هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أعرف نبيك.. ميثاق المدينة

لم يكتف النبي صلي الله عليه وسلم بتحقيق الإخاء بين المسلمين. وإنما وضع ميثاقًا لكل سكان المدينة. يوضح ما لهم. وما عليهم. ويعرفهم بمصدر الحكم والتوجيه. ويجدد لهم وسائل التعامل داخل المدينة وخارجها. حتي عد بعضهم هذا الميثاق بأنه أول دستور إسلامي شرعه الله تعالي لحكم دولة الإسلام في المدينة.


ويلاحظ أن هذا الميثاق أعلنه رسول الله صلي الله عليه وسلم بعدما أوحي الله تعالي إليه به. ولم يشاور أحدًا من سكان المدينة فيه. فهو تشريع خالص من الله تعالي. ملزم لسكان المدينة جميعًا.

وقد روي ابن إسحاق نص هذه الميثاق. وعنه روي العلماء والمؤرخون. وقد ورد فيه "هذا كتاب محمد النبي رسول الله. وبين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن تبعه. فلحق بهم وجاهد معهم.. إنهم أمة واحدة من دون الناس.. 

المهاجرون من قريش علي ربعتهم "حالهم". يتعاقلون بينهم. وهم يفدون عانيهم  "أسيرهم" بالمعروف والقسط بين المؤمنين.. وبنو عوف علي ربعتهم. يتعاقلون معاقلهم الأولي. وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.. وبنو الحارث بن الخزرج علي ربعتهم. يتعاقلون معاقلهم الأولي. وكل طائفة تفدي عانيها بالقسط والمعروف بين المؤمنين.. وبنو ساعدة علي ربعتهم. يتعاقلون معاقلهم الأولي. وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وهكذا صارت الأمة مهيأة لانطلاقة الإسلام الكبري. وتعددت مهمات النبي صلي الله عليه وسلم. فهو في بيته مع زوجاته. وأبنائه. زوجًا. وأبًا. وموجهًا. ومع سائر الناس داعيًا إلي الله بإذنه. وسراجًا منيرًا.

وقد وفي رسول الله صلي الله عليه وسلم بكل ما كلف به. حتي صار الأسوة الكاملة في كل مجال يحتاج له الناس

وقد وصلت الدعوة الإسلامية نظريًا إلي العالم كله. خلال المرحلة المكية ومعها وصلت أخبار ما بين رسول الله صلي الله عليه وسلم وبين كفار مكة من عداوة وصراع. وهذا جعل الناس ينتظرون ما تسفر عنه الأحداث بعد الهجرة. وما ينتهي إليه الصراع بين أهل مكة وأهل المدينة. وأخذ أبناء الجزيرة علي الخصوص ينتظرون نتيجة هذا الصراع. ليتخذوا قرارهم بعد أن تهدأ العاصفة. ويستقر البركان.

وأراد الله تعالي أن ينتصر دينه بمفهوم البشر وسننهم. ليشعر المؤمنون بمسئوليتهم تجاه الإسلام. ويقوم المسلمون بالواجب المنوط بهم في مجال الدعوة إلي الله تعالي. وليعلم سائر الناس أن الإسلام قوي بما فيه من تعاليم. وإرشاد. وأن الإيمان أساسه الاقتناع والرضي. وأن الاستفادة بالإسلام تحتاج إلي الاستقامة والطاعة والانقياد والتسليم وخلوص العبودية لله رب العالمين.

وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم والمسلمون معه خير أمة أخرجت للناس في الفهم والتطبيق والصدق والإخلاص فاستقاموا علي الطريقة الحقة. وجاهدوا في الله حق الجهاد. وجعلوا كل أمانيهم إرضاء الله ورسوله. ولم يبالوا بأي أذي ينالهم. أو بأي ضرر ينزل بهم ما داموا علي المنهج القويم الذي ارتضاه الله للناس.

لقد تمتعت هذه الجماعة بالإسلام في المدينة. وحولت الفكرة المجردة إلي عمل واقعي. وجعلت المبادئ حركة ناصعة تخاطب العقل. وتتراءي للعين. ويلمسها.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق