أدرك التنظيم الإجرامي لجماعة الإخوان الإرهابية مبكراً أهمية ومحورية ومركزية تنظيم " الأخوات " حيث قام المدعو حسن أحمد عبدالرحمن الساعاتي الشهير بـ حسن البنا المكلف من أجهزة المخابرات الأنجلو أمريكية في عام 1928 بتأسيس تنظيم جماعة الإخوان .
وبعدها في 1933 بتكوين أول فرقة لـ " الأخوات " من فتيات و نساء الإخوان . ليمر "قسم الأخوات " بمراحل عدة . تطور معها أهدافه وأدواره ومهامه . فترة الأربعينيات كانت التأسيس والانتشار . فترة الستينيات الحفاظ علي التنظيم في ظل الملاحقة االقضائية والأمنية . فترة الثمانينيات فترة التوغل في الجامعات والمجتمع . في الألفية الجديدة القيام بأدوار سياسية وإعلامية . وبعد 2013 تجهيزها للقيام بعمليات إرهابية والتحريض علي الإرهاب ونشر الإرباك والتذمر في صفوف المجتمع من خلال شبكات التواصل لنشر الشائعات . وأيضا إيواء الإرهابيين الهاربين . ونقل التكليفات والمعلومات من القيادة إليهم.
كشف " الإخواني المنشق إبراهيم ربيع " في حديثه لـ "الجمهورية أون لاين " عن الدور الشيطاني لنساء الإخوان قائلا : قسم الأخوات هو خط الدفاع الأول لجماعة الإخوان . فهو يضمن بقاء التنظيم . حيث يعتمد بقاء التنظيم بشكل كبير علي العنصر النسائي الذي يمثل عصب التنظيم ويتزايد عددهن عكس عنصر الذكور . فتكون بيوت الأمهات الإخوانيات عبارة عن أوكار إرهابية انتقامية تقوم بتنشئة الأبناء داخلها . وحقنهم بالتطرف والإرهاب والعدوانية ضد للدولة ومؤسساتها ورموزها . وكلما زاد التضيق علي التنظيم أمنيا . زاد اعتماده علي العنصر النسائي في التجييش والتحريض ضد الدولة . مستغلين التطور التكنولوجي في وسائل التواصل الاجتماعي بتأسيس ألاف الصفحات علي منصات التواصل المختلفة .
وأوضح الإخواني المنشق : قيادات التنظيم أدركت مبكرا الأهمية القصوي لهن إذا ما تم تنظيمهن في قسما خاص يسمي - قسم الأخوات - ينبثق منه فرق توزع عليهن المهام والتكليفات وتصبح الباب السري للوصول إلي غاياتهم الصعبة . خاصة في ظل المطاردات الأمنية لهم كعناصر إخوان ذكورية . مشيرا إلي ما حدث في أعقاب ثورة 30 يونيو حيث ظهر تنظيم منبثق تحت مسمي " أخوات الدم " ويقوم هذا التنظيم بالعنف والتحريض استغلالا لانتشارهن في المجتمع والجامعات وخاصة جامعة الأزهر . قائلا : فلا ننسي تصريح زوجة القيادي الإخواني خيرت الشاطر عزة توفيق والتي تقول فيه "أمام الجيش 20 ساعة تبدأ من الآن للعمل علي إعادة قيادات التنظيم إلي الحكم وإلا ستتحول مصر إلي بركة من الدماء " .. وذكرت أن هناك 20 ألف مجاهد علي الحدود المصرية سيتحركون لاقتحام الحدود" .
وأما حاليا فيقول "ربيع " : وحاليا يتلخص دور "قسم الأخوات " . إدارة لجان التواصل الاجتماعي . حلقات وصل بين الأفراد والقيادة .نشر الشائعات . والتحريض علي الدولة ومؤسساتها محاولات إنشاء حضانات ومدارس إرهابية لتنشئة جيل إرهابي .
وكشف الإخواني المنشق ابراهيم ربيع . عن ملامح اللبنة الأولي لـ " قسم الأخوات " داخل التنظيم الإرهابي . فشرح أن الجماعة في بداية نشاتها . كانت تطلب من العضو فيها أن يتحول هو وأسرته إلي الجماعة . وكان يجب أن تُعد زوجته بشكل يتلائم مع التغيرات الجديدة التي طرأت عليه بعد إنضمامه مؤخرا للجماعة . ومن هنا جاء إنشاء أول فرقة للأخوات المسلمات في إبريل 1933. لتشرف علي جميع فرق الأخوات في مصر وتعدهن للحياة الجديدة ومفاهيمها داخل الجماعة . واختار حسن البنا لقيادة هذه الفرقة السيدة ? لبيبة أحمد? وما دفع البنا ليجعلها مسؤولة الأخوات أنها ترتدي الحجاب. وأنّها حجّت بيت الله الحرام 17 مرة. ومن بعدها قائدة فرقة الأخوات نفيسة حسين زهدي
أماط " ربيع " اللثام عن الدور الخطير لنساء الإخوان منذ إنشاء التنظيم لـ " قسم الأخوات " فأكد خلال حديثه لـ " الجمهورية أون لاين" أن هذا القسم لعب دورا غاية في الأهمية والخطورة منذ نشاته بل ومازال قا ئلا : تجسد هذا الدور الخطير لنساء الإخوان في تنفيذ التكليفات التي يصدرها حسن البنا . من حيث التواصل مع السيدات وضمهن للتنظيم والتواصل مع زوجات القيادات . بالإضافة للدور الدعوي للتنظيم والذي كان أكثر ما يهم التنظيم في بدايته. وتجهيز الأخت لتكون زوجة صالحة مناسبة للأخ الإخواني. فضلا عن الدور الكبير والهام في فترة اعتقال ذكور الجماعة. والتي وقفت زينب الغزالي علي رأسه في الفترة الناصرية. خاصة وقت الأزمات والملاحقات الأمنية هذا إلي جانب نقل التكليفات والتمويل والسلاح للعناصر الهاربة والعناصر المقبلة علي تنفيذ عمليات إرهابية في الفترة الأخيرة .
ويتابع الإخواني المنشق إبراهيم ربيع : رغم أن تنظيم الإخوان ينظر إلي المرأة بنظرة دونية . وأنها مجال لإمتاع الرجل وماهي إلا ماكينة لانتاج النسل وأن مقرها المنزل. إلا أن قيادات التنظيم أدركوا أن قسم الأخوات هو من أخطر أقسام الجماعة وذلك لسهولة نقل الأفكار والمشاعرفي البيوت والتجمعات النسائية . إستغلالا للدين الفطري لدي السيدة والفتاة المصرية بتنظيم الحلقات النسائية بالمساجد والبيوت تحت مسمي حلقات تحفيظ القرآن ونشر الشائعات والمفاهيم المغلوطة عن الدولة ومؤسساتها في الأسواق والتجمعات النسائية وإنتشارا بين السيدات في العشوائيات والمناطق النائية من خلال جمعيات خيرية نسائية اسسها التنظيم لهذا الغرض .
مبينا : وأما في المناطق الراقية والمدن . يكون دور الأخوات من خلال تنظيم ما يسمي بدورات التنمية البشرية وعند الأزمات يكون له الدور الأكبر في إدارة التنظيم لسهولة تحرك السيدات وعدم الانتباه لهن والتحرج في توقيفهن أو تفتيشهن وتكون المهام هي نقل التكليفات والمعلومات والتمويل والسلاح والإيواء والتسترعلي العناصر الإرهابية وتنظيم الزيارات لتوزيع الدعم المالي علي أسر الإرهابين المحتجزين للمحاكمة. رعاية أسر المسجونين منهم . والشدّ علي أيدي زوجاتهم وبناتهم.
ويكشف" ربيع "عن دور قسم الأخوات " في الفترة الاخيرة: حيث إن قسم الأخوات يشرف علي تنظيم نسائي يقوم بتكوين صفحات وجروبات رياضية وقد تكون فنية أيضا علي مواقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك " والواتس آب تحت مسميات بريئة "تربية الأ بناء - أمهات ناجحات - أباء مثاليون" ويتم استقطاب البسطاء من السيدات والفتيات إليها بحجة الإرشاد للطرق المثلي لإدارة الأسرة وتربية الأبناء ويتم إستدراجهم إلي مفاهيم التنظيم عن الحياة والعلاقات رويدا رويدا لترسخ في أذهانهم في النهاية لمفاهيم تنظيم الجماعة . هذا فضلا عن مواقع وجروبات تقوم بإعطاء دورات وكورسات أون لاين علي المهارات منزلية وخلافه . ثم يتم اصطياد الضحية علي شات المحادثات الخاص . بالإضافة إلي جمعيات ومراكز تدريب تقوم تحت غطاء التنمية البشرية والتدريب علي مهارات الشخصية والإدارية .
وينوه "ربيع " :قسم الأخوات" وهو تنظيم نسائي ينتشر ليس علي مواقع التواصل فقط . ولكن يتوغل في القري والنجوع . فيكون الدور أكثر خطورة . حيث كان يقوم بايواء العناصر الخطرة والهاربة من الملاحقات الأمنية عقب قيامهم بأعمال إرهابية . في السنوات القليلة الماضية ويكون دور "الأخت" نقل الرسائل والتكليفات من القيادات إلي تلك العناصر . وفي بعض الأحيان تنقل الأسلحة أسفل جلبابها وعبائتها الفضفاضة سواء ليلا أو نهارا وسط إنتشار الأمن . كما تنقل كذلك أموال التمويلات للمكلفين بتنفيذ عمليات عدائية ضد المنشئات والأفراد الموضوعين علي قوائم الاغتيالات أنذاك.
ويكشف " ربيع " عن أخطر الجان داخل قسم الأخوات قائلا: هي لجنة الزهرات التي تتعامل مع الفتيات من سن 10 - 15 سنة وبها جيش من المشرفات للتعامل مع هذه المرحلة السنية المبكرة وادارة حلقات التحفيظ بالمساجد والبيوت وتخصص لها ميزانية ضخمة للصرف علي الهدايا والالعاب المقدمة لهذه المرحلة ويتم نهاية كل عام دراسي اجتماع في لجنة الزهرات وحصر مالديها من حصيلة من تلميذات انهوا المرحلة الاعدادية لتسليمه لممثلة لجنة ثانوي في قسم الاخوات. وهي لجنة تالية تقوم بإعداد الفتيات في تلك المرحلة وتعريفها بدورها المطلوب بعد دخلها إلي الجامعة في إستقطاب جامعيات جدد وإحتواء اخوات سابقات .
تابع " ربيع " : أيضا أنه بعد ثورة 30 يونيو والتي أطاح بها الشعب المصري فيها بمندوب التنظيم الأرهابي داخل قصر الاتحادية " محمد مرسي " فظهر تنظيم الأخوات بوجهه الإرهابي لنساء الإخوان فكُن أول المعتصمين في رابعة العدوية وأقمن في الميدان وشاركن في أعمال العنف التي تقوم بها الجماعة في تظاهراتهم . وفترة الإعتصامات الأخيرة اعتمدت الجماعة علي السيدات في المحافظات والجامعات . وخاصة في جامعة الأزهر للحشد في مظاهراته ووضعهن في الصفوف الأولي . وذلك لصعوبة قيام الرجال بمهام الحشد نتيجة الاحتماء بالميادين. والرغبة في عدم تركها. إما بسبب الرغبة في عدم الملاحقة الأمنية. أو لسبب إظهار الثبات في مواجهة الجيش وأنهم يدافعون عن الشرعية والشريعة.والحاجة للأضواء. والرغبة في إحداث ضجة إعلامية. الهدف منها خداع الرأي العام العالمي بأن الجيش المصري والشرطة المدنية يعتديان علي النساء.
وأضاف " ربيع" إن الوجه الإرهابي الحقيقي تجلي واضحا بعد فض " ميداني رابعة العدوية والنهضة " . فقام قسم الأخوات بتكوين تنظيمات نوعية مثل أخوات "ضد الدولة" وأعلنت مسئوليتها عن عمليات عنف . وكذلك حركة " 7 الصبح " وأصدرت هذه الحركات بيانات محرضة علي العنف وتحث نساء وبنات الجماعة علي الاستمرار في المواجهة .
وتابع : وفي مرحلة ما بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي. ومع دخول الإخوان مرحلة الصدام المسلح مع الدولة وظّف الإخوان المسلمين الأخوات بشكل مختلف . فلم يكتفوا باستخدامهنّ كمحفّز للإخوان للقيام بأعمال العنف بل تم استغلالهنّ كدروع بشرية في المظاهرات. كما تعمّدوا أن يجعلوهنّ في المقدمة. حتي إذا سقطت منهن جريحات أو قتيلات. يضمن الإخوان جذوة الثأر لدي الذكور وتقبّلهم فكرة الانتقام.
واستكمل : وبعد حسم الدولة المواجهة لصالحها بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة. لم يعد من المحتمل عودة الإخوان للحكم مرة أخري. فتحوّل الإخوان من المواجهة الصريحة والمباشرة المسلحة مع الدولة. إلي مربع الدعاية المضادة. وتشجيع الآخرين علي القيام بالدور المسلح. وهنا أمكن رصد دورين أساسيين للأخوات “ الأول يتمثل بالدعم الإعلامي المعنوي والإشاعات المضادة عبر الفيسبوك وشبكات التواصل. ونقل الأخبار إلي إخوان الخارج “ والثاني هو رعاية أسر الإخوان عبر التواصل مع الأخوات. زوجات الإخوة المسجونين. ثم محاولة تجميع أكبر عدد ممكن من الأخوات في إطار الجمعيات الخيرية . مشيرا إلي أن تنظيم الإخوان يعمل عبر خطة دولية لها أهداف استراتيجية محددة. ومتشابكة العناصر في عدة دول تنشط في كل دولة بالقدر الذي تبيحه البيئة السياسية والأمنية بينما تخفت في بعض الدول الأخري للظروف نفسها . ولذلك هناك أهمية عظمة للدور الذي تلعبه نساء التنظيم في توفير ممرات للأفكار والتمويلات وكذلك بؤر لنشر الفكر المتطرف. وأيضا مرونة في نقل المعلومات من مجموعة إلي أخري.
اترك تعليق