لكل شدة نهاية، ولكل محنة أجل، والحياة تجارب، ورحمة الله تعالى بعبده أوسع من كل ضيق، والعباد مبتلون بالخير والشر والعسر واليسر، فطوبى لعبد كان عند مراد الله منه، وفوّض الأمر إليه، فالله عز وجل وعد بإجابة دعوة المضطر؛ فقال سبحانه: {أمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62]
لمَّا قَدِمَ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى الشام تلقَّاه أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- وهو أميره على الشام آنذاك-، فمشى معه حتى دخلا منزل أبي عبيدة -رضي الله عنه-، فقلَّب سيدنا عمر -رضي الله عنه- بصره في بيت أميره، فلم ير فيه شيئًا سوى سيفه، وترسه، ورحله، فقال له سيدنا عمر -رضي الله عنه-: "أين متاعك؟ قال أبو عبيدة -رضي الله عنه-: إنّما هيّ أيامٌ ونَمْضِي!" فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتواصون في الشَّدائد : "إنما هي أيام تمضِي والموعدُ الجنَّة !"
اترك تعليق