د. وفاء علي:
نموذج إقتصادي متكامل..
وانطلاقة جديدة لصناعة القيمة المضافة

يجسد مشروع "استرجاع الغازات الجديد" والذي تفقده رئيس الوزراء هذا الأسبوع بالسويس محاور عمل وزارة البترول في تعظيم الاستفادة من البنية التحتية لمصافي التكرير التي أنشئت علي مدار عقود طويلة، وزيادة الإنتاج لخفض جزء من الفاتورة الاستيرادية وخفض الانبعاثات الكربونية، حيث أن المشروع تم تنفيذه بأيادي مصرية خالصة من خلال شركة بتروجت كمقاول عام للمشروع، والتي تمتلك خبرات واسعة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية داخل مصر وخارجها بالعديد من الدول العربية والأفريقية.

أكدت خبيرة الطاقة د. وفاء علي أن المنطق الحاكم لاستراتيجية مصر الطاقوية هو الإستغلال الأمثل لتطويع القدرات الخاصة بمعامل التكرير والمصافي المصرية ليكتمل المشهد طبقا للمحاور الستة التي وضعتها وزارة البترول في وحدة استرجاع الغازات بشركة النصر للبترول كأقدم معامل التكرير في مصر منذ 1911 بطاقة تصميمة تقدر 7,7 مليون طن سنويا لتلبية احتياجات السوق المحلي من المنتجات البترولية ومنطقة لوجستية وهي ميناء الزيتية "ميناء شركة النصر للبترول" الذي يستقبل ناقلات النفط ليكون مادة التكرير الرئيسية والدفع به لخطوط التكرير بالإضافة إلي استخدام الأرصفة المهيأة لتصدير بعض المنتجات البترولية كذلك احتواء منطقة الزيتيات علي منطقة شحن وتداول وتخزين منتج السولار الحيوي وعطفا علي ماسبق.

أضافت أن وحدة استرجاع الغازات تكون نقطة محورية ومضيئة في منظومة المصافي البترولية بمصر لزيادة القيمة المضافة من النفط الخام لإنتاج البوتاجاز والنافتا كمردود اقتصادي وقوة دافعة نحو الاستفادة من الغازات الناتجة عن وحدات التكرير بدلاً من حرق هذه الغازات عبر الشعلة مما أتاح استخدام محفظة الغازات الناتجة لإنتاج مادة النافتا العمود الفقري لإنتاج البنزين عالي الاوكتين هذا بالإضافة إلي تعظيم العائد بتقليل الفاتورة الاستيرادية مع تقليل الانبعاثات الكربونية وزيادة الوزن النسبي في استغلال القدرات الإنتاجية للمصافي بايادي مصرية تمتلك القدرة علي  تأهيل البنية التحتية الطاقوية في مصر والقارة الافريقية وفقا لأعلي معايير الجودة العالمية الشاملة وقد بلغت التكلفة الاستثمارية لوحدات استرجاع الغازات الثلاثة بشركة النصر للبترول 1,1 مليار جنيه وطاقة استيعابية تبلغ 340 ألف طن سنويا مما يزيد القيمة المضافة لإنتاج البنزين عالي الاوكتين من النافتا في إطار منهجية النمو المستدام كذلك الحفاظ علي البيئة ليكون المشروع انعكاسا حقيقيا لمشهد استغلال القدرات الإنتاجية للمصافي بايادي مصرية تمتلك القدرة علي إحداث تغيير في مشهد صناعة التكرير والقيمة المضافة لواحدة من أقدم مصافي النفط في المنطقة بأسرها 

أشارت الي هذا المشروع يمثل فحوي الرسالة بأنه لا يتم حرق الغاز هوائيا واهداره وانما الذهاب به إلي إنتاج البوتاجاز والنافتا ليكون نموذج إقتصادي متكامل ذو جدوي اقتصادية ومنافع بيئية تتماشي مع استراتيجية مصر في الحياد الكربوني واتساع رقعة التطوير الممنهج لهذا القطاع الحيوي الاول لتحسين وتيرة الاقتصاد الوطني وتمكين الدولة المصرية من انطلاقة جديدة لصناعة القيمة المضافة.