يملأ العيوب والشروخ.. دون الحاجة لتحضيرات ما قبل الجراحة ..!!
 
في وجود أكثر من 200 عظمة بأجسامنا، يتمتع هيكلنا العظمي بقدرةً استثنائيةً على التجدد بعد كسرٍ خطير أو بسيط، وأحيانًا يحتاج بعض المساعدة.

عند حدوث الصدمات الخطيرة أو إزالة الأورام، قد لا تتمكن العظام من سد الفجوات الكبيرة. صمّم العلماء طرقًا تُمكّن الطابعات ثلاثية الأبعاد من المساعدة في عملية الشفاء، ولكن، وفقًا مجلة نيو ساينتست، يستغرق الأمر أسبوعًا أو أكثر لإنشاء هيكل عظمي مُخصّص.

هذا الجدول الزمني المُطوّل لا يُساعد الذين يُعانون من صدمةٍ خطيرة ويحتاجون لعنايةٍ طبيةٍ فورية. لذلك ابتكر العلماء "نظام طباعةٍ موضعي" يُنتج مواد العظام مباشرةً. إنه مسدس غراء ساخن يُعالج العظام.

قال جونج سونج لي، من جامعة سونج كيون كوان، والمؤلف المشارك لدراسة نشرتها مجلة Device: "تقدم تقنيتنا نهجًا متميزًا بتطوير نظام طباعة موضعي لتصنيع وتطبيق سقالة، لحظيًا، وبشكل مباشر في موقع الجراحة". وأضاف: "يسمح هذا بمطابقة تشريحية دقيقة حتى في العيوب غير المنتظمة أو المعقدة دون الحاجة لتحضيرات ما قبل الجراحة مثل التصوير والنمذجة وعمليات التشذيب".

ربما يكون تشبيه هذه التقنية بـ"مسدس الغراء الساخن" تقليلًا من شأنها، لكن آلياتها العامة مشابهة بشكل ملحوظ. بدلًا من العمل عند 100 درجة مئوية مثل مسدس الغراء، يعمل هذا الجهاز عند أقل من 60 درجة.

بالطبع، يُفضل استخدام الغراء الساخن نفسه للفنون والحرف اليدوية -وليس أجسام البشر -لذلك ابتكر لي وفريقه مادة تشبه العظام تتكون من هيدروكسيباتيت (الذي يشكل 50% من عظم الإنسان من حيث الحجم) إلى جانب بولي كابرولاكتون، وهو بلاستيك حراري. احتوى الخليط على مُركّبين مُضادَّين للبكتيريا لمنع العدوى.

وذكر موقع بوبيولار ميكانكس أن الجهاز يدفع هذه المادة العظمية إلى المنطقة المُصابة، مما يسمح لخلايا العظام بتغطية فجوات كبيرة وبدء عملية الإصلاح.

يقول لي: "نظرًا لصغر حجم الجهاز وتشغيله يدويًا، يُمكن للجراح ضبط اتجاه الطباعة وزاويتها وعمقها أثناء العملية فورًا". وأضاف: "أثبتنا إمكانية إتمام العملية في دقائق معدودة".

اختبر لي وفريقه الجهاز بإصلاح كسور شديدة في عظم الفخذ لدى الأرانب. بفضل المُركّبات المُضادة للبكتيريا، لم تُظهر الأرانب أي علامات عدوى أو نخر. وأظهرت نتائج أفضل في تجديد العظام مُقارنةً بالأرانب التي شُفيت باستخدام أسمنت العظام، وهي طريقة أكثر شيوعًا لإصلاح الكسور.

يقول لي: "إذا نجحت هذه الخطوات، فإننا نتصور أن هذا النهج سيصبح حلاً عمليًا وفوريًا لإصلاح العظام مباشرةً بغرفة العمليات".