لماذا توجد أحاديث ضعيفة وموضوعة في كتب السنة؟ ولماذا لا نحذفها؟_سؤال يتردد كثيرًا في الأوساط، خاصةً عند مَن يسوي بين الحديث الضعيف والموضوع، ويريد تنقية التراث منهما بحجة أن الصحيح يغني عنهما.
وفي جوابه، أوضح الدكتور عبد الرحمن رمضان الأزهري – من علماء الأزهر الشريف – أن العلماء تعمدوا إبقاء هذه الأحاديث لعدة أسباب علمية مهمة:
1- أدلة على حال الرواة
هذه الأحاديث بمثابة البراهين على كذب الراوي أو ضعفه، أشبه بحفظ الحرز لإدانة المتهم، فلو حُذفت لضاع الدليل على أحكام العلماء في نقد الرواة.
2- كشف أسباب الجرح والتعديل
بقاء تلك الأحاديث يمكّن الباحث من معرفة سبب قول العلماء في راوٍ ما: ثقة أو ضعيف أو كذاب، وإلا فكيف يُثبت كذبه بلا شواهد محفوظة؟
3- فضح طرق التزوير
كثير من الكذابين كانوا يسرقون الأحاديث المكذوبة ويركبون عليها أسانيد صحيحة، فلولا تدوين العلماء لهذه المتون لما فطن أحد لهذا التزوير.
4- التمييز بين الضعيف والموضوع
الضعيف: قد يرتقي ويُعمل به في فضائل الأعمال والترغيب والترهيب إذا جاء من طريق آخر.
الموضوع: لا يُعمل به ولا يُروى إلا للتحذير والتنبيه على أنه مكذوب.
5- ندرة الموضوعات في كتب السنة
الأحاديث الموضوعة في كتب السنة المعتمدة قليلة جدًا، لا تكاد تبلغ 1%. بينما أفرد العلماء كتبًا خاصة بالموضوعات جعلوها كـ "قاموس" يُرجع إليه بسهولة.
اترك تعليق