في لحظة فاصلة من عمر الشباب، وبعد إعلان نتيجة الثانوية العامة، يبدأ السباق نحو المستقبل. لكنه سباق لا يُقاس فقط بالأرقام والمجاميع، بل بالوعي، والاختيار، والقدرة على قراءة الواقع. لم يعد السؤال: "كم حصلت؟"، بل "إلى أين أنت ذاهب؟ وما الذي يمكنك أن تفعله بما لديك؟"
الخبراء يُجمعون: الرغبة وحدها لا تكفي، والمجموع ليس هو البوصلة الوحيدة.. فالعالم يتغير بسرعة، وسوق العمل أصبح أكثر تطلبًا وصرامة، الكليات التقليدية لم تعد ضمانًا لمستقبل مهني، بينما تفتح التخصصات الجديدة كالذكاء الاصطناعي، والبيوتكنولوجي، والتحول الرقمي، والطاقة المتجددة أبوابًا واسعة أمام من يملكون المهارة والمرونة.
الرسالة باتت واضحة: لا تتبع الآخرين.. ارسم مستقبلك بنفسك.
فما يحتاجه السوق هو خريج مؤهل، يفهم أدوات العصر، لا حافظ للمقررات فقط.
المؤسسات التعليمية تطور برامجها، والمناطق الصناعية تبحث عن كفاءات حقيقية، والمجتمع يتغير، لكنه ينتظر من يقوده بالعلم والفكر والعمل، لا بالمجموع وحده.
هذا الملف يقدم دليلك لاختيار واعٍ، يراعي قدراتك الشخصية، ويتناغم مع احتياجات المستقبل. لأنه في النهاية، رغبتك ترسم حياتك.. والمستقبل يصنعه من يختار بوعي لا بعشوائية.
الشرقية - عبدالعاطي محمد:
مع اقتراب إعلان نتيجة الثانوية العامة، يبدأ آلاف الطلاب رحلة اتخاذ القرار الأخطر في حياتهم: اختيار الكلية التي ستشكّل ملامح مستقبلهم المهني والاجتماعي، لم يعد المجموع هو المعيار الوحيد، بل أصبح الوعي بالتخصصات المطلوبة في سوق العمل هو العامل الحاسم.
الخبراء والمختصون يؤكدون أن سوق العمل اليوم لا يعترف بالشهادات فقط، بل بالمهارات والقدرة على التطوير والتأقلم. فالتخصصات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، والتحول الرقمي، تفتح آفاقًا واسعة أمام الشباب، في حين أن التمسك بالكليات التقليدية بدافع الوجاهة الاجتماعية لم يعد يضمن وظيفة ولا استقرارًا. القرار الآن لم يعد مجرد "رغبة"، بل مسؤولية تستوجب التفكير العملي والاختيار الذكي.
قال المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية: محافظة الشرقية تزخر بالشباب الموهوب والطموح، ودورنا كجهات تنفيذية أن نُسهّل أمامهم الطريق نحو مستقبل يستحقونه.. التعليم الجامعي لم يعد مجرد شهادة، بل هو مسار استثماري في الإنسان، ولذلك يجب أن يكون اختيار التخصص مبنيًا على وعي، ومبنيًا أيضًا على متطلبات سوق العمل التي تتغير بسرعة ونحن ننسق بشكل مستمر مع الجامعات والمعاهد في نطاق المحافظة، ومع الوزارات المعنية، لتشجيع التوسع في الكليات التكنولوجية والتطبيقية، وفتح تخصصات تخدم الواقع المحلي مثل الزراعة الحديثة، التصنيع الغذائي، الطاقة المتجددة، وتكنولوجيا المعلومات، وهي مجالات مطلوبة ليس فقط في السوق المصري بل والإقليمي أيضًا ورسالتي لأبنائنا الطلاب: اختياراتكم اليوم تصنع مستقبلكم غدًا. لا تنظروا فقط إلى المجموع، بل إلى آفاق العمل والتطور والمهارات التي يمكنكم اكتسابها. وفي المقابل، نحن كحكومة ملتزمون بتوفير بيئة مواتية، وفرص تدريب وتشغيل، وربط التعليم بسوق العمل من خلال مبادرات حقيقية على أرض الواقع.. كما ندعم داخل المحافظة مشروعات ريادة الأعمال، خاصة بين خريجي الكليات النظرية، ونشجّع على التفكير في العمل الحر والمشروعات الصغيرة، ونوفّر منافذ تمويل وتدريب وتوجيه، لأن التنمية تبدأ من التعليم وتنتهي بالعمل المنتج.
أكد الدكتور هلال عفيفي، نائب رئيس جامعة الزقازيق لشؤون التعليم والطلاب، أن اللحظة التي تلي إعلان نتيجة الثانوية العامة تُعد من أخطر المراحل في حياة الطالب، لأنها ليست مجرد محطة للفرح أو الحزن، بل لحظة اتخاذ القرار الذي يُحدد مصيرًا كاملاً. وقال: "إنها لحظة فارقة تشكّل مستقبل الطالب الأكاديمي والمهني، وعلينا كمؤسسات تعليمية أن نكون جزءًا حقيقيًا وفاعلًا في هذا القرار، لا مجرد مراقبين من بعيد".
وشدد الدكتور عفيفي على أهمية دور الجامعات في تقديم المعلومات الصحيحة والإرشاد الأكاديمي والمهني المبكر للطلاب وأسرهم، من خلال الندوات والمنصات التعليمية، والرد على تساؤلاتهم بشفافية، بما يُسهم في توجيه الاختيارات بشكل علمي ومدروس. وأوضح أن جامعة الزقازيق، شأنها شأن باقي الجامعات المصرية، تشهد تطورًا نوعيًا في البرامج الدراسية، عبر إدخال تخصصات حديثة ترتبط بشكل مباشر بسوق العمل المحلي والدولي، مثل الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو، والبيوتكنولوجي، والبرامج البينية المتقدمة، وهي تخصصات لم تكن مطروحة من قبل، لكنها أصبحت اليوم من أكثر المجالات طلبًا في العالم.
وأضاف قائلاً: "نعمل جاهدين على أن تكون كلياتنا بوابات حقيقية للمستقبل، لا مجرد محطات تقليدية أو انتظار لفرص مجهولة. فلسفتنا تقوم على أن التعليم لا يقتصر على الدراسة النظرية، بل يمتد ليشمل التوجيه المبكر، والتدريب، والاحتكاك بسوق العمل".
ووجّه الدكتور عفيفي رسالة مباشرة للطلاب:
"لا تجعل مجموعك الدراسي هو الذي يقرر عنك.. اختر تخصصًا يتوافق مع قدراتك، وشغفك، وراقب تطورات السوق بعين واعية"، مشيرًا إلى أن هناك كليات تقليدية تطورت داخليًا، وأصبحت تقدم برامج جديدة متميزة يمكن أن تفتح أبوابًا غير تقليدية للتوظيف، بشرط أن يدرك الطالب كيف يستفيد منها، ويتعامل معها بعقلية مرنة ومواكبة للعصر.
كما أكد الدكتور هلال على أهمية الأنشطة الجامعية منذ اليوم الأول للالتحاق بالجامعة، واصفًا إياها بأنها جزء لا يتجزأ من تكوين شخصية الطالب الجامعي، وقال: "الأنشطة لا تكمّل الجانب الأكاديمي فقط، بل تمنح الطالب مهارات ناعمة باتت ضرورية في أي مجال عمل، مثل التواصل الفعال، القيادة، العمل الجماعي، حل المشكلات، والابتكار، وهي المهارات التي تصنع الفارق الحقيقي في سوق العمل المعاصر".
وختم نائب رئيس جامعة الزقازيق حديثه بالتأكيد على أن المستقبل لم يعد يُبنى فقط على الشهادات، بل على الوعي، والمهارات، والقدرة على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح، داعيًا الطلاب وأسرهم إلى عدم التسرع، والبحث بعمق عن الفرص التي تناسب شخصية الطالب وتستجيب لتحديات المستقبل.
أكد الدكتور عماد عبد الرازق، عميد كلية الآداب بجامعة الزقازيق أن اختيار الطالب لتخصصه يجب أن يُبنى على وعي وإدراك بقدراته الذاتية، واحتياجات سوق العمل معًا خاصة وانه لم تعد المسألة تتعلق بـ"كليات قمة" بل بـ"فرص حقيقية" في سوق متغير وسريع الإيقاع. لدينا في كلية الآداب أقسام واعدة مثل الترجمة، الإعلام الرقمي، علم الاجتماع التطبيقي، واللغات الشرقية، وكلها مجالات مطلوبة بشدة داخليًا وخارجيًا، خاصة في ظل التحول الرقمي والعولمة وأدعو الطلاب إلى عدم الانسياق وراء اختيارات الآخرين أو الضغوط الأسرية، بل أن يفكروا في أنفسهم بعد خمس سنوات: أين سيكونون؟ وماذا يتقنون؟ فالرغبة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تُدعم بالمهارات والمعرفة والمرونة ونحن في الجامعة نعمل على تطوير البرامج الدراسية لتواكب الواقع الجديد، ونتعاون مع مؤسسات خارجية لدمج التدريب العملي في التعليم الأكاديمي، لأن المستقبل لن ينتظر أحدًا غير مستعد.
أوضح الدكتور السيد خضر مدير مركز الغد للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية ومدرس الاقتصاد كلية الدراسات الآسيوية العليا جامعة الزقازيق أن الربط بين التعليم وسوق العمل لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية.. لا يمكن أن نستمر في تخريج دفعات من الطلاب بتخصصات تقليدية لا يحتاجها السوق، بينما نعاني في الوقت نفسه من عجز شديد في تخصصات حديثة مثل تحليل البيانات، الاقتصاد الرقمي، إدارة المشروعات الصغيرة، واللوجستيات لافتا الي أن الطالب اليوم عليه أن يفكر بعقلية اقتصادية لا فقط تعليمية؛ عليه أن يسأل نفسه: ما المهارات المطلوبة في السوق؟ ما التخصصات التي تحقق قيمة مضافة؟ وما فرص التوظيف محليًا وإقليميًا؟".
أضاف "خضر "أن المعادلة الناجحة تبدأ بثلاثة عناصر: رغبة الطالب، قدراته، واحتياجات السوق وأدعو أولياء الأمور إلى الابتعاد عن ثقافة الكليات 'الآمنة' التي تؤدي إلى البطالة المقنعة، لأن الأولوية الآن للتخصصات المرنة والقابلة للتطور، وليس الأسماء الرنانة ونحن بحاجة لتوجيه السياسات التعليمية نحو دعم الكليات العملية، والتعليم الفني عالي المستوى، والتوسع في البرامج المزدوجة بين الجامعة وسوق العمل. وهنا يأتي دور الإعلام أيضًا في تغيير الصورة الذهنية لدى الطلاب عن التخصصات الجديدة ومن أكبر الأخطاء التي وقعنا فيها لعقود، هي التعامل مع خريجي الكليات النظرية كآداب وتجارة وحقوق باعتبارهم عبئًا على سوق العمل، بينما الواقع يقول إن كثيرًا من رواد الأعمال والناجحين اليوم هم من هذه الكليات، لكنهم استطاعوا توظيف مهاراتهم في مشاريع ذات طابع مبتكر.. نحن بحاجة إلى منظومة تعليمية تُعيد تعريف مفهوم التخصص النظري، وتفتح له أبواب التطبيق العملي، من خلال دمج التدريب على ريادة الأعمال، ومهارات السوق، ومفاهيم الاقتصاد الحر داخل البرامج الأكاديمية.. الكليات النظرية يمكن أن تكون منصّة انطلاق قوية إذا توفرت للطالب الأدوات الحديثة، من تدريب، ومعلومات سوق، وتشبيك مع منصات دعم المشروعات الصغيرة، وهذا يتطلب تعاونًا بين الجامعات، ووزارات التعليم العالي، والعمل، والتجارة وأدعو الشباب في الكليات النظرية إلى أن يفكروا كـ 'صنّاع فرص' لا كطالبي وظائف فقط، وأن ينمّوا مهارات مثل التسويق الرقمي، التحليل الاقتصادي، وصناعة المحتوى، فهذه المهارات مطلوبة بغض النظر عن التخصص الأكاديمي.
قال حاتم عبد العزيز، عضو مجلس النواب أن ملف التعليم العالي وتوجيه الطلاب بعد الثانوية العامة أصبح من أهم أولوياتنا داخل البرلمان، لأن مستقبل التنمية في مصر مرهون بمدى قدرتنا على تأهيل الشباب لسوق العمل الحقيقي، وليس لتكديسهم في كليات تقليدية تؤدي إلى البطالة ولابد من إعادة رسم خريطة القبول في الجامعات بما يتناسب مع المشروعات القومية والاحتياجات التنموية في كل محافظة، فلا يجوز أن تبقى الصعيد أو الدلتا بدون كليات متخصصة في الزراعة الذكية، الطاقة المتجددة، أو اللوجستيات، بينما تلك هي التخصصات المطلوبة الآن ورسالتي للطلاب وأولياء الأمور: انتهى زمن التفكير في الكلية كوجاهة اجتماعية. التفكير الآن يجب أن يكون في المستقبل المهني، في الوظيفة أو المشروع، وفي المهارة التي ستجعلك مطلوبًا في السوق.. نحن نحتاج لتوسيع ثقافة التعليم التكنولوجي والجامعات الأهلية، ودعم الطلاب على اكتشاف شغفهم وتطوير مهاراتهم منذ الصغر. البرلمان مستعد لدعم أي مبادرة تربط بين التخصصات الجامعية وفرص العمل الفعلية داخل مصر وخارجها.
قال المهندس سامي عبد النبي، رئيس مجلس الأمناء لمدينة الصالحية الجديدة: الصالحية الجديدة ليست مجرد مدينة صناعية، بل نموذج حي لما يحتاجه سوق العمل اليوم: عمالة فنية مؤهلة، وخريجون قادرون على العمل المباشر بمجرد التخرج. وهذا يفرض علينا جميعًا من جامعات، ومدارس فنية، وأولياء أمور أن نُعيد النظر في طريقة توجيه الطلاب لاختيار تخصصاتهم خاصة وأن سوق العمل الصناعي في المدن الجديدة مثل الصالحية يعاني من نقص حقيقي في الكفاءات الفنية المدربة، رغم وجود آلاف الخريجين سنويًا. السبب الأساسي هو عدم تطابق التخصصات الجامعية والدبلومات الفنية مع الاحتياجات الفعلية للمصانع وندعو الطلاب إلى التفكير في التعليم الفني والتكنولوجي كمسار ذهبي، وليس كخيار ثاني وهناك فرص واعدة في تخصصات مثل الميكاترونيكس، التحكم الرقمي، الصيانة الصناعية، والطاقة الشمسية، وهي مجالات مطلوبة بشدة ونادرة الكفاءات.. كما أننا ننسّق مع الجهات التعليمية داخل المحافظة وخارجها، لإنشاء مراكز تدريب متخصصة ومصانع تعليمية داخل المدينة الصناعية، لتأهيل الخريجين للعمل مباشرة بعد التخرج. هذه هي الطريق الحقيقية للتنمية الشاملة، وربط التعليم بالإنتاج ورسالتي لأولياء الأمور: لا تحبسوا أبناءكم في سباق الكليات النظرية، بل ساعدوهم على اختيار ما يناسبهم وما يضمن لهم مستقبلًا مستقرًا. فالمصنع اليوم يبحث عن المهارة، لا عن اسم الكلية."
قال المهندس رمضان عبد اللطيف، نائب رئيس جمعية المستثمرين بمنطقة بلبيس الصناعية:الواقع الصناعي في مصر يواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في فجوة واضحة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، خاصة في المناطق الصناعية مثل بلبيس. لدينا مصانع تبحث عن عمالة فنية ماهرة ومهندسين متخصصين في مجالات الإنتاج والتصنيع والتكنولوجيا، لكننا لا نجد الأعداد الكافية المؤهلة فعليًا ونحن بحاجة إلى تغيير ثقافة المجتمع تجاه التعليم الفني والتطبيقي، وإعادة تقييم فكرة الكلية كهدف في حد ذاتها وكثير من أصحاب المؤهلات العليا لا يجدون وظائف، بينما فني محترف أو خريج معهد تكنولوجي مؤهل يحصل على فرصة عمل قبل تخرجه.. و كمنطقة صناعية، نُرحب بأي مبادرات تربط بين التعليم وسوق العمل، وقد بدأنا بالفعل التنسيق مع بعض الكليات التكنولوجية والمعاهد لتوفير تدريب عملي للطلاب داخل المصانع، حتى يتخرجوا وهم يحملون خبرة حقيقية، وليس مجرد شهادة نظرية ورسالتي للطلاب: اختاروا التخصص الذي تجدون فيه مستقبلكم، لا الذي يُرضي المجتمع فقط. الصناعة تحتاجكم.. والفرص الحقيقية موجودة، لكنها تتطلب مهارات، وليس مجرد درجات وندعو الحكومة إلى التوسع في إنشاء الكليات التكنولوجية والمعاهد التطبيقية داخل نطاق المدن الصناعية، فالتعليم المرتبط بالإنتاج هو مفتاح التنمية والانتاج وتقوم جمعية المستثمرين بمنطقة بلبيس الصناعية بدور محوري في هذا الاتجاه، من خلال دعم مبادرات التدريب العملي للطلاب داخل المصانع، وتوفير فرص تأهيل فني للخريجين الجدد، بالتعاون مع الجهات التعليمية والمراكز التكنولوجية.. كما نسعى لإطلاق برامج احتضان للمبتكرين ورواد الأعمال من خريجي التعليم الفني والجامعي، بهدف تحويل أفكارهم إلى مشروعات حقيقية تخدم الاقتصاد المحلي وتوفر فرص عمل حقيقية.
المنيا - نبيل يوسف:
في زمنٍ تتغير فيه خريطة الوظائف كل يوم، وتتشكل فيه ملامح المستقبل وفقًا لمتطلبات الثورة التكنولوجية والاقتصادية، بات من الضروري أن يتسلح طلاب الثانوية العامة ليس فقط بالدرجات، بل بالوعي المهني والتخطيط الذكي لمستقبلهم الأكاديمي. وفي محافظة المنيا، التي تُعد من أكبر محافظات الصعيد، تشهد المدارس ومراكز الشباب موجة من اللقاءات الموسعة التي تهدف إلى توجيه الطلاب نحو التخصصات الجامعية الأكثر طلبًا في سوق العمل، سواء المحلي أو العالمي.
هذه المبادرات، التي تتعاون فيها الجامعات مع المؤسسات الإعلامية والتعليمية، تسلط الضوء على الكليات المستحدثة والتخصصات المستقبلية، وتستمع إلى آراء الطلاب وأولياء الأمور، في محاولة جادة لسد الفجوة بين التعليم التقليدي وسوق العمل المتغير.
في إطار جهود التوعية والتوجيه الأكاديمي، أجرت بوابة "الجمهورية أون لاين" سلسلة من اللقاءات الحوارية الميدانية بمحافظة المنيا، استهدفت طلاب الثانوية العامة وأولياء أمورهم، بمشاركة عدد من أساتذة الجامعات وخبراء التعليم، وجاءت هذه اللقاءات لتسليط الضوء على التخصصات الحديثة في الجامعات المصرية، والتي تتماشى مع المتغيرات الجذرية في سوق العمل العالمي، خاصة في ظل التحولات الرقمية والاتجاه نحو الاقتصاد الأخضر والصناعات الإبداعية.
قال الطالب أحمد محمد، بالشعبة العلمية، إنه بدأ يفكر خارج إطار الكليات التقليدية مثل الطب والهندسة، بعد تعرفه على تخصصات مثل الذكاء الاصطناعي والعلوم التطبيقية. وأضاف: "كلنا بندور على فرصة عمل بعد التخرج، ومحتاجين نعرف أكتر عن التخصصات اللي ليها مستقبل فعلي".
وأكدت هالة عبد الرحمن، ولية أمر طالبة، أن الندوات التعليمية ساعدتها في اكتشاف كليات لم تكن تعلم بوجودها، مثل التصميم الرقمي والفنون التطبيقية. وقالت: "بنتي بتحب الرسم، ومكنتش أعرف إن فيه كليات بتحوّل الموهبة دي لمهنة حقيقية".
وأوضح الدكتور عصام حليم، الأستاذ بقسم علوم الحاسب بجامعة المنيا، أن كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي لم تعد ترفًا، بل ضرورة لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة. وأضاف: "نُعدّ الطلاب لسوق العمل بمجالات مثل تحليل البيانات، تطوير الأنظمة الذكية، وتعلم الآلة، وهي تخصصات تُطلب بكثافة داخل مصر وخارجها".
قال الدكتور جمال يحيى صدقي، عميد كلية الفنون الجميلة، إن الموهبة شرط أساسي للقبول، بجانب اختبارات القدرات، مشيرًا إلى أن مجالات العمل تشمل الإعلان، تصميم الأزياء، وتصميم المنتجات، وكلها مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالاقتصاد الإبداعي.
الطالب كريم عبد الحميد من سمالوط قال: "كنت فاكر إن الطب والهندسة هما الطريق الوحيد، لكن دلوقتي بدأت أسمع عن تخصصات زي علوم البيانات، وده خلاني أعيد تفكيري".
وأضافت الطالبة فاطمة عماد من مغاغة: "المدرسة مش بتشرح لنا الكليات الجديدة اللي السوق محتاجها، وإحنا محتاجين نفهم إيه هو المستقبل الحقيقي".
شدد الحاج عبد الرحمن أبو الحسن، ولي أمر طالبة بالقسم الأدبي، على ضرورة وجود جهة رسمية ترشد أولياء الأمور والطلاب إلى التخصصات المطلوبة. وتابع: "الجيل ده مختلف وطموحه أكبر، بس محتاج دعم ومعلومة دقيقة".
وأكدت سمر رفعت من مدينة المنيا أن كثيرًا من أولياء الأمور يجهلون وجود تخصصات مهمة مثل الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات والتصميم الصناعي، مطالبةً بإتاحة معلومات وافية حول تلك التخصصات.
أحد أساتذة كلية تكنولوجيا الطاقة المتجددة أشار إلى أهمية هذا التخصص في ظل التوجه العالمي نحو التحول الأخضر، مؤكدًا أن الكلية تؤهل الطلاب للعمل في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمحطات الذكية.
في حين أشار أستاذ آخر من كلية الحاسبات والمعلومات إلى وجود تنسيق مباشر مع شركات كبرى لتدريب الطلاب ميدانيًا، وربط المواد الدراسية بالواقع العملي، بما يخلق خريجًا جاهزًا لسوق العمل.
طالب المشاركون بتفعيل دور الإرشاد المهني داخل المدارس، وتنظيم المزيد من الندوات في المدن والقرى، وإنشاء منصات رقمية حكومية أو مجتمعية تضم معلومات محدثة حول الكليات، شروط القبول، فرص التوظيف، ونماذج لخريجين ناجحين.
تُظهر هذه اللقاءات في محافظة المنيا أن هناك تعطشًا حقيقيًا لدى الطلاب والأهالي لمعلومات دقيقة وموثوقة تساعدهم على اتخاذ قرارات مصيرية بشأن المستقبل الأكاديمي والمهني. ومع توسع الجامعات في تقديم تخصصات عصرية، تصبح المسؤولية جماعية بين الأسرة، والمدرسة، والجامعة، ووسائل الإعلام، لتوجيه الطالب نحو مسار يُلبّي طموحاته ويضمن له مكانًا في سوق العمل المتجدد.
مطروح - محمد السيد:
بين لحظات الفرح العارمة بنتائج الثانوية العامة، وقلق الأسر من مستقبل أبنائهم الأكاديمي والمهني، تبرز قضية "اختيار التخصص الجامعي" كأحد أكبر التحديات التي تواجه الطلاب اليوم. وفي محافظة مطروح، وجهت نادية فتحي، وكيل وزارة التربية والتعليم، رسالة واضحة للناجحين في الثانوية العامة، أكدت خلالها أن النجاح الحقيقي لا يُقاس بدرجات الامتحان فقط، بل بالقدرة على اتخاذ القرار الصحيح بشأن المستقبل، من خلال الموازنة الدقيقة بين الرغبة الشخصية واحتياجات سوق العمل.
وأضافت أن العالم يتغير بسرعة، وأن التخصصات التقليدية لم تعد تضمن وظيفة، ما لم تترافق مع وعي حقيقي ومعرفة دقيقة بمتطلبات المرحلة القادمة، مشددة على أن فرص النجاح في المستقبل تبدأ من الآن، من لحظة اختيار الكلية.
قالت نادية فتحي، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة مطروح ان اختيار التخصص لم يعد أمرًا عشوائيًا يمكن أن يُترك للرغبات وحدها، بل هو قرار مصيري يجب أن يُبنى على توازن دقيق بين ميول الطالب وقدراته، وبين متطلبات سوق العمل الحالية والمستقبلية، محذرة من أن أي خطأ في هذا القرار قد يؤدي إلى مستقبل غير مستقر، والالتحاق بصفوف البطالة، أو في أفضل الأحوال الاكتفاء بوظائف متدنية لا تحقق طموحات الطالب أو أسرته.
وأضافت: "الدولة بكل مؤسساتها، سواء الحكومية أو الأهلية، لا تدّخر جهدًا في نشر الوعي بين الطلاب وأولياء الأمور، عبر تنظيم المعارض والندوات والبرامج التوعوية، لتسليط الضوء على مستقبل المهن والتخصصات المطلوبة، لكننا ما زلنا نشهد حالات كثيرة من الاختيارات الخاطئة، بسبب الانجراف وراء الرغبات أو الانبهار بمسميات براقة دون إدراك لطبيعة التخصص وسوق العمل".
التحول الرقمي يفرض تخصصات جديدة
وتابعت وكيل الوزارة: "لا يمكن إنكار أن التطور التكنولوجي والمعرفي ساهم في تقليص الطلب على عدد من التخصصات التقليدية، لكنه في المقابل خلق فرصًا واسعة في تخصصات جديدة تمامًا، تتميز بعوائد مالية مرتفعة وفرص توظيف عالمية، ومنها الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، تحليل البيانات، الطاقة المتجددة، وغيرها من المجالات التكنولوجية والطبية والمهنية".
وشددت على أن ضعف الوعي بالتخصصات المطلوبة، وعدم قدرة الطالب على اكتشاف ميوله الحقيقية أو تنمية مهاراته الذاتية، يسهم بشكل مباشر في زيادة معدلات البطالة، مشيرة إلى أن الأوضاع الاقتصادية المتغيرة لا تحتمل مزيدًا من الخريجين غير المؤهلين فعليًا لسوق العمل.
دعوة للأسر والطلاب: لا تغتروا بالأسماء اللامعة
ووجهت فتحي رسالة مباشرة إلى أولياء الأمور والطلاب، جاء فيها: "اختاروا التخصص بعقل، لا باسم فقط. لا تغتروا بالأسماء اللامعة، فليست كل كلية مشهورة هي الطريق إلى النجاح. اسألوا، تعرفوا، ابحثوا عن التخصصات التي تحتاجها السوق فعليًا، والتي تتماشى مع قدرات الطالب، سواء كانت قدرات علمية أو عملية أو إبداعية".
مقترحات جريئة لإصلاح المسار الأكاديمي
وفي سياق آخر، دعت وكيل وزارة التعليم إلى اتخاذ إجراءات حكومية أكثر حزمًا لتنظيم العملية التعليمية الجامعية، منها إعادة النظر في بعض التخصصات التي أصبحت عبئًا على سوق العمل، واقترحت إما وقف تدريسها تمامًا أو تحديد أعداد المقبولين فيها وفق دراسات احتياجات السوق، محذّرة من أن فتح أبواب القبول على مصراعيها دون تخطيط، يُعدّ مساهمة مباشرة في تفاقم أزمات البطالة وزيادة أعباء الأسر.
تصريحات وكيل تعليم مطروح تضع أيدينا على جوهر التحدي الحقيقي بعد الثانوية العامة، وهو اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، فالمستقبل اليوم لا يصنعه الحفظ فقط، بل تصنعه الرؤية، والوعي، والتخطيط الذكي. ومع تعاظم دور التكنولوجيا وسرعة تغير ملامح سوق العمل، فإن تحقيق التوازن بين الشغف الشخصي ومتطلبات الواقع، بات هو المفتاح الحقيقي للنجاح
المنوفية - نشأت عبد الرازق:
يعد اختيار الكلية المناسبة في الجامعة خطوة حاسمة في حياة طلاب الثانوية العامة، حيث يمثل هذا الاختيار بداية لرسم مستقبلهم المهني و الأكاديمي، و يعتمد هذا الاختيار على عوامل متعددة تشمل: اهتمامات الطالب، و قدراته، و ميوله، بالإضافة إلى آفاق سوق العمل المستقبلية.
أوضح محمد سالم "موجه تربية نفسية" أن اختيار الكلية المناسبة يساهم في تحديد المسار الوظيفي الذي يطمح إليه الطالب، حيث أن بعض الكليات تؤهل لخوض مجالات عمل محددة، لافتا إلى أن اختيار الكلية التي تتناسب مع اهتمامات الطالب وقدراته يساعده على تحقيق ذاته و الشعور بالرضا عن المسار التعليمي، وعندما يختار الكلية التي يميل إليها، فإنه يكون أكثر إقبالا على الدراسة و التحصيل، مما يزيد من فرص تفوقه و نجاحه، كما أن اختيار الطالب للكلية المناسبة،يعد بمثابة مساهمة من الطالب لتطوير المجتمع من خلال تخصصه و مجال عمله المستقبلي.
فيما أشار علاء صلاح "خبير اجتماعى" إلى وجود عوامل مساعدة في اختيار الكلية، منها الاستشارة، حيث يمكن للطلاب الاستعانة بالمرشدين الأكاديميين في المدارس أو الجامعات للحصول على معلومات حول الكليات المختلفة و مجالات العمل المتاحة، وكذا البحث والمقارنة، حيث ينصح الطلاب بالبحث عن الكليات المختلفة و مقارنة البرامج الدراسية و المواد التي تدرسها، بالإضافة إلى فرص العمل المتاحة بعد التخرج، وكذا إلى الاهتمامات الشخصية، حيث يجب على الطلاب اختيار الكلية التي تتناسب مع اهتماماتهم و شغفهم، حيث أن هذا سوف يساعدهم على الاستمتاع بالدراسة و النجاح فيها، فضلا عن القدرات،حيث يجب على الطلاب اختيار الكلية التي تتناسب مع قدراتهم و ميولهم الأكاديمية، و آفاق سوق العمل، حيث يجب عليهم النظر إلى آفاق سوق العمل المستقبلية عند اختيار الكلية، و التأكد من أن الكلية التي يختارونها تؤهلهم لوظائف مطلوبة في سوق العمل، كما يجب عليهم أيضا اختيار الكلية التي يرغبون بها بأنفسهم، و عدم التأثر بآراء الأهل أو الأصدقاء أو أى ضغوط خارجية .
أضاف "صلاح" أنه إذا غير الطالب رأيه بعد اختيار الكلية، فلا يتردد في تغيير رغباته في التنسيق، و بغض النظر عن الكلية التي يختارها، يجب عليه الاستثمار في نفسه من خلال الدراسة الجادة و اكتساب المهارات اللازمة.
أضافت أسماء عنيو "إخصائى اجتماعى"أنه تم إطلاق مبادرة" رغباتك ترسم حياتك" بهدف تمكين الأفراد من تحقيق أهدافهم و تطلعاتهم من خلال توجيههم نحو التنمية الذاتية و الصحية و التعليمية و الرياضية و الثقافية و السلوكية. تهدف المبادرة إلى تقديم مواطن صحيح، متعلم، متمكن، قادر، واع، مثقف، وخلوق،
لافتة إلى أن أهداف المبادرة تتمثل فى تحقيق رؤية مصر 2030،وبرنامج التنمية المستدامة في مجالات الصحة و التعليم و الثقافة و الرياضة، و توفير فرص عمل من خلال التعاون بين جهات الدولة و المجتمع المدني، وتحسين جودة حياة المواطنين في جميع المحافظات، و تقديم خدمات و أنشطة و برامج متنوعة تستهدف جميع الفئات العمرية.
أوضحت" عنيو"أن المبادرة تعتمد على عدة محاور لتحقيق أهدافها، منها:التنمية الذاتية، و ذلك من خلال مساعدة الأفراد على تحديد أهدافهم ووضع خطط لتحقيقها، و تعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم،و التنمية الصحية:
تشجيع الأفراد على تبني نمط حياة صحي من خلال ممارسة الرياضة و التغذية السليمة،و التنمية التعليمية:توفير فرص تعليمية متنوعة للجميع، سواء من خلال التعليم النظامي أو التدريب المهني، والتنمية الثقافية والرياضية:
تشجيع الأفراد على ممارسة الأنشطة الثقافية والرياضية المختلفة، مما يساهم في تنمية شخصيتهم و مهاراتهم.
أشارت "أسماء" إلى أن تلك المبادرة تعد خطوة مهمة نحو بناء مجتمع أكثر وعي وقدرة على تحقيق التنمية المستدامة من خلال تمكين الأفراد من تحديد أهدافهم و العمل على تحقيقها،كما تساهم المبادرة في تحسين جودة حياة المواطنين و تقديم مجتمع أكثر ازدهار و تقدم.
قال عفت حشيش "أحد الخبراء فى علم النفس" إن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن يسلكها الإنسان بنفسه لتحديد مصيره وهو وحده من سيختار، لا عائلته أو أصدقائه أو مجتمعه من سيحددون له مصيره، موضحا أنه من بعض العوامل التي يتأثر بها الأشخاص في حياتهم:العائلةو التى مازالت تردد"والدك كان "دكتور"، وكذلك عمك،لذا يجب عليك أن تصبح "دكتور" أيضا!"، إنه من المؤسف جداً أننا لم ندرك بعد بأنه مع مرور الوقت و ظهور أجيال جديدة ، تغيرت مجالات العمل و ظهرت صناعات ومهن مختلفة و متنوعة تتناسب مع عصرنا الحالي، وعلى الرغم من أن مهنتي الطب و الهندسة من أعلى الوظائف أجورا و الأكثر احتراما ، لكن العالم يتغير ، خاصة مع التطور المستمر للتكنولوجيا ولن يستطيع أحد أن يتوقع ما سيظهر من وظائف جديدة خلال السنوات القادمة.
أضاف أنه من جهة أخرى، هناك العديد من العائلات التي تشجع أبنائها على العمل في الوظائف الحكومية كونها أكثر ضمانا وأمانا،
لذلك عليه اختيار كلية يلتحق بها تمكنه من التعيين بالجهاز الإدارى للدولة،وأشار إلى مقولة أحد الأشخاص" أرى أن القطاع الحكومى يشبه المزرعة، و يعتبر الشخص الذى يعمل به جزءا من القطيع، و السياج تحدد لك طموحاتك وعليك فقط أن تنتظر ما سيقدمه لك رئيسك وهذا الروتين بالطبع لن يفسح أمامك المجال للابتكار أو التعبير عن أفكارك".
أوضح أن بعض الآباء، يطلبون من أبنائهم و يسعون لإيجاد فرص عمل لهم في وظائف حكومية، ليضمنوا لهم أمانا وظيفيا وحياة عائلية مستقرة، كما كانوا يعيشون،و هذا جيد ولكنهم بإمكانهم الحصول على كل ذلك من خلال العمل في القطاعات الخاصة مما يمنحهم القدرة على تطوير أنفسهم؛ بل و سينمون بشكل أسرع مما كانوا يتوقعون.
أضاف "حشيش "أن النجاح قرار من الصعب تحقيقه أو الوصول إليه؛ فهو يحتاج إلى الاستغناء عن مجموعة من أصدقاء الماضي الذين طالما كانت تربطك بهم علاقة قوية جدا ويعود ذلك الى عدة أسباب منها:أن اختيار الشخص للنجاح لا يعني رغبة من حوله بذلك أيضا، فالناس بشكل عام لا يميلون إلى الوقوف بجانب بعضهم البعض حتى لو كانوا يدركون قدرة الآخر على تحقيق الهدف؛ بل و ربما سيشعرونه بخيبة الأمل، و نظرة أصدقائه إليه لن تتغير، فإذا كانوا قد اعتادوا على ذلك الشخص الأحمق غير الناجح فمن الصعب عليهم تقبله بشكل وأداء جديدين، وبالتالي فهو سيحافظ فقط على الأشخاص الذين يدعمونه و يرون فيه شخصه الجديد، و في طريقه الي النجاح سيواجه العديد من القيم المتضاربة و سيتغير نمط حياته بشكل كبير؛لذا فهو يحتاج إلى تطوير شخصيته و عليه أن يكون حذرا ويحاول اختيار من سيدعمه و يقويه دائماً، و يعد موقف أصدقائه من أحلامه وطموحاته عاملا رئيسيا للوصول إلى النجاح،لذا عليه أن يكون إيجابيا و يبتعد عن السلبيين ؛ فبعضهم سيحاول تحبيط عزيمته لأنهم ببساطة لا يملكون مثل حياته.
قال الدكتور محمد صلاح، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية، إن العلم والمعرفة هما أساس تقدم الأمم، ومفتاح بناء مستقبل مشرق لأبنائنا و أجيالنا القادمة، ونحن نؤمن بأهمية توفير بيئة تعليمية محفزة و داعمة للطلاب، تعمل على تنمية قدراتهم و مهاراتهم، و تأهيلهم لمواجهة تحديات المستقبل، و دعا الطلاب إلى مواصلة التفوق و السير على هذا الدرب، وأن يكونوا نماذج يحتذى بها في مجتمعاتهم، وأن يسهموا في بناء و نهضة الوطن ، كما دعاهم إلى الاستمرار في طلب العلم، وتطوير مهاراتهم، وأن يكونوا خير سفراء لبلدهم في مختلف المحافل، مؤكدا على أهمية العلم والمعرفة في بناء المستقبل وتقدم المجتمع، وضرورة استمرار الطلاب في طلب العلم وتطوير مهاراتهم.
أضاف وكيل الوزارة، أن اختيار الكلية المناسبة يلعب دورا حاسما في رسم مستقبل الطالب،ويعد قرارا مؤثرا على مسار حياته المهنية و التعليمية،و يجب على الطلاب التفكير بعناية في خياراتهم، مع الأخذ في الاعتبار ميولهم و قدراتهم، بالإضافة إلى متطلبات سوق العمل واحتياجات المستقبل،مشيرا إلى وجود العديد من الكليات التي لها مستقبل واعد الآن، ومنها:كليات الهندسة: خاصة في مجالات التكنولوجيا، و الذكاء الاصطناعي، و كليات الحاسبات و الذكاء الاصطناعي: حيث تشهد هذه المجالات تطورا كبيرا، وكليات العلوم الصحية: مثل الطب والتمريض، و
كليات الطاقة المتجددة: مع تزايد الاهتمام بالطاقة النظيفة، و كليات اللغات و الترجمة: خاصة مع تزايد التبادل الثقافي والتجاري،
و أضاف أنه من بين التخصصات المطلوبة بسوق العمل بشكل أكثر : التكنولوجيا و الهندسة و الرياضيات وهندسة البترول وهندسة الكمبيوتر والأحياء و هندسة الطيران والفضاء، والهندسة النووية، وتطوير البرمجيات، و الهندسة الكيميائية و العلوم المالية، والهندسة الجيولوجية، و الهندسة البحرية و الهندسة الطبية الحيوية، إلى جانب تخصصات أخرى .
أكد عدد من طلاب الثانوية بينهم: أحمد عبد الجليل وأحمد وليد ومحمد وائل ، أن الاختيارات الآن صعبة أمام الطلاب الذي لا يعرفون احتياجاتهم من الكليات المختلفة، لذلك على الطلاب الاستعانة بذوى الخبرة وكذا الأهل، لاختيار الكلية التى يفضلونها ويحبون الدراسة بها كي يتفوقون و يتميزون فيها .
أضاف محمد قدح (طالب)، أن هناك مصادر للتعلم خارج الكلية و يجب تعلمها مثل الحصول على كورسات و غيرها فى جوانب مختلفة ، من أجل التميز في المجال الذى يحبه.
قال فارس أحمد (طالب) إنه سيختار كلية الذكاء الاصطناعي، إذا سمح مجموعه ، لأنه أمر حديث ومتطور جدا وباستمرار ، كما أنه مطلوب فى جميع المجالات على مستوى العالم.
بورسعيد - طارق حسن:
في إطار حرص المجتمع المحلي بمحافظة بورسعيد على توجيه طلاب الثانوية العامة نحو اختيارات دراسية تلائم قدراتهم وتنسجم مع متطلبات سوق العمل المحلي والعالمي، أُطلقت مبادرة توعوية تحت عنوان "رغباتك ترسم حياتك"، تتضمن لقاءات مباشرة مع عدد من الطلاب وأولياء الأمور، بالإضافة إلى عمداء وأساتذة الكليات الجديدة والمستحدثة، التي أصبحت تمثل بوابة حقيقية للفرص المستقبلية.
وشهدت المبادرة إقبالًا كبيرًا من أولياء الأمور والطلاب الراغبين في التعرف على الكليات التي تقدم تخصصات مهنية وتقنية متقدمة مثل كليات الذكاء الاصطناعي و اللغات التطبيقية وعلوم الأرض والطاقة والهندسة البيئية والتكنولوجية وكليات التمريض والتكنولوجيا الحيوية
أوضح عمداء هذه الكليات خلال الندوات واللقاءات، أن هذه التخصصات تتوافق مع متطلبات أسواق العمل في مصر وخارجها، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، فضلًا عن احتياج السوق الصناعي والخدمي لكوادر مؤهلة في مجالات محددة.
وخلال اللقاءات، تم التأكيد على أن القبول ببعض هذه الكليات لا يعتمد فقط على مجموع الدرجات العامة، بل يُشترط في بعض التخصصات حصول الطالب على درجات مرتفعة في مواد بعينها (كالرياضيات والفيزياء والأحياء والكيمياء)، إلى جانب الاجتياز في اختبارات قدرات أو توافر مواهب واضحة في مجالات مثل التصميم، أو البرمجة، أو التواصل اللغوي.
كما شارك عدد من المتخصصين في الإرشاد النفسي والتربوي، لتقديم دعم معرفي وعاطفي للطلاب الذين يعانون من التردد أو القلق تجاه قرارات ما بعد الثانوية العامة، مؤكدين أن الاختيار الواعي والمبكر للتخصص يُعد حجر الأساس لمستقبل مهني ناجح.
وأعرب عدد من الطلاب عن تقديرهم للمبادرة، وقال الطالب علي عبد الرحمن، من مدرسة بورسعيد الثانوية، إن اللقاءات "كشفت له عن مجالات دراسية لم يكن يعرف بوجودها، وأعادت ترتيب رغباته بشكل مختلف".
فيما أبدت والدة إحدى الطالبات، السيدة منى حمدي، ارتياحها بعد الاستماع لعمداء الكليات، مؤكدة أن "اللقاء أزال كثيرًا من اللبس حول الكليات الجديدة وأتاح فرصة للتفكير العلمي في مستقبل الابنة"
من جهة أخري انعقد مجلس أمناء جامعة شرق بورسعيد الأهلية في جلسته التاسعة برئاسة رئيس مجلس الوزراء الأسبق المهندس إبراهيم محلب،وبحضور اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد، والأستاذ الدكتور محمد حسن القناوي رئيس جامعة المنصورة الأسبق ونائب رئيس مجلس الأمناء والأستاذ الدكتور عاطف علم الدين رئيس جامعة شرق بورسعيد الأهلية، والأستاذ الدكتور شريف صالح .. رئيس جامعة بورسعيد.
شهدت الجلسة مناقشة عدد من الملفات المهمة التي تعكس رؤية الجامعة في تقديم نموذج تعليمي حديث ومتطور.
بدأ الاجتماع بالترحيب بأعضاء المجلس، ثم استعراض جدول الأعمال، والذي تضمن أبرز التحديات والفرص المتعلقة بتطوير المنظومة التعليمية داخل الجامعة.
تم التأكيد خلال الاجتماع على أهمية تعزيز البيئة الأكاديمية ودعم الطلاب والباحثين، وتوفير كافة الإمكانيات التي تضمن لهم تجربة تعليمية متميزة داخل الحرم الجامعي.
كما ناقش المجلس سبل تطوير الخدمات المقدمة للطلاب، وتوسيع نطاق الأنشطة الطلابية، بما يتماشى مع أهداف الجامعة في إعداد كوادر مؤهلة لسوق العمل، وقادرة على مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية.
كما تم التأكيد على تشكيل لجنة مشتركة برئاسة رئيس جامعة شرق بورسعيد الأهلية ورئيس جامعة بورسعيد ونواب الشئون الأكاديمية لمناقشة سبل التعاون بين الجامعتين والعرض على مجلس الأمناء.
وفي ختام الجلسة، توجه الاستاذ الدكتور عاطف علم الدين رئيس الجامعة بالشكر لأعضاء مجلس الأمناء على جهودهم الملموسة في تطوير جامعة شرق بورسعيد الأهلية، مؤكدًا ثقته في قدرتها على تحقيق الريادة الأكاديمية، وتقديم نموذج يُحتذى به في منظومة التعليم العالي في مصر.
اترك تعليق