في مشهد يُجسد الوعي الوطني والانتماء الحقيقي، واصل أهالي محافظة المنيا توافدهم بكثافة على لجان الاقتراع للمشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ 2025، مؤكدين أن المشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري ليست فقط واجبًا وطنيًا، بل هي رسالة واثقة بأن الشعب شريك أساسي في بناء الجمهورية
وبين القرى والمدن، وداخل مقار اللجان الممتدة على مستوى المحافظة، شهدت مراكز أبوقرقاص، ديرمواس، مغاغة، ومطاي تدفقًا كبيرًا من الناخبين، خاصة في المناطق الريفية، حيث خرجت العائلات بمختلف فئاتها لتدلي بصوتها في أجواء يسودها الهدوء والتنظيم.
وفي تصريحات ميدانية لرصد آراء المواطنين، قالت الحاجة أم مصطفى (65 عامًا) من قرية بني خلف بمركز مغاغة:
"أنا خرجت النهاردة من بدري، وجيت عشان أقول كلمتي.. إحنا بنشارك علشان ولادنا، وعلشان البلد تفضل آمنة ومستقرة."
أما محمد علاء (طالب جامعي) من ديرمواس، فقال
"أنا وأصحابي نزلنا سوا نشارك، لأننا مؤمنين إن صوتنا ليه قيمة، ودورنا مش بس في الكلام على السوشيال ميديا، لكن كمان في اتخاذ القرار."
وأشارت رانيا عبد الله (موظفة) من مطاي إلى التنظيم الجيد داخل لجنتها. اللجنة منظمة جدًا، وكل حاجة سهلة. أنا فخورة إن في مشاركة كبيرة من الستات والشباب، وده دليل إن الناس عندها وعي."
بينما قال الحاج عبد التواب (63 عامًا) من أبوقرقاص
"أنا بعتبر ده يوم وطني، كلنا نازلين نشارك علشان مصلحة البلد. الانتخابات دي خطوة في مشوار الجمهورية الجديدة، ولازم نكون موجودين."
كما عبرت دينا فوزي (معلمة) من إحدى قرى مركز سمالوط عن فخرها بكونها جزءًا من هذا الحدث
"كنت حريصة أنزل بدري قبل الزحمة. اللي بيشارك بيصنع المستقبل، واللي بيتأخر عن المشاركة بيسيب غيره يقرر عنه."
ومن جانبه، أكد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، أن الإقبال الواسع من المواطنين، لا سيما من السيدات والشباب، يُعد مؤشرًا قويًا على وعي الشارع المنياوي، وإيمانه بأهمية المشاركة السياسية في بناء مؤسسات الدولة وتعزيز مسيرة التنمية.
وقال المحافظ:
"ما نشهده اليوم من مشهد حضاري على أبواب اللجان يعكس روح المسؤولية لدى المواطنين، ويُثبت أن شعب المنيا يقف في الصفوف الأولى دعمًا للديمقراطية والاستقرار."
وفي السياق ذاته، كثفت الأجهزة الأمنية جهودها لتأمين سير العملية الانتخابية، حيث تابع اللواء حاتم ربيع، مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن المنيا، تنفيذ خطط الانتشار الأمني في محيط اللجان، بالتنسيق مع مختلف الأجهزة الشرطية. وتم توزيع القوات بشكل دقيق لتأمين جميع المقرات الانتخابية، مع تكثيف التواجد في القرى ذات الكثافة السكانية العالية.
وأكدت مصادر أمنية أن غرفة العمليات بمديرية الأمن تتابع على مدار الساعة حركة دخول وخروج الناخبين، والتعامل الفوري مع أي طارئ، لضمان إتمام العملية الانتخابية في أجواء آمنة ومنظمة.
في المجمل، عكست مشاهد الإقبال اليوم روحًا وطنية ناضجة، تؤكد أن المواطن المصري أصبح شريكًا فعّالًا في صناعة القرار، وأن محافظة المنيا تسير بثقة على درب الاستقرار والديمقراطية في ظل الجمهورية الجديدة.
اترك تعليق