ليوم الجمعة وصلاتها مكانة عظيمة في الشرع؛ فقد نبّه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على أهمية صلاة الجمعة والاستماع إلى خطبتيها، والسعي إليها وترك كل ما يشغل عنها، وزجر النبي عليه الصلاة والسلام تاركها وبيّن عقاب من داوم على ذلك.
فقال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الجمعة: 9].
وروى أبو الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا، طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ» أخرجه الأئمة: أبو داود والدارمي في "السنن"، وابن خزيمة وابن حبان في "الصحيح"، والحاكم في "المستدرك".
كما وَرَدَ عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من ترك ثلاث جمعاتٍ من غير عذرٍ كتب من المنافقين" صحيح الجامع (6144).
وفي هذا الحديث الذي ورد بصيغة اخرى، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
"من ترك الجمعة ثلاث مرات"، أي لم يصلّها لمدة ثلاثة أسابيع، فهي مرة في يوم من الأسبوع
"تهاونًا بها"، أي تقليلًا من شأنها وعدم الاكتراث بها، وتركها كسلًا دون عذر يبيح له تركها كمرض ونحوه.
"طبع الله على قلبه"، أي أغلق عليه من أبواب الخير، فجُعل كقلب المنافق، وقيل: يصبح قلبه قلب منافق.
فمن ترك الجمعة ثلاثاً، وكان ذلك عن تكاسل وعدم جدٍ في أدائها طبع على قلبه، وكتب من المنافقين.
اترك تعليق