هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أول رئيس لجامعة قنا في حوار صريح لـ«الجمهورية أون لاين

د.احمد عكاوى:52تطبيقًا للحوكمة الإلكترونية يصنعون مستقبل الجامعة

في قلب صعيد مصر، وعلى أرض محافظة قنا العريقة، يقف الأستاذ الدكتور أحمد عكاوي، أول رئيس لجامعة قنا، شامخًا ليس بلقب رئاسة الجامعة فحسب، بل برؤية جعلت من الجامعة نموذجًا للتقدم والابتكار. منذ اللحظة الأولى لتوليه المسؤولية، لم يكن "عكاوي" مجرد إداري، بل كان قائد رؤية، يقرأ المستقبل بعين متفحصة، ويحول التحديات إلى فرص، ويجعل من كل يوم في الجامعة صفحة جديدة من الإنجازات التي تُسجل على خارطة التعليم العالي في مصر.


الدكتور "عكاوي" لم يكتفِ بتغيير اسم جامعة جنوب الوادي ليصبح "جامعة قنا"، بل عمل على إعادة تشكيل هويتها كاملة، من البنية التحتية إلى الحوكمة الإلكترونية، ومن التعليم والبحث العلمي إلى الخدمات المجتمعية والصحية، مرورًا بتطبيق نظم متقدمة للتحول الرقمي، شاملة كل تفاصيل عمل الجامعة من الشهادات والمكافآت إلى الأمن والمرافق والخدمات الطلابية. كل خطوة اتخذها كان هدفها واضحًا: الجامعة التي ترفع اسم قنا على خريطة التعليم والبحث العلمي، والتي تمنح كل طالب وأستاذ وإداري شعورًا بالفخر والانتماء.

 

إنجازاته لم تقتصر على الإدارة فقط، بل شملت إطلاق مشاريع نوعية، مثل التحول الرقمي داخل المستشفيات الجامعية، ومراكز مهارات القرن الواحد والعشرين، وخدمات الطلاب ذوي الهمم، فضلًا عن تعزيز دور الجامعة في التكافل الاجتماعي ودعم الطلاب الأولى بالرعاية، لتصبح جامعة قنا صرحًا يوازن بين العلم والإنسانية.

 

في هذا الحوار، نستكشف مع الدكتور أحمد عكاوي تفاصيل هذه الرحلة الاستثنائية، كيف نجحت الجامعة في تحويل كل تحدٍ إلى قصة نجاح، وكيف أصبحت جامعة قنا نموذجًا يُحتذى به، ليس على مستوى الصعيد فقط، بل على مستوى الدولة كلها، بفضل رؤية قائد يعرف كيف يجعل من التعليم أداة للتغيير والتنمية.

 

 

 

● في البداية، نود التعرف أكثر على الأستاذ الدكتور أحمد عكاوي، الذي أصبح أول رئيس لجامعة قنا

 

- الدكتور أحمد عكاوي يجيب: حصلت على بكالوريوس العلوم في قسم الجيولوجيا بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف من جامعة أسيوط، ثم ماجستير العلوم في الجيولوجيا البنائية من نفس الجامعة، وبعدها دكتوراه في الجيولوجيا البنائية من جامعة جنوب الوادي بالتعاون مع جامعة بون. كما حصلت على دبلوم المقومين وفق نموذج التميز الأوروبي EFQM وعضو بورد المقومين BoA وفق نظام Malcolm Baldrige الأمريكي، ومدقق داخلي (الأيزو)، ومدرب معتمد، وتلقيت 52 دورة تدريبية داخل مصر وخارجها.

 

تم تعييني رئيسًا لجامعة جنوب الوادي قبل عامين، وحاليًا رئيس جامعة قنا بعد تغيير اسم الجامعة من جامعة جنوب الوادي إلى جامعة قنا. كما أقوم أيضًا بمهام رئيس جامعة قنا الأهلية. وقد شغلت سابقًا عدة مناصب قيادية، منها قائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب بجامعة جنوب الوادي، ونائب رئيس جامعة جنوب الوادي لشئون الدراسات العليا والبحوث، ومشرف على كلية التجارة، ووكيل كلية العلاج الطبيعي، ومدير مركز ضمان الجودة والاعتماد، ومدير مركز البرامج المشتركة بين الجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني الأهلية وجامعة جنوب الوادي، ومستشار عمادة التطوير والجودة في جامعة الملك سعود، والمشرف على وحدة الجودة والاعتماد الأكاديمي في نفس الجامعة، ورئيس وحدة القياس والتقويم، وممثل التحالف الإقليمي لجامعات جنوب الصعيد لدى مبادرة "تحالف وتنمية" التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كما كنت المدير التنفيذي لاستراتيجية فرص التعلم في إقليم جنوب الصعيد حتى عام 2022.

 

 

 

● ماذا عن الخبرات والإنجازات التي حققتها خلال مسيرتك؟

 

- عملت كمنسق عام لمشروع إنشاء جامعة جنوب الوادي الأهلية، والمدير التنفيذي لجائزة مصر للتميز الحكومي بجامعة جنوب الوادي، والمدير التنفيذي لجائزة تكافؤ الفرص وتمكين المرأة بجامعة جنوب الوادي، ومنسق البرامج الجديدة والمميزة بالجامعة. وعملت في مجال الجودة والاعتماد الأكاديمي والتطوير في التعليم العالي منذ عام 2000، وقدمّت خدمات استشارية لـ71 جهة داخل مصر وخارجها. كما قدمت 154 دورة تدريبية في 58 موضوعًا تدريبيًا لـ51 جهة متنوعة، شملت جامعات، كليات، كليات عسكرية، منظمات مجتمع مدني، مؤسسات حكومية، ومراكز تدريب. وقد استفاد من هذه الدورات أعضاء هيئة التدريس، والقيادات الأكاديمية والإدارية، والطلاب والخريجون، وفئات مختلفة من المواطنين.

 

 

 

● ماذا عن الإنتاج العلمي والخبرات الأخرى؟

 

- أنتجت 55 منتجًا علميًا، شملت ترجمة وتأليف 23 كتابًا وبحثًا ودراسة في مجال الجودة والاعتماد وتطوير التعليم العالي. كما أصدرت أول كتاب مترجم إلى اللغة العربية في "مؤشرات الأداء الرئيسية التي تؤدي إلى النجاح"، و"التميز في الإدارة الجامعية"، و"بناء قدرات القيادات الأكاديمية". شاركت كباحث رئيسي وعضو في 60 مشروعًا تطويريًا وبحثيًا وتنمويًا داخل مصر وخارجها. عملت مراجعًا ورئيس فريق مراجعين بالجامعات المصرية والسعودية، وعضو اللجنة القومية لضمان الجودة والاعتماد (QAAP)، وعضو اللجنة القومية للتحسين المستمر (CIQAP)، وعضو اللجنة القومية لعملية بولونيا، ومدرب بصندوق تحسين التعليم العالي، ومدرب بهيئة المعونة الأمريكية (USAID)، ومستشار بمؤسسة الدعم الفني الألمانية (GTZ)، ومستشارًا دائمًا للتطوير والجودة بجامعة الملك سعود لمدة عشر سنوات، ومستشارًا جزئيًا بمعهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الاستشارية في السعودية.

 

ساهمت في حصول جامعة الملك سعود على الاعتماد المؤسسي (2010، 2017)، والاعتماد الدولي لـ91 برنامجًا، والاعتماد الوطني لـ39 برنامجًا، وتعاونت مع 16 جهة اعتماد دولية. كما شغلت موقع المدير التنفيذي لاستراتيجية فرص التعلم بإقليم جنوب الصعيد حتى 2022، وقدمت 11 تدريبًا في التخطيط الاستراتيجي، وشاركت في إعداد الخطط الاستراتيجية لـ22 جامعة وكلية ومؤسسة، وترجمت كتابًا في التخطيط، وتحكيم الخطط الاستراتيجية لـ19 جامعة وكلية داخل مصر وخارجها.

 

 

 

 

● هل يمكن أن تحدثنا عن التطبيقات الإلكترونية والإدارة الرقمية؟

 

- كنت صاحب الفكرة والمدير التنفيذي لـ49 تطبيقًا إلكترونيًا في الإدارة الجامعية بجامعة قنا، وفاز أحدها بالمركز الثالث في جائزة مصر للتميز الحكومي، كما أشرفت على 14 منصة إلكترونية أخرى. وقد قمت بتنفيذ الحوكمة الإلكترونية لجامعة قنا في مختلف المجالات، من الأمن الجامعي، والنظافة، والتغذية، والمراسم، والفعاليات، والقاعات الدراسية، ودور الضيافة، والمدن الجامعية، والنظم المالية، والعيادات، والصيانة، والمشتريات، والقرارات الجامعية، والمراسلات الداخلية والخارجية، وتقارير الإنجاز، ومعايير تقييم القيادات الجامعية، والاجتماعات، والجوائز، والإجازات، ونقل الموظفين، والعهد الشخصية، وإخلاء الطرف، والمشاريع الهندسية، والشئون التعليمية، والقانونية، والإعلامية، وإدارة الفعاليات، والأوراق الثبوتية، والعلاقات الثقافية.

 

 

● ماذا عن ربط جامعة قنا بالصناعة والتنمية المحلية؟

 

- قمنا بتحديد 91 مشروعًا، وتنفيذ 3 مشروعات ذات أولوية بالتعاون مع محافظة قنا، وشاركنا في إعداد دراسات دولية عن تطوير منظومة البحث والابتكار. كما شاركت كباحث في 14 مشروعًا بحثيًا تطبيقيًا، وأدرت الشئون المالية لـ16 مشروعًا داخل مصر وخارجها. كما أدرنا الموارد المالية للجامعات، وأعدت حاسبة للبرامج الجديدة والمطورة، وشاركت في مناقشة ميزانية جامعة جنوب الوادي بمجلس النواب، وكنت نائب رئيس لجنة إعداد الموازنة للجامعة.

 

نجحنا في تحقيق موارد ذاتية لجامعة جنوب الوادي تقدر بـ336,595,790 جنيهًا، شاملة مبالغ نقدية، وتبرعات، وهدايا، بالإضافة إلى ممارسات لتحسين الاستفادة والحد من الهدر وتنمية الموارد تقدر بـ74,700,000 جنيه. وقمنا بالحوكمة الإلكترونية للعقود الجامعية، وحصر وصيانة الأجهزة العلمية والطبية، وحصر الأجهزة المعطلة التي تقدر قيمتها بـ35,000,000 جنيه.

 

 

● ماذا عن تطوير البنية التحتية للجامعة؟

 

- قمنا بإنشاء العديد من المشروعات مثل البوابات الإلكترونية، والقاعات، ودار المناسبات، والمسارح المكشوفة، والساحات، والمطاعم، وأماكن الخدمات العامة، ومجمع المكتبات، ومبنى رئاسة الجامعة، والحدائق، ورصف الطرق، والاتصالات السلكية، ونادي أعضاء هيئة التدريس، ونادي الطالبات، والملاعب، والمدن الجامعية، ودور الضيافة، ونظم المعلومات الجغرافية، ونظام المراقبة والأمن والسلامة، والهوية البصرية، وطوّرنا الموقع الإلكتروني العام للجامعة، ونظام كهرباء المستشفيات الجامعية، وغرف العمليات، والأسوار، وأماكن انتظار المرضى، والشاشات الإلكترونية، وبيت الحيوان، وأطلقنا مشروع جامعة قنا التكنولوجية.

 

 

 

● ماذا عن الأنشطة البحثية والتعليمية في مجال التخصص الدقيق؟

 

- تشمل خبراتي التطويرية إدارة مؤسسات التعليم العالي، والتخطيط لإنشاء مؤسسات جديدة، وإعداد اللوائح التنظيمية، وتصميم وإدارة المشروعات التطويرية، وتقييم الأداء ومؤشرات الأداء الرئيسة، والمقارنات المرجعية، واقتباس وتطبيق أفضل الممارسات العالمية، وبناء نظم جودة التعليم العالي الأكاديمية والإدارية، والاعتماد الأكاديمي المؤسسي والبرامجي، وأتمتة نظم الجودة، وبناء نظم التميز في التعليم العالي، والتخطيط الاستراتيجي، وتصميم وتنفيذ المشروعات التنموية المجتمعية، والتدريب، وقياس الأثر للمشروعات، والدراسات الاستشارية، وتحسين الهوية والسمعة المؤسسية، وتعزيز الموارد المالية للمؤسسات التعليمية.

 

 

 

● ماذا عن النشاط الاجتماعي والمؤتمرات؟

 

- كنت عضوًا ورئيسًا في 69 مجلسًا جامعيًا ولجنة ورابطة، وشاركت في أكثر من 45 نشاطًا إعلاميًا، منها 9 لقاءات تلفزيونية، و16 حديثًا إذاعيًا، و20 مقالًا صحفيًا، وعدة مشاركات في فعاليات دولية ووطنية ومحلية. وقد تلقيت 13 خطاب شكر و19 شهادة تقدير. كما أشرفت على وتنظيم 93 مؤتمرًا وورشة عمل وندوة، وشاركت في 57 مؤتمرًا وورشة عمل أخرى.

 

 

 

● ماذا عن الجوائز والمشاركات البحثية؟

 

- حصلت على جائزة النشر العلمي، وجائزة أفضل فكرة ابتكارية بالمركز الثالث في جائزة مصر للتميز الحكومي. وشاركت في 14 مشروعًا بحثيًا أنتجت خلالها 29 بحثًا في الجيولوجيا البنائية، وترجمت 3 كتب في الجيولوجيا، وشاركت في تأليف فصل في كتاب دولي عن تخطيط المياه الجوفية باستخدام الاستشعار عن بُعد، وأشرفت على رسائل الماجستير والدكتوراه، وحققنا H-index مرتفعًا واقتباسات في قواعد البيانات العالمية.

 

 

 

●ما هو شعوركم، دكتور أحمد عكاوي، وأنتم أول رئيس لجامعة قنا، وكيف استقبلتم القرار وكيف كانت ردود فعل أهالي قنا؟

 

- صراحة، شعرت بسعادة غامرة فور صدور قرار مجلس الوزراء بتغيير اسم جامعة جنوب الوادي إلى جامعة قنا. وانتهز هذه الفرصة لأوجه التهنئة لكل شعب قنا العظيم، وأقول لهم: هنيئًا لكم جامعة قنا التي حملت اسم محافظتكم ووضعت قنا على خريطة التعليم العالي، جامعة تضم ما يقرب من 80 ألف من منسوبيها من أعضاء هيئة تدريس وطلاب وإداريين.

 

وأتوجه بكل الشكر والتقدير للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، والدكتور مصطفى رفعت، أمين عام المجلس الأعلى للجامعات، ولكل أعضاء مجلس الجامعة الموقرين، وكل المسؤولين داخل الجامعة من أمناء ومديري العموم، ولكل من ساهم وقدم جهداً في إنجاز هذا التغيير المهم، الذي يعكس مكانة جامعة قنا وارتباطها الوثيق بالمجتمع المحلي.

 

 

 

 

● وما هي الأسباب التي دعت إلى تغيير اسم الجامعة من "جنوب الوادي" إلى "جامعة قنا"؟

 

- تغيير اسم الجامعة لم يكن مصادفة أو مجرد تغيير شكلي، بل جاء نتيجة تخطيط دقيق واعتبارات عديدة. حينما أنشئت الجامعة عام 1995، كانت تغطي محافظات عدة، منها سوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر، وكان من الطبيعي أن يُختصر الاسم ليكون جامعة "جنوب الوادي" لتكون مظلة شاملة لجميع محافظات جنوب الصعيد.

 

لكن بعد أن انفصلت فروع الجامعة في المحافظات المختلفة وحملت كل منها اسم المحافظة التي توجد بها، أصبح من الضروري أن تتحرك جامعة جنوب الوادي لتغيير اسمها إلى جامعة قنا، لتضع محافظة قنا على خريطة التعليم العالي في مصر والعالم، وتبرز مكانتها كمؤسسة تعليمية تحمل اسم المحافظة.

 

هناك سبب آخر يتعلق بجامعة الوادي الجديد، التي أُنشئت في المحافظة التي توجد بها، وبالتالي كان من الطبيعي أن تحمل اسم الجامعة اسم المحافظة، وهذا أوجد تداخلًا في المعاملات الإدارية والحسابات البنكية بين جامعة جنوب الوادي وجامعة الوادي الجديد.

 

أما السبب الثالث، فهو المطلب الجماهيري والشعبي المستمر؛ فقد طالب ممثلو شعب قنا من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ أكثر من مرة بضرورة تغيير اسم الجامعة إلى جامعة قنا. لكن لم تكن الظروف مناسبة من قبل، خاصة مع وجود آخر فرع تابع للجامعة في الغردقة، حيث حافظنا على مشاعر الزملاء هناك بعدم المبادرة بتغيير الاسم. وبعد أن انفصلت جامعة الغردقة وأصبحت مستقلة، أصبح لدينا الفرصة الملائمة لتلبية هذا المطلب الشعبي والعريق.

 

وقد وجدنا ترحيبًا كبيرًا من أبناء قنا الذين بادروا بنشر قرار مجلس الوزراء على مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن سعادتهم وفخرهم بهذا الإنجاز.

 

 

 

● كيف تعاملتم مع التحديات الإدارية والقانونية بعد قرار تغيير الاسم؟

 

- الجامعة كبيرة وتضم العديد من الكليات والبرامج والشهادات المعتمدة والمعاملات البنكية الرسمية، إضافة إلى المعاملات الإدارية المختلفة والتوقيعات المعتمدة لدى الجهات الرسمية مثل البنوك والوزارات. لذلك، فور موافقة مجلس الجامعة على تغيير الاسم، بدأنا على الفور في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان الانتقال السلس إلى الاسم الجديد دون أي فجوات أو تعطيل للمعاملات.

 

قمنا بالتخطيط المسبق ونظمنا اللجان المختصة وحددنا اختصاصاتها بعد موافقة مجلس الجامعة، لتكون جاهزة لأداء المهام الموكلة إليها فيما يخص تغيير الاسم، الشهادات، الأختام، والمعاملات المختلفة. كما أعددنا طاقمًا من المستشارين القانونيين للتعامل مع أي استفسارات، وخبراء ماليين وإداريين للتعامل مع التبعيات المالية والإدارية للتغيير.

 

 

 

● البعض كان لديهم تخوف من حدوث تأثير على تصنيف الجامعة بعد تغيير الاسم، هل هناك ما يدعو لذلك؟

 

- بالفعل، كان هناك تخوف مشروع من أن الجامعة قد تفقد بعض رصيدها العلمي والإداري بعد أن كانت تُعرف باسم جامعة جنوب الوادي. فالجميع كان يتساءل: ماذا سيحدث للأبحاث المنشورة باسم الجامعة سابقًا؟ هل ستختفي أو تتأثر؟ أود أن أطمئن الجميع تمامًا، فالأمر ليس كذلك على الإطلاق. هناك آلية علمية دقيقة لنقل كل الرصيد العلمي والتاريخي من جامعة جنوب الوادي إلى جامعة قنا بطريقة منهجية ومدروسة. وتولى الدكتور محمد وائل عبد العظيم، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، الملف العلمي بالكامل بعد دراسة متأنية وتجهيز شامل مع أعضاء اللجنة، لضمان الحفاظ على كل الأبحاث والمخرجات العلمية. أما الدكتور أشرف موسى، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، فقد تولى متابعة ملف الشهادات، والسيدة طروب طلبة، أمين عام الجامعة، أشرفت على الجوانب الإدارية والمالية. وبقية الزملاء في الشؤون الإدارية، والشؤون العامة، ورعاية الشباب، والمشتريات، تولوا تحديث كل الشعارات واللوائح والإعلام وكل ما يتعلق بالهوية المؤسسية للجامعة.

 

 

 

● ماذا عن الهوية البصرية للجامعة والشعارات الجديدة؟

 

- نحن بالفعل نفذنا مشروعًا كبيرًا للهوية البصرية للجامعة. ولأننا كنا في انتظار القرار، قمنا مسبقًا بتجهيز وتركيب اللافتات والشعارات الجديدة باسم جامعة قنا على البوابات الرئيسية وبعض المعاملات الإدارية والأوراق الرسمية، لضمان عدم الحاجة إلى تغييرات إضافية لاحقًا. وبالنسبة للوجو الخاص بجامعة قنا، فقد تم إعداده ومراجعته واعتماده من قبل مجلس الجامعة، وبدأنا استخدامه فور صدور قرار مجلس الوزراء. كل هذه الإجراءات كانت جزءًا من خطة متكاملة لضمان انتقال سلس ومرن للهوية الجديدة للجامعة.

 

 

 

● هل هناك أي قلق من حدوث اضطرابات خلال الفترة الانتقالية؟

 

- أود أن أطمئن الجميع، لا يوجد أي قلق حقيقي. صحيح أن هناك مرحلة انتقالية قد تظهر فيها بعض حالات عدم الثبات في الأنشطة، لكنها مؤقتة، وستختفي تمامًا خلال فترة لا تتجاوز شهرين إلى ثلاثة أشهر كحد أقصى. كل ذلك بفضل خلايا العمل واللجان المختصة بهذا التغيير، والتي تعمل بلا توقف، دون التقيد بساعات العمل الرسمية أو الإجازات، لضمان إنجاز كل المهام في وقت قياسي.

 

لقد أنشأنا مجموعات تنظيمية متخصصة لإدارة هذا التحول، ونحن جاهزون تمامًا لهذه المرحلة الإيجابية من الانتقال من جامعة جنوب الوادي إلى جامعة قنا. ونؤكد أن تحقيق هذه المكتسبات يتطلب الصبر والعمل الدؤوب، ورصد كل الآثار المترتبة على التغيير ومعالجتها، لضمان أن تأخذ الجامعة كل جوانبها إلى بر الأمان حتى تصبح جامعة مستقرة باسمها الجديد جامعة قنا، بإذن الله.

 

 

● هناك طفرة غير مسبوقة في مجال التحول الرقمي أو ما يسمى بالحوكمة الإلكترونية داخل جامعة قنا، لماذا توسعت الجامعة في هذا الاتجاه؟

 

- هناك فكرة شاملة وجوهرية وراء مشروع التحول الرقمي داخل الجامعة. كما تعلمون، وظيفة الجامعة الأساسية هي الحوكمة، والحوكمة أوسع من الإدارة التقليدية، فالإدارة ربما تشمل التخطيط والتنظيم والرقابة، أما الحوكمة فتشمل كل هذه المعاني، مع التوسع في تحقيق الرقابة الداخلية، وضمان العدالة، والنزاهة، وبناء القرار المستند إلى أرقام دقيقة وموثقة، بدلاً من الاعتماد على تقديرات أو أوراق قد تكون غير دقيقة أو تحتاج إلى مراجعة متكررة. دائمًا أؤكد أن الرقم لا يكذب ولا يتجمل، وكلما كان لدينا نظام SID متكامل، توفر لدينا إحصاءات ومعلومات موثقة، ويمكننا إدارة الجامعة بطريقة رشيدة، والحفاظ على مواردها، وتحقيق العدالة، واتخاذ القرار الصحيح، والتخطيط للمستقبل مع القدرة على التنبؤ بما سيحدث بإذن الله.

 

غياب هذه الأدوات أو الاعتماد على الأنظمة الورقية التقليدية يجعل من الصعب متابعة المعلومات، وربطها ببعضها البعض لاتخاذ قرارات حاسمة. أما باستخدام أجهزة الحاسب الآلي ووسائل التقنية الحديثة، فيمكننا رؤية كل ما نريد معرفته بشكل فوري على الشاشة، سواء كان يتعلق بالرواتب أو الموارد أو المكافآت، مع القدرة على اتخاذ قرار صائب ودقيق في الوقت نفسه.

 

 

 

● هل يمكن أن تعطينا مثالًا عمليًا على ذلك؟

 

- بالطبع. على سبيل المثال، إذا أردنا استخراج مكافأة لمنسوبي الجامعة، كيف يمكن معرفة كل الرواتب الأساسية لكل منسوبي الجامعة بدقة؟ أو إذا كان لدينا فروقات بسيطة في الموارد، 50 جنيه زيادة أو نقص، فإنها قد تكلف الجامعة ملايين الجنيهات، لكن مع الحوكمة الرقمية، يتم احتساب كل قرار مالي بدقة متناهية، سواء كان يتعلق بمكافأة مقطوعة أو تعديل على الراتب الأساسي، ويكون القرار في الوقت ذاته صائبًا ومبنيًا على بيانات حقيقية.

 

منذ أن شرفت بإدارة الجامعة، كان كل همي تحويل الجامعة إلى جامعة ذكية، لا أقصد الذكاء التقليدي، ولكن جامعة تعتمد على الأرقام والإحصاءات، وعلى الشفافية والحوكمة الإلكترونية. من اليوم الأول، بدأنا مع زملائي في كل التخصصات بالتخطيط لتحويل الجامعة في كل مكوناتها الأربعة: الإدارة، التعليم والتعلم، البحث العلمي، والخدمات المجتمعية، إلى جامعة مبنية على نظام SID. هدفنا كان إنشاء مستودع بيانات موحد، يجمع كل البيانات الجامعية الخام، ثم استخراج المعلومات الدقيقة عند الحاجة، مع معالجتها إلكترونيًا لتصبح قابلة للتحليل والتفسير واتخاذ القرارات المستقبلية.

 

 

 

● وكيف تساعد هذه البيانات في اتخاذ القرارات؟

 

الدكتور أحمد عكاوي: لنأخذ مثالًا، إذا كان لدينا مستودع بيانات يضم عدد الطلاب في المرحلة الجامعية الأولى، وعدد طلاب الدراسات العليا، وعدد الأساتذة من معيد إلى أستاذ، وعدد الموظفين والعمال، يمكننا بسهولة حساب نسبة الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس، أو حساب نسب الكوادر الأكاديمية المختلفة، ومتابعة التوزيع الوظيفي بدقة، وهذا لا يمكن تحقيقه بالنظام الورقي التقليدي.

 

مثال آخر يتعلق بالمؤشرات المالية، مثل ما يُنفق على تدريب أعضاء هيئة التدريس. عبر النظام الورقي، سيكون من الصعب معرفة المبالغ المصروفة بدقة على كل فرد، لكن باستخدام مستودع البيانات، يمكننا احتساب القيمة لكل عضو، ومقارنتها بالمؤشرات العالمية، لتقييم الوضع الراهن ووضع خطط التطوير المستقبلية.

 

 

 

 

● ماذا عن الشفافية والمحاسبة في الحالات المعقدة؟

 

- بدون نظام إلكتروني، ستكون الأمور معقدة جدًا، خصوصًا مع الحالات التي تتداخل فيها المهام، مثل عضو هيئة تدريس لديه محاضرات ولجان ومأموريات سفر في نفس الوقت، أو المنتدبون في مواقع مختلفة، أو الموظفون الذين عليهم عقوبات تؤثر على ترقياتهم. النظام الإلكتروني يسمح بضبط كل هذه الأمور، وتجنب أي تداخل أو فساد، سواء كان مقصودًا أو غير مقصود. عند تسجيل أي عقوبة، يقوم النظام بإخطار الشخص نفسه والشؤون القانونية والموارد البشرية، وكذلك المسؤول المباشر، وحتى رئيس الجامعة، لضمان الشفافية والمصداقية.

 

 

 

● كم عدد التطبيقات الإلكترونية التي أطلقتها الجامعة لدعم الحوكمة؟

 

- الدكتور أحمد عكاوي: بحمد الله، أطلقنا ما يقرب من 52 تطبيقًا إلكترونيًا خلال عامين، جميعها من تنفيذ جامعة قنا، دون الاستعانة بأي شركة خارجية. كل هذه التطبيقات صممتها فرق زملائنا في كليتي الحاسبات والمعلومات، إضافة إلى إدارة التحول الرقمي ومركز المعلومات بالجامعة. 49 من هذه التطبيقات نفذت بعد أن شرفت برئاسة الجامعة، والباقي كان خلال فترة عملي كنائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث.

 

 

● وكيف ساهمت هذه التطبيقات في الحوكمة؟

 

- هذه التطبيقات ساهمت في تطبيق الحوكمة الإلكترونية على جميع قطاعات الجامعة: الأمن الجامعي، النظافة، التغذية، المراسم والفعاليات، قاعات التدريس، دور الضيافة والمدن الجامعية، النظم المالية، العيادات، الصيانة، المشتريات، القرارات الجامعية، المراسلات الداخلية والخارجية، تقارير الإنجاز، تقييم القيادات الجامعية، الاجتماعات، الجوائز، الإجازات، نقل الموظفين والعهد الشخصية، إخلاء الطرف، المشاريع الهندسية، الشؤون التعليمية والقانونية، الإعلام، إدارة الفعاليات، الأوراق الثبوتية، العلاقات الثقافية، وغيرها.

 

بهذه الطريقة، أصبحت جامعة قنا نموذجًا متكاملًا للحوكمة الإلكترونية والشفافية، مما يضمن الإدارة الرشيدة للمؤسسة الجامعية، ويحقق العدالة والمحاسبة الدقيقة لكل منسوبيها.

 

 

● ما هي هذه التطبيقات الإلكترونية التي طورتها جامعة قنا، وما مدى أهميتها في تحسين الأداء الجامعي؟

 

- الجامعة نجحت بحمد الله في بناء منظومة متكاملة من التطبيقات الإلكترونية وتكنولوجيا المعلومات، تشمل عددًا كبيرًا من الأنشطة تصل إلى 52 تطبيقًا ونشاطًا رقميًا. أولاً، أشرفت مباشرة وكنت صاحب الفكرة لعدد 38 تطبيقًا إلكترونيًا، منها على سبيل المثال التطبيق الإلكتروني للاتصالات الإدارية "مسك"، والذي فاز بالمركز الثالث في جائزة مصر للتميز الحكومي 2022، بالإضافة إلى التطبيق الإلكتروني لإدارة الاجتماعات "اجتماع"، والتطبيق الإلكتروني لتقييم أداء البحث العلمي "أداء"، والتطبيق الإلكتروني لإدارة مكافأة النشر العلمي "الجائزة"، والتطبيق الإلكتروني لإدارة الشئون القانونية "عدل"، والتطبيق الإلكتروني لاختيار القيادات الجامعية، وكذلك التطبيق الإلكتروني للاتصال الفعال والإعلام الرسمي "المتحدث الرسمي"، والتطبيق الإلكتروني لإدارة صيانة الأجهزة الطبية، وإدارة قاعات التدريس والامتحانات، وحجز استراحة الجامعة بالقاهرة، وحجز الإسكان الجامعي، وإدارة المدن الجامعية، والأمن الجامعي، وإدارة الفعاليات الجامعية "إيفنتس"، وإدارة الاحتياجات الجامعية "شراء"، وإدارة العيادات الخارجية "عيادة"، وإدارة العناية والحضانة بمستشفيات الجامعة، وحوكمة تاكسي الجامعة، وإدارة المكافآت المالية "مستحقاتي"، وحوكمة الموارد المالية "موارد"، والأجندة الأكاديمية، وإدارة الوثائق الثبوتية، والسجل المهاري للطلاب، والخدمات الموحدة "Uni-Help"، والخدمات الصحية الموحدة "سلامات"، ورعاية الطالبات المغتربات "مساندة"، وإدارة شئون الإعارات، وإدارة شئون طلاب الدراسات العليا "بسيم"، وحوكمة المشاريع الهندسية "تشييد"، وحوكمة الأمن الجامعي "أمان"، وحوكمة الصيانة "صيانة"، وحوكمة النظافة "نظافة"، وحوكمة المراسم "مراسم"، إدارة القرارات الجامعية "قرار"، حوكمة المراسلات الخارجية "مرسال"، حوكمة إنجازات القيادات الجامعية "إنجاز"، حوكمة التغذية "غذاء"، وحوكمة أصول ومقتنيات الجامعة "أصول".

 

 

 

● وهل هناك نشاطات أخرى في هذا المجال؟

 

- نعم، بجانب التطبيقات الإلكترونية، قمنا بالإشراف والمساهمة في بناء 14 منصة إلكترونية ونشاط تقني، منها التطبيق الإلكتروني لإدارة المجلات العلمية، وإدارة الإجازات، وميكنة الوحدات ذات الطابع الخاص والمراكز المتخصصة، والمشاركة في اعتماد وتشغيل مركز تدريب التحول الرقمي، والإشراف على التطبيق الإلكتروني لتحويلات الطلاب، والمنصة الإلكترونية لتقييم أداء القيادات الأكاديمية والإدارية، والمنصة الإلكترونية لإدارة جوائز التميز، وإدارة المنصة الإلكترونية للطلاب والتي تضم نحو 3000 مقرر واستفاد منها 1,800,000 زائر، والإشراف على دورات بناء قدرات التحول الرقمي لطلاب الدراسات العليا التي نفذت 160 دورة استفاد منها 3000 متدرب، وتطوير الموقع الإلكتروني لقطاع الدراسات العليا والبحوث، وإعداد الدليل التنظيمي وخطة التحول الرقمي، ومنسق النظام الإلكتروني لتقييم أداء أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، وأمين لجنة تسيير مشروع إدارة الجودة الإلكترونية E-QMS بجامعة الملك سعود، وعضو لجنة تحكيم استبانات مشروع أتمتة نموذج جاهزية الكليات لاستقبال الفصل الدراسي بجامعة الملك سعود.

 

 

● وما أثر هذه التطبيقات على الجامعة؟

 

- أصبحت بيانات الجامعة أداة قوية لاتخاذ القرار، والخدمات أكثر كفاءة وسرعة. استثمرنا في بنية تحتية رقمية متطورة، وبدأنا تطوير أنظمة "أوامر الشغل" (UAS) التي ستحدث نقلة نوعية في إدارة الموارد. التحول الرقمي لم يكن هدفًا بحد ذاته، بل وسيلة لتحسين جودة التعليم، وتطوير بيئة بحثية محفزة، وترشيد استهلاك الطاقة من خلال مشاريع الطاقة الشمسية الطموحة.

 

هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا التفاني والعمل الدؤوب لكل فرد في هذه المؤسسة، من أعضاء هيئة التدريس إلى الإداريين وطلابنا المبدعين. الطريق أمامنا طويل، لكننا نسير فيه بثقة، ورؤيتنا لعام 2030 واضحة: أن نكون جامعة رائدة، تخرج جيلًا من القادة والمبدعين، وتدفع عجلة التنمية في وطننا. سنواصل هذا المسار بروح الفريق الواحد والإرادة القوية لبناء مستقبل مشرق لجامعة قنا.

 

 

 

● وما موقف جامعة قنا في التصنيفات الدولية؟

 

- جامعة قنا تمتلك رصيدًا كبيرًا من الظهور في مراكز متقدمة ضمن التصنيفات الدولية، وآخر هذه الإنجازات إدراج الجامعة في التصنيف البريطاني QS Arab Region University Rankings 2026 ضمن الفئة 161-170 على مستوى الجامعات العربية، من بين 296 جامعة عربية شملها التصنيف هذا العام، مقارنة بـ 246 جامعة في نسخة عام 2025.

 

يعتمد هذا التصنيف على عدد من المؤشرات التي تقيس أداء الجامعات في أربعة مجالات رئيسية: البحث العلمي، قابلية التوظيف، تجربة التعلم، والتدويل. ويعكس هذا التقدم المكانة المتنامية للجامعة وسمعتها الأكاديمية والمهنية.

 

والجدير بالذكر أن الجامعة حافظت على تواجدها ضمن الفئة 161-170، رغم أن تصنيف هذا العام شهد زيادة في عدد الجامعات المشاركة بلغت 50 جامعة عربية عن العام الماضي، ليصل إجمالي الزيادة خلال آخر عامين إلى 73 جامعة. وعلى المستوى المحلي، ظهرت 42 جامعة مصرية في التصنيف هذا العام مقارنة بـ 36 جامعة في العام السابق.

 

لقد اتخذت الجامعة إجراءات استباقية للتواصل مع بنك المعرفة المصري ولجنة التصنيف القومية بوزارة التعليم العالي لضمان الظهور باسم "جامعة قنا" في النسخة القادمة، مع الاحتفاظ برصيد الجامعة البحثي السابق.

 

 

● وماذا عن نظام إدارة المراقبات والملاحظات الإلكترونية للامتحانات؟

 

- يأتي هذا المشروع ضمن خطة الجامعة الشاملة للتحول الرقمي، ويسهم في رفع كفاءة الإدارة الامتحانية، وتعزيز مبادئ الحوكمة الرقمية، وتحسين تجربة أعضاء هيئة التدريس، وتحقيق معايير الجودة في العملية الامتحانية. ويعكس النظام التزام الجامعة بمواكبة أحدث النظم التقنية في إدارة أعمالها الأكاديمية، بما يخدم رؤية مصر للتحول الرقمي في التعليم العالي.

 

ويهدف المشروع إلى تحويل إدارة عمليات المراقبة والملاحظات بلجان الامتحانات إلى نظام إلكتروني متكامل، لضمان تحسين جودة العملية الامتحانية وتحقيق الشفافية والكفاءة. يشمل ذلك أتمتة عملية توزيع المهام الامتحانية، سواء المراقبين أو الملاحظين، بشكل عادل وآلي، وتحسين تجربة المستخدم لأعضاء هيئة التدريس والعاملين في العملية الامتحانية، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات مركزية لمتابعة أداء منسوبي الجامعة في اللجان الامتحانية، مما يعزز الشفافية في إدارة العملية الامتحانية من خلال نظام موثق إلكترونيًا.

 

 

 

● ما الهدف من جولات تقييم أفضل كلية ومبنى بالجامعة؟

 

- تأتي هذه المبادرة في إطار سعي الجامعة الدائم لتحسين بيئتها الأكاديمية وتطوير مستوى الخدمات المقدمة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس. لدينا لجنة متخصصة تقوم بجولات تقييمية لجميع كليات الجامعة، بناءً على معايير دقيقة تشمل جودة المباني والتصميم الهندسي والسلامة المهنية والنظافة، إضافة إلى الخدمات الأكاديمية والإدارية المقدمة داخل كل كلية.

 

ويهدف هذا المشروع إلى خلق بيئة تعليمية محفزة، وتعزيز روح المنافسة الإيجابية بين الكليات، بما ينعكس بشكل مباشر على جودة المخرجات التعليمية، ويشجع جميع الكليات على تقديم أفضل ما لديها من موارد وإمكانات لخدمة الطلاب وتعزيز التجربة التعليمية داخل الحرم الجامعي.

 

 

 

● وماذا عن دور الجامعة في رعاية ودعم الطلاب ذوي الهمم؟

 

- التزام جامعة قنا بسياسة الدمج المجتمعي وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص دفعنا إلى إطلاق مشروع نوعي لإنشاء بوابة جامعية جديدة مجهزة خصيصاً لخدمة الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، بجوار المدينة الجامعية. هذا المشروع يأتي استكمالاً لسلسلة التحسينات التي تنفذها الجامعة لضمان إتاحة كافة المرافق والخدمات لهذه الفئة الغالية من الطلاب، بهدف تسهيل الحركة اليومية وتعزيز شعورهم بالانتماء والمساواة بين الطلاب، إضافة إلى الالتزام التام بالتشريعات والقوانين الداعمة لذوي الإعاقة، وتعزيز سمعة الجامعة كمؤسسة صديقة للإعاقة.

 

كما أن الجامعة تمتلك مركزاً متكاملاً لذوي الاحتياجات الخاصة، يقدم خدمات علاجية وتأهيلية للطلاب، ويعمل على تدريب الكوادر البشرية للتعامل بكفاءة مع هذه الفئة. يخدم المركز نحو 1500 حالة سنويًا، ويوفر الدعم والوسائل التعليمية اللازمة لتمكين الطلاب من ذوي الهمم ومساندتهم في مسيرتهم الأكاديمية، بما يعكس حرص الجامعة على دمجهم الكامل داخل المجتمع الجامعي وضمان تقديم تجربة تعليمية متكاملة لهم.

 

 

 

● وماذا عن التكافل الاجتماعي ودور الجامعة في دعم الطلاب الأولى بالرعاية؟

 

- جامعة قنا تولي اهتمامًا بالغًا بتعزيز إجراءات الحماية الاجتماعية، وتقديم الدعم الكامل للفئات الأولى بالرعاية. نحن نحرص على تقديم الدعم في المصروفات الدراسية، والإقامة في المدن الجامعية، فضلاً عن المساعدات الإنسانية التي تساهم في تيسير حياة الطلاب وتخفيف الأعباء المادية عن كاهلهم.

 

خلال العام الجامعي الماضي، بلغ إجمالي المساعدات المقدمة من صندوق التكافل الاجتماعي بالجامعة نحو 6.5 مليون جنيه، استفاد منها 3802 طالب، ما يعكس التزام الجامعة المستمر بتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير فرص تعليمية متكافئة لجميع الطلاب دون أي تمييز.

 

 

 

● وماذا عن مشروع مراكز مهارات القرن الواحد والعشرين بجامعة قنا؟

 

- يأتي هذا المشروع كمبادرة من صندوق تطوير التعليم برئاسة مجلس الوزراء، ويهدف إلى بناء قدرات الأفراد وتأهيلهم لمواكبة التطورات التكنولوجية السريعة. يعتمد المشروع على نموذج تعليمي ديناميكي متكامل يشمل التدريب التقني، وريادة الأعمال، والمهارات الحياتية، بالتعاون مع شركاء استراتيجيين مثل شركة سيسكو العالمية.

 

بدأ التنفيذ الفعلي للمشروع في ست جامعات مصرية متنوعة (حكومية، أهلية، تكنولوجية) كمرحلة أولى، وحقق نجاحًا ملحوظًا يؤكد جدوى النموذج المقترح وقابليته للتعميم. يتماشى المشروع مع رؤية مصر 2030 واستراتيجية الدولة للتحول الرقمي، ويساهم في بناء جيل واعٍ قادر على قيادة المستقبل التكنولوجي للبلاد.

 

كما يهدف المشروع إلى تمكين الشباب والمهنيين من خلال إتاحة رخص المزاولة المهنية، وتوفير دورات تدريبية عالمية معتمدة في مجال الشبكات وأمن المعلومات بالشراكة مع سيسكو أكاديمي، لتأهيل كوادر وطنية قادرة على تلبية متطلبات سوق العمل المحلي والدولي. كما يوفر المشروع فرصًا وظيفية للخريجين، ويتيح للطلاب المتميزين المشاركة في الفعاليات التقنية العالمية، ويعزز مشاركة المرأة في مجال تكنولوجيا المعلومات والشبكات.

 

 

 

● وما دور الورشة الإنتاجية بالجامعة؟

 

- الدكتور أحمد عكاوي: في إطار اهتمام الجامعة بتعزيز دور الوحدات الإنتاجية وتلبية احتياجاتها من الأثاث والمستلزمات الخشبية عالية الجودة، قمنا بتطوير الورشة الإنتاجية لتصبح نموذجًا عمليًا متكاملًا للإنتاج الأكاديمي والتدريبي.

 

توفر الورشة منتجات مصنعة وفق معايير دقيقة، مما يسهم في دعم مشروعات التطوير بالجامعة وتحقيق وفر مالي ملحوظ. كما تعد الورشة بيئة عملية لتدريب الطلاب، وربط الجانب النظري بالممارسة العملية، وهو جزء من رؤية الجامعة الشاملة لتحقيق الاستدامة والتميز في البنية التحتية والخدمات.

 

وتسهم الورشة في توفير احتياجات الجامعة من المنتجات الخشبية والأثاث بجودة عالية، بما يدعم خطط التطوير المستمرة، ويحقق الاكتفاء الذاتي ويخفض التكاليف من خلال تقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين وتشجيع الإنتاج المحلي. كما توفر الورشة فرص تدريبية لطلاب الكليات الهندسية والفنية، مما يعزز الربط بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي.

 

وتنتج الورشة منتجات خشبية وأثاثًا عالي الجودة، يتم استخدامها في تجهيز القاعات الدراسية والمكاتب الإدارية والمشروعات التطويرية، وهي مجهزة بأحدث الأدوات والآلات لضمان كفاءة التصنيع وجودة المخرجات، بما يعكس حرص الجامعة على تقديم بيئة تعليمية متكاملة ومزودة بكل الوسائل المادية والبشرية اللازمة لدعم الطلاب وهيئة التدريس على حد سواء.

 

 

 

● وماذا عن مشروع التحول الرقمي داخل المستشفيات الجامعية؟ وهل ساهم هذا المشروع في القضاء على شكاوى المواطنين؟

 

- يعد التحول الرقمي حجر الزاوية في استراتيجية جامعة قنا، حيث نركز بشكل خاص على تطبيق الحوكمة الإلكترونية (Electronic Governance) في الخدمات الطبية الحيوية، مثل وحدات العناية المركزة وحضانات حديثي الولادة، من خلال أنظمة متكاملة مثل نظام "أوامر الشغل" (UAS). يهدف هذا النهج إلى تحقيق أعلى مستويات الشفافية، والمساءلة، ورضا المواطنين، من خلال ربط جميع المنشآت والكليات في نظام رقمي موحد يضمن مراقبة الأداء وتحسين جودة الخدمات، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 في التميز والابتكار.

 

وفي هذا الإطار، أطلقت الجامعة تطبيق "اطلب عناية أو حضانة"، بهدف تعزيز الحوكمة الإلكترونية للعنايات الطبية والحضانات بمستشفيات قنا الجامعية، وضمان الشفافية، وتعزيز ثقة المواطنين، وتحسين رضاهم. يتيح التطبيق للمواطن، مهما كانت حالته الاجتماعية، تقديم طلب دخول العناية أو الحضانة، ومتابعة عدد الأسرة المتاحة إلكترونيًا، سواء عبر التطبيق أو شاشات العرض داخل وخارج المستشفيات.

 

ويتيح التطبيق لإدارة المستشفيات الجامعية قبول أو رفض أو تأجيل الطلب، وترتيب أولوية الدخول بناءً على حالة المريض، مع مراعاة معايير الاستعجال، وقوائم الانتظار، ونوع العناية أو الحضانة المطلوبة. كما يربط التطبيق العمليات الطبية والإدارية المختلفة، من أرشفة التحاليل والأشعة، وإدارة الأدوية والمستلزمات الطبية، والعمليات الجراحية، وجلسات الغسيل الكلوي، وحتى الأطعمة الخاصة بالمريض خلال فترة إقامته.

 

ويعمل التطبيق أيضًا على ترسيخ مبدأ المساءلة والشفافية من خلال الربط بين نتائج تقييم أداء منسوبي العناية أو الحضانة من قبل متلقي الخدمة وتقارير الأداء الوظيفي السنوية. كما يمكن الباحثين من منسوبي الكليات الطبية إجراء الدراسات والبحوث، عبر إتاحة بيانات دقيقة عن المرضى الذين تلقوا خدمات في العنايات، بعد الالتزام بالضوابط القانونية اللازمة.

 

إضافة إلى ذلك، توفر الجامعة مسئول تواصل مزودًا بجهاز هاتف محمول في كل منفذ لتقديم العناية أو الحضانة للرد على استفسارات المواطنين بخصوص ذويهم من المرضى الذين تم استقبالهم بالفعل، مع مراعاة أن طلبات الدخول للعناية تكون إلكترونية عبر التطبيق فقط. كما تم تركيب شاشات عرض كبيرة (Outdoor وIndoor LED Screen) داخل المستشفيات وخارجها، لعرض حالة المرضى وأخبارهم بشكل مستمر، مع الحفاظ على سرية المرضى، وتقليل الحاجة لدخول المرافقين، وفق بروتوكولات العناية الطبية التي تحدد عددهم وشروط دخولهم.

 

ولتعزيز التواصل الداخلي بين الأطقم الطبية، تم إعداد المواصفات الفنية لشراء 32 جهاز لاسلكي للتواصل الفوري بين جميع المعنيين بالعناية أو الحضانة، بما يسهم في سرعة الاستجابة وتحسين جودة الخدمة المقدمة للمواطنين.

 

 

 

● وماذا عن الوحدات العلاجية الجديدة التي افتتحتها جامعة قنا؟

 

- تواصل جامعة قنا جهودها المتواصلة في تطوير المنظومة الصحية وتعزيز الخدمات الطبية، في إطار استراتيجيتها للتحول الرقمي وتحقيق رؤية مصر 2030. فقد شهدت المستشفيات الجامعية خلال الفترة الماضية طفرة نوعية في البنية التحتية والخدمات العلاجية والإدارية، حيث تقدم خدماتها لنحو 300 ألف مواطن سنويًا.

 

مؤخرًا، تم افتتاح عدد من الوحدات التخصصية الجديدة، ومنها وحدة الغسيل الكلوي للأطفال، بالإضافة إلى ثلاث وحدات تخصصية تابعة لقسم جراحة الكلى والمسالك البولية بمستشفى المعبر الجامعي، وتشمل وحدة قياس ديناميكية التبول، والتي تُعد واحدة من أهم وأدق الفحوصات التي تساعد في تشخيص وعلاج مشاكل الجهاز البولي، وتقييم مشاكل التبول لدى الأطفال والكبار، وحالات المثانة العصبية والجراحة المعقدة.

 

كما تم افتتاح عيادة السلس البولي واضطرابات التبول، وهي وحدة تخصصية فريدة من نوعها تعمل لأول مرة في المنطقة، وتخدم شريحة كبيرة من أهالي محافظات إقليم جنوب الصعيد. وتواصل الجامعة العمل في إنشاء ملحق العيادات الخارجية لتوسيع نطاق الخدمات الطبية.

 

وفي مجال طب الفم والأسنان، شهدت المستشفيات الجامعية افتتاح عيادة قسم علاج الجذور بكلية طب الفم والأسنان، التي تضم 34 وحدة جديدة لدعم الخدمة الطبية القائمة، في خطوة تعكس حرص الجامعة على التوسع في البنية التحتية الطبية والتعليمية ومواكبة التطورات الحديثة في المجال الصحي.

 

كما تم تفعيل النظام الإلكتروني لحجز تذاكر العيادات الخارجية، وإطلاق تطبيق إلكتروني لصيانة الأجهزة الطبية، وتطوير وحدة جراحة المناظير، وإنشاء وحدة العناية المركزة للأطفال، وتجهيز قسم الرمد بمستشفى الحرم الجامعي، وتغيير مسارات الكابلات الكهربائية، وتطوير مناطق انتظار المواطنين، إضافة إلى تطوير وحدة مناظير الجهاز الهضمي بالتعاون مع مؤسسة بنك مصر لتنمية المجتمع.

 

وفي إطار تطبيق مبادئ الحوكمة وتعزيز الانتماء المؤسسي، أطلقت الجامعة تطبيق "حافز" لتعزيز الولاء المؤسسي وإدارة الموارد الذاتية بالمستشفيات الجامعية، حيث يمثل هذا التطبيق نقلة نوعية في إدارة الموارد من خلال تحقيق الشفافية وتوفير قاعدة بيانات دقيقة تضم المرضى والعاملين والأطباء، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية، ودعم اتخاذ القرار، وتحفيز الكوادر الطبية والإدارية بعدالة وشفافية.

 

كما ناقش مجلس الجامعة إنشاء وحدة إسعاف ودفاع مدني لتقديم خدمات الطوارئ داخل الحرم الجامعي، وتم تركيب مظلات جديدة بعدد من المداخل والساحات الرئيسية لخدمة المرضى والمترددين، بما يحقق بيئة مريحة وآمنة تتناسب مع مستوى الخدمات المقدمة.

 

وقد تسلمت الجامعة وسام نجمة المستشفيات الجامعية من الطبقة الثانية، تقديرًا لدورها المتميز في دعم المنظومة الصحية بصعيد مصر، واستقبلت المستشفيات أيضًا وفدًا طبيًا هولنديًا قام بإجراء عدد من الجراحات التخصصية.

 

وايمانًا بدورها الاجتماعي وتنفيذًا لتوجيهات القيادة الرئاسية، قدمت مستشفيات قنا الجامعية كافة أوجه الدعم والرعاية للأشقاء الفلسطينيين من مصابي غزة ومرافقيهم، بما في ذلك توفير سكن فاخر وخدمات تعليمية لأبنائهم داخل الجامعة، لتعكس الجامعة التزامها الكامل بالخدمة المجتمعية على أعلى المستويات.

 

 

 

● وماذا عن التواصل الخارجي للجامعة مع المواطنين؟

 

- الدكتور أحمد عكاوي: في إطار حرص جامعة قنا على تعزيز قنوات التواصل مع المجتمع الجامعي والمستفيدين من خدماتها، قررنا قبل أيام قليلة تخصيص رقم هاتف محمول (01010801002) لإدارة خدمة المواطنين بمكتب رئيس الجامعة، لتلقي الاستفسارات والمقترحات والتواصل المباشر مع المواطنين.

 

ويعمل هذا الخط خلال ساعات العمل الرسمية من الساعة الثامنة والنصف صباحًا حتى الثانية والنصف ظهرًا، من الأحد إلى الخميس. وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود الجامعة لدعم الشفافية، وضمان سرعة الاستجابة لمطالب المواطنين، بما يعكس التزام الجامعة بخدمة المجتمع وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة والرضا لدى المتعاملين معها.

 

IMG-20251014-WA0095(1).jpg~373 ك.بإظهار تنزيل

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق