إن الدعاء من أعظم أسباب استجلاب البركة، ومن شواهد ذلك ما جاء حين قُدم طعام للنبي ﷺ، فقالوا له:
"ادعُ الله لنا"، فقال ﷺ:"اللهم باركْ لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم، وارحمهم" جامع الأصول
والدعاء بالبركة في العمر والوقت أمر حسن، لا حرج فيه وفقاً للعُلماء ، لأن من دلائل البركة فيهما: عدم إضاعتهما فيما لا نفع فيه، واستثمارهما في الطاعة والنفع العام.
فالبركة تعني: الزيادة والنماء والثبات.
وقد يُبارك الله في المال، فلا يشكو العبد فقراً، رغم ضيق دخله وكثرة نفقاته.
وقد يُبارك أثر العمل الصالح، فيمتد للولد ككنز اليتامى في سورة الكهف، حيث نفع العمل الصالح جيلًا لاحقًا.
أسباب جالبة للبركة
_صلة الرحم..قال ﷺ:
"من سرّه أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه" صحيح البخاري
ومعنى "ينسأ له في أثره" أي: يطيل الله عمره ويبارك فيه.
_ الصدقة..قال تعالى:
﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ، فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ، وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ﴾
البقرة: 261
عن عروة البارقي رضي الله عنه:
"أن النبي ﷺ أعطاه دينارًا ليشتري له به شاة، فاشترى به شاتين، فباع إحداهما بدينار، وجاءه بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه..."البخاري
وفي رواية أحمد:
"اللهم بارك له في صفقة يمينه"
قال عروة:
"فلقد رأيتني أبيع بكناسة الكوفة، فأربح أربعين ألفًا قبل أن أرجع إلى أهلي"
قال أنس بن مالك رضي الله عنه:
"قالت أمي للنبي ﷺ: خويدمك أنس، فادع الله له، فدعا لي بكل خير، ثم قال: اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيهما" أحمد – صححه الألباني
قال أنس:
"فأخبرتني ابنتي أني دفنت من صلبي بضعًا وتسعين، وما من الأنصار رجل أكثر مني مالًا"
اترك تعليق