بقلم / احمد سليمان
[email protected]
ما تتعرض له مصر حاليا لا يمكن وصفه إلا بأنه أحقر أنواع الحروب الموجهة ضد الشعوب، فى محاولة لشق الصف وإصابة الجبهة الداخلية بالتصدع بعدما فشلت كل محاولات الإيقاع بمصر فى مستنقع الانهيار والتقسيم والتشتت والتشريد بين دول العالم.
كل أعداء مصر يعلمون جيداً أن أية مواجهة عسكرية مع مصر سيكون محكوماً عليها بالفشل الذريع أيا كانت القوة المعادية للجيش المصرى ، أؤكد أياً كانت القوة المعادية، فالقوات المسلحة المصرية وصلت إلى مرحلة متقدمة من التسليح المواكب للعصر، والجاهزية والاستعداد القتالى لمواجهة أية تهديدات وصد اية عداءات ، ورصد اية تحركات معادية قبل انطلاقها من أراضيها وليس قبل وصولها إلى أرض وسماء ومياه مصر الإقليمية.
المؤامرة على مصر واضحة وضوح الشمس، ومخططات الأعداء لتنفيذ هذه المؤامرة أصبحت مكشوفة، وأذرعهم لتنفيذ هذه المخططات معروفون بالإسم وبدأوا فعلا تنفيذ أجندتهم المكلفين بها من أعداء الوطن منذ أسابيع قليلة، وقبل الذكرى الثانية عشرة لثورة الثلاثين من يونيو الشهر الماضى.
لم يعد خافياً أسماء الدول والقوى وأجهزة الاستخبارات التى تخطط وتقود وتتابع تنفيذ المؤامرة ضد مصر فى محاولة لإسقاطها، وكل يوم تتكشف حقائق وتظهر علامات تدخل فى إطار هذه المؤامرة التى تمثل الجماعة الإرهابية رأس الحربة فيها من خلال وضع منشورات على وسائل التواصل الاجتماعى وإعادة بث فيديوهات لوقائع قديمة مرت عليها سنوات وتم التحقيق فيها وتوقيع العقاب المناسب على المخالفين الذين ظهروا بها، وقيادة حملة أخرى للإيحاء للعالم ولبعض المصريين بأن مصر تغلق معبر رفح البرى وتمنع دخول المساعدات لأشقائنا الفلسطينيين المحاصرين فى غزة.
يحدث هذا بينما الواقع يكذبهم ، فالعالم كله شاهد ويشاهد أن معبر رفح لم يتم إغلاقه ولو للحظة واحدة أمام إنفاذ المساعدات لأشقائنا فى غزة، وكل يوم تقريباً يجرى اتصال بين السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى وقادة دول العالم ويكون البند الرئيسى من هذه الاتصالات ضرورة العمل على إنفاذ المساعدات إلى غزة ومطالبة قوات الاحتلال بالسماح بادخال هذه المساعدات الإنسانية، والوقف الفورى لإطلاق النار.
ففى الوقت الذى تعالت فيه أبواق الجماعة الارهابية تطالب مصر بمنتهى البجاحة ـ زوراً ـ بفتح معبر رفح كانت هناك 166 شاحنة محملة بالأغذية والمساعدات الإنسانية قد وصلت بالفعل إلى أشقائنا فى غزة وانتشرت فيديوهات دخول هذه الشاحنات إلى غزة على وسائل التواصل الاجتماعى، وفى الوقت نفسه كانت هناك 188 شاحنة أخرى تستعد للدخول أيضا عبر معبر رفح.
وقبل هذا نفذت القوات المسلحة المصرية عملية إنزال جوى جريئة لكميات كبيرة من الاغذية والمساعدات الانسانية على أشقائنا فى غزة عبر طائرات الشحن المصرية التابعة لقواتنا المسلحة، وصدرت عبارات شكر من الفلسطينيين فى غزة لمصر والمصريين وللسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى لا يتوقف عن الدعوة إلى ضرورة إنهاء حرب الإبادة الجماعية التى تمارسها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين العزل وضرورة إنفاذ المساعدات الإنسانية والتوصل إلى وقف فورى لاطلاق النار وعدم تعريض المنطقة للاشتعال، ودعوة السيد الرئيس لكل دول العالم بضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مع الدور الكبير لمصر فى قيادة المفاوضات بين حركة حماس وقوات الاحتلال لانهاء معاناة الفلسطينيين فى غزة.
وعلى الرغم من كل ذلك، الذى يضاف إلى الدور المصرى التاريخى فى الدفاع عن القضية الفلسطينية فى المحافل الدولية إلا أن محاولة التقليل أو التشكيك فى هذا الدور المصرى تظل هى المحور الرئيسى لحملات التشكيك الصادرة عن الجماعة الارهابية والأذرع الأخرى المشاركة فى التآمر على مصر.
ومع كل أسف يشارك فى تنفيذ هذه المؤامرة بعض الإعلاميين والصحفيين المغيبين الذين ينساقون وراء منشورات للكتائب الإليكترونية للجماعة الإرهابية، ويفتعلون فى هذا التوقيت الحرج من عمر الوطن أزمات اجتماعية ويلعبون على الجانب الاقتصادى للمواطن البسيط، هذا المواطن الذى يعلم جيداً ما تمر به الدولة المصرية من ظروف ، وتحمل عبء الإصلاح الاقتصادى عن طيب خاطر وبكل جلد وصبر حتى وصلنا إلى مرحلة جنى الثمار بعد سنوات من التعب والجهد شهدت تماسك الجبهة الداخلية فى وجه كل محاولات شقها وهدمها.
يحدث هذا أيضاً فى ظل صمت غريب من الوطنيين الشرفاء الذين يرون ما تتعرض له مصر من مخططات تستهدف النيل من أمنها الاجتماعى واستقرارها السياسى والاقتصادى دون أن يكون لهم موقف وطنى واضح يصحح الأخطاء ويكشف التزييف، فمجرد ذكر الحقائق فى منشور على وسائل التواصل الاجتماعى كفيل بكشف زيف ما تذكره الجماعة الارهابية وكشف أكاذيب أذنابها الذين يواصلون الليل بالنهار فى محاولة للتأثير على الجبهة الداخلية، فهم يعلمون جيداً أنهم إذا نجحوا فى هز هذه الجبهة وإصابتها بالانشقاق والتصدع فان ذلك سيكون البداية للانقضاض على مصر.
هذه الجبهة الداخلية التى تمثل أقوى الأسلحة المصرية فى مواجهة كل أعداء الوطن الذين يعلمون جيداً أنها عصية على الكسر والتصدع والانهيار، فالمصريون أثبتوا للعالم أنهم إذا استشعروا اقتراب الخطر فإنهم يقدمون الغالى والنفيس للدفاع عن وطنهم حتى لو كلفهم ذلك تقديم أرواحهم وأرواح أبنائهم فداء لهذا الوطن.
مصر البلد الوحيد الذى تجلى عليه المولى عز وجل، ستظل محفوظة بحفظ الرحمن وبتماسك أبنائها مهما كانت الظروف الاقتصادية، ومهما تآمر عليها المتآمرون، فمن تحمل سنوات الاصلاح الماضية لن يؤثر فيه منشور هنا أو تغريدة هناك أو محاولات تشويه الحقائق أو اللعب على احتياجات الناس الاقتصادية.
سيظل الرئيس عبد الفتاح السيسى هو منقذ مصر فى العصر الحديث ، من مؤامرات بدأت منذ الخامس والعشرين من يناير 2011 وحتى الآن ولن تتوقف، وكان ومازال سلاحه الأقوى فى مواجهة التحديات هو تماسك المصريين ووقوفهم صفا واحداً خلف القيادة السياسية التى تعلم جيدا من يتآمر على مصر وكيف يتآمر وما هى أدواته فى هذا التآمر، وتعرف جيداً كيف تتعامل مع كل هذه العناصر وفى الوقت نفسه تعمل ليل نهار على إعادة بناء الوطن والتخطيط والتنفيذ لمستقبل أفضل للأجيال المقبلة.
حفظ الله مصر وشعبها ورئيسها وقواتها المسلحة القوية وشرطتها الباسلة من كل شر.
اترك تعليق