نشأت في أسرة متوسطة أبي يعمل في وظيفة حكومية وأمي ربت منزل تحاول جاهدة تدبير احتياجاتنا أنا وإخواتي الستة من خلال مرتب أبي المحدود فكان من الطبيعي أن نستغني عن كل الرفاهيات مقابل بعض الضروريات كان لدي شعور دائم بالحرمان وانظر للنعم في يد غيري واتمني الحصول عليها ولكن الامور كانت تزداد ضيقا يوما بعد آخر خاصة بعد أن قررت أمي وأبي شراء قطعه أرض وبناء بيت صغير في قريتهم التي لا نقيم فيها ولكن يقيم فيها أهلهما
تطلب الامر حرماننا من بعض الضروريات الادخار نفقات بناء البيت استغرق الامر سنوات طويلة تخرجت من الجامعة واشتغلت وتكفلت بكل نفقات زواجي في حدود امكانياتي خاصة وانا ارتبطت بشكل مكافح كان يعتمد علي نفسه ايضا ولم يجد من اسرته من يساعد.
رزقني الله بثلاثه أبناء ذكرين وبنت سعيت جاهدة لان اوفر لهم حياة افضل من التي كنت اعيشها ولكن شاءت إرادة الله ان يتوفي زوجي بازمة قلبية مفاجئة واصبح وحدي مسئولة عنهم عشت في حالة ضغط مستمر احمل هما لتوفير مصاريف الدراسة والتمرينات الرياضية والرحلات مع اصحابهم حتي لا يشعروا بما كنت اشعر به من احتياج وفقر.
كبر اولادي وكان الاحساس بالمسئولية يكبر معهم والخوف الدائم من اني لو انفقت ما معي لن ياتي غيره حتي علمت المعني العميق وراء الاية الكريمة وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين فتنزلت هذه الاية علي قلبي لاول مره وعلمت انني كنت ارتكب ذنبا كبيرا بانني كنت دائما اشعر بالضيق والهم اعرف انني لو اعبد الله حق عبادتي اتوكل عليه فيكون حسبي ولكني لا اعرف كيف انفذ هذا حتي تنزلت الاية الكريمة علي قلبي وبدأت اؤمن بان كل ما انفقه من خير يخلفه علي الله ليس فقط ما انفقه من مال ولكن من أي رزق رزقني الله بي سواء صحة وقت علم.
كنت وقتها أحاول ادخار اي مبلغ لشراء جهاز ابنتي ولكنني كالعادة كنت احمل الهم لان الاسعار تضاعفت بشكل جعلني اتاكد انني بظروفي الحالية من المستحيل ان اشتري جهاز ابنتي.
عندما تنزلت هذه الآية علي قلبي قررت أن اذهب لأداء العمرة بما ادخرته لجهاز ابنتي ولانه كان مبلغا بسيطا كانت رحلة شقة لان الفندق كان يبعد كثيرا عن الحرم ولكني لم أكن اشعر بأي تعب وهناك استغفر الله عن سوء ظني فيه وادعوه ان يرزقني من واسع فضله.
عشت 15 يوما كأنها في الجنة دعوت واستغفرت وشعرت ان الله غسلني من كل الهموم والضيق وعدت لاستقبل من فيض الله ما لم يخطر بخيالي.
اشتغل ابني الكبير في شركة دولية بمرتب لم نكن نحلم به ولحق به ابني الثاني بعد ان حصل علي الكورسات المطلوبة وتكفلا بشراء جهاز شقيقتهما علي اعلي مستوي و اشتركا لي في رحلة حج خمس نجوم كانت رحلة شكر لله الذي علمني من محنتي الطويلة ان اسعي بما في يدي و انا علي يقين من ان الله هو حسبي وان انفق ما في يدي وانا علي يقين من ان الله سيخلفه لانه خير الرازقين.
اترك تعليق