يستحب الدعاء وذكر الله وقراءة القرآن عند المحتضر
هكذا يصلي مريض الزهايمر
قول حرمًا بعد الصلاة من باب الدعاء المستحب
هذه الأذكار نختم بها الصلاة المكتوبة
مؤخر الصداق ما نُصَّ عليه بعقد النكاح.. وللقاضي تقدير تعويض المماطلة
السجود والصيام والصدقة .. أحد درجات الشُّكر
إكرام أصدقاء الوالدين بعد وفاتهما .. من البر بهما
ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك وتجيب عليها لجنة الفتوي الرئيسية بالدار
* ما رأي الشرع فيمن يكذب علي الآخرين بغرض السخرية والمزاح علي مواقع التواصل الاجتماعي؟
** الكذب له صور متعددة يغفل عنها كثير من الناس. فهناك من يظهر للناس بمظهر المؤمن التقي الورع. وهو في حقيقة الأمر من أهل الشر والفجور. وكذب التاجر ليروج سلعته علي غير الحقيقة» ليرغِّبَ الناس في شرائها. فذلك كاذب.. يقول- النبي صلي الله عليه وسلم: ثَلاثَةى لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ. وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ" وذكر منهم: "رَجُلى حَلَفَ عَلَي سِلْعَةي لَقَدْ أَعْطَي بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَي وَهُوَ كَاذِبى.
والناس تتهاون كثيرًا في الكذب لإضحاك غيرهم بالمزاح والسخرية والاستهزاء. ولكن النبي- صلي الله عليه وسلم- يقول: "لَا يُؤْمِنُ عَبْدى الْإِيمَانَ كُلَّهُ حَتَّي يَتْرُكَ الْكَذِبَ فِي الْمُزَاحَةِ".. وكذلك يتهاون البعض في الكذب علي الأولاد. وهو سلوك سيئ في التربية وله آثار شديدة الخطورة علي أخلاقيات أطفالنا.
والكذب من الأخلاق الذميمة. وهو خُلُقى يجعل صاحبه يقول الشيء علي غير حقيقته. ويخالف الواقع الذي هو من خلق الله سبحانه وتعالي. والكذب من صفات المنافقين. لقول الله تعالي في سورة المنافقون: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ.. وبالحديث الشريف: "آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاثى: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ. وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ. وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ".
* هل هناك شيء خاص يقال عند احتضار المسلم غير تلقين الشهادة؟
** يستحب الدعاء للميت وذكر الله وقراءة القرآن عنده» حيث وردت أحاديث نبوية شريفة وآثار عن السلف الصالح باستحباب قراءة سور يس. والرعد. والبقرة. وغيرها.
وقد عقد لذلك الحافظ السيوطي في كتابه شرح الصدور بشرح حال الموتي والقبور بابًا في مَا يَقُوله الْإِنْسَان فِي مرض الْمَوْت وَمَا يُقْرَأ عِنْده وَمَا يُقَال إِذا احْتضرَ وتلقينه وَمَا يُقَال إِذا مَاتَ وغُمض عَيناهُ.
* ما حكم صلاة مريض الزهايمر؟
** مريض الزهايمر إن كان مدركًا لغالب وقته فهو مُكَلّفى بأداء الفرائض ومنها الصلاة. وذلك مرتبط بالقدرة والاستطاعة. وقد يستخدم المصاب بجانب العلاج بعض الوسائل المُعينة له علي التذكر وإتمام العبادات» كالجهاز الإلكتروني والسجادة الذكية.
وإن غَلَب المرض علي عقله وكان غير مدرك لغالب وقته فهذه درجة من درجات زوال العقل التي اتفق العلماء علي أن المُصابَ بها تسقط عنه الصلاة. ولكن لو شفي من مرضه لزمه أداء الفرائض. فتجب عليه الصلاة الحاضرة. وأمَّا ما فاته من صلوات أثناء المرض في المرحلة التي غلب فيها علي عقله: فالجمهور علي أنه لا يقضيها. سواء قلَّت أم كثرت.
* ما هو المسنون لداخل المسجد مما ورد عن النبي صلي الله عليه فعله؟.. وما حكم قول حرمًا بعد الصلاة؟
** يسن لمن دخل مسجدًا وكان فيه قوم جالسون أن يقول عند دخوله: بسم الله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله. ثم يصلي ركعتين تحية المسجد. ثم يسلم علي القوم الجالسين في المسجد.
أما قول حرمًا بعد الصلاة فهو من باب الدعاء. ودعاء المصلِّين لبعضهم عقب الفراغ من الصلاة بما تيسر من عبارات الدعاء مشروع. وإيقاعه عقب الصلاة آكد في المشروعية وأشدُّ في الاستحباب. فإذا كان من المسلم لأخيه فهو أدعي للقبول. وبذلك جرت سُنّةُ المسلمين سلفًا وخلفًا.
* ما كيفية ختم الصلوات بالأذكار؟
** ورد عن النبيّ- صلي الله عليه وآله وسلم- جملة أذكار وأدعية بعد السلام يُسَنُّ للمصلي أن يأتي بها بعد الصلاة المكتوبة» منها: آية الكرسي. والإخلاص. والفلق. والناس. والتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل.
فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيّ- صلي الله عليه وآله وسلم- قال: "مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَة ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ. وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ. وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ. فَتِلْكَ تِسْعَة وَتِسْعُونَ. وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَي كُلِّ شَيْء قَدِير غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ".
* هل أستحق مؤخر صداقي بقيمته النقدية يوم الطلاق أو يوم الأداء. علمًا بأن الزوج هو الذي ماطل في أداء مؤخر الصداق حتي الآن؟
** الأصل في وقت استحقاق مؤخر الصداق هو ما نُصَّ عليه في عقد النكاح» وهو: حلول أقرب الأجلين: الوفاة أو الطلاق.
وإن أخَّر المطلِّق حقَّ مطلَّقته مماطلًا إيَّاها فلها أن تطالبه بتعويضها عن ضرر المماطلة والتأخير. وللقاضي أن يحكم لها بما يراه تعويضًا مناسبًا لحقِّها. وجبرًا للنقص الحاصل في القيمة مِن جرّاء المماطلة. وله حينئذي أن يحكم بالسداد بالقيمة وقت الأداء إن ثبت لديه تعمد المماطلة إضرارًا بها. هذا كله إذا لم يتصالحا علي غير ذلك مما يرتضيانه بينهما. وذلك بشرط أن تثبت المماطلة قضاءً. والقاضي مخَوَّل في تقرير حصول المماطلة وفي تقدير الضرر الناجم عنها بما يثبت لديه من صحيح الأدلة التي يبني عليها قضاءه.
* ما حكم الصيام والصدقة بنية الشكر؟.. وأيضا ما حكم سجود الشكر؟
** صيام الشكر وصدقة الشُّكر. وكذلك سائر القُرَب العملية: مندوبى إليها» فالشُّكر لا يقتصر علي قول اللسان. بل يَشمل عمل الجوارح والأركان. من صلاةي وصدقة وصيام. وغيرها من سائر القُرَب والطاعات. وهو أحد درجات الشُّكر.
أما سجود الشكر فهو سجدة واحدة يؤديها المسلم عند حصول نعمة له ونزولها به. أو بأحد المسلمين. أو عند اندفاع نقمة وانكشافها عنه أو عن غيره من المسلمين» حمدًا لله تعالي وشكرًا وثناء وتَعبُّدًا.
وإذا كانت هذه السجدة مشروعة عند حصول سببها. فإنَّ المسلم إذا فعل ما هو أعلي منها رُتْبة في الفَضْل والأجر لكان حَسَنًا. كصدقة أو صلاة. لكن لا يُسَمِّي منها شيئًا بإضافته إلي الشكر. فليس هناك صلاة مخصوصة تُسَمَّي بصلاة الشكر. وإنما يُسَنُّ إمَّا سجود الشُّكْر بسببه. أو ما يقوم مقامه كصلاة أو صدقة أو نحوهما مِن سائر الطاعات.
* هل يعد إكرام أصدقاء الوالدين بعد وفاتهما من البر؟
** الشرع الشريف رغب في إكرام أصدقاء الوالدين بعد وفاتهما» بمواساتهم إذا كانوا فقراء. وتعهدهم بالسؤال إن لم يكونوا فقراء وعدَّ ذلك من البر بهما.. لما ورد في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- يقول: "إن من أبَرِّ البِرِّ صِلَةَ الرجل أهلَ وُدِّ أبيه بعد أن يُوَلِّي" أي بعد موته.
اترك تعليق