مشيرا إلي أن التوكل يرفع الحمل النفسي عن الإنسان، ويجعله يتعامل مع الأزمات بوعي وهدوء، لأن قلبه غير مشغول بما لا يملك.

ويضيف أن التوكل يعيد ترتيب الأولويات، فيسعي الإنسان. لكنه لا ينهار إن تأخرت النتائج، ولا ينسحق إن واجهته العقبات.

قال إن التوكل ليس دعوة للانسحاب من الحياة، بل دعوة للانخراط فيها بقلب مطمئن، هو معادلة دقيقة تجمع بين السعي والثقة، بين العمل واليقين، بين التخطيط والإيمان بأن الله يدبر الأمر من فوق سبع سماوات.

ولذلك يُجمع العلماء على أن التوكل ليس مجرد فضيلة، بل ضرورة في زمني تتزاحم فيه الهموم وتتضاعف الضغوط، فمن جعل ثقته في الله، انفتحت له الطرق، ومن علّق قلبه بمشيئة ربه، عاش أسعد مما يتصوره.

يؤكد الدكتور عمرو الورداني. أمين الفتوي بدار الإفتاء المصرية. أن التوكل يبدأ من القلب. لكنه لا يكتمل إلا بالفعل. ويوضح أن النبي صلي الله عليه وسلم علّمنا هذا حين قال للرجل الذي ترك ناقته دون ربط: "اعقلها وتوكل". في دلالة واضحة علي أن الأخذ بالأسباب جزء من الإيمان.

التوكل في الحياة اليومية
ويضيف الداعية الشيخ محمد أبو بكر، أن التوكل يعلّم الإنسان الثبات، وأن من توكل علي الله كفاه، ومن فوض أمره إلي الله آتاه الله من فضله، مشيرا إلي أن كثيرا من الناس يخلطون بين التواكل والتوكل، في حين أن الأول جمود وعجز، والثاني حركة وإيمان.

ويري الشيخ أبو بكر أن كثيرا من الأزمات النفسية اليوم سببها ضعف التوكل، لأن الإنسان "يريد أن يتحكم في كل شيء، ولا يترك لله مساحة تدبيره"، ويضيف: قوة المؤمن ليست في كثرة تفكيره في المستقبل، بل في ثقته بمن يملك المستقبل.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق