في ظل تزايد الانشغال اليومي وارتفاع الوعي الصحي، يتجه الكثيرون للبحث عن تمارين رياضية فعالة توفر نتائج قوية دون الحاجة لقضاء ساعات طويلة في الجيم أو صالات الرياضة. ومن بين أبرز هذه التمارين، يبرز الركض السريع كخيار مثالي يجمع بين البساطة والكفاءة.
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الركض السريع، حتى لو استمر لبضع دقائق فقط، يمكن أن يكون أكثر فاعلية من الجري الطويل أو التمارين المعتادة منخفضة الشدة. وقد أثبت هذا النوع من التمارين قدرته على تحسين صحة القلب، وزيادة اللياقة البدنية، ودعم القدرات العقلية، وخاصة مع التقدم في العمر.
ووفقًا للبروفيسورة كاتي هيرش، أستاذة علوم التمارين بجامعة ساوث كارولينا، فإن الركض السريع يعد شكلاً من أشكال التدريب عالي الكثافة، والذي يعتمد على جهد مكثف لفترات قصيرة يتخللها فترات راحة نشطة. هذا النمط يساعد في تعزيز وظائف القلب وتحفيز الجسم على التكيف بشكل أسرع وأكثر فعالية.
ومن الجوانب المهمة أيضًا، أن الركض السريع يرفع من قدرة الجسم على حرق الدهون، خاصة أثناء الراحة، ويزيد من معدل الأيض، وهو ما يجعله تمرينًا فعالًا في دعم برامج إنقاص الوزن، رغم أنه ليس الحل الوحيد للتخلص من الدهون.
كما أوضحت البروفيسورة هيذر فينسنت، من جامعة فلوريدا، أن الركض السريع يحافظ على ألياف العضلات التي تتدهور مع التقدم في السن، ويقلل من فرص الإصابة بـ آلام الظهر، وهشاشة العظام، وعرق النسا. كما يساعد في تقوية العظام، خصوصًا في العمود الفقري والوركين، بفضل الضغط الناتج عن ارتطام القدم بالأرض.
ولا تقتصر فوائده على الجانب البدني فقط، إذ تشير الدراسات إلى أن الركض السريع يعزز تدفق الدم إلى الدماغ، ما قد يساهم في الوقاية من التدهور المعرفي ومرض الزهايمر مع التقدم في العمر.
وينصح الخبراء المبتدئين ببدء الركض السريع تدريجيًا، بحيث تصل شدة التمرين إلى 70–80% من أقصى جهد في البداية، مع التدرج في زيادة الحدة والمدة بمرور الوقت. كما يؤكدون على ضرورة دمج تمارين القوة مع الركض لتحقيق نتائج شاملة على صعيد كتلة العضلات وكثافتها.
اترك تعليق